ابو ضيف الله |
15-Aug-2009 10:36 PM |
رحل ابنُ جبرين الإمامُ فهل تَرى
رحل الذي أفنى الحياة سِفارا=ومضى الذي أردى البُزاةَ وطارا
رحل ابنُ جبرين الإمامُ فهل تَرى=من جابرٍ كسرا يُقيل عِثارا
ومضى فكل رياضه الغنّا غدت=بعد انقشاع سحابهنّ صحارى
والقوم بين مصدقٍ ومكذبٍ=ومحققٍ، مستسلمون حيارى!
يا شيخنا والموتُ حقٌّ نافذٌ=هل كنتَ تعتبر الحياة مطارا ؟!!
أبدا تشيّعك الديار فتمتطي=سَرجَ الإباء لكي تُغيثَ ديارا!
لو لم تَقُمْ تحت الدجى عبدا لما=أصبحتَ فوق الراحلين منارا
لو لم تكن كالشمس ما أمسيتَ في=ليلِ القوافل نجمَها السيّارا
عجبًَا لعزمك، كيف يُشحذُ حدُّه=حتى يفجرَ في الصفا أنهارا!
عجبًا لروحك حين تُرسلُ خلفها=جسدا أبى أن يستلذَّ دِثارا!
عجبا لنفسك، تحتوي في ظلها الـ=أصحابَ والأعداءَ والأغرارا!
متجردا لله، لو وضعوا له=خرطَ القتاد على الطريق لسارا
رباه أرسل من رياحك رحمة=تزجي سحابا حافلاً زخّارا!
وأفضْ على قبرِ الفقيد بديمةٍ=ملأى، وبلّغْ شيخنا الأوطارا!
الشاعر منصور الحذيفي
الثلاثاء 21/7/1430هـ
|