بسم الله الرحمن الرحيم
الامير عقاب بن شبنان بن حميد ـ امير عتيبه من 1280هـ الى 1301هـ
من مكارم الاخلاق بين لامير عقاب بن شبنان ـ والقحطاني:
غالب بن فتنان من آل روق من قبيلة قحطان ، يمتلك ثروة كبيرة من الإبل والأغنام وأبناءً وعشيرة كبيرة وقوية ،فكان رجلاً من أهل الغنى واليسار ، وفي أحد الأيام ذهب في رحلة للصيد وأصطحب معه طفلين من أطفاله ، وخلال رحلتهم تلك عرجوا على أحد الآبار ليتزودوا بحاجتهم من الماء ، ولما وصلوا إلى المورد نزل غالب إلى البئر مرتجلاً تاركاً ناقته وأبنائه الصغار في ( خروج ) متكافئة فوق ظهر المطية
التي أنقادت معه عندما امسك برسنها واتجه الى البئر وعند ما وصل البئر رمى بحجارة صغيرة في البئر وفي تلك اللحظة خرجت من البئر مجموعة من الحمام فجفلت الناقة وفرت مسرعة خائفة والأبناء فوق ظهرها ولحق بهم الأب ولكنه سرعان ما أجهد وتعب وسقط على الأرض وهو في حالة يرثى لها.
وبعدما أفاق عاد إلى البئر بعدما أخفت الرياح أثر الناقة ومعها أبنائه.
وبعد فترة من الزمن وهو يسترخي عند البئر لاح له بالأفق البعيد قادم وإذا بالمأساة تتجدد ..هاهي زوجته قادمة إليه ومعها (قعود أجرب)
ولما وصلت إليه فزع وسألها ماذا حصل ؟
قالت أنت تعلم اننا نقيم في عرض الوادي وفاجأنا سيل غزير وأغرق مالديهم من مال وعتاد وأولاد وأقارب ولم يبقى إلا انا وهذا القعود الأجرب.
وذاب حسرة وذابت هي وهو يحدثها عن ماحصل له !!
ذهب غالب مع زوجته الى وادي الرشاء حيث يوجد الامير عقاب بن شبنان وعتيبه وبعدما وصل الى المضارب ترك زوجته بعيداً عنها وقصد مضارب الامير عقاب بعد أذان المغرب وعلى ما اعتاده أبناء البادية آنذاك الذين يحضرون عند شيخ القبيلة للسمر والعشاء في اطراف الليل وبعدها يذهب كل الى بيته.
وبعدما خلا المجلس وبقي غالب الذي جدد السلام على عقاب وأنشد قائلا:
ياعقاب ياعيد البكار المشاعيـف %% زبن المهار اللي تسالس حذاهـا
عينت ربعي متثل دولة لأشاريف %% لا عنك عقب العز ربي محاهـا
ذا سا لف الدنيا تسوي الخزاريف %% تضحك وغارات الضحا في قفاها
هاذي معاوير وهاذي مناكيـف %% وهاذي مقابيل وهـاذي وراهـا
ياما سقتنا من عذي الطفاطيـف %% وكم كدرت من صافيٍ عقب ماها
عاداتها فرقا الربـوع المواليـف %% وفتق الرباع اللي حصين ذراهـا
وبعدما فرغ من إنشاد قصـيدته نهض الامير عقاب بن شبنان رحمه الله وقال لإحدى زوجاته: يافلانة ...إرحلي عن هذا البيت إلى بيت ضرتك فلانة وإعلمي أن طلاقــك في التفاتتك وفعلت المرأة ماقال لها الامير. واستدعى الامير رجاله وبعثهم إلى امرأة غالب ليحضروها وليذبحوا قعودها لأنه مريض.
وفي الصباح استدعى الامير عقاب بن شبنان بن حميدأعيان القبيله وأعطى كل واحد منهم ( عقالين ) وبعدما سرح الطرش وإذا بـ ثمانون متنناً من الإبل. وهنا قال له عقاب بن شبنان :إن وددت أن ترحل فإرحل وإن أحببت أن تبقى فعلى الرحب والسعة ، ولكن اختار البقاء بجانبه.
هذه القصة تمثل جانب وصفة من الصفات التي يتحلى بها الامير عقاب بن شبنان بن حميد وهي صفة الكرم البالغ فهو لم يرضى ان يعطيه أي بيت بل أخرج زوجته وأعطاه بيته ولا أعلم أن أحدا أعطى سائلاً أحد بيوته سوى في هذه القصة. رحمه الله واموات المسلمين اجمعين