يعني ـ يا أخي ـ تعتقد أنّه يمكن أن يستدلّ التارك للجنس والشواذ بأن الليبرالية هي التي منعته من ذلك ؛ فيقول : إنّي تركت الجنس والتمتّع به لأن الليبرالية تمنعه وتحرّمه عليّ ؟!
وهل تعتقد أن قوله هذا سيرضي الليبراليين الداخليين والخارجيين أو أنه سيغضبهم ، فيعتبرون هذا الشخص زنديقًا وكافرًا بالليبرالية الحقّة ؟!
.
.
وإياً كان فنقول لك :
هل عندك دليل من الليبرالية نفسها ما يثبت ذلك ؟!
ولنقبل جدلاً بذلك أن الليبرالية ما تدعو إلى الجنس والسماح بممارسة ، ولكن نقول لك :
هل هي نفسها في أصلها تمنع الجنس وممارسته وتجرّمه وتحرّمه ، أو لا ؟
وبناءً على الإجابة الصادقة الواضحة عن هذا السؤال يتقرّر عند العقلاء الحكم عليها ؛ لأنّه من المعلوم أنّ الليبرالية ( الانحلالية ) لا تمنع الإنسان من التمتّع بالجنس بأيّ صورة كانت ما دام أنّه ليس فيه ضرر على الطرف الشريك أو ممانعة منه ؛
لأنّ هذا الأمر داخل عندها في الحريّة الشخصية للإنسان التي هي من الحريات التي تضمنها الليبرالية وتوفّرها له ، هذه الحريات التي هي أساس ولبّ الليبرالية ؛ فلا ليبرالية بلا حريّة ، ولا حرية كاملة من دون الحرية الشخصية ولا حرية شخصية كاملة إلا بالحرية الجنسية !؟
* وزيادة في الردّ على العبارة المقتبسة نورد هذه الأسئلة ؛ لأنّ الأسئلة هي مفتاح المعرفة والمعرفة هي باب الحقيقة :
س1- لو ارتكب إنسان اللواط في بلدٍ ليبرالي مثل أمريكا أو ألمانيا ، واطّلع على فعله هذا مسلم لا يرضى بهذا الفعل ؛ فأقام عليه قضية ؛ فهل سيحاكم من الأصل ، أو أنّ القضيّة ستُردّ ، هذا أمر ، والآخر هو : ما جواب هذا اللوطي لو سئل لماذا فعلتَ هذا الفعل ؛ أليس سيردّ بكلّ ثقة بأنهّ هو رجل ليبرالي ، وهذا الفعل متوافق مع حرّيتي الشخصية التي تتوافق مع ليبراليتي ، وهو في بلد ليبرالي يحترم الحقوق والحريات الشخصية ؟!
>> وهذا هو ما قاله وزير الإعلام الألماني الشاذّ حينما واجهته الصحافة في بلده بهذا السؤال ! ( وسأعرض المقال الذي تحدّث عنه كاملاً ـ بإذن الله تعالى ـ )
س2- الذين يطالبون بالحريات وإعطاء المثليين والشواذ حقوقهم في الدول العربية والخليجية كالكويت ـ مثلاً ـ باسم ماذا يطالبون بهذا الأمر القبيح ؛ أليس باسم الليبرالية وحقوق الحريات الشخصية ؟!
س3- البلدان ـ فضلاً عن البلدان الغربية أساس وموطن الليبرالية ـ التي تحوّلت إلى دساتيرها إلى الدساتير الليبرالية كمصر وغيرها من البلدان العربية والإسلامية ، بل حتى غير الإسلامية جزئيًا أو كليًا ؛ هل تأثرت سلبًا من خلال الكثرة في جوانب الممارسات الجنسية المحرّمة والشاذّة أو لا ؟
>> وهذا السؤال يدفعنا إلى النظر والإمعان في أثر الليبرالية في واقع المجتمعات التي تطبّقها في جانب تأثيرها على الجانب الجنسي وشذوذ ممارساته ومحرّم أفعاله في هذا المجتمعات ؛ والواقع خير شاهد .
س4- حينما ينظر القارئ إلى قصائد و روايات و منتديات ومواقع الليبرالية وما فيها من مقالات ومشاركات وتوقيعات وصور وغير ذلك ؛ هل يجد ميلاً وانحدارًا إلى الجنس والشذوذ ، أو لا ؟
>> وهذا السؤال يدفعنا إلى النظرة إلى واقع الليبراليين أنفسهم ـ والواقع خير شاهد ـ من منتدياتهم وكتاباتهم وآرائهم في الجانب الجنسي ومحرماته وشذوذاته ؛ ومن هنا سيرى تأثير الليبرالية فيهم في هذا الجانب واضحة ومكشوفة بعيدة عن التحريف والتزييف والتمسيح والتنظيف والتلميع والتصبيغ !
س5- (( وشهد شاهد من أهلها )) : ما الذي يقوله ويصرّح به كلّ مَن ترك فكر هذه الليبرالية ممّن كان لسنوات طوال ينتهجها ويدعو إليها في مجال الجنس من واقعه هو أو من واقع أصحابه ؛ هل هو في قوله وتصريحه يؤكّد على أن الليبراليين من خلال اعتناقهم واعتقادهم بلبراليتهم يعطون لأنفسهم حرية ومساحة واسعة في التمتّع به أو أنهم من خلال ليبراليتهم يحاربونه محرّمه وشذوذه ويعتنون بالعفاف والطهر ؟!
>> ويمكن أن أحيل القارئ الكريم إلى كتابات وتصريحات التائبة العائدة من فكر الليبرالية ( الانحلالية ) الدكتورة : نورة الصالح ، وإلى مقالات الدكتور : إبراهيم السكران .
* وإليكم المقال المشار إليه آنفًا :