عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 02-Aug-2010, 12:25 AM رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
د/ نايف العتيبي
إدارة القسم الإسلامي
(دكتوراه في الإدارة التربوية والتخطيط - باحث في العلوم الشرعية والتراث الإسلامي)

الصورة الرمزية د/ نايف العتيبي

إحصائية العضو






التوقيت


د/ نايف العتيبي غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى د/ نايف العتيبي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعدالاطبن مشاهدة المشاركة
السلام عليكم دكتور نايف
ماصحه وشرح حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الدنيا ملعونه ملعون ما فيها الاذكر الله وما والاه اوعالما اومتعلما)
وهل يجوز ان اقول الله يلعن الدنيا بسبب ان الحديث فيه لعن وجزاك ربي خيرا كثيرا
أخي الكريم / سعد الاطبن :
وعليكم السلام ورحمة الله :

أولا : هذا الحديث (الدنيا ملعونة ...الخ ) رواه جمع من أهل الحديث كابن ماجة والترمذي وقال حسن غريب والطبراني والبزار والبيهقي وأحمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية وغيرهم ، وقال عليه المنذري في الترغيب والترهيب رواه الطبراني بسند لا بأس به وكذلك قال شيخي ابن باز ، وقد تكلم بعض الأئمة المحدثين وخبراء الجرح والتعديل والعلل في أسانيد وطرق الحديث ورواياته وحاصل كلامهم أن طرق الحديث لا تخلو من كلام ، فروي تارة موقوفا وتارة مرسلا وتارة مرفوعا .

ثانيا : إن صح هذا الحديث فمعنى اللعن فيه الذم و الإبعاد عن الله أي الدنيا وكل ما فيها مبعد عن الله ومذموم وليس قريبا من الله ولا محمودا إلا ما كان من قبيل ذكر الله وما كان في طاعته وبهذا الذي قلت قال جمع من أهل العلم أنقل لك بعض كلامهم :

أختصر معنى ذلك ابن عبدالبر رحمه الله في التمهيد لابن عبد البر ج1/ص317
فقال : يعني ما كان لله ورضيه والله أعلم . أ.هـ

وقال الحافظ ابن رجب قال رحمه الله في جامع العلوم والحكم ج1/ص298
فالدنيا وكل ما فيها ملعونة أي مبعدة عن الله لأنها تشغل عنه إلا العلم النافع الدال علي الله وعلي معرفته وطلب قربه ورضاه وذكر الله وما والاه مما يقرب من الله فهذا هو المقصود من الدنيا فإن الله إنما أمر عباده بأن يتقوه ويطيعوه ولازم ذلك دوام ذكره كما قال ابن مسعود تقوي الله حق تقواه أن يذكر فلا ينسي وإنما شرع الله إقام الصلاة لذكره وكذلك الحج والطواف وأفضل أهل العبادات أكثرهم لله ذكرا فيها فهذا كله ليس من الدنيا المذمومة وهو المقصود من إيجاد الدنيا وأهلها كما قال تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون الذاريات .أ.هـ

وقال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول في أحاديث الرسول ج1/ص255
و كل شيء أريد به وجه الله تعالى من الأمور والأعمال فهو مستثنى من اللعنة لأنه قد آوى ذكر الله تعالى .

وقال في موقع آخر كما في نوادر الأصول في أحاديث الرسول ج4/ص185
وإنما صارت الدنيا ملعونة مذمومة من أجل أنها غرت النفوس بنعيمها وزهرتها ولذتها والشهوة واللذة في النفوس فإذا ذاقت النفوس طعم النعيم اشتهت ولذت فمالت عن العبودة إلى هوى النفس وإنما جعلها زينة في نفوس العباد وأعطى من تلك الزينة العدو ليوسوس بتلك الزينة ويمازج بها تلك الزينة التي وضعها الله في العباد وحبها وشهوتها ليبلوهم أيهم أحسن عملا . أ.هـ

وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي ج6/ص505
كأنه قيل الدنيا مذمومة لا يحمد ما فيها إلا ذكر الله وعالم أو متعلم انتهى ما في المرقاة
قال المناوي قوله ملعونة أي متروكة مبعدة متروك ما فيها أو متروكة الأنبياء والأصفياء كما في خبر لهم الدنيا ولنا الاخرة
وقال الدنيا ملعونة لأنها غرت النفوس بزهرتها ولذتها فأمالتها عن العبودية إلى الهوى وقال بعد ذكر قوله وعالما أو متعلما أي هي وما فيها مبعد عن الله إلا العلم النافع الدال على الله فهو المقصود منها فاللعن وقع على ما غر من الدنيا لا على نعيمها ولذتها فإن ذلك تناوله الرسل والأنبياء انتهى .

وقال شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله :
الحديث لا بأس بإسناده ولفظه: (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما ولاه أو عالماً أو متعلماً) والمعنى أن اللعن الذم، يعني مذمومة، اللعن الذم، ومنه قوله -سبحانه وتعالى-: وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ[الإسراء: 60] يعني المذمومة، لأن الله قال فيها: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ[الدخان: 43-46] فذمها، فاللعن هنا بمعنى الذم، يعني مذمومة الدنيا؛ لأن أكثر من فيها اشتغلوا بها عن الآخرة، وصدتهم عن الآخرة، بزخرفها وشهواتها، فهي مذمومة مذموم ما فيها، إلا ذكر الله -سبحانه وتعالى- بقراءة القرآن بالتسبيح والتهليل بما في القلوب من ذكر الله وتعظيمه وما والى ذلك من طاعة الله وترك معاصيه، فهذا ممدوح ليس بمذموم، وهكذا المؤمنون والمؤمنات فإنهم مما يلي ذكر الله لأنهم أهل ذكر لله، والقائمون بذكر الله، وهكذا العلماء والمتعلمون من خواص المؤمنين، فالمؤمنون والمسلمون والعلماء الشرعيون والمتعلمون للشرع كلهم خارجون من هذا الذم. فالدنيا مذمومة مذمومٌ ما فيها من مما يصد عن ذكر الله والدار الآخرة، أما ما كان يتعلق بذكر الله والدار الآخرة من طاعة الله ورسوله وترك المعاصي، وهكذا من فيها من المؤمنين والمؤمنات، فإن هؤلاء هم عباد الله، وهم الصلحاء من العباد، وهم الأخيار من العباد، وهم الذين يذكرون الله، يقومون به يعملون به، فهم غير داخلين في الذم، وكذلك العلماء الذين يعلمون الشرع ويدعون إلى الله ويبصرون الناس بالحق، وهكذا المتعلمون طلاب العلم الشرعي، هؤلاء كلهم غير داخلين في الذم، وهم من خواص أهل الإيمان أهل ذكر الله -سبحانه وتعالى-، فاتضح بهذا أن ذكر الله -عز وجل- من صلاة وصيام وكلام طيب كالتسبيح والتهليل وقراءة القرآن ونحو ذلك كل هذا غير داخل في الذم، وهكذا ما والى ذلك من أداء العباد طاعة ربهم، وتركهم معاصيه -سبحانه وتعالى- فهم غير داخلين في هذا الذنب؛ لأنهم أهل طاعة الله، وأهل الإيمان به، فهم الموالون لذكر الله -عز وجل-، وهكذا ما يتعلق بالعلم والعمل والعلماء والمتعلمون لشرع الله -عز وجل- والدعاة إليه كلهم من خواص المؤمنين غير داخلين في الذم. والله ولي التوفيق.


قلت : على ما تقدم من كلام العلماء يظهر لي والعلم عند الله أنه لا يجوز لعن الدنيا لأن اللعن دعاء والحديث إن صح خبر وليس دعاء وهو صادر ممن جاء بالشرع وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم .
هذا والله تعالى أجل وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
د.نايف بن محمد العصيمي


تقبل تحيتي وتقديري















التوقيع
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي