إن الحديث عن قبائل معاصرة وربطها بقبائل إندثر ذكرها بعد القرن الرابع أمر في غاية الصعوبة وأعيت كثير من الباحثين ولكن هناك مسألة في غاية الأهمية وهي ( الموروث ) الذي غالبا تجد فيه حقائق تاريخية ربما لم نجدها في الكتب وعند بعض المؤرخين على سبيل المثال رياح ورحمان في حرة بني هلال عندهم موروث متواتر على أصلهم الهلالي ، والغريب أن إبن خلدون يقول عن الهلاليين لم تبقى لهم باقية !! ، ولذلك لايجوز أن نضع قدسية على النصوص التاريخية وكأنها قرآن منزل ؟ عموما بالنسبة لذبيان وعبس فذكر القلقشندي الفزاري 821 هجري أنهم لم تبقى لهم باقية وكأنه ذهب بنفسه إلى الحجاز ليحصيهم ؟؟ ونقول أن ذبيان بطن كبير دخلو في جهينة منذ القدم وهناك من يصر على نسب سبيع حلفاء عنزة وهم السبعة لذبيان والله أعلم ، وهؤلاء ذبيان جهينة هم المؤكد نسبهم إلى غطفان لاشك في ذلك وهم في نفس ديارهم القديمة المحاذية لديار جهينة ، أما فيما يخص بني عبس فالذي تبقى منهم هم بني الحارث بن كعب من بني عبس وهؤلاء مشهور عنهم أنهم بخلاء وقاطعتهم العرب بسبب بخلهم لايزوجونهم ولا يتزوجون منهم هذا ماذكره ابن الكلبي 204 هجري وهذا الأمر ينطبق على الشرارت والرشايدة وكلهم وسمهم الكفة وعندهم موروث عبسي غطفاني متواتر ، ولكن هناك من العرب من تحالف معهم خصوصا الحليسات والصبيحات من القحطانية دخلو في الشرارت وتمشيخو عليهم وعزوتهم مكلب وهذا البطن هو الذي يتوارث النسب الكلبي والله أعلم ولكن الشرارت خليط من القحطانية وعبس الغطفانية وهناك مسألة في غاية الأهمية رشيد الزول الذي تسمت القبيلة بأسمه من البراعصة وهم من أكبر بطون الرشايدة في السودان ومن المعروف أن البراعصة من ضمن بطون مطير ! وهذا دليل على أن مطير فيها من عبس الغطفانية وكذلك العونة مع البراعصة في علوى يصرحون بنسبهم إلى الرشايدة وهذا دليل قطعي على نسب الرشايدة في عبس وتحديدا في بني الحارث بن كعب من بني عبس لأنهم هم البطن الوحيد من بني عبس الذي فرضت عليهم المقاطعة وفي الختام أتمنى أن أكون قد وفقت في هذا البحث لإزالة اللبس عن هذه القبائل العريقة .