الهيـــــــــــــلا   *** منتدى قبيلة عتيبة

الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة (http://www.otaibah.net/m/index.php)
-   مجلس الهيلا العام (http://www.otaibah.net/m/forumdisplay.php?f=4)
-   -   التــاريـخ قـديـم ام جــديد..... (http://www.otaibah.net/m/showthread.php?t=9077)

ابو ضيف الله 20-May-2004 12:38 AM

التــاريـخ قـديـم ام جــديد.....
 
عندما تطلق كلمة " التاريخ " ينصرف الذهن إلى الأحداث الماضية، والدول والحضارات البائدة ،وعلم التاريخ كما في كشف الظنون هو : "معرفة أحوال الطوائف وبلدانهم ورسومهم وعاداتهم وصنائع أشخاصهم وأنسابهم ووفياتهم إلى غير ذلك " .
ومع ارتباط التاريخ بالماضي إلا أننا نسمع مقولات تظهر وتتكرر مع تجدد الأحداث المعاصرة ، وربما كان بعضها متعلقاً بتوقع النتائج المستقبلية ، فعلى سبيل المثال تتكرر مقولة : " التاريخ يعيد نفسه " ومثلها : "ما أشبه الليلة بالبارحة " وَ " الزمن دوار " أي قد يتكرر في آخره ما حصل في أوله . وكأن هذه المقولات تخرج بالتاريخ من إطار الزمن الماضي إلى التفاعل مع الحاضر ، والاستعداد للمستقبل ، ومما يوضح الأمر ما ذكره صاحب كشف الظنون عن فائدة التاريخ بقوله: " وفائدته العبرة بتلك الأحوال ، والتنصح بها ، وحصول ملكة التجارب والوقوف على تقلبات الزمن ليحترز عن أمثال ما نقل من المضار ،ويستخلص نظائرها من المنافع " .


وهذا يدل على أن العبرة المستخلصة من الأحداث تعد بمثابة قاعدة لا ترتبط بزمن ما ،فقولنا : "الظلم مرتعه وخيم " أو: " على الباغي تدور الدوائر" أو : " من أعان ظالماً سلّط عليه " . كل ذلك يرتبط بأحداث متنوعة تقع في أزمنة متعددة ، وأوضاع متباينة ، والأشخاص مختلفون ، وفي أماكن متباعدة والجامع بينها تلك النتيجة المستخلصة والدرس المستفاد .

والداعية المسلم أقدر الناس على الاستفادة من عبر التاريخ لتنزيلها في مواجهة مستجدات الأحداث، وذلك لأن المسلم عنده الحقائق القرآنية التي لا تتبدل ، والسنن الربانية التي لا تتعرض : {ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً } . والداعية يجد في القرآن قصص الأولين ، وأحوال الغابرين ، وأخبار الانتصار، وأنباء الانكسار ، والحق - جل وعلا - يدعوه لإعمال الفكر والاستفادة فيقول : {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون} . والنظر بعين الاعتبار : { فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين} . ففي القصص القرآنية دروس حول الاستبداد السياسي من خلال قصة موسى وفرعون ، وأخرى في الانحلال والأخلاقي في قصة لوط ، وثالثة في الانحراف الاقتصادي في قصة شعيب ، ورابعة في الاستعلاء المادي في قصة هود وغير ذلك كثير ،ثم إن القرآن يوضح السنة الإلهية التي تحكم أوضاع المجتمعات كما في قوله : {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } . وقوله : {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون } . وقوله : {ضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون } . وقوله : {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذين عملوا لعلهم يرجعون } . وهذه كلها قواعد لا تخرم وسنن لا تتبدل ومشاهد تتكرر لا تخطئها العيون ، ومن هنا فإن الدعاة باستمدادهم من القرآن أهدى سبيلاً ، وأقوم قيلاً ، وأصوب تحليلاً ، وأقدر على إدراك الواقع ومعرفة الملابسات ، والاستعداد للمواجهات .

ولذا كان لابد من العناية بدراسة التاريخ في المناهج الدعوية ، والثقافة الإسلامية ، مع بيان أن التاريخ ليس أحداثاً تروى ، ولا قصصاً تحكى ، بل هو عبرٌ تنطق و دروس تطبق ، ومن هنا ندرك أهمية المحافظة على التاريخ من التحريف والتزوير في وقائعه أو الانحراف والزيغ في تفسيره وتحليله ، ومن هنا أيضاً يسعى أعداء الله لمحو تاريخنا في المناهج التعليمية وتشويهه ، وهذه القضية مهمة فهل تجد اهتماماً يكافئ أهميتها ؛ حتى نعرف واقعنا ونكشف أعداءنا ونعد لمستقبلنا ؟

د. علي بن عمر بادحدح

الابرق 22-May-2004 07:23 AM

اخي ابو ضيف الله موضوع اكثر من جيد .


الساعة الآن »10:41 PM.

 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd