[الروقي البرقاوي]

في تقرير أعدته الإيكونومست برعاية مركز قطر للمال
شهية المؤسسات المالية العالمية مفتوحة للاستثمار في إدارة الأصول بالمنطقة


ذكر استطلاع أجرته الإيكونومست إنتلجنس يونيت ان أكثر من 80 في المئة من الذين أجابوا على أسئلة الاستطلاع إنهم يتوقعون زيادة استثماراتهم في المنطقة على مدى السنوات الثلاث القادمة. بيد أنه هناك عدة عوامل لا تزال تعترض سبيل المستثمرين المحتملين, وتشمل مخاوف بشأن البيئة التنظيمية وغياب الشفافية واستمرار عدم الاستقرار السياسي في المنطقة.
والاستطلاع يشكل أساسا لتقرير بعنوان "إدارة الأصول في الشرق الأوسط: الاحتمالات بالنسبة للمؤسسات المالية العالمية" أصدرته الإيكونومست إنتلجنس يونيت برعاية مركز قطر للمال . يناقش التقرير بيئة الأعمال في مجال إدارة الأصول في الشرق الأوسط, ويبحث بشكل متعمق ثقافة المستثمرة المتنامية في المنطقة ويستكشف بعض المنتجات والخدمات التي من المرجح لها أن تستقطب الانتباه مع تطور هذا القطاع.

الشهية مفتوحة
ويقول روب ميتشل, محرر التقرير: "من الواضح أن شهية المؤسسات المالية العالمية مفتوحة جدا للاستثمار في قطاع إدارة الأصول في الشرق الأوسط, فالثروات الكبيرة والمتزايدة تخلق وتضمن استمرار الطلب القوي على الخدمات المصرفية والخاصة وإدارة الثروات, وأصبح ازدياد النضوج والوعي لدى المستثمرين ووجود بنية أساسية مالية قوية يدفعان باتجاه تطور قطاع الاستثمار الفردي" . وأضاف قائلا " "ولكن, على الرغم من وجود هذه الفرص, لا يزال هناك عدد من المشكلات التي تحول دون إجراء المزيد من الاستثمارات, وتشمل تلك المُعَوقات غياب الشفافية ومخاوف بشأن البيئة التنظيمية ومصاعب تكتنف تعيين الأفراد الذين يملكون المهارات الاحترافية اللازمة في المنطقة".
والاستنتاجات التي توصل إليها التقرير تقوم على أساس استطلاع شمل 180 من كبار المسؤولين التنفيذيين في مؤسسات خدمات مالية أجرته الإيكونومست إنتلجنس يونيت , كما تقوم على أساس سلسلة من المقابلات التي دارت خلالها نقاشات متعمقة مع ممثلين عن شركات لديها استثمارات في المنطقة في الوقت الحالي.
وتشمل الاستنتاجات الرئيسية للتقرير: الأعمال المصرفية الخاصة توفر أقوى فرص الاستثمار: ترى المؤسسات المالية التي تقدم خدمات مصرفية خاصة وخدمات إدارة الأصول أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت سوقا تتمتع بأهمية متنامية, وتقوم مؤسسات كثيرة كهذه على تعيين أو نقل مديري علاقات العملاء لخدمة هذه المنطقة, علما بأن الأعداد المتزايدة للأفراد ذوي الملاءة المالية العالية, إلى جانب التطورات التي تشهدها سوق رأس المال في المنطقة, أدت ولا تزال تؤدي إلى تعزيز الطلب على المنتجات الأكثر تطورا, بما في ذلك المشتقات وصناديق التَحَوط والصناديق المدرجة وحداتها في البورصات. ومن الفرص الاستثمارية الهامة الأخرى التي ذكرها المشاركون في الاستطلاع أسهم الشركات الخاصة والاستثمارات بالتجزئة.

التمويل الإسلامي
تزايد أهمية التمويل الإسلامي كجزء أساسي من خدمات إدارة الأصول: أبدى كل من المشاركين في الاستطلاع والذين أجريت معهم المقابلات في سياق إعداد التقرير ثقتهم باستمرار نمو قطاع التمويل الإسلامي. وكان الرأي السائد هو أن التمويل الإسلامي لم يلعب حتى الآن دورا بارزا في العديد من مجالات إدارة الأصول والصناديق, إلا أن المرجح أن تتغير هذه الصورة في المستقبل, وقال نحو 60 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع إنهم يتوقعون زيادة كبيرة في الطلب على منتجات التمويل الإسلامي خلال السنوات الثلاث القادمة, وقالت نسبة كبيرة من المؤسسات المشمولة بالاستطلاع والمقابلات إنها تتوقع أن تكون بعض منتجاتها على الأقل متوافقة مع أحكام الشريعة.
التحالفات الستراتيجية هي الأسلوب المفضل للدخول إلى الأسواق أو التوسع فيها: تتوقف ستراتيجيات الدخول أو التوسع في أسواق منطقة الشرق الأوسط على الأوضاع في كل سوق على حدة وعلى البيئة التنظيمية في البلد المعني, ولكن معظم المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم يفضلون التحالفات الستراتيجية والمشاريع المشتركة, بيد أنه, مع تزايد عدد تراخيص إنشاء البنوك, من المرجح أن يتعزز توجه البنوك نحو تَبَني أسلوب فتح فروع أو مكاتب تمثيلية في المنطقة.

عوائق كثيرة
هناك عدد من المسائل لا تزال تشكل عائقا أمام الاستثمار في المنطقة, على الرغم مما تم تحقيقه من تقدم في مجالات مختلفة كالبيئة التنظيمية وبيئة الأعمال, ذكر المشاركون عددا من المُعوقات التي تعترض سبيل استمرار زخم الاستمرار في المنطقة, ومنها المخاوف حول الأوضاع السياسية التي لا تزال على رأس قائمة المخاوف لدى العديد من المؤسسات في هذا القطاع, وقال 71 في المئة من المشاركين في الاستطلاع إن هذا العامل بالغ الأهمية, وذكروا أيضا غياب الشفافية وتدني مستوى المعايير التنظيمية حيث قال 65 في المئة من المشاركين أن هذين العاملين من أكبر المعوقات أمام الاستثمار.