أبا فيصل ، مرحبًا بك ، وأشكرك على مشاركتك ..
وكأنّي أسمع حال المسلمين في الدول العربية التي قامت فيها هذه الثوارات العربية تردّد قول الشاعر لحال مرّ به بالأمس كحالها اليوم :
دعوتُ على عمرٍو فماتَ فسرّني ... فعاشرتُ أقوامًا بكيتُ على عمرِو !
وممّا يبكي ـ حقًا ـ أن تلكم الأنظمة الزائلة كانت تحكم البلدان العربية بالعلمانية صراحة مفضوحة منبوذة ، وأما هذه الأنظمة القائمة ؛ فتحكمهم بالعلمانية ، ولكن باسم الإسلام والخلافة ، وهذه هي المصيبة ، وأيّ مصيبة ! هذه المصيبة الآنية التي نجحت في تمريرها وتذويقنا مرّ كأسها أمريكا من خلال هذه الثوارات العربية التي جاءت وفق مشروعها التقسيمي والتقزيمي للدول العربية أمام الكيان اليهودي والنظام الصفوي الإيراني والهيمنة العالمية للنظام الأمريكي الواحد المسمى بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط ـ كما يسمّونه ـ ؛ فقد جعلت العرب بهذه الثوارات يحكمون بأنظمتها ويرضون بفكرها تحت حكم هذه الأنظمة العلمانية القائمة ، وهذه مصيبة ، وباسم الإسلام ، وهذه المصيبة الأعظم ، بعد أن كانوا يعارضون ذلك أيّما معارضة إبّان حكم تلك الأنظمة العلمانية الزائلة ، وهذا ما تريده أمريكا منذ أمد ، وقد نجحت فيه هذه الأيام بمواطأة أحزاب تتزيا بالإسلام وهي علمانية الفؤاد !