[ناصر العصيمي]

ما أروع الكلمة في لحظة يأس،
عندما تكون بلسماً شافياً وشهداً صافيا،
وما أقبح من الكلمة في ذات الساعه،
عندما تكون محرضاً او مهبطاً او وقوداً لإشعال الفتنة.
كلمة قد يكون فيها حقنٌ للدماء،
وبرداً يخفت من لمعان النار المشتعلة.
ما أبهى الكلمة!! حين يمتزج بها الصدق ويعطرها الإيمان.
ما أجمل الكلمه!! كلمة طيبة.
( ألم تر كيف ضرب الله مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء)
تتجدد عطاءات الكلمة وتسمتر في زرع الامل وإحياء الميت. أصلها ثابت قلبها ثابت، جذورها ثابته، أغصانها ندية ثمارها ناضجة، عطاءاتها مبهجه..
فكيف يتأتى ذلك ؟
الذات وحدها هي من يجعل لصرخة الكلمة ثمرة ناضجه،
الذات والذات فقط هي من يهتف بصدق ومودة وإخلاص.
فذات المتكلم أقوى وأعمق وأصدق وأدوم تأثيراً من الكلمة الطيبة.
كلنا قادرون على الكلمة الطيبة وما اسهل الترنم بها وترديدها ، ولكن أين الصدق الذي تنبع منه، أين الأصل الثابت..
سرعان ما يتلاشى مفعولها تلك الكلمة الطيبة النابعة من الذات المشوهه،
سرعان ما تغيب راحلة برحيل صاحبها.
القلب يشم رائحة الصدق والعقل يرفض الرياء حتى لو كان منمقاً مقنعاً.
أما الكلمة ذات الأصل الثابت، تشرق لنا مع كل صباح، ت
رجع وتدندن طارقة طبلات أذاننا، تفتح لنا أبوب عقولنا المعتقه.
فيهطل مطر التغيير في حياتنا ,, نوراً,, عقلاً,, هدايةً...

هذه هي دانة الصدق وواحة العطاء الذي نفتقده جميعاً،
من سيغوص ليجلب لنا هذه الدانه من اعماقه المكتنزه بالفطرة السليمة؟

خالص الود....