عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 15-Jan-2007, 07:35 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو صقر

مشرف انساب وديار قبيلة عتيبه


الصورة الرمزية أبو صقر

إحصائية العضو






أبو صقر غير متواجد حالياً

Thumbs up غالب السراح وعبيد الرشيد

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هذه قصه غالب السراح الشمري مع ابن رشيد.

أسٍرة السراح ظلت هانئة في دومة الجندل تملك المزارع ولاحصون ولها من شهرتها وقوتها وكرمها وشخائها ما جعلها تتبوأ مركز القيادة في الجوف كله ، الى أن بدأ ظهور آل رشيد وآل علي على مسرح الاحداث في منطقة حائل ، وكان عبدالله العلي الرشيد اللذان استلما حكم حائل ، ثم أراد التوسع والهيمنة على القبائل التي حولها مستغلة قوتها والتفاف بعض القبائل حولها ..

وكان عبيد يتطلع الى الجوف طمعا بالحاقه الى أماراتهم وطمعا في السيطرة على القبائل البدوية التي ترد الجوف وأخذ منهم الاموال ( الزكاة ) لدعم إمارتهم وقوتها ومن ثم اعتبار الجوف نقطة انطلاق لهم نحو منطقة الشمال حيث ابن شعلان في القريات ووادي السرحان ، لذا كان من المؤكد أن يقوم عبيد الرشيد بغزو الجوف الادنى أولا وهي (( سكاكا )) أو الجوبة وقام بذلك فعلا واصطدم مع أهالي سكاكا في موقع اسمه ((اللقائط)) بالقرب من سكاكا ولم يوفق وردوه على أعقابه حينذاك ونراه يقص علينا بمرارةهذه الغزوة :

من العنا جينا نحارب هل الجوف ،،،، ذباحة الطيب نهار الزحامي
ملبوسنا جوخ وملبوسهم صوف ،،،، وردوا علينا مثل ورد الظوامي
اللي نكس معنا على الهجن مشنوف ،،،، واللي وقع بالطعس تسعين رامي

وكان السراح يراقبون الموقف عن كثب ، ونراهم قد شمتوا بفشل عبيد العلي وجيشه ولقد لاموا على أهل سكاكا عدم قضائهم عن عبيد قضاءً تاما ولو كانوا هم المعنيون بذلك لاذاقوا عبيد مر الهوان ... لقد أوصل أعوان عبيد الرشيد هذا الكلام اليه منقولا عن سواح وخليف ابني حطاب زعيم السراح وكذلك غالب بن سراح الذي كان شديد العداء لعبيد الرشيد ، ولما علم عبيد الرشيد بهذا الموقف من السراح غضب وقام بارسال هذه القصيدة مهددا ومتوعدا وسأختصر القصيدة:

يالله ياللي للجزيلات وهاب ،،،، تعطي ولا جزل العطا منك ممنون
ياغافر الزلات يارب الارباب ،،، ياناصر موسى على قوم فرعون
الى أن يقول :
ياراكب اللي لامشى يوثب اوثاب ،،، لاشفت زوله يختفق تقل مجنون
عقب اربع يلفي عزيزين الاقراب ،،، اللي على الديره قديمن يحامون
قل لولاك ما كزيت خط ونجاب ،،،، لابد ما نمشي وناصل على الهون
ان كان تشكي لي خليف وحطاب ،،،، فالله خبير بعهود ناس يبوقون
ان كان تنخاني على اعوج الاطناب ،،، فلا ترى سيفي على الضد مسنون
الى أن يقول
ان سهل الباري وجينا بلااطواب ،،، السعر ما ينقص على اللي تعرفون
اتيك بجموع يعايون الاداب ،،،، وا يويل من باشناق نزله يحلون
ضياغم ترخص حلاله والارقاب ،،،، ودون الرفيق بمالهم ما يدارون
اللي رمي برصاص نرميه باطواب ،،،، عقب الهدير أن سعاف الله ترغون

وعلى ماقيل بالبيت الاخير وهذا وصف قوي من عبيد : الرغاء عقب الهدير عيب

وهذه القصيدة قالها عبيد رد على رسالة وصلت اليه من دومة الجندل تستنهضه على حرب خليف وحطاب بن سراح

وصلت قصيدة عبيد الى السراح فجاوبه حطاب بن سراح على قصيدته :

ان جيبتنا يا عبيد نفتح لك الباب ،،،، حنا نقيف وفن ربعك يخشون
الجوف تلقى به خليف وحطاب ،،،،، ماهم فريف حروب عنكم يهجون
والله لو جمعت جندك والاطواب ،،،،، ذي ديرة السراح دونه يعييون
اللي دفس بربوعكم جر الاسباب ،،،، اللي له الدفات ياعبيد تكسون
يا عبيد ماقصدك زكاة ونواب ،،،،،،،،،، كلام فاضي مار عبيد تكمون
يا عبيد نسيت يوم انك رفيق لحطاب ،،،،، والدبس عند حسين يغرف بماعون


حسين المقصود هنا في البيت الاخير أحد رجال عبيد الرشيد المخلصين اللي عناه عبدالله الرشيد بقوله :

ياحسين مايشتكي كود الرديين ،،،، والا ترى الطيب وسيعن بطانه

المهم وصل جواب حطاب لعبيد وسارع عبيد لتجهيز حملة قوية بمدافع تجرها الجمال متوجه الى حيث السراح يقيمون في دومة الجندل وقال بها ابيات مشير الى خط مسيره وسيره :

من قفار لحايل نشرنا ،،،، معتلين ظهور النجايب
مع مضيق الشعيب انحدرنا ،،،، تقل سيل تحده هبايب
كم صبي لعمره قصرنا ،،،، مسكنه مابين عوج النصايب
خذمه مباني خبرنا ،،،، طايب والا علي غير طايب

وخذمه هذه موقع شرق دومة الجندل حيث عسكر فيها عبيد وحاصر دومة الجندل مدة ستة شهور متوالية ولم يستطيع دخولها نظرا لمنعتها واستعداد أهلها للدفاع عنها وكان للشيخ حطاب ولد اسمها غالب هذا كان على درجة عالية من الشجاعة والفهم وقوة الشكيمة وحسن التدبير وكان يكره عبيدا كرها شديدا ، فقام بصنع مدفع من الخشب وقام بحشوه بالبارود والملح وبدأ بضرب معسكر عبيد بعدة ضربات وكان لوقعه أثر كبير في دب الهلع والخوف في نفوس عسكره عنئذ أمر عبيد مستشاريه للاجتماع والتداول في أمر هذا الواقع وطلب منهم المشوره ، مبينا لهم بأن السراح متعاوينين مع دولة أجنبية وأن هذه المدافع مدافع دولة فما الرأي ؟

أشاروا عليه بأن المدة التي قضيناهاهي مدة طويلة وأن أهل دومة الجندل لديهم من المؤن مايكفيهم ، أما نحن فنأكل من لحم ابلنا التي ينقص عددها يوما بعد يوم ، اذن لابد من اللجوؤ الى طريقة نضمن فيها سلامتنا ..

عند ئذ لجأ عبيد الى الحيلة والحرب خدعة وأرسل مرسالا من قبله الى حطاب يطلب منه مواجهته والاتفاق معه على التفاوض الذي يتضمن عهدا من الله أن لاتكون فيه خيانة ولانقض ، ولقد لبى حطاب هذه الدعوة بناء على نبية عبيد وتقابلا حيث قال له عبيد : (( إننا لانريد الجوف طمعا ولا مصلحة لنا فيه الا أن نريد زكاة بادية الشمال عن طريق الجوف ، وأنتم منا ونحن منكم لذا فمن الواجب أن نقيم فيما بيننا حلفا :

- أنتم حكام الجوف في الشمال
- نحن حكام حائل في الجنوب
- ونحن نمدكم بالرجال والمال
- وافق حطاب على ما قدمه إليه عبيد ودعاه الى الغداء في قصره ، وعندما علم غالب ابنه بالامر استشطا غضبا ، وقال معاتبا أبيه مبينا له سوء ما اتفق عليه مع عبيد وأن عبيد ما جاء ليفاوش بل جاء متحديا ومقاتلا الا أن أباه رفض كلام ابنه وبين له بأن عبيد قد أعطاه عهدا بالله ورسوله على ماتفقا عليه ، وأن عبيد قادم الى القصر حسب الدعوة الموجهة اليه ..
وما أن وصل عبيد ورجاله الى أمام القصر حتى صعد غالب ومعه بندقيته الى ((السقيفه )) وهي الطابق العلوي للقصر بقصد قتل عبيد ، فعلم أ[وه بذلك وقام بمنعه من تنفيذ مانوى عليه ، خوفا من العار والخيانة بحق الضيف ، عند ئذ قرر غالب عد المشاركة في استقبال عبيد ، فلما دخل عبيد ورجاله ردهات القصر وجدوا الطعام وقد أعد لهم من قبل حطاب ، وقبل الشروع به سأل عبيد حطاب عن ابنه غالب مستغرب عدم حضوره وأنه يريد التعرف عليه لما له علم من سيرته الحميدة وشجاعته النادرة ولابد من التزامه بالعهد الذي تم اتفاقنا عليه وأنه اذا لم يحضر فلن نتناول الطعام وسنعتبر كأن شيئا لم يكن بيننا ، عند ئذ دخل حطاب على غالب وأحضره على كره ٍ منه ، فلما دخل حطاب وولده غالب أمر عبيد رجاله بالقاء القبض عليهما ووضع الحديد بأرجلهم وايديهم ونفذ فيهم ما كان خططه ضدهم من حيلة ناجحة ، كما أمر رجاله بتقطيع النخيل وقضى القصر ، وحمل الاب وابنه في محمل واحد على عجل وكذلك تم حمل النساء والاطفال على محامل أخرى ، وهناك في حائل زجا في السجن سوية وقد أِرف عبيد بنفسه على دخولهماالسجن ويقال أنه شتم حطابا مما أُثار غالب ذلك الفتى الجريء الذي لايهاب الموت فرج على عبيد ردا قاسيا وشتمه شتما لاذعا حين قال :

عن شتمتك حطاب ملعون أبوك أنت ،،،، معلون أبوك وخيرة العمر فاني
الفين لعنة يامن بالعهد خنت ،،،، يالضبع الاسود ياغراب السواني

فقال عبيد : إني أعرف يا غالب بأنك زاهد في حياتك وتريد أن تموت لكنني لن أقتلك وسأدعك تموت في سجنك هذا قهرا ً

وفي السجن قام غالب يلوم أ[يه مبينا له صحة موقفه مع عبيد سابقا وخاطب ابوه بهذه الابيات :

يا ونتي ونة معيد ضعيفه ،،،، على اديار خابرينه ورانا
من قبل ماحنا ذراها وريفه ،،، اليوم صارت تحت وطية اعدانا
اشوف ثمر الكسلب عندي طريفه ،،، من قبل ما نأكل امذنب احلانا
وانا اشهد أن عبيد جانا بحيفه ،،،، وأنا أشهد ان سلطة من سمانا
ولو البكا ينفع بكينا المنيفه ،،،، الغرسة اللي فرعوا به اعدانا
ما طعت شوري يوم أنا بالسقيفه ،،، انت تقول اهنا وانا اقول هانا
واليوم يا حطاب مابه حسيفه ،،، هذا جزى ما تستحقه لحانا

كلام يحز في النفس يا جماعة الخير والله ...

المهم

لم ييأس غالب من الوضع الذي هو فيه بل ظل يراوده الامل في أن يقوم بعمل مافي سبيل خروجه من السجن هو وأبيه ،فبدأ على الفور بتنفيذ خطة هروب محكمة من السجن وذلك عن طريق بعض العظام التي كانت تأتيه عن طريق الطعام وهي عظام ضلع الابل ثم بدأ بنقب حائط السجن المصنوع من الطوب والتراب بعد أن يرشه بالماء لتبليله وتليينه ثم بدأ يحاول تحرير رجليه من القيد الخشبي عن طريق حزه بالعظام الصلبه وقد استطاع ن يفتح ثغرة في الحائط وطلب من والده أن يصحبه في الخروج من السجن لكن حطاب رفض ذلك نظرا لكبر سنه ومرضه الذي يمنعه من تنفيذ ذلك وطلب من غالب أن يخرج داعيا له بالتوفيق ، وغادر غالب السجن بعد أن ودع أباه ، غادر مسرعا وفي قلبه وتفكير أمل أن يعيد مجد أبائه من جديد ، فوصل الجوف واجتمع مع بعض اعوانه فأجيب بأن الناس قد خافت وتفرقت وليس له فيها طيب مقام وعليه أن يغادر الجوف والا سيتم الفتك به عن طريق المنصوب الوالي الذي عينه عبيد حاكما على دومة الجندل بعد مغادرته لها ...

احتار غالب في أمره وأخيرا قرر مغادرة الجوف الى البلقاء حيث قبيلة العدوان الذي تربطها مع آل رشيد روابط صداقة وثقة متبادلتين عله يجد عن العدوان حلا لمشكلته ويصل غالب الى مرابع العدوان ودخل بيت الشيخ وقد حان وقت العشاء فاقبلت الناس على الطعام فدعوه ليأكل وعدنما مد يده لم يجد ما يقتات به الا بعض المرق البارد ، وعندما خلا الى نفسه أنشد هذه القصيدة وكانت ابنة الشيخ تسمعه :


يا محلا والشمس يبدي شعقها ****من حدر الزرقا ليا نقرة الجوف
تسقى بها غيدٍ ظليل ورقها **** أن قلطن ماها للمسايير وضيوف
اطيب من البلقاء وحامي مرقها ****ومقلطه للضيف ذرعان وكتوف
كم حايل للضيف نرمى شنقها ****يقلط حثث ماهو على الزاد مردوف


أبلغت ابنة شيخ العدوان والدها بقصة ذلك الشاب وأنه ليس رجلا عاديا ولديه قصة لابد وأن تكون ذات أهمية خاصة ، وأنه من أهل الجوف ومن عائلة كريمة فأراد الشيخ التحقق من قصيدته وأمره ، وأبلغه بأنه سيظل عنده حتى يتحقق من صحة ما قال فان ثبت عدم صدقه سينال جزائه الصارم ، وان ثبت خلاف ذلك فسينفذ له عند ئذ كل مطاليبه ، فقام الشيخ من توه وأرسل بعض رجاله على ركائب خاصة وأفهمهم مهمتهم وأنها الى الجوف دومة الجندل والتحقق من غالب وقومه هناك ثم العودة وابلاغه صحة الموقف ، ولما تجهز الركبان استعدادا للمغادرة طلب منهم غالب أن يتمهلوا حتى يزودهم بقصيده الى أهله فأنشد ::

يا موفقين خير يا اهل الركايب ،،،، عسىالسعد بنحوركم يوم تلفون
ريظوا وخذوا لي حلي الغرايب ،،،، غد انكم عند القرايب تحلون
اليا لفيتوا حول ذيك النصايب ،،،، حذرا لايدين الركايب تعقلون
قل اخسوا خسيتو ياكبار العصايب ،،،، هو ليه ياكرام اللحا تستهنون
حتى صليب لهم شيوخ وطنايب ،،،،، وارداهم اللي بالملازم يعييون
لومي على اهل الدلال التعايب ،،،،، وابن صليع ولابته ماينامون
ومع النقيب ادعوا طريق الركايب ،،،،، غدن انكم عند ابن جارد تلفون
تلفون ناصر مثل حر الجذايب ،،،، ماكر ولا عمر المواكر يبورون
وتلقون فنجال من البن رايب ،،،، زود ٍ على الي بالمناسف يحطون
يا حيف أخو عينه يقولون شايب ،،،،، لا واهني من حط شيبه عاالعفون
قل حنا لكم بالجوف مثل الرقايب ،،،، نسهر عيون الضد وانتم تنامون
وحنا لكم سيف عطيب الضرايب ،،،، يا طيبنا من طيبكم كان تدرون
وحنا لكم بيت ٍ وسيع الطنايب ،،،،، يا قيكم من البرد لاهب كانون
والزين منكم باطل الهرج عايب ،،،، وتراكم مثل ماقالت حميده تقولون

ثم سارت ركايب ابن عدوان الى الجوف ووصلت الى هناك لتقف على حقيقة ما ذكره غالب ، لقد وجدوا في الجوف الكرم والسخاء وسألوا عن غالب وأسرته فاذا هم من غر القبائل وأصفاها ، ثم عادوا بعد أن أمضوا هناك مدة خمسة أيام ، عادوا ليخبروا شيخهم بأن غالبا إنما هو أمير وابن أيمر وأن له من الافعال ما تحمد ومن السيرة ما تذكر ، عند ئذ قدره ابن عدوان وطلب من غالب أن يطلب بما جاء له ؟

فذكر له قصته مع ابن رشيد وكيف أن والده حطابا لازال قيد لاسجن عنده ورجاه أن يتوسط له لدى ابن رشيد لما تربطه معه علاقات وديه وثقة متبادلة ، فبادر ابن عدوان لتلبية هذا الطلب وغادر على الفور مع مجموعة من رجاله حيث ابن رشيد في حائل واصطحب معه غالبا ، فلما وصلوا الى ابن رشيد أكرمهم وأعد لهم الطعام حتى يلبي المعزب طلبه ، وهكذا فعل ابن عدوان ، رفض أن يتناول طعام ابن رشيد حتى يتعهد بتلبيهه طلبه ، فوافق ابن رشيد فحدثه بموضوع غالب وموضوع عودته الى الجوف طبعا في هذا الوقت توفي حطاب والد غالب في السجن ولديهم الخبر قبل وصولهم لدى ابن رشيد ..

المهم واستطرد ابن عدوان ان غالب في وجهه وانه يريده أن يعود الى الجوف ، فوافق عبيد على عودته وعودة ذراريه معه على أن لايطالب بأي حق له في دومة الجندل وأن يلتزم ببيته ، وهذا شرط أكده عليه عبيد ووافق ابن عدوان
وغالب عليه ، عند ئذ كتب ابن رشيد الى عامله ويسمى المنصوب على استقبال غالب واهله ، وتم ذلك وأقام لابن عدوان حفل تكريم وودعه ابن عدةوان بعد ذلك بعد أن قام بواجبه تجاه غالب ، وعاش غالب في ديرته والحسرة تلف قلبه على والده والايام الخوالي التي كان يعيشها في ديرته ..

الا أن عبيد أنى له أن يهنا له بال ، وغالب هناك في الجوف ينغص عليه مطامعه ، فلم يترك غالبا وشأنه بل مالبث يحيك له مؤامرة تلو الاخرى للتخلص منه نهائيا ، وحصل ما كان متوقعا ، أذا أوعز الى المنصوب أن يكلف بعضا من رجاله لتعسيف النخل ، وطلب منهمأن يأمروا غالبا بالعمل معهم على التعسيف وأن لم يرضى ذلك عليهم أن يجبروه غصبا ، فلما قدموا اليه وطلبوا منه ذلك اسشاط غضبا واستل سيفه وقتلهم جميعا وكانت هذه بدياة الشرارة الثانية ، والتي ستكون نهايتها هي نهاية غالب على يد ابن رشيد لقد عرف غالب المصير الذي ينتظره منذ زمن بعيد فخرج من الجوف قاصدا ً الشيخ فيصل بن شعلان امير وشيخ قبيلة الرولة من عنزة الذي كان في القريات وحاكما عليها ومستقلا فيها فازبن غالب عليه فاستقبله ابن شعلان وأكرمه غايه في الاكرام الا أن غالبا والذي عجمته الايام ما لبث أن أنشد هذه القصيدة ولالم يعتصر من قلبه متوجدا ومتأسفا على الحالة التي وصل اليها :


يالله ياللي فوقنا معتلينا ،،،، حنا ومن يرجي ثوابك حذانا
حنا بليا فزعتك ماسوينا ،،، وحنا بليا فزعتك من عنانا
من قبل ما نادي الخلايق ودينا ،،، واليوم لو يأتي سفيه ودانا
من بعد ما حنا بعز هضينا ،،،، تفتحت بيبانها لقبلانا
ياالبيض عدن ملا تمكن علينا ،،،،، عدن ملا تمتكن وخوذن لحانا
حطن خلاخيل الذهب بيدينا ،،، وتقلدن بسيوفنا يا نسانا
لا صار من زمل المحامل نشينا ،،،، حنا علينا حردهم وش بلانا
دابان ما هو باطل باليمينا ،،،، جابان لاصخر ناقله ما يدانا
والماء مايفديه كثر الدفينا ،،،،، والحق مايصفي بليا مشنانا

دابان سيف غالب بنحطاب بن سراح

ويم وصلت القصيدة لاحد اعوان آل رشيد رد عليها منها هذين البيتين :

يا ابو طواري يوم دورك صبرنا ،،،، وشن مزعلك من دونا يوم جانا
ياما لعوراتك وزملك سترنا ،،،، عييت عن الشيمة سواعد لحانا

فرد عليه غالب بهالقصيده :

لايغركم جدَّة عبيد لثمرنا ،،،، بالبوق واللا بالنقا ما ولانا
حنا بامان الله عليه انحدرنا ،،،، كل العرب سمعت عهود ٍ عطانا
وحنا اليا ثار الدفق وانتشرنا ،،،، رويت مراهيف النمش باقبلانا
إن سعف الباري وركب جهرنا ،،، بالقنب المصيص نملي ادلانا
باما بوسط المناظر نظرنا ،،،،، وسط المناطر ماترفرف اشوانا

ولكن ؟ ...

هل أمن غالب من مكائد ابن رشيد رغن أنه في ديرة ابن شعلان والذي كان مناوئا لاطماع عبيد الرشيد في الجوف لان عبيد أًبح يمثل الطرف الثالث في الاتجاهات الجوفية : فقسم من أهل الجوف كان مع العثمانين وقسم آخر كان مع فيصل الشعلان اما القسم الجديد الاتجاه فهو مع آل رشيد ، اما العثمانيون فلم يكن تدهخلهم بالشكل المباشر وانما كانوا ينترون من ستكون له الجولة المربحة ثم ينقضوا على الطرف الرابح ليقضوا عليه ضمانا لسمعة دولتهم في تلك البلاد ...

نعم ...! لم يسلم من كيد ابن رشيد الذي أرسل سرا أحد الرجال الذي أظهر لغالب كل حب وتقدير وظل يلازمه فترة طويلة كأحد الرجال المخلصين له ، لكن نية الغدر مبيتة عنده ، فأقدم على قتله غيلة ، وبذلك انطوت صفحة من كل الجهات فكان الفارس ، الذي خرج منها منتصرا بارادته القوية وبايمانه الصلب وبموقفه الذي لم يعرف التردد والتراجع ..

بموت غالب انتهى نفوذ السراح في الجوف ، وخلدوا من بعده الى حياة الاستقرار والهدوء ، بعد أن دانت البلاد والعباد الى حكم الله وشرعه على يد الدولة السعودية المباركة والتي عم بفضلها العدل والطمأنينة والامن والسراح لايزالون موجودين في دومة الجندل ويملكون المزارع والبيوت ..

منقول
تحيتي ..........















رد مع اقتباس