الهيـــــــــــــلا   *** منتدى قبيلة عتيبة

الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة (http://www.otaibah.net/m/index.php)
-   الشعر الفصيح (http://www.otaibah.net/m/forumdisplay.php?f=37)
-   -   شعراء من إختيار مجلة العربي _ ابن الرومي (http://www.otaibah.net/m/showthread.php?t=96320)

أبو عمر الأسعدي 22-Aug-2009 04:06 PM

شعراء من إختيار مجلة العربي _ ابن الرومي
 
ابن الرومي.. عربي البيان المتشائم (شاعر العدد)


أبوه رومي وأمه فارسية، أما هو فشاعر عربي بلسان مبين وقصيدة بالغة البلاغة، وروح متشائم إلى حد التطير، وحياة امتلأت بالمآسي، ودائرة أغلقها الموت على بؤرته العائلية، حتى أغلقها الشاعر البائس على نفسه متوحدا مع أطواره الغريبة وسخريته من الجميع خارج تلك الدائرة المغلقة.

ولد علي بن العباس بن جريج المعروف بابن الرومي في بغداد عام 122هـ (638م) تحت جناح بني العباس باعتباره مولى من مواليهم، مفتخرا بنسبه الأول المتوزع بين الفرس والروم، وأيضا بنسبه الآخر المكتسب من بني العباس.

عاش ابن الرومي في بيئة ثقافية مميزة ضمن أزهى العصور العربية في عاصمة الدولة الإسلامية، وقد وفر له والده في صغره فرصا واسعة للأخذ بأسباب العلم، حيث أظهر نبوغا شعريا مبكرا ظهرت بوادره في أبيات هجائية فخمة. ويبدو ان تلك الأبيات كانت إشارة أولية نحو الطريق الشعري الذي سلكه فيما بعد ببراعة معترف بها من قبل النقاد، ومتلقي الشعر على حد سواء. وليس من الغريب ان يكتشف قارئ ديوان ابن الرومي الضخم أن ثلث هذا الديوان تقريبا يحتله الهجاء القاسي ذو الصبغة الكاريكاتيرية القاسية الذي لم يكد يسلم منه أحد من معاصريه، حتى أنه هجا نفسه في بعض الأبيات، على الرغم من اعتداده بنفسه وشعريته، منتقدا ضآلته وقبح مظهره ودمامة ملامحه،. ويروى على هذا الصعيد قول المرزباني أحد أبرز نقاد عصره وهو : «لا أعلم أنه مدح أحدا من رئيس أو مرءوس إلا وعاد إليه فهجاه».

وإذا كان الهجاء هو المادة الأولى من مواد شهرة ابن الرومي، فإن التطير هو المادة الثانية، حيث عرف هذا الشاعر بتطيره الدائم وبتشاؤمه الذي كان يستغله للبقاء في منزله بعيدا عن السلطة ورجالها ممن كان يتشاءم منهم ويتشاءمون منه أيضا.

وإذا كان نزق الشعر المبكر في نفسه قد رسم طريقه الشعري الأول على هدي من الهجاء اللاذع، فقد كانت مآسيه العائلية طريقه نحو الفن الذي أجاده فعلا على هامش من الموت الذي هيمن على حياته الخاصة لمدة طويلة. وقد ورث عن والده أموالا وأملاكا كثيرة لكنه أضاعها على ملذاته قبل أن تتوالى عليه المحن، فتجرده من أقرب المقربين إلى نفسه، فبعد أن احترقت ضيعته وأتى الجراد على بساتينه جاء الموت ليقضي على أفراد اسرته واحدا واحدا، حيث توفيت والدته بعد وفاة والده ثم أخوه ثم زوجته، وكان موت أولاده الثلاثة واحدا بعد الآخر أعظم المآسي التي صبغت جزءا كبيرا من ديوانه الشعري، وتعد مرثيته لابنه الأوسط إحدى أحلى نماذج فن الرثاء، ذلك الفن الشعري الباكي في ديوان الشعر العربي بأكمله، فقد صور فيها ابن الرومي مشاعر أب متفجع على رحيل صغيره عبر مشاهد إنسانية متفردة في دقائقها النفسية وملامحها العامة على حد سواء.

لكن الشاعر ذا الموهبة الفذة لم يقصر شعره على الهجاء والرثاء، حيث برع وابتدع وامتاز وتميز في كل غرض طرقه، بل تعدى ذلك لأغراض أخرى كان فيها رائدا من رواد الصياغة الشعرية المفعمة بروح السخرية، وربما الفكاهة أيضا. ويبرز على هذا الصعيد وصفه لألوان الطعام الشائعة في عصره وصفا باهرا يكاد لم يسبقه إليه أحد من الشعراء.

ومشيعا بروح السخرية التي أجاد التعامل معها على مدى القوافي والأوزان، متسلحا بقوتها المختبئة وراء ذكاء المعاني والكلمات، رحل ابن الرومي مسموما على ما ذهبت إليه أغلب الروايات. فقد دس أحد أعداء هذا الشاعر - من متنفذي السلطة السياسية آنذاك - السم في طعام قدم إليه، فما أن تناول الطعام وأحس بالسم يقطع أحشاءه حتى انتبه للمكيدة الخئون بعد فوات أوان انقاذ حياته، لكنه على الأقل وجد من الوقت أمامه ما يكفي كي يسخر لآخر مرة من قاتله المنتظر ويسجل لحظة انتصاره الأخير ببديهته النافذة، فما أن قام مسرعا مبتعدا عن أجواء الوليمة المسمومة، حتى سأله القاتل متشفيا بمصيره المحتوم: إلى أين؟ فأجابه الشاعر - بصوت جاهد أن يكون واثقا من قوته، بالرغم من الألم - إلى حيث أرسلتني. فقال له قاتله متابعا تهكمه الساذج: إذن سلم لي على والدي. فانتهز ابن الرومي فرصته الأخيرة للنيل من غريمه الخائن وأجابه: ما طريقي إلى النار!

وأغمض الشاعر عينيه على غريمه المهزوم ببلاهة، مبتسما تلك الابتسامة الظافرة التي أنسته الألم الرهيب واسلمته لمشاعر الاعتداد الساخر.

مات الشاعر إذن، وكان ذلك عام 382هـ (698م)، وبقي الشعر شاهدا على عبقريته الخالدة في ديوان كبير، وقد حظي هذا الديوان باهتمام عدد من الشراح والمحققين في طبعات متعددة، لعل أفضلها تلك التي حققها «د. حسين نصار»، وطُبعت بالهيئة المصرية العامة للكتاب وتقع في ستة مجلدات كبيرة، ومنها نختار بعض المختارات لهذا العدد.

عبدالرحمن الهيلوم 22-Aug-2009 04:44 PM

شكرالك الايضاح
عن شخصيه كبيره في الادب العربي

دمت بود

ابو محمد الدعجاني 22-Aug-2009 11:50 PM

دائما متميز بما تطرح لاهنت يا ابو عمر

أبو عمر الأسعدي 23-Aug-2009 12:00 PM

الهيلوم
ابن غزاي
مشكوووووووووريييين يالغاااالين على مروركم

أبو الوليد 23-Aug-2009 08:43 PM

يعطيك العافية يا بو عمر

من قصائد ابن الرومي

كفـى بالشيـب من نـاهٍ مطـاعِ
علـى كَـرهٍ ومن داع مـجـاب

حططت إلى النهى رحلـي وكلَّـت
مطيَّـة باطلــي بعـد الهبــاب

وقلـتُ مسلِّمـاً للسيـب : أهـلاً
بـهادي المخطئيـن إلى الصـواب

ألسـت مبشِّـري فـي كل يـوم
بوشـك ترحّلـي إثـر الشّبـاب

لقـد بشَّرتنـي بلحـاق مـاض
أحـبَّ إليَّ مـن بـرد الشَّـراب

فلسـت مسمِّيـاً بشـراك نعْيـاً
وإن أوعدت نفسـي بالذهــاب

لك البشرى وما بشـراك عنـدي
سـوى ترقيع وهيـك بالخطـاب

وأنت وإن فتكت بـحبِّ نفسـي
وصاحب لذَّتـي دون الصِّحـاب

فقد أعتبتنـي ، وأمـتَّ حقـدي
بِحَثِّـك خلفـهُ عَجِـلاً رِكابـي

إذا الـحقتنـي بشقيـق عيشتـي
فقـد وفَّيتنـي فيـه ثـوابــي

وحسبـي من ثوابـي فيـه أنـي
وإيَّـاه نـثـوب إلـى مــآب

لعمـرك ما الحيـاة لكـل حـيٍّ
إذا فقدت الشبـاب سوى عـذاب

فقـل لبنـات دهـري فلتُصِبنـي
إذا ولَّـى ، بـأسهمـها الصُّيَّـاب

سقـى عهـدَ الشبيبـة كلَّ غيـثٍ
أغـرَّ مُجَلجَـلٍ دانـي الـرَّبـاب

ليالـي لـم أقـل : سقـياً لعهـد
ولـم أرغـب إلى سُقـيا سحـاب


وقال يرثي ابنه :

بكاؤكما يَشفي وإن كان لا يُجدي
فجودا فقد أودى نظيرُكُما عندي
بُنيَّ الذي أهدَتهُ كفّاي للثرى
فيا عزة المُهدَى ويا حسرة المَهدي
ألا قاتل الله المنايا ورَميَها
من القوم حبّاتِ القلوب على عَمد
توخَّى حِمام الموت أوسط صبيتي
فللّه كيف اختار واسطة العِقد؟
على حينَ شِمتُ الخير من لمحاتِهِ
وآنستُ من أفعاله آية الرشد
طواه الردى عني فَأضحى مزاره
بعيداً على قربٍ قريباً على بعد
لقد أنجَزَت فيه المنايا وعيدَها
وأخلَفَتِ الآمال ما كان من وعد
لقد قلّ بين المهد والحد لُبثُهُ
فلم يَنسَ عهدَ المهد إذ ضُمّ في اللحد
تَنَغَّص قبل الرِّيُّ ماءُ حياتِهِ
وفُجِّع منه بالعذوبة والبرد
ألحَّ عليه النزف حتى أحالَهُ
إلى صفرة الجاديِّ عن حمرة الورد
وظلَّ على الأيدي تَساقَطُ نَفسُهُ
ويذوي كما يذوي القضيب من الرّند
فيالكِ من نفسٍ تَساقَطُ أنفساً
تَساقُطَ درٌّ من نظامٍِ بلا عِقدِ
عجبتُ لقلبي كيف لم ينفطر له
ولو أنه أقسى من الحجر الصَّلد
بودِّي أني كنت قُدِّمتُ قبلَهُ
وأنّ المنايا دونه صَمدَت صَمدي
ولكنّ ربي شاء غير مشيئتي
وللرب إمضاءُ المشيئة لا العبد
وما سرَّني أن بعتُه بثوابِهِ
ولو أنه التخليد في جنة الخلد
ولا بعتُهُ طوعاً ولكن غُصِبتُهُ
وليس على ظلم الحوادث من مُعدي
وإني وإن مُتِّعتُ بابنيَّ بعده
لَذاكِرُهُ ما حنّتِ النِّيَبُ في نجد
وأولادنا مثل الجوارح أيها
فقدناه كان الفاجعَ البَيِّنَ الفَقد
لكلٌّ مكانٌ لا يَسُدُّ اختلالَهُ
مكانُ أخيه في جَزوعٍ ولا جَلد
هل العينُ بعد السمع تكفي مكانَهُ
أم السمعُ بعد العين يهدي كما تَهدي؟
لعمري: لقد حالت بيَ الحالُ بعده
فياليت شعري كيف حالت به بَعدي؟
ثكِلتُ سروري كلّه إذ ثَكلتٍه
وأصبحتُ في لذات عيشي أخا زهد
أريحانةَ العينين والأنف والحشا:
ألا ليت شعري هل تغيرتَ عن عهدي
سأسقيك ماء العين ما أسعَدَت به
وإن كانت السُّقيا من الدمع لا تُجدي
أعينيَّ جودا لي فقدا جُدتُ للثّرى
بأنفَسَ مما تُسألان من الرِّفد
أعينيَّ: إن لا تُسعداني أَلُمكُما
وإن تُسعداني اليوم تستوجبا حمدي
عذرتُكُما لو تُشغَلان عن البكا
بنومٍ، وما نوم الشجيّ أخي الجهد؟!
أقُرَّة عيني: قد أطلْتَ بُكاءها
وغادَرتَها أقذى من الأعين الرُّمد
أقرة عيني: لو فدى الحيُّ ميِّتاً
فديتُكَ بالحوباء أوّلَ من يَفدي
كأنيَ ما استمتعتُ منك بنظرةٍ
ولا قُبلةٌ أحلى مذاقاً من الشّهد
كأنيَ ما استمتعتُ منك بضمَّةٍ
ولا شمّةٍ في ملعبٍ لك أو مَهد
أُلام لما أُبدي عليك من الأسى
وإني لأُخفي منه أضعاف ما أُبدي
محمّدُ: ما شيء تُوُهِّمِ سَلوةً
لقلبيَ إلا زاد قلبي من الوَجد
أرى أخَوَيكَ الباقيينِ فإنما
يكونان للأحزان أورى من الزند
إذا لعبا في ملعبٍ لك لذّعا
فؤادي بمثل النار عن غير ما قصد
فما فيهما لي سَلوةٌ بل حزازةٌ
يَهيجانِها دوني وأشقى بها وحدي
وأنتَ وإن أُفردتَ في دار وحشةٍ
فإني بدار الأُنس في وحشة الفرد
أودُّ إذا ما الموتُ أوفَدَ معشراً
إلى عسكر الأموات أني من الوفد
ومَن كان يستهدي حبيباً هديةً
فطيفُ خيالٍ منك في النوم أستهدي
عليك سلام الله مني تحيةً
ومن كل غيثٍ صادق البرق والرعد


تحياتي

أبو عمر الأسعدي 24-Aug-2009 11:02 PM

لعمـرك ما الحيـاة لكـل حـيٍّ
إذا فقدت الشبـاب سوى عـذاب

الله الله يابو الوليد
إضافة رائعة لشاعر كبير من شاعر كبير

أبو عمر الأسعدي 05-Feb-2010 09:38 PM

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أبو عمر الأسعدي 04-Jun-2010 12:03 PM

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولدعساف 04-Jun-2010 12:09 PM

دائما متميز بما تطرح لاهنت يا ابو عمر

أبو عمر الأسعدي 08-Jun-2010 12:27 AM

لاهنت يالغالي


الساعة الآن »07:05 PM.

 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd