ابو ضيف الله |
15-Nov-2008 07:28 AM |
إشتدّي أزمةُ تَنْفَرِجِي ! (القصيدة الكاملة)
إشتدّي أزمةُ تَنْفَرِجِي !
قصيدة المنفرجة لأبي الفضل يوسف ابن النحوي
إشتدّي أزمةُ تنفرجي =قد آذَنَ لَيلُكِ بالبَلَجِ ِ
و ظلام الليل له سُرُجٌ =حتى يغشاه أبو السُّرُجِِ ِ
و سحاب الخير له مطرٌ =فإذا جاء الإبَّانُ تَجِي
و فوائد مولانا جُمَلٌ =لسُروج الأنفسِ و المُهَجِ ِ
و لها أَرَجٌ مُحْيٍ أبدا =فَاقْصِد مَحْيَا ذَاكَ الأرَجِ ِ
فَلَرُبَّتَمَا فَاضَ المَحْيَا =بِبُحورِ المَوْجِ من اللُّجَجِ ِ
والخلق جميعا في يده =فَذَوُ سَعَةٍ و ذَوُ حَرَج ِ
و نُزولُهُمُ و طُلوعُهُمُ =فإلى دَرَكٍ و على دَرَج ِ
و معايِشُهُم و عَواقِبُهُم =ليست في المَشْيِ على عِوَج ِ
حِكَمٌ نُسِجَتْ بِيَدٍ حَكَمَتْ =ثم انتسجَت بالمُنْتَسِجِ ِ
فإذا اقْتَصَدَت ثم انْعَرَجَت =فبمُقْتَصِدٍ و بمُنْعَرِج ِ
شَهِدَت بعجائِبها حُجَجٌ =قامت بالأمر على الحُجَج ِ
و رِضًا بقضاء الله حِجَا =فعلى مَرْكوزَتِها فَعُجِ ِ
فإذا انفتحت أبوابُ هُدَى =فاعجل بخزائنها و لِجِِ ِ
وإذا حاوَلْتَ نِهايتَها =فاحذَرْ إذْ ذَاك من العَرَجِ ِ
لتكون من السُّبّاقِ إذا =ما جِئْتَ إلى تلك الفُرُجِِ ِ
فهناك العَيْشُ و بَهجَتُهُ =فَبِمُبتهِجٍ و بمُنْتَهِجِ ِ
فَهِجِ الأعمال إذا رَكَدَتْ =و إذا ما هِجْتَ إذَن تَهِجِ ِ
و معاصي الله سَمَاجَتُهَا =تَزدانُ لذي الخُلقِ السَّمِج ِ
و لِطاعَتِه و صَبَاحَتِها =أنوارُ صبَاحٍ مُنْبَلِجِ
من يخْطو بحُورَ الخُلْدِ بِها =يَحظَى بالحُور و بالفَنَجِ
فكُنِ المَرْضِيَ لهَا بِتُقاً =تَرْضَاهُ غَداً و تَكونَ نَجِي
و اتْلُ القرآن بقَلْبٍ ذِي =حُزنٍ و بصَوتٍ فيه شَجِ ِ
و صلاة الليل مسافَتُها =فاذهَبْ فيها بالفَهْمِ و جِي
و تأمَّلَها و معانِيها =تَأتِي الفِردوسَ و تَبْتَهجِ
و اشرب تَسْنِيمَ مُفَجِّرِها =لا مُمْتَزِجًا و بمُمْتَزِجِ ِ
مُدِحَ العَقلُ الآتِيهِ هُدًى =و هَوَى المُتَوَلِّ عنه هُجِي
و كتاب الله رِيَاضَتُهُ =لِعُقُولِ النَّاسِ بِمُنْدَرِجِ
و خِيارُ الخَلْقِ هُدَاتُهُمُ =و سِوَاهُمْ من هَمَجِ الهَمَجِ
فإذا كنت المِقْدَامَ فَلا =تَجْزَعْ في الحَربِ من الرَّهَجِ
و إذا أبْصَرْتَ مَنَارَ هُدَى =فاظْهَر فَرْدًا فَوْقَ الثَّبَجِ
و إذا اشْتَاقَت نفسٌ وَجَدت =ألَمًا بالشَّوقِ المُعْتَلِجِ ِ
و ثَنَايَا الحَسْنا ضَاحِكةً =و تَمَامُ الضَّحْكِ على الفَلَجِ ِ
و غِيابُ الأسْرارِ اجْتَمَعَتْ =بأمانتِها تحت السُّرُجِ ِ
و الرِّفْقُ يدوم لصاحِبهِ =و الخِرْقُ يَصِير إلى الهَرَجِ ِ
صَلَواتُ اللهِ على المَهْدِي =الهادي الناس إلى النَّهْجِ
و أبي بكرٍ في سيرَتِه =و لِسانِ مقالتِه اللَّهِجِ
و أبي حَفْصٍ و كرامتِهِ =في قِصَّةِ سَارِيَةَ الخَلَجِ ِ
و أبي عَمْرٍ ذي النُّورَيْنِ =المُسْتَهْدِ المُسْتَحْيِ البَهِجِ ِ
و أبي حَسَنٍ في العِلْمِ إذَا =وَافَى بسَحائِبِه الخَلَجِ ِ
و على السِّبْطَيْنِ و أمِّهِما =و جميعِ الآلِ بمُنْدَرِجِ ِ
و صَحَابَتِهِم و قَرَابَتِهِمْ =و قُفَاتُ الأثْرِ بلا عِوَجِ ِ
و على تُبّاعِهُمُ العُلَمَا =بعَوارِفِ دينِهِم البَهِجِ ِ
يا رَبِّ بهِم و بآلِهِم =عجِّل بالنَّصْرِ و بالفَرَجِ ِ
و ارحَم يا أكْرَمَ مَنْ رحِمَا =عَبْدًا عن بابِكَ لَمْ يَعُجِ ِ
و اخْتِمْ عمَلِي بخَواتِمِها =لِأكون غدًا في الحَشْرِ نَجِي
لَكِنِّي بجُودِكَ مُعْتَرِفٌ =فاقْبَلْ بمَعَاذِرِي حِجَجِي
و إذَا بك ضَاقَ الأمْرُ فَقُلْ =إشْتَدِّي أزْمَةُ تَنْفَرِجِي
|