سرعة البديهة
سرعة البديهة في الشخص هي موهبة من الله سبحانه وتعالى يمنحها من يشاء , وخاصة إذا سخرت في الخير
من المواقف التي تتحدث عن سرعة البديهة (الشعرية )
الموقف الاول
دخل أحد الشعراء على الامير المهلبي في العرق وكان هذا الملك غضوبا ً مهبا ً . فدخل عليه الشاعر
وقت المساء وأراد ان يقول : كيف امسيت فغلط الشاعر من الهيبة وقال : كيف أصحبت أيها الأمير ؟ فقال
الملك : هذا صباح او مساء ؟ فأطرق الشاعر قليلا ثم رفع رأسه وقال :
صبحته عند المساء فقال لي ..... ماذا الصباح ؟ وظن ذلك مزاحاً
فأجبته : إشراق وجهك غرني ..... حتى تبينت المســـاء صباحــا ً
الموقف الثاني
ذكر الإمام العلامة الكبير إبن حزم الظاهري , قال : كان أبي مستشاراً في الديوان عند احد ملوك الأندلس
قال : فاتى عدو له يراجع أبي في مسألة , فكتب خطاباً لأبي , وذكر في الخطاب وهذا من قلة الحيلة والذكاء
قول أبو الطيب المتنبي :
ومن نكد الحياة على الحر أن يرى ..... عدوا ً له ما من صداقته بد
يعني أنت تحتاج إلى الوزير فتكتب هذا البيت الذي يقصد : اننا مضطرون لك وانت عدوونا, لكن حملتنا
الحاجة ان نصانعك ,
فمن ذكاء والد إبن حزم أن قلب اللفظ ورد عليه وقال :
ومن نكد الحياة على الحر أن يرى ..... صديقا ً له مامن عداوته بد
أي : كنت صديقاً من قبل , لكن اضطررتنا الآن وأغضبتنا إلى ان نجعلك عدوا ً بالغصب والقوة ,
وهذا مايفعله بعض الناس بان يستخدم عبارات لا تجدي وقد تكلفه روحه أو مصلحة يقول الله عز
وجل ( وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن إن الشيطان ينزغ بينهم ) .
الموقف الثالث
ذهب أبا العلاء المعري إلى الشريف الرضى في مجلسه , وكان الشريف لا يحب المتنبي ,والمتنبي هو
شيخ أبا العلاء المعري , فوقف عنده وذكر شيئا من شعر المتنبي , فهون الشريف شعر المتنبي , فقال
أبا العلاء : لاتهون شعر المتنبي , لو لم يكن له إلا قصيدة
لك يامنازل في القلوب منازل ..... أقفرت انت وهن منه أواهل
لكفى
قال الامير : اخرجوه من مجلسي , فقال الناس له : ماقال أبو العلاء سوءا ً . قال : بلى هو أستشهد
بهذه القصيدة مع العلم أن للمتنبي أحسن منها . لكن قصده آخر القصيدة وهو قوله:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ..... في الشهادة باني كامل
فأنظر كيف استحضر القصيدة سريعا ً وانتزع هذا البيت .
الموقف الرابع
كان احد القادة المشهورين مارا ً في مدينة بسرداب , وكان على احد جوانبه جزاراً,وكان قد ذبح شاة ً
وأراد ان يرمي ببقية الشاة في السرداب ولم يعلم أن القائد يمر بموكبه في هذا اللحظة , ومر ورمى
فوقع بعض الدم على جسم القائد , وأراد أن يبطش بالجزار , فقال له أحد الادباء الذين وكان معه :
يقول أبو الطيب المتنبي :
ولا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ..... حتى يراق على جوانبه الدم
فقال : عفوت عنه لأجل هذا البيت .