![]() |
مــعـــايـــيـــــر الـــرجــــولـــــة
بسم الله الرحمن الرحيم
(( معايير الرجولة )) تختلف معايير الرجولة من شخص لآخر ، ومن طائفةٍ لأخرى ، فهذا له نظرة معينة في أساسيات الرجولة و معاييرها ، و ذاك له نظرة أخرى مخالفة لنظرة الأول ، فتجد صنفاً من الناس يرون الرجولة في كذا و كذا من الأعمال التي تعتبر عند غيرهم أموراً عادية لا تزيد و لا تنقص من قيمة المرء شيئاً ، و يعترها غيرهم مما يخل بالرجولة ..!! ولاشك أن هذا تضارب و اختلاف و خلل ، و لكن أين مكمنه ؟ ومن أين منشأه ؟و هل الخلل في الصفات أم في الواصفين ؟ إنه بلا شك في الواصفين و المصنفين و في نظرتهم و أسسهم التي يحكمون بناءً عليها و لعلي قبل أن أبدأ بالدوافع لهذا و العلاج له أن أبين للقارئ العزيز صوراً خاطئة من اختلاف المعايير عند أصناف من شعبنا الكريم ، فإليك الصورة الأولى : يرى لصوص المشاريع و الميزانيات و أقسام التموين أن الرجولة عند من استطاع أن يجعل ما قيمته ألف بعشرة آلاف و ما قيمته مليون بخمسة ملايين ، فيجعلون هذا الشخص نبراساً لهم و مثلاً أعلى يقتدون به و يشيرون إليه بالبنان . أما الصورة الثانية فهي مع أصحاب المشاكل و المشاجرات فإن الرجل عندهم من ضرب خصمه حتى كسر يديه أو رجليه ، و أما من عفا و أصلح فهو عندهم ضعيف جبان بعيدٌ عن الرجولة و معانيها . و أما ثالث الصور الخاطئة في معايير الرجولة فهي مع من يرى أن من هجر أقاربه و قاطعهم و قاطع مناسباتهم و أفراحهم و أحزانهم هو أرجل الرجال و أطيب الناس نظراً لبعده عن إيذاء أقاربه و سلامته من كلامهم فيه ..!! ففي الصور الثلاث السابقة نرى اختلاف الناس في الحكم على الرجال ، و أن مصدر الحكم هو الأهواء الشخصية و الرغبات النفسية و لا تنتمي أحكامهم إلى الحق و لا تمت إليه بصلة . فالأول يرى أن من يأكل السحت الذي النار هي أولى به هو الرجل ..!! و الثاني يرى أن من يسيل دماء الناس بلا ذنب هو الرجل ..!! و الثالث يرى أن قاطع رحمه و الموعود بعذاب الله هو الرجل !! و كل هؤلاء مخطئون في نظراتهم و غيرهم كثير ممن يسيرون على نظرة شبيهةٍ لنظرتهم . وكل هؤلاء ومن هم على شاكلتهم جاهلون بحقيقة الرجولة و أصولها ، فالرجولة الحق بالتمسك بتعاليم الكتاب و السنة . الرجولة في خدمة الدين و تعلمه و تعليمه و الدفاع عنه . الرجولة في خدمة الوطن و محبته و المحافظة على أمواله و ممتلكاته ... الرجولة في تعلم ما ينفع في الدنيا أو الآخرة و ترك ما يضر فيهما أو في أحدهما . الرجولة في خدمة المجتمع و التعاون مع أفراده ... الرجولة في صلة الرحم و الوقوف مع الأقارب في السراء و الضراء ... الرجولة الكرم و الشهامة و سعة الخاطر و التحمل عند الشدائد .... الرجولة في احترام الكبير و العطف على الصغير .... الرجولة في التواضع و لين الجانب و البشاشة و حسن القبول للآخرين ... الرجولة في فعل كل عمل حسن و ترك كل عمل قبيح ... وللأسف أن هناك فئات من الناس قلبت الموازين ، فجعلت الشر خيراً و الخير شراً – و العياذ بالله - ، جعلوا الشر هو الأحسن و الأفضل و الذي ينبغي فعله و يحمد فاعله ، و جعلوا الخير هو الأسواء و الأردئ و الذي ينبغي تركه و يذم فاعله – نسال الله السلامة و العافية - ... فجعلوا التواضع ضعفاً و ذلةً و خفةً ، و جعلوا الكبر قوةً و عزةً و ثقلاً ... جعلوا مساعدة الناس غباءً واستخفافاً ، و سرقتهم ذكاءً و فطنةً ... فياللعجب من هؤلاء و حالهم ، وأعان الله أبنائهم و أقاربهم عليهم و على نظرياتهم المعكوسة و حقائقهم المقلوبة ، و قد أخبر النبي – عليه الصلاة و السلام – عن هؤلاء حيث قال واصفاً لقلب الإنسان بعد أن تعرض عليه الفتنة فيقبلها : (( لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما اشرب من هواه )) . فإلى كل من غيّر موازين الحق ، و إلى كل من حكم على الرجال على حسب هواه : ارجع إلى الموازين السليمة و المعايير القويمة ، واحكم بين الناس بالحق و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ، ف‘ن العودة للحق خير من التمادي في الباطل . و الله ولي التوفيق ،،، |
كلام من ذهب بيض الله وجهك يالغالي
|
حياك ربي يا بن صنهوت
ومشكور على مرورك |
يعطيك العافيه يا رجال على الموضوع والرجوله مطلوب ان تطبق في اي رجل بحذافيرهااا
|
اقتباس:
يا هلا و يا مرحبا بك تشرقت بمرورك وكما ذكرت >> الرجولة لابد منها و لا يستغنى عنها |
الساعة الآن »05:24 PM. |
Arabization
iraq chooses life
Powered by
vBulletin®
Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd