الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة - قصة جرير والراعي وسبب هجاءهما.

كان الراعي وأسمه عبيد بن حصين النميري يقضي للفرزدق على جرير ويفضله

وكان الراعي قد ضخم أمره وكان من شعراء الناس. فلما أكثر من ذلك خرج

جرير إلى قومه وقال الا تعجبون من هذا الرجل الذي يقضي للفرزدق علي وهو

يهجو قومه وأنا أمدحهم!!

وكان لراعي والفرزدق وجلسائهما حلقه بإعلى المربد بالبصرة يجلسون فيها.

يقول جرير فخرجت أتعرض له لألقاه من حيالٍ حيث كنت أراه يمر إذا انصرف من

مجلسه وما يسرني أن يعلم أحد حتى إذا هو قد مر على بغلة له و ابنه جندل

يسير وراءه على مهرٍ له أحوى محذوف الذنب.

فاستقبلته وقلت مرحباً بك يا أبا جندل! فقلت له إن قولك يستمع وإنك تفضل

الفرزدق علي تفضيلاً قبيحاً وأنا أمدح قومك وهو يهجوهم وهو ابن عمي.

ويكفيك إذا ذكرنا أن تقول كلاهما شاعر كريم فأتى أبن الراعي فقال ما تريد

من كلب بني كليب كأنك تخشى منه شراً او ترجوا منه خيراً!! وضرب البغلة ضربةً

فرمحتني رمحةً وقعت منها قلنسوتي.

فقال جرير لو عرج علي الراعي لقلت سفيه غوى يعني ابنه جندل لكن لا والله

ما عاج علي الراعي فأخذت قلنسوتيفمسحتها ثم أعدتها على رأسي ثم قلت:

أجندل ما تقول بنو نمير.............إذا ما الأير في است أبيك غـابــا

وسمعت الراعي يقول لأبنه لقد طرحت قلنسوته طرحةً مشؤومه.

فأنصرف جرير غضبان حتى إذا صلى العشاء قال إرفعوا لي باطيه من نبيذ

فجعل يهمهم فسمعته عجوز بدار فاطلعت في الدرجه فإذا هو يحبوا على

الفراش عرياناً لما هو فيه فقالت ضيفكم مجنون!! فما زال كذلك حتى كان السحر

ثم إذا هو يكبر قد قالها ثمانين بيتاً في بني نمير فلما ختمها بقوله:

غض الطرف إنك من نميرٍ..............فلا كعباً بلغت ولا كــلابـــا

كبر ثم قال أخزيته ورب الكعبه ثم أصبح فألقاها في مجلس الفرزدق والراعي

فنكس الفرزدق والراعي وسكت الحضور فقال الراعي ليس لكم مقام فضحكم

والله جريرفقال القوم شؤمك وشؤم إبنك.

واراد الراعي الإبل أن ينقضها فلم يستطيع وقال الراعي :

رأيت الجحش جحش بني كليب.......تيمم حوض دجلة ثم هــابــا

وكان الراعي يفضل الفرزدق على جرير ويقول :

يا صاحبي دنا الرواح فسيرا.......غلب الفرزدق في الهجاء جريرا

ونقضها الفرزدق في قصيدته فقال يمدح بني نمير :

أتطلب يا حمـار بني كليب......بعانتك اللـهـاميم الرغــابا

وطاح ابن المراغه حين مدت...أعنتنا إلى الحسب النسابا

فإنك من هجاء بني نمير......كأهل النار إذ وجدوا العذابا

رجوا من حرها أن يستريحوا....وقد كان الصديد لهم شرابا

فأن تك عامـر أثرت وطابت....فما أثرى أبـوك وما أطابـا

ولم ترث الفوارس من نمير.....ولا كعباً ورثت ولا كلابــــا

ولكن قد ورثت بني كليب.....حظائرها الخبيثة والزرابـــا

ومن يختر هوازن ثم يختر....نميراً يختر الحسب اللبابـــا

فقد وأبيك أمسك بالنواصي....وخير فوارسٍ علموا نصابا

هم ضربوا الصنائع واستباحوا...بمذحج يوم ذي كلع ضرابا(1)

1- يقصد الفرزدق يوم فيف الريح وهو لهوازن على مذحج وخثعم وفيه فقئت

عين عامر بن الطفيل وأبلت بنو نمير في هذا اليوم بلاءً حسناً وكانت الرايه معهم.

والذين أبلوا يوم فيف الريح من الفرسان هم عامر بن الطفيل يقال أنه طعن في

المعركه عشرين طعنه ما بين صدره إلى سره وعامر هو الذي فعل الأفاعيل في

هذه المعركه!!!!!

وأربد الحتوف بن قيس بن جزء أخو لبيد بن ربيعه من أمه.

وعبد عمرو بن شريح بن الأحوص.