الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة - بعض قرى وهجر النفعة في نجد ( 1 )

بعض قرى وهجر النفعة في نجد
البجادية :

بباء موحدة بعدها جيم معجمة ثم ألف بعدها دال مهملة مكسورة , ثم ياء مثناة مشددة بعدها هاء : قرية حديثة , تقع غرباً من الدوادمي على بعد ستة وستين كيلاً ,
يمر بها طريق السيارات المسفلت الذاهب إلى الحجاز , يحف بها من الشرق وادي غسل , والبعض يسمونه ( وادي سميرا ) وامتدادات مُتطامنة من حمة ذريع , وجنوباً منها يقع جبل ذريع - تصغير - ذراع
ومن الناحية الشمالية جبل خنوقة , وهي في سهل من الأرض فسيح , وسميت بهذا الإسم نسبة إلى رجل من عشيرة الفلتة من النفعة من عتيبة , اسمه بجاد بن مقنفذ .
عثر بجاد بن مقنفذ على بئر قديم بين وادي غسل وبين سمار الحمة على ناحية طريق السيارات المسفلت من الجنوب فاحتفرها , وكانت في ناحية آثار بلدة قديمة , وكانت مرصوصة بالحجارة , وحينما أعمقها إلى الماء إنهار عليه جانب منها فمات فيها , ونبش عنه جماعته وأخرجوه ميتاً , وقبروه إلى جانبها .
بقيت هذه البئر مهدمة فاشتراها محمد بن زايد النخيش - أمير بلدة البجادية حالياً -من ورثة بجاد في الفترة التي كان طريق السيارات في دور البناء - وكان ماء هذه البئر , عذباً , وكان جماعة ابن زايد يسكنون في الهمجة , على طريق السيارات القديم , وكان ماؤها همجاً لا يصلح للشرب .
وجد محمد بن زايد أن حفر هذه البئر وتعميرها يحتاج إلى جهد , وفيه مشقة بسبب انهيار جوانبها , فانزاح غرباً منها واحتفر هو وجماعته آباراً فأصابوا ماءً عذباً , فأسسوا عليه بلدة البجادية . أما البئر القديم فإنه مازال مهدماً .
ويقول بعض سكان البجادية أن بجاداً حينما أزاح التراب عن فوهة البئر وجد فيه حجراً عليه كتابة تاريخية قديمة , وأن هذا الحجر قد نقل إلى قسم الآثار في جامعة الرياض . أخذت بلدة البجادية بالنمو , وانتقل إليها جماعة ابن زايد من الهمجة , وشملها لتقدم العمراني والإجتماعي الذي أصبح مظهراً ملحوظاً في بلدان المملكة العربية السعودية .
فأصبح لها سوق تجاري للبيع والشراء , وفيها محطات للبنزين , وتوافد إليها السكان , من القرى المجاورة لها , واتسع عمرانها , فطورت إمارتها , وأسس فيها مركز شرطة ومحكمة شرعية , ومستوصف ومدرسة ابتدائية للبنين ومدرسة متوسطة للبنين , ومدرسة ابتدائية للبنات , وهيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ماذكر أعلاه كان قبل أكثر من عشرين سنة , أما اليوم فقد زاد تطورها حيث فيها مدارس متوسطة ومدارس ثانوية للبنين والبنات , كما أن فيها إدارة مرور وغيرها من دوائر حكومية .
والبجادية معروفة بلطافة جوها وعذوبة مائها , وقد أكثر الشعراء الشعبيون من ذكرها ونعتها بهاتين الصفتين في أشعارهم . قال عبدالله بن نايف بن عون العتيبي :
ألا يأمل من القلب مايبرد واهجه ما الزير .... ولا يبرد لهيبه لو شرب من ما البجادية
يشيل من الهوى حمل كبير كبر خشم النير .... على متنه يشيله تقل مزموم النضادية
وقال سهل بن ماضي العضياني :
طير الهوى هيض العين الشقاوية .... لياجت بدار عذى كثرت طواريها
تهيضت عقب ماجيت البجادية .... سلام مني على حي نزل فيها
جينا بلاد مناظرها طبيعية .... ينفع نسيم الرياح ليا خفق فيها
أما من الناحية التاريخية فإن موقع بلدة البجادية يعتبر ضمن بلاد غني مما يلي بلاد باهلة . وهي تابعة لإمارة الدوادمي , وتبعد عن مدينة الدوادمي غرباً أربعة وستين كيلاً .
والواقع أن بلدة البجادية هي من أكبر وأشهر بلدان قبيلة النفعة في نجد .
وأكثر من يسكن هذه البلدة هم فخذ النخشة من النفعة ومعهم كثير من عشائر النفعة البسايس - ذوي زياد " الزود " - الفلته - المحايا - المساعيد - ذوي مفرج " المفاريج " .
كما أن لكل فخذ من هؤلاء هجرة مستقلة .
بحار :
بباء موحدة , ثم حاء مهملة مفتوحة بعدها ألف ثم راء مهملة , وادي يقع في جبل النير , تنعض أعاليه من مرتفعات وسط جبال النير , وتفيض شرقاً , ومفيضها من الجبل يسمى (( فيضة بحار )) وفيه ماء قديم يسمى " بحار " ويتكون أعلا هذا الوادي من رافدين كبيرين ينحدران من الغرب إلى الشرق ,
أحدهما - وهو الشمالي منهما يسمى (( الحفنة )) والثاني - وهو الجنوبي - يسمى (( أبو عرينة )) ويلتقيان عند قرية عسيلة , ثم يدقع سيلهما في مجرى عظيم إلى بحار , ثم يفيض من الجبل شرقاً , وكلما تقدم في مجراه أتت إليه روافد جديدة , وقد تأسست في بحار هجرة صغيرة , أسسها ذعار الكرناف النفيعي وجماعته , ثم ارتحلوا عنها فأصبحت مهجورة خراباً . وهوتابع لإمارة الدوادمي , ويقع غرب مدينة الدوادمي .
وبعد أن يفيض الوادي من الجبل يتجه شمالاً شرقياً تاركاً جبال النير والنضادية يساراً منه ويفيض في (( طينان )) شرق النضادية , ويسمى (( طينان )) ثم يستمر في اتجاه شمالي شرقي , حتى يفيض في (( روضة خنوقة )) , غرباً من شهبا خنوقة , وهنا تلتقي به روافد كبيرة ,
أهمها (( وادي غثاة )) , ثم يتجه شرقاً نافذاً مع مضيق بين قمتين باذختين في شهبا خنوقة , وبهذا المجرى الضيق الذي يختنق الوادي سميت الخنوقة بهذا الاسم , ويسمى هذا الوادي , وادي خنوقة , وبعد أن يخرج من الجبل وينطلق من المضيق يتسع , وتلتقي به روافد أخرى ,
أهمها وادي جهام , ثم يأخذ سيره في اتجاه شمالي شرقي , فيلتقي به وادي الرمادية من الجنوب , ثم يلتقي به سيل وادي الرشا , الآتي من غربي ثهلان وشرقية , وعندئذ يتغلب عليه اسم وادي الرشا , فيطلق عليه هذا الاسم إلى نهاية مجراه في روضة الخرماء , جنوب نفود الشقيقة .
ووادي بحار له شهرة في أخبار العرب وأشعارهم قديماً وحديثاً , ومازال معروفاً باسمه . ومياهه , وقراه , في هذا العهد - التي من وادي طينان فما فوق - لقبيلة النفعة , من عتيبة , وفي بحار يقول الشاعر الشعبي إبراهيم بن جعيثن :
خله يهج ويقطع الحبل حدار .... يعتاض بلدان الرخا عن دياره
تراه إلى منه عطا الصدق ما بار .... وعليك من بد البوادي مداره
وأنزل من الهجلة إلى النير وبحار .... ووادي سدير وكل حلاوي ثماره
وقال شاعر من النفعة من عتيبة :
الصاحب اللي سند لبحار .... وذريع الداب من دونه
اركى على ضامري شنكار .... ما هوب قول يقولونه
ذريع الداب : ذريع جبل فيه رس عذب يعيش عنده أفعى , والداب , هو الأفعى نسب الجبل إليه .
وقال ذعار البسيسي النفيعي :
عديت أنا باشهب خنوقة مسيان .... وانظر ورا الحمة جموع المظاهير
يبون مقطان على جو نديان .... والا يبون بحار أو حفنة النير
وقال شاعر من أهل الشعراء :
يا أهل الركايب عراوي القلب منتله .... هجوا هجيج ترى الدرهام يحييها
لي فاطر كنها تاطا على مله .... تجفل إلى اوحت حساس الجيش قافيها
هني من شاف خشم بحار زام له .... وابرق خنوقة وحي ساكن فيها
وكان هذا الوادي قديماً يعرف أعلاه (( بذي بحار )) وأسفله من حيث يسمى في هذا العهد وادي الرشا , يقال له التسرير , وقد حدد في كتب المعاجم تحديداً واضحاً . قال ياقوت : بحار : بكسر أوله , كأنه جمع بحر , قال نصر : ذو بحار ماء لغني في شرقي النير .
وعن أبي زياد : ذو بحار واد بأعلى التسرير , يصب في التسرير , لعمرو بن كلاب وأنشد :
عفا ذو بحار عن أميمة فالهضب وأفقر إلا أن يلم به ركب
قال ورواه الغوري بفتح الباء وأنشد :
لليلى على بعد المزار تذكر ........ ومن دون ليلى ذو بحار فمنور
وقال أبو علي الهجري :
ومن النير تخرج سيول التسرير وسيول نضاد وذي غثث , في وادي يقال له ذو بحار , حتى يأخذ بين الضلعين ضلع بني مالك وضلع بني شيصبان , فإذا خرج من الضلعين كان اسمه التسرير , وبنو مالك وبنو شيصبان بطنان من الجن فيما زعمت علماء غني .
وقال الأصفهاني :
قال الغنوي : ومن مياه غني بأعلا نجد : الجرولة , وهي ماءة شرقي جبل يقال له النير , وشرقي هذا الجبل لغني , وغربية لغاضرة بن صعصعة , وحذاؤها الأحساء , بواد يقال له ذو بحار , وهذا الوادي ينقض من أقاصي النير .
وقال أيضاً قال : أبو جابر الكلابي :
من بعد ما كنت بخير دار ........ بالجزع من أسفل ذي بحار
ذو بحار لنا , وهو بالنير والنير جبل لبني غاضرة فتركوه فصار لبني كلاب فبلغني أنهم قد رجعوا إليه .
والواقع أن الوصف الجغرافي الذي قاله الأصفهاني , عن الغنوي ينطبق على وادي بحار المعروف بهذا الاسم في هذا العهد .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منقوووووول