عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 06-Aug-2016, 12:17 PM رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
قلم من الصحراء
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


قلم من الصحراء غير متواجد حالياً

افتراضي



قال الامام ابن كثير في ( البداية والنهاية) :

ذكر أخبار العرب
قيل : إن جميع العرب ينتسبون إلى إسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام والتحية والإكرام . والصحيح المشهور أن العرب العاربة قبل إسماعيل ، وقد قدمنا أن العرب العاربة منهم عاد وثمود وطسم وجديس وأميم وجرهم والعماليق ، وأمم آخرون لا يعلمهم إلا الله . وكل هؤلاء كانوا قبل الخليل عليه الصلاة والسلام ، وفي زمانه أيضا فأما العرب المستعربة ; وهم عرب الحجاز فمن ذرية إسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام ، وأما عرب اليمن ; وهم حمير فالمشهور أنهم من قحطان واسمه مهرم . قاله ابن ماكولا . وذكروا أنهم كانوا أربعة إخوة ; قحطان وقاحط ومقحط وفالغ وقحطان بن هود ، وقيل : هو هود ، وقيل : هود أخوه ، وقيل : من ذريته ، وقيل : إن قحطان من سلالة إسماعيل عليه الصلاة والسلام حكاه ابن إسحاق وغيره فقال بعضهم : هو قحطان بن الهميسع بن تيمن بن قيذر بن نبت بن إسماعيل ، وقيل : غير ذلك في نسبه إلى إسماعيل . والله أعلم .

وقد ترجم البخاري في " صحيحه " على ذلك فقال : باب نسبة اليمن إلى إسماعيل عليه السلام حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن يزيد بن أبي عبيد حدثنا سلمة رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق فقال : ( ارموا بني إسماعيل ، وأنا مع بني فلان - لأحد الفريقين - فأمسكوا بأيديهم فقال : ما لكم ؟ ! قالوا : وكيف نرمي وأنت مع بني فلان ؟ فقال : ارموا وأنا معكم كلكم ). انفرد به البخاري .

وفي بعض ألفاظه ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا . ارموا وأنا مع ابن الأدرع فأمسك القوم فقال : ارموا وأنا معكم كلكم قال البخاري : وأسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة يعني : وخزاعة فرقة ممن كان تمزق من قبائل سبأ حين أرسل الله عليهم سيل العرم كما سيأتي بيانه ، وكانت الأوس والخزرج منهم . وقد قال لهم عليه الصلاة والسلام ارموا بني إسماعيل فدل على أنهم من سلالته ، وتأوله آخرون على أن المراد بذلك جنس العرب ، لكنه تأويل بعيد ; إذ هو خلاف الظاهر بلا دليل ، لكن الجمهور على أن العرب القحطانية من عرب اليمن وغيرهم ليسوا من سلالة إسماعيل ، وعندهم أن جميع العرب ينقسمون إلى قسمين : قحطانية وعدنانية فالقحطانية شعبان : سبأ وحضرموت والعدنانية شعبان أيضا : ربيعة ومضر ابنا نزار بن معد بن عدنان ، والشعب الخامس وهم قضاعة مختلف فيهم فقيل : إنهم عدنانيون قال ابن عبد البر : وعليه الأكثرون . ويروى هذا عن ابن عباس وابن عمر وجبير بن مطعم ، وهو اختيار الزبير بن بكار وعمه مصعب الزبيري ، وابن هشام . وقد ورد في حديث " قضاعة بن معد " ، ولكن لا يصح قاله ابن عبد البر وغيره ، ويقال : إنهم لم يزالوا في جاهليتهم ، وصدر من الإسلام ينتسبون إلى عدنان فلما كان في زمن خالد بن يزيد بن معاوية كانوا أخواله انتسبوا إلى قحطان فقال في ذلك أعشى بن ثعلبة في قصيدة له .


قال ابن حجر في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) :

باب نسبة اليمن إلى إسماعيل منهم أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة
عن سلمة رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق فقال: ( ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا وأنا مع بني فلان لأحد الفريقين فأمسكوا بأيديهم فقال ما لهم قالوا وكيف نرمي وأنت مع بني فلان قال ارموا وأنا معكم كلكم). رواه البخاري

قوله : ( باب نسبة اليمن إلى إسماعيل ) أي ابن إبراهيم الخليل . ونسبة مضر وربيعة إلى إسماعيل متفق عليها ، وأما اليمن فجماع نسبهم ينتهي إلى قحطان ، واختلف في نسبه فالأكثر أنه ابن عابر بن شالخ بن أرفشخذ بن سام بن نوح ، وقيل هو من ولد هود عليه السلام ، وقيل ابن أخيه . ويقال إن قحطان أول من تكلم بالعربية وهو والد العرب المتعربة ، وأما إسماعيل فهو والد العرب المستعربة ، وأما العرب العاربة فكانوا قبل ذلك كعاد وثمود وطسم وجديس وعمليق وغيرهم . وقيل : إن قحطان أول من قيل له أبيت اللعن وعم صباحا ، وزعم الزبير بن بكار إلى أن قحطان من ذرية إسماعيل وأنه قحطان بن الهميسع بن تيم بن نبت بن إسماعيل عليه السلام ، وهو ظاهر قول أبي هريرة المتقدم في قصة هاجر حيث قال وهو يخاطب الأنصار " فتلك أمكم يا بني ماء السماء " هذا هو الذي يترجح في نقدي ، وذلك أن عدد الآباء بين المشهورين من الصحابة وغيرهم وبين قحطان متقارب من عدد الآباء بين المشهورين من الصحابة وغيرهم وبين عدنان ، فلو كان قحطان هو هودا أو ابن أخيه أو قريبا من عصره لكان في عداد عاشر جد لعدنان على المشهور أن بين عدنان وبين إسماعيل أربعة آباء أو خمسة ، وأما على القول بأن بين عدنان وإسماعيل نحو أربعين أبا فذاك أبعد ، وهو قول غريب عند الأكثر ، مع أنه حكاه كثيرون وهو أرجح عند من يقول إن معد بن عدنان كان في عصر بختنصر ، وقد وقع في ذلك اضطراب شديد واختلاف متفاوت حتى أعرض الأكثر عن، سياق النسب بين عدنان وإسماعيل ، وقد جمعت مما وقع لي من ذلك أكثر من عشرة أقوال ، فقرأت في كتاب النسب لأبي رؤبة على محمد بن نصر " فذكر فيه فصلا في نسب عدنان فقال : قالت طائفة هو ابن أد بن أدد بن زيد بن معد بن مقدم بن هميسع بن نبت بن قيدار بن إسماعيل ، وقالت طائفة : ابن أدد بن هميسع بن نبت بن سلامان بن حمل بن نبت بن قيدار ، وقالت طائفة : ابن أدد بن هميسع المقوم بن ناحور بن يسرح بن يشجب بن مالك بن أيمن بن نبت بن قيدار ، وقالت طائفة هو ابن أد بن أدد بن الهميسع بن يشجب بن سعد بن بريح بن نمير بن حميل بن منحيم بن لافث بن الصابوح بن كنانة بن العوام بن نابت بن قيدار ، وقالت طائفة : بين عدنان وإسماعيل أربعون أبا قال : واستخرجوا ذلك من كتاب رخيا كاتب أرميا النبي ، وكان رخيا قد حمل معد بن عدنان من جزيرة العرب ليالي بختنصر خوفا عليه من معرة الجيش فأثبت نسب معد بن عدنان في كتبه فهو معروف عند علماء أهل الكتاب . قال : ووجدت طائفة من علماء العرب قد حفظت لمعد أربعين أبا بالعربية إلى إسماعيل ، واحتجت في أسمائهم بأشعار من كان عالما بأمر الجاهلية كأمية بن أبي الصلت ، قال : فقابلته بقول أهل الكتاب فوجدت العدد متفقا واللفظ مختلفا . ثم ساق أسماء أربعين أبا بينهما .















آخر تعديل قلم من الصحراء يوم 06-Aug-2016 في 12:29 PM.
رد مع اقتباس