المطلب الثالث
دورهم في عهد الخلفاء الراشدين
1- موقفهم من حروب الردة انقسمت بنو سليم في عهد أبي بكر الصديق إلى قسمين.
1- قسم ثبت على إسلامه وهم غالب بني سليم، ومنهم الصحابي الفارس خفاف بن عمير العصوي الخفافي، وهم غالب عوف وذكوان وبنو رفاعة وبرز فيهم طريفة بن حاجز الرفاعي أمير أبي بكر على سليم.
2- قسم منع الزكاة، وغالبهم من بني خفاف يتزعمهم أبو شجرة بن عبدالعزى العصوي وهو من فتاك العرب وابن الخنساء الأكبر؛ لأن بقية أولادها من مرداس بن أبي عامر وهي أم العباس على قول أكثر المؤرخين.
وقد اشتبك مع سرية لخالد بن الوليد بالنّقرة، ومعه أوباش من الأعراب وقيل إنه حصل قتل في صفوف المجاهدين فقال:
ألا أيها المعجب بكثرة قومه
سل الناس عنا يوم كل كريهة
ورويت رمحي من كتيبة خالد
وحظك منهم أن تضام وتقهرا
إذا ما التقينا دار عين وحسرا
وإني لأرجوا بعدها أن أعمّرا
ثم أسلم وحسن إسلامه وله قصة طريفة مع أمير الإسلام والمسلمين عمر ابن الخطاب، وكذلك الفجاءة العمري الخفافي فقد ارتد وغدر وظفرت به بنو سليم، فأسلموه إلى أمير المؤمنين الصديق فأمر بإحراقه.
2- إخبارهم في الفتوحات الإسلامية، فقد اشتركوا في الفتوحات الإسلامية كسائر المسلمين، وغالبهم بالشام، وقال صاحب المسالك سكن (400) من بني سليم حمص وقد ذكر ابن عبدالبر قصة الخنساء وأولادها في معركة القادسية. ومنهم رزين بن أنس الر علي كان أميرًا على ساقة خيل العراق.
وقد برز في عهد الخلفاء الراشدين أبو الأعور السلمي في الشام ومجاشع بن مسعود العوفي في البصرة وكان نائب أمير البصرة، ومعن بن يزيد، وعتبة بن فرقد، وقد كتب عمر بن الخطاب إلى الأمصار أن ابعثوا إليّ من كل بلد بأفضل رجلاً. فبعث:
1- أهل البصرة بمجاشع بن مسعود السلمي.
2- وأهل الكوفة بعتبة بن فرقد السّلمي.
3- وأهل الشام بأبي الأعور السلمي.
4- وأهل مصر بمعن بن يزيد السُّلمي.
وبرز منهم في الفتوحات من الشباب عمير الحصون، وكان إذا عسر فتح حصن دعا المسلمون عمير بن الحباب الذكواني حتى سمي عمير الحصون ومن الشباب الذين برزوا في الفتوحات عبدالله بن خازم العوفي السُّلمي.
فكان يهاجم القرية الصغيرة بفرسه ويستولي عليها، حتى سمي « كبش مضر » قال صاحب العقد الفريد: « أشجع الناس في الإسلام: علي بن أبي طالب، وعبدالله بن خازم السلمي، وعمير بن الحباب السُلمي، وشبيب الخارجي الشيباني. ومن رؤوس الخوارج عبدالله بن شجرة السلمي قتل يوم النهروان.
وهناك قصص وأخبار لبني سُليم في عهد الخلفاء الراشدين تركناها خشية الإطالة.
المطلب الرابع
أخبار وأيام سُليم في عهد بني أمية
تنبيه:
الأيام التي تحصل بين القبائل العربية في الإسلام هي من الفتن ومن المنكرات العظيمة والجرائم المهلكة، وهي تروى من باب التاريخ لا من باب الإعجاب بها أو الرضا بها.
1- وبدأت الفتنة بين المسلمين بمقتل عثمان بن عفّان مظلومًا على أيد خفيّة من المنافقين تولى كبرها عبدالله بن سبأ اليهودي، واكتوى بلظاها المسلمون وعلى إثر ذلك وقعت معركة الجمل، ومن الذين قتلوا فيها الصحابي مجاشع بن مسعود العوفي وقد حضر مناصحًا لا مقاتلًا فأصابه سهم غرب وكان من الصالحين -t- .
2- وكان من قواد جيش الشام البطل المشهور أبوالأعور السُّلمي، وغالب قبائل بني منصور مع معاوية، وقد حضر أبوالأعور السُّلمي الصلح بين علي ومعاوية في دومة الجندل وكان قائدًا عسكريًا، ولمّا تولى الخليفة معاوية بن أبي سفيان الخلافة قرّب أبا الأعور السُلمي ومعن بن يزيد الزعبي الخفافي، ولما حصلت فتنة حجر الكندي ومن معه في العراق وقد قبض عليهم زياد وأرسلهم إلى الشام ومن ضمنهم رجلان من بني سعد من هوازن فشفع فيهم أبوالأعور عند معاوية فأطلقهم. وقتل حجر ومن معه.
3- ولما مات يزيد بن أبي سفيان وحصل الخلاف بين ابن الزبير وبين مروان كانت قبائل بني منصور [هوازن وسُليم] مع ابن الزبير فامتنع معن بن يزيد وهو رأس القبائل القيسية من مبايعة مروان مع الضحاك ابن قيس وحصلت معركة مرج راهط فدعت بنو أمية إلى الصلح ثم غدرت فحصل مقتلة عظيمة من القيسية وطارت شرارة الفتنة وقتل معن السلمي وبعض فرسان سليم وكثير من القيسية، فثأرت الفتنة، وقال زفر بن الحارث الكلابي أحد زعماء قيس عيلان:
أرني سلاحـي لا أبالــك أنني أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا
وقال أيضًا: وكنا حسبنا كل بيضــــاء شحمة عشية لا قبنا جذاما وحميـرا
حتى قال : بنفسي أفدي عُصبة سُلمية يجرون جردًا بالأعنـــة ضمـــــرا
4- ثم طارت الفتنة بين القبائل القيسية والقبائل القضاعيّة، وقد برر فيها عمير بن الحباب الذكواني السُلمي وشنّ الغارات على قبيلة لكب القضاعية حتى قالت هند الجنابية الكلبية:
ألا هل ثائرٌ لدماء قوم
فإن لم تأثروا لدماء قوم
أبادهم عمير بن الحباب
لصرتم أعبدًا لبني كلاب
وعلى إثر حرب قيس وقضاعة دخلت قضاعة في اليمن وحالفتهم.
قال ابن عبدالبر: « قال الشرقي بن القُطامي: لم تزل قضاعة على نسبها في معدّ في الجاهلية وأول الإسلام إلى أن أحدثت حلفًا بينها وبين أهل اليمن، وذلك في غارات عمير بن الحباب السلمي على كلب، وغارات حميد بن بحدل الكلبي على فزارة، فدخلت في اليمن.
5- ثم حدث فتنة بين بعض فروع بني عامر وتغلب فثأرت فتنة عظيمة بين تغلب ومن معها من ربيعة الذين يناصرون بني أمية، وبين قيس عيلان بقيادة عمير بن الحباب الذي كان خارجًا على بني أمية مناصرًا لابن الزبير، ودارت معارك كثيرة في الجزيرة بالعراق منها يوم الثرثار وغيره وغالبها كانت على تغلب حتى غضت قبائل ربيعة وتجمعت.
تغلب عمير بن الحباب على نصيبين.
ثم دارت معارك بينه وبين نصارى تغلب.
1- يوم ماكسين قتل فيها سيد تغلب « شعيث ».
2- يوم الثّرثار الأول قرب سنجار وفيه حضرت قبائل ربيعة مع تغلب على قيس.
3- يوم الثرثار الثاني.
4- يوم العذين.
5- يوم السّكير.
6- يوم المعارك.
7- يوم الشرعية وقتل فيها عمّار بن المهزم السُّلمي وكان من فرسان قيس.
8- يوم البليخ.
9- يوم الحشّاك وفيها قتل عمير بن الحباب وقتل ابن هوبر سيد ربيعة وعلى إثر قتل عمير غضبت قيس عيلان، وغضب تميم بن عمير السلمي.
10- فحصلت معركة الكحيل وعلى قيس زفر بن الحارث الكلابي رأس القيسية فحصل إبادة لقبائل تغلب.
فقد أبيد بطن من نصارى تغلب وهم « بنو فَدوَكس » حتى لم يبق منهم إلا امرأة واحدة وأسر منهم « 200 » فقتلهم زفر صبرًا.
وقال زفر الكلابي:
فإن تك تغلبٌ قتلت عميرًا
فقد أفنى بني جشم بن بكر
قتلنـــا منهـــم مائتيـــن صبـــرًا
ورهطًا من غنيٍ في الحراب
ونمرهم فوارسُ من كلابي
ومـــا عــدلوا عميـــر بـن الحبـــاب
قال الراعي النميري في تلك الأيام
برهط ابن كلثوم بدأنا فأصبحوا لتغلب أذنابًا وكان نواصيا
11- يوم البشر: لما استقر لعبد الملك الأمر قد م عليه الأخطل وعنده الجَحّاف بن حكيم الذكواني السلمي، فقال عبدُ الملك :أتعرف هذا ؟ قال : نعم
هذا الذي أقول فيه: ألاسائل الجحاف هل هو ثائر
بقتلي أصيبت من سليم وعامر
فغضب الجحاف، وكان يأكل رطبًا فجعل النوى يتساقط من يده وكان من فتاك العرب فقال:
بلى سوف نبكيهم بطل مهندٍ وننعى عميرًا بالرّماح الشواجر
ثم قال للأخطل: يا ابن النصرانية ما كنت أظن أن تجترئ عليّ بمثل هذا فاستجار الأخطل بالخليفة فأجاره. وقام الجحاف وهو لا يعقل من الغضب فزوّر خطابًا من ديوان عبدالملك أن الخليفة ولاه صدقات تغلب، وبكر بالجزيرة ثم خرج ثم أغار على بني جشم من تغلب رهط الأخطل فأكثر القتل فيهم وأسرف في القتل، ثم هرب إلى بلاد الروم حتى شفع فيه الحجاج، ودفع ديات تغلب وأمنه عبدالملك.
1- والي خرسان عبدالله بن خازم العوفي السلمي.
كان ابن خازم من أتباع ابن الزبير فلما قتل مصعب بن الزبير بعث إليه عبدالملك يدعوه للبيعة ويطعمه خراج خرسان سبع سنين فامتنع عن ذلك، وحارب اتباع عبدالملك حتى قتل سنة (72هـ).
وكان من فرسان العرب ويضرب به المثل في الشجاعة، وله أبناء نجباء فرسان لهم ذكر في التاريخ منهم موسى وكان شاعرًا أميرًا ومحمد وكانت لهم ذرية في العراق وخرسان.
3- حضور بني سليم معركة الزّاب مع الخليفة محمد بن مروان. الطبري، وابن الأثير، وكتاب السفاح لمحمود شاكر.
4- ولاية عبيدة بن عبدالرحمن السلمي ابن أخي أبي الأعور على أفريقية في عهد هشام بن عبدالملك.
5- ولاية أشرس بن عبدالله العوفي وفتوحاته في الشرق.