الهيـــــــــــــلا   *** منتدى قبيلة عتيبة

الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة (http://www.otaibah.net/m/index.php)
-   علوم الشريعة الإسلامية جديد (http://www.otaibah.net/m/forumdisplay.php?f=94)
-   -   شرح حديث : لا حسد إلا في اثنتين (http://www.otaibah.net/m/showthread.php?t=89058)

ابو ضيف الله 11-Apr-2009 09:00 AM

شرح حديث : لا حسد إلا في اثنتين
 


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً، فسلطه على هلكته في الحق. ورجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها، ويعلمها" متفق عليه.

قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله في كتابه (بهجة قلوب الابرار في شرح جوامع الاخبار) :
الحسد نوعان: نوع محرم مذموم على كل حال، وهو أن يتمنى زوال نعمة الله عن العبد – دينية أو دنيوية – وسواء أحب ذلك محبة استقرت في قلبه، ولم يجاهد نفسه عنها، أو سعى مع ذلك في إزالتها وإخفائها: وهذا أقبح؛ فإنه ظلم متكرر. وهذا النوع هو الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.


والنوع الثاني: أن لا يتمنى زوال نعمة الله عن الغير، ولكن يتمنى حصول مثلها له، أو فوقها أو دونها.
وهذا نوعان: محمود وغير محمود.


فالمحمود من ذلك: أن يرى نعمة الله الدينية على عبده، فيتمنى أن يكون له مثلها. فهذا من باب تمني الخير. فإن قارن ذلك سعى وعمل لتحصيل ذلك، فهو نور على نور.
وأعظم من يغبط: من كان عنده مال قد حصل له من حِلَّه، ثم سُلّط ووفق على إنفاقه في الحق، في الحقوق الواجبة والمستحبة؛ فإن هذا من أعظم البرهان على الإيمان، ومن أعظم أنواع الإحسان.
ومن كان عنده علم وحكمة علمه الله إياها، فوفق لبذلها في التعليم والحكم بين الناس. فهذان النوعان من الإحسان لا يعادلهما شيء.


الأول: ينفع الخلق بماله، ويدفع حاجاتهم، وينفق في المشاريع الخيرية، فتقوم ويتسلسل نفعها، ويعظم وقعها.


والثاني: ينفع الناس بعلمه، وينشر بينهم الدين والعلم الذي يهتدي به العباد في جميع أمورهم: من عبادات ومعاملات وغيرها.


ثم بعد هذين الاثنين: تكون الغبطة على الخير، بحسب حاله ودرجاته عند الله. ولهذا أمر الله تعالى بالفرح والاستبشار بحصول هذا الخير، وإنه لا يوفق لذلك إلا أهل الحظوظ العظيمة العالية. قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}. وقال: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.


وقد يكون من تمنى شيئاً من هذه الخيرات، له مثل أجر الفاعل إذا صدقت نيته، وصمم عن عزيمته أن لو قدر على ذلك العمل، لَعَمِلَ مثله، كما ثبت بذلك الحديث. وخصوصاً إذا شرع وسعى بعض السعي.
وأما الغبطة التي هي غير محمودة، فهي تمني حصول مطالب الدنيا لأجل اللذات، وتناول الشهوات، كما قال الله تعالى حكاية عن قوم قارون: {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} فإن تمني مثل حالة من يعمل السيئات فهو بنيته، ووزرهما سواء.


فهذا التفصيل يتضح الحسد المذموم في كل حال. والحسد الذي هو الغبطة، الذي يحمد في حال، ويذم في حال. والله أعلم.



خالد نوار العتيبي 11-Apr-2009 09:15 AM

كفانا الله شر الحسد والحاسدين

بارك الله فيك موضوع قيم

تحياتي لك

محمد العتيبي 11-Apr-2009 08:09 PM

الله يجزاك خير وانا اخوك ماقصرت ..

عاصم الثقيل 11-Apr-2009 08:17 PM

جزاك الله خيراً أخي أبو ضيف الله على هذه الفوائد القيمة المنقولة عن هذا الإمام الجليل ابن سعدي رحمه الله, وهذا الكتاب الذي نقل منه أخونا المشرف العام وفقه الله وسدد خطاه من أنفع الكتب التي ألّفها العلامة ابن سعدي, مع أن كتبه كلها نافعه, إلا أن هذا الكتاب من أنفع ما رأيت, حيث أنه شرح رحمه الله فيها تسعة وتسعين حديثا من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم, وقد ذكر العلامة ابن سعدي في خاتمة هذا الكتاب كلاماً نفيساً أحببت أن أذكره لكم, حيث قال رحمه الله: " هذه جوهرة نفيسة ، وروضة ممرعة ، هي بغية الراغبين ، ونزهة المستفيدين ، وبهجة الناظرين ، لما ظهرت به من مظهر أنيق ، وتحلت به من زهور المعارف والتحقيق ، ولما أودعته من فوائد جليلة ، سهل اجتناؤها ، وثمرات دانية طاب مذاقها ، ومناهل عذبة ، راق مشربها حيث اشتملت على بيان العقائد النافعة ، والأصول الجامعة ، والأحكام المتنوعة ، والآداب السامية ، وغيرها من المواضيع المهمة ، والعلوم الجمة ، التي تكسب الإنسان هدى ورشدا ، وتزيده بصيرة ويقينا .
وحسبك منها أنها شرح لكلام هو أشرف الكلام ، بعد كلام الله وأجمعه للخير وأنفعه ، كلام أعلم الخلق ، وأفصحهم محمد صلى الله عليه وسلم" .يقصد بها كتابه ذا, وهو كما ذكر رحمه الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن لا يحرم أخانا أبا ضيف الله الأجر والمثوبة.

ابو ضيف الله 12-Apr-2009 05:38 AM


خالد نوار و محمد العتيبي جزاكم الله كل خير على المرور والتعليق

وشكر خاص للاخ عاصم الثقيل على هذه المعلومة القيمة عن الكتاب

الفليت العتيبي 15-Apr-2009 12:10 PM

جزاك الله وخير وبارك في

وجعل ماتكتبه في موازين حسناتك


وشكرا لك

الخديدي خالد 18-Apr-2009 09:04 PM


محمد الذيابـــي 14-Feb-2012 06:14 AM

..

جزاك الله خير..

عزارم 14-Feb-2012 11:07 PM

جزاك الله خير


الساعة الآن »10:00 PM.

 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd