بيان بشأن التفجيرات التي وقعت في مُجمع المحيا بالرياض ( كساب العتيبي)
 

الحمد لله رب العالمين .. وبعد:
فُجع مُجمّع المحيا بالرياض وفُجع معه المسلمون الآمنون بدوي تفجيرات رمضانية راح ضحيتها العشرات ما بين سعودي وسوداني ومصري وعدد من الأطفال ، ولا نعلمُ مالذي يُريده مرتكبو هذه الأعمال والتي أقل ما يُمكن أن توصف به بأنها أعمال وأفعال إجرامية تخريبية ، فهو ما ندين الله به ونرى أنه لا يسعنا السكوت عنه ، فالهدف هذه المرة مُجمع سكني تقطنه جاليات عربية ومسلمة جآءت تبحث عن فرصتها ورزقها في هذا البلد المعطاء ، ولم يكن ثكنة أو قاعدة عسكرية على الإطلاق. فلا ندري على أية شبهة اتكأ هؤلاء المُخربون ، وبأي دليلٍ شرعي فجّروا ، ومن أي فكرة انطلقوا ، كي يسفكوا دماءً بريئةً ، و يروعوا على المسلمين أمنهم ، ويعبثوا بوطنهم ، حيث لا يُمكن – كما هو معروف- إقامة دين وعقيدة بدون وطن ، والوطن يُعبثُ فيه الآن من قبل أعدائه بصرف النظر عن لونهم وجنسهم وفكرهم لا كثرهم الله ..

ونحن وإن نستنكر هذه المُمارسات غير الإسلامية وغير الإنسانية ألبتة ، ولا نقبلها تحت أي ذريعة مهما كانت ، إذ ندعو العقلاء في أجهزة الحكومة وعلى رأسها وزارة الداخلية لإعمال العقل ، والإصغاء لأهل المشورة والنصيحة الصادقة ، فمن يقوم بمثل هذه الأفعال ينطلق عادة من منطلقات مصبوغة بأصباغ دينية وألبسة شرعية ، ولا سبيل للتصدي لها سوى بالحوار والمحاورة ، والمرونة في التعاطي مع هذا الفكر ، فمن يعتقدُ بأن الحور العين بانتظاره بُعيد تتطايُر أشلائه وأشلاء الأبرياء معه ، فلن تردعه الحلول الأمنية وحسب ، فهي قراءة خاطئة ولا شك ، حيث لا يوجد أكثر تحريكا للمشاعر والأحاسيس من العاطفة الدينية ، سيما إذا ما ارتبطت بالجنة ونعيمها .

وحتى وإن قلنا جدلا بأن ما يفعله المخربون هو من باب الجهاد والنكاية بالكفار، فقد قال العلماء بأن أي قتال لا يتحقق به نكاية العدو فإنه يجب تركه لما سيترتب عليه من مفاسد محضة . وهذا حقيقة هو الحاصل بهذه التفجيرات التي حصلت، فليس ينتفع منها لا مسلم ولا وطن، وإنما الأعداء الذين يتربصون بنا وبوطننا وبأمننا رد الله كيدهم وتآمرهم وأحقادهم في جحورها.

نسأل المولى في هذا الشهر الفضيل أن يحفظ لنا أمننا ووطننا من عبث العابثين ، وأن يهدي ضال المسلمين للحق والهدى والصواب ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

الأحد 14/9/1424هـ الموافق 9/11/2003م

مسرح الجزيرة.

منقول

لايوجد هناك مسلم عاقل يؤيد ماحصل من عمل ارهابي في مجمع المحيا , نسئل الله ان يهدي ضال المسلمين , ويرد كيد العابثين.