عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 11-Jul-2012, 08:58 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو ضيف الله
مشرف عـام

الصورة الرمزية ابو ضيف الله

إحصائية العضو





التوقيت


ابو ضيف الله غير متواجد حالياً

افتراضي نبذه عن الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك



تعرف على الشيخ العلّامة الكبير عبدالرحمن البراك


ربما رأى بعض إخواني بادي الرأي أني بالغتُ إذ نعتُّ الشيخ بهذه النعوت، ولكني موقن أنهم سيعذرونني وربما وافقني أكثرهم عند اطلاعهم على هذه الكلمات التي اقتضاها خاطر مكدود، حال ظعن وهمة متفرقة، والكتاب مفقود، والمعين غير موجود، ولكن الله وحده المستعان .

الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك عالم نادر النظير في هذا الزمان ، لا تراه إلا تذكرتَ أئمة السلف ، رضي الله عنهم

وهو والشيخ عبدالله بن جبرين والشيخ عبدالله بن قعود- شفاه الله وعافاه- من أكبر تلامذة الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله .

اجتمع للشيخ عبدالرحمن من الخصال ما لو حصل بعضه لأحد لاستحق التقديم والرئاسة فهو عالم محقق مدقق ، له عناية بالصحيح من الأدلة ، كما كان منهج شيخه رحمه الله

وقد آتاه الله ذهناً عجبياً لا يكاد يقبل الأخطاء ، وفهماً ثاقباً أعانه على الإحاطة بأطراف العلوم ، هو مع ذلك شديد التحري لدقيق الألفاظ التي توصل إلى فهم مراده من الكلام دون لبس أو احتمال .


فلو حضرتَ له درساً مع خاصته من كبار طلبة العلم لسمعتً عجباً لاسيما عند إملائه الردود على كبار المبتدعة ، تعجب من فهمه ثم من علمه ثم من دقة ألفاظه وجزالة كلماته ومجيئه بدرر العلوم .


لذا فليس بغريب ما ذُكر أن الشيخ ابن باز رحمه الله في وقت مضى كان يكِل إليه الفتوى عند خروجه من الرياض ، وليس بغريب أن يسأله كبار العلماء عن مبهمات علم العقائد ومنهم فقيه الزمان ، العلامة ابن عثيمين .


أما زهده فظاهر في ملبسه ومركوبه وطريقته في عيشه واستغنائه عن الخلق ، حتى انك تراه - مع أنه مكفوف البصر - كثيراً ما يمشي وحده ذاهباً إلى مسجده وآيباً تتخبط عصاه على الجدران رغم أن بنيه وطلابه يتمنون مرافقته .

ولو رأيته يمشي وحده والهواء يحرك ثوبه الذي يقرب من نصف ساقه النحيل لتذكرت عبدالله بن مسعود أو الإمام أحمد رضي الله عنهم

تراه من الذكاء نحيف جسم ** عليه من توقّده دليلُ

إذا كان الفتى ضخم المعالي ** فليس يضره الجسم النحيلُ



أما ورعه فمضرب المثل وهو متمثل في صور كثيرة أضرب عن ذكر بعضها صفحاً لئلا أظهر ما حرص على إخفائه .

ومن صور ورعه ، ورعه عن الإفتاء وحرصه على ضبط الفتوى


ولقد رأيته مراراً يسأل سؤالاً أحسب جوابه يسيراً فإذا بالشيخ يتأهب وربما سوى جلسته ثم يأخذ في التسبيح والتهليل والذكر مدة طويلة وربما استعرض في ذهنه دليلاً آيةً أوحديثاً فيأخذ في ترتيل تلك الأية أو ذلك الحديث (بينه وبين نفسه) حتى يصل إلى جواب يرتضيه ثم يتكلم بما يفتح الله به عليه


وأما تعبده وتالهه فأمر معروف وطريقته في صلاة التراويح والتهجد في رمضان تختلف عن طريقة أكثر أئمة المساجد في هذه البلاد ، فقد كان يطيل القراءة والركوع والسجود فيختم القرآن في العشريم الأولى ثم يشرع في ختمة أخرى في العشر الأواخر يتمها آخر العشر أو يكاد

وفي ليلة من العشر الأواخر عام 1421 اشتهيت الصلاة خلفة فأتيت مسجده فدخلت معه في الركعة الأولى فما زال يقرأ حتى أتم جزأً أو كاد ثم ركع


والشيخ حسن الخلق كثير التبسم كريم الخصال ، أخلصه الله بخالصة لا يكاد يستطيعها إلا من خصهم الله بإحسانه : إنها بره بوالدته .

نعم .. بره بوالدته مع أنه جاوز السبعين وأنها ولابد جاوزت التسعين .

ومن طريف ما يذكر من أحوال الابن البار مع أمه أنها تسكن معه في بيته ، فكانت إذا أرادت أن تزور ولدها الآخر ذهبت إليه في الصباح ، فإذا جاء العصر ركب الشيخ إلى بيت أخيه ليزور أمه !


ومن ذلك أن أحد إخواننا دعاه إلى وليمة عرسه فوافق الشيخ ففرح الداعي ووكل إليَّ مرافقة الشيخ ، فلما اتصلتُ به قبيل العشاء أخبرني أنه لا يستطيع الحضور لأن أمه لم تأذن له !


وقريبٌ من ذلك أن الناس افتقدوه في المناسك عاماً فلما سئل ؟ قال كنت أريد الحج ولكن أمي أبت عليّ !

والشيخ جاد في حياته لايحب كثرة المزاح ولا تسمع في مجلسه إلا علماً نافعاً أو كلمة طيبة ، أما أحاديث الدنيا فقل أن تسمعها ، وأما الجدل وأكل لحوم المسلمين فلا يعرف إلى مجلس الشيخ طريقاً .


والشيخ معروف كذلك بإنكار المنكر واحتسابه على الصغير والكبير وبغيرته على الدين وغضبه لرب العالمين وحسرته على أحوال المسلمين ونصحه للراعي والرعية وحرصه على جمعهم على الهدى وله في ذلك مواقف معروفة قديماً وحديثاً ، وله في نفوس أهل العلم والدعوة حبٌ واحترامٌ وتقديرٌ قليل النظير، لكنه -جزاه الله خيراً- لايحب الظهور بل يؤثر الخمول عملاً بما أخرجه مسلم عنه صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي) ، هذا طرف من مناقب الشيخ كتبته على عجل راجياً الله أن ينفع به من كتبه ومن قرأه . اللهم آمين



كتبه : محمد بن سليمان المهنا















التوقيع
قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة.

قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة.


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين
رد مع اقتباس