عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 09-May-2007, 02:30 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو رامي
كــــاتب
إحصائية العضو





التوقيت


ابو رامي غير متواجد حالياً

افتراضي من روائع .. المجنون !!!

من روائع مجنون ليلــى :

تذكرت ليلى والسنين الخواليا

وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا

ويوم كظل الرمح قصرت ظله

بليلى فلهاني وما كنت لاهيا

بثمدين لاحت نار ليلى وصحبتي

بذات الغضى تزجى المطي النواجيا

فقال بصير القوم : لمحة كوكب

بدا في سواد الليل فردا يمانيا

فقلت له : بل نار ليلى توقدت

بعليا تسامى ضوءها فبداليا

فليت ركاب القوم لم تقطع الغضى

وليت الغضى ماشي الركاب لياليا

فيا ليل كم من حاجة لي مهمة

إذا جئتكم بالليل لم أدر ما هيا

وقد يجمع الله الشتيتين بعدما

يظنان كل الظن أن لا تلاقيا

لحا الله أقواما يقولون : إنني

وجدت طوال الدهر للحب شافيا

فشب بنو ليلى وشب بنو ابنها

وأعلاق ليلى في فؤادي كما هيا

ولم ينسني ليلى افتقار ولا غنى

ولا توبة حتى احتظنت السواريــا

خليلي لا والله مـــا أملك الـذي

قضى الله في ليلى و لا ما قضى ليا

قضاها لغيري وابتلاني بحبهـــا

فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيـــا

فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت

فما للنوى ترمي بليلى المراميـــا

فلو كان واش باليمامـــــة داره

وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا

أعــد الليالي ليلــة بعد ليلــة

وقد عشت دهرا لا أعد اللياليــا

وأخرج من بين البيوت لعلني

أحدث عنك النفس بالليل خاليا

أراني إذا صليت يممت نحوها

بوجهي وإن كان المصلى ورائيا

وما بي إشراك ولكن حبهـــا

وعظم الجوى أعيا الطبيب المداويا

أحب من الأسماء ما وافق اسمها

أو أشبهه أو كان منه مدانيـــا

خليلي ما أرجو من العيش بعدما

أرى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا

خليلي إن ضنوا بليلى فقربـــا

النعش والأكفان واستغفرا ليـــا

* * *

( 2 )

نهاري نهار الناس حتى إذا بدا
لي الليل هزتني إليك المضاجع

أقضي نهاري بالحديث وبالمنى
ويجمعني بالليل والهم جامع

لقد ثبتت في القلب منك محبة
كما ثبتت في الراحتين الأصابع

كأنك لم تقنع إذا لم تلاقها
وإن تلقها فالقلب راض وقانع

فيا قلب خبرني إذا شطت النوى
بليلى وصدت عنك ماأنت صانع

أتصبر للبين المشت مع الجوى
أم أنت امرؤ ناسي الحياة فجازع

وكيف ينام المرء مستشعر الجوى
ضجيع الأسى فيه نكاس روادع

فلا خير في الدنيا إذا لم تزر بها
ليلى ولم يجمع لنا الشمل جامع

ويلبسنا الليل البهيم إذا دجا
ونبصر ضوء الصبح والفجر ساطع

وأفرح أن تمسي بخير وإن يكن
بها الحدث العادي ترعني الروائع

وقد كنت أبكي والنوى لا أظنه
بنا وبكم لم ندر ما الدهر صانع

فوا كبدي من شدة الشوق والأسى
وواكبدي إني إلى الله راجع

وأعجل للإشفاق حتى يشفني
مخافة شحط الدار والشمل جامع

وأعمد للأرض التي من ورائكم
لترجعني يوما إليك الرواجع

فيا قلب صبرا واعترافا لما ترى
وياحبها قع بالذي أنت واقع

نهاري نهار الوالهين صبابة
وليلي تنبو فيه عني المضاجع

وللحب آيات تبين للفتى
شحوب وتبرى من يديه الأشاجع

وما كل ما منيت نفسك خاليا
تلاقي ولا كل الذي أنت تابع

تداعت لك الأحزان من كل وجهة
فحنّ كما حنّ الطيور السواجع

كأن بلاد الله ما لم تكن بها
وإن كان فيها الناس فقر بلاقع

ألا إنما أبكي لما هو واقع
وهل جزع من وشك بينك نافع

إذا نحن أنفدنا البكاء عشية
فموعدنا قرن من الشمس طالع


مجنون ليلي ـ قيس بن الملوّح















رد مع اقتباس