يا حاديّ العيسِ سلمْ لي على الأقصى=سبحانَ من خصهُ بالذكـرِ فاختصـا
واشدُدْ رحالكَ واستقبلْ ديـارَ أبـي=مصداقَ قولِِ رسـولِِ اللهِ إذ وصَّـى
سلّم على ألأهلِ والأحبابِ في بلـدي=أرض الرباطِ كما التنزيلُ قـد نصـا
سلم على الأهل في أرجاءِ ساحتهـا=وليحفظوا الصفَ للأعـداءِ مُرتصـا
أبلغ أحبتنـا مـن أهـلِ أندلـسٍ ..=ممن تبقى لنا في المغـربِ الأقصـى
أنـَّا وقـد زُرعـت فينـا محبتكـم=نستذكرُ اليومَ ما في القلبِ قد غصـّا
مازال في القلبِ ذاك الجُرحُ مشتعـلا=بل كل جرحٍ أتي مـن بعـده أصّـا
هذي طليطلةُ الغـرّاء قـد دَرَسـَت=ما عدت تشهدُ من احيائهـا فحصـا
هل نستريحُ وأرضُ القدسِ قد ذهبت=نشكو من الدهر ذلَّ النكبةِ العَوصـا
ام نستفيـقُ وقـد لاحـت بيارقنـا=كي تهمِصَ الخصمَ من أقتابِه هَمْصا
فلتَصدُق القولَ هل في جمعنـا أمـلٌ=أم أننا أمةٌ في دينهـا ... نقصـا ..

يا حاديَ العيسِ تحدوها إلى القدسِِ=نكأتَ جرحين جرحَ اليوم والأمسِ
جرحان جـرحٌ قديـمٌ لا يزايلنـي=وآخرٌ مترعٌ فاضـت بـهِ نفسـي
كأننـي ناظـرٌ غرناطـةَ انتبهـتْ=تزورني في أهازيج ٍ مـن الهمـسِ
يا روضة من رياض السحر يانعـةً=حورية مقلتاها من جنـى الأنـسِ
لهفي عليكِ و 'لهفي' ليس تنفعنـي،=أأيقظتكِ المنى ترنو إلـى القـدسِ؟
هي الهوى والهـوى دامٍ بمبسهمـا=والنور يختالُ بين الرمس ِ والرمـسِ
حبيبـة لَـوددتُ الأرضَ تجمعنـي=بها، فتُطوى وتطوي صفحة البؤسِ
تضحي شجوني جميعًا عند مسجدها،=والقلبُ ساهٍ وفيها دائمـا تمسـي
بلّغ إلى الأهل أشواقي وقـل لهـمُ=في الغرب حبكمُ مسٌّ مـن المـسِّ
..يا حاديَ العيس والأشواقُ ساهرةٌ=حدوتَ بالقلبِ بين اليوم والأمـسِ

يطلُّ السلام على ترعتيـنِ=يُرى تحت أسمالِـه خنجـرُ
و بعضُ نجيعي على راحتيهِ=مباحٌ و من نصلِـه يقطـرُ
يقولون سالم لتسلـمَ يأبـى=تِلادي وذاك الذي أضمـرُ
أنا العربـي سليـلُ المعالـي=على الصبر إن هان لا أصبرُ
وما كنتُ ما بان للظلمِ نابٌ=تضرّجَ ، عن ظُلمه أقصـرُ
سلامي حسامٌ كوجه المنايا=يشقّ الدجى ثـمّ لا يُنكَـرُ

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب الهيلا (المشاركة 573542) مشكور وماقصرت على النقل المميز

عرفناك ممن يهز الحسام = ويقسم بالله أن يثأرا
ويأبى على الذل أن يستكين = وينكر في قلبه المنكرا
ويحلم دوما بعز الجدود = ويأبى على الدهر أن يشترى
ويدعو لأن تسترد الحقوق = ويحلم بالنصر أن يحضرا
ولكن قومك يا صاحبي = كصنف تفرد بين الورى
يسيرون عكس اتجاه الحياة = فهم خير من يتقن القهقرى

هل أنت منكر ما قالوا وما فعلوا = إذ صاح صائحهم أن الوغى خطل
والسلم مغنمة للناس واضحة = فالنفس تطلبها والعقل يحتمل
والحرب مفسدة خضنا متاهتها = ثم انثنينا وفي أعقابنا الفشل
أما الجيوش فقد بانت حقيقتها = كيسٌ تَصَنَّنَ في أحشائه بَصلُ
ليسوا وإن برقت يوما صوارمهم = مغسولةً بدم الأعداء تنفتل ..
بل هم سعاة لعصر الذل يسبقهم = خزي تَخَنَّس في العينين مختزلُ
هانوا على الناس حتى لا يشار لهم = إلا مع العار إن حلوا أو إرتحلوا
يُستغضَبون فلا يُرجى لهم غضب = حتى يطيرَ على كفِّ الهوا الجبلُ

سلامُهمْ وهَمٌ خطّوهُ في وهَمٍ = هل يثبتُ الوهْمُ إن طالوا وإن طالا
شرُّ البرية همْ لا مَن يحبهمُ = ولا ولاءَ لَهم فينا ولا آلا
توشَّحوا بالخنا خاوٍ وفاضهمُ = إلا من الذلِّ كان الذلُّ قتّالا
باعوا بعرشِ الدنايا كلَّ أمتهمْ = إن قالَ قيصرُ قالوا مثلَ ما قالا
ما ذاكَ عندي سوى حال مضيَّعةٍ = وتترك الحالُ في أعقابها حالا
همُ السرابُ بأرضٍ لا تطاوعُه = يمضي وتبقى عصوراً ثم أجيالا
نحنُ الذين يحبُّ المجدُ ساحتَنا = وتاه فينا العلا تيهاً وما زالا

يبدو كأن العلا قد تاه وانصرفا = فانظر لقومك تلق الحال مختلفا
سود الوجوه فما ابيضت صحائفهم = مذ خيم الذل فوق القوم واكتنفا
ما عاد للمجد ذكرٌ في مجامعهم = إلا كرسم خيال في الصدور عفى
ناموا على الضيم لا ترجى قيامتهم = من لم ينم منهموا في النائبات غفا
من يوم ان سقطت في الغرب هيبتهم =ما شاهدوا من دهرهم عدلا ولا نصفا
من ذا الذي يرتجي من مثلهم خبرا =قد يثلج الصدر إلا حالمٌ خرفا
ستون عاما مضت من يوم نكبتهم = هل قال قائلهم للاجئين كفا
أم أن من حكموا في الأرض ما تعبوا=فالكل أصبح في التفريط محترفا
صنف تجرد من أسمال عفته =وصالح الخصم مختارا ومعترفا
أم ثلة من بقايا القوم ما برحت =تسعى لبعث كيان غاب منكسفا
يا عاشق المجد ليت المجد ما عرفا =ولا بكينا هنا في قدسنا الشرفا

ما غابَ عنا العلا يوماً ولا انصرفا = إلا إلينا ولا في غيرنا عُرفا
خيرُ الخلائقِ بين الناس قاطبةً = أكرِمْ بنا سَلفاً أكرِم بنا خلَفا
باهى بنا أحمدُ الآنام كلَّهُمُ = وخصنا دونَهم بالفضلِ فانتصفا
لإن ضَعُفـْنا وما في الضعف من جَرمٍ = من ذا الذي لم يُصَبْ يوماً ولا ضعفا
ويشهدُ القومُ أنا إذ نقارعُهم = في كلِّ أرضٍ نصيبُ الفخرَ والشرفا
ما أمة ٌ تلدُ المختارَ خانعةً = ولا الأميرَ، ولا ياسينَ إن وُصفا
لأيِّ قومٍ نصيبٌ من أماثلِنا ؟ = وليسألوا الأرضَ والآنامَ والصحفا

قد زارَ قلبي من ربى الهمْسِ = نسائمٌ في قاربِ الصبحِ
فواحة ٌ من روضةِ الأُنس ِ = والليلُ ساهٍ في مدى الجرحِ
..=
من وادٍ آشٍ منية ُ النفسِ = تريدُ بَوحي والهوى بَوحي
تختالُ بينَ اليوم ِ والأمسِ = فقلتُ واهاً غادةَ النفحِ
=.. تشتّتي يا ليلةَ اليأسِ

ما دمت تعلم أن القلب ما كذبا = وأن قومك كانوا في الورى عربا
كيف السبيل إلى تصديق ما زعموا = أم أن عقبة فوق الخيل ما ركبا
يا دار عقبة إني جئت اسأله = هل خانه السيف أم أن الجواد كبا
ما عدت أسمع في أرجاء ساحته = صوت الصهيل فلا ركزا ولا خببا
أستغفر الله إن آذيته فدمي = قد سال فوق ترابها صببا
يا أيها البحر أخبر عن شجاعته = وكيف قبَّلتَ تلك النعل مضطربا
هل جاوز الشط حتى كدت تحضنه = أم أن قلبك طعم االطهر ما طلبا
فلتخرجوه لنا حتى نعود به = ما دام قد عاش في أرجائكم حقبا
مازلت أحلم أن أحظى بطلعته = في ساحة القدس منصورا بها ذربا

الله أكبرُ في أرجائنا ارتسمت = بين الغيومِ رآها كلُّ ذي بصرِ
أن عجّتِ الأرضُ بالإيمانِ هاتفةً = النصرَ يا خالقَ الأكوانِ فانتصِرِ
لولا الحوادثُ بل لولا نوائبُها = أتاكَ منّا سنانُ الأمرِ بالخَبَرِ
.. يا دارَ عقبةَ جئتُ اليومَ أسألُه = على حياءٍ وقلبي مفعمُ الفِكَرِ
قد كنتمُ ثلةً في الأرضِ واحدةً = والناسُ في جهلِهم ناموا عن العبرِ
والرومُ رومٌ فلا من يستبدُّ بها = والفرسُ بحرٌ عظيم المدِّ والخطرِ
والناسُ حولكمُ جاشت جموعُهمُ= رُدُّوا إلى الكفر بعدَ الهدي والسورِ
أن غابَ عنكم رسول الله غيبَتَهُ = ،خيرُ السلام ِ لخيرِ الخلق والبشرِ،
أقلتُمُ لاسبيلَ اليومَ نذهبه = اليأسُ أغنى، ورأيُ القلبِ بالنظرِ؟
..يادارَ عقبةَ في الصحراءِ طالَعها = من الغمامِ هبوبٌ نافع المطرِ
ألا جوابَ لمحزونٍ تمزقه = لواعجُ الوجدِ بينَ النومِ والسهَرِ