تفسير سورة الفاتحة لابن عثيمين (مختصر جداً ومفيد)
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفاتحة وتسمى بفاتحة القرآن لأنه يفتتح بها القران . وتسمى السبع المثاني ومن أسمائها الشافيه . وهي تحتوي على جميع تعاليم القرآن من التاريخ والعقائد وغير ذلك لكنها مجمله في معانيها. يقول الله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وهل تعتبر البسملة من الفاتحة ؟ الجواب: أنها لا تعتبر من الفاتحة ولكنها تسبق بداية أي سوره من القران ودليل ذلك ما رواه أبو هريرة في الصحيح أن الله تعالى قال قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال الحمد لله قال الله تعالى حمدني عبدي وإذا قال رب العالمين قال أثنى علي عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال مجدني عبدي وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ماسأل وإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله هذه لعبدي ولعبدي ماسأل الحمد / هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم فما يوصف به السلاطين والملوك من الثناء فهذا يسمى مدحاَ وليس حمداَ لأنه يمدحه ويثني عليه لكن ربما ليس في قلبه محبةَ وتعظيماَ كما هو في الحمد الذي يلزم اقتران المحبه والتعظيم. لله / اللام للاختصاص والاستحقاق الاختصاص / لأنه لا أحد يحمد بجميع المحامد إلا الله عز وجل وحده . الاستحقاق / لا أحد يحمد حمداَ يستحقه على وجه الكمال إلا الله وحده. الله / علم يعود على الله لايسمى به غيره سبحانه وبحمده رب / الرب تشمل ثلاثة معاني : الخالق: ولا خالق إلا الله عزوجل كما قال تعالى ( أفمن يخلق كمن لايخلق) المالك : فملكه مطلق عام تام لكل الوجود ومافيه وكل شي تحت تصرفه وبمشيئته سبحانه أما ملك غيره فمحدود من حيث الشمول والتصرف به مقصور تحت إرادة الله ومشيئته سبحانه و تعالى المدبر: حتى الكافر يعلم أن المدبر هو الله وحده فمن حكمة تدبيره ما نعلمه ومن حكمة تدبيره ما لاتدركه وتعجز عنه عقولنا القاصره . العالمين / كل ما سوى الله عالم وسمي عالم لأن الكون كله بما فيه من معجزات وبحار وجبال وغير ذلك آية وعلامة واضحة على وجود الله وقدرته ورحمته سبحانه وتعالى وما أحسن قول الناظم وفي كل شي له آية *** تدل على أنه واحدَ .الرحمن الرحيم / صفتان للفظ الجلاله ( الله ) أوما يسميها أهل اللغة بالنعت. فالرحمن ذوالرحمة الواسعه فرحمته سبحانه تشمل حتى الكافر فهو يعيش ويأكل ويكتسي لأن الله يرحمه وهذه الرحمة للكافر في الدنيا فقط لكن لاتغنيه شيئا يوم القيامه عن عذاب الله . الرحيم / ذو الرحمة الخاصة وهي خاصة للمؤمنين.كما قال تعالى ( وكان بالمؤمنين رحيما ) . وأتت هاتان الصفتان الرحمن الرحيم بعد لفظ الجلاله لأن الربوبيه هنا تستوجب ربوبية الرحمة وليست ربوبية البطش والغضب وأن كل ماصدر عن الله عزوجل فإنه رحمة. حتى النقم التي تصيب الناس هي في الحقيقة رحمة كما قال تعالى ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) . ولهذا يشكل على الناس مثل وقع الحروب والفقر والجدب والمرض فيقولون كيف يحصل هذا ؟ هذا فيه مضرة على العباد ؟ لكن من حكمته ما نعلمه بأنه رحمة ومغفرة للعبد كالمرض ( مايصيب المؤمن من هم ولاغم ولا أذى إلا كفر الله بها عنه ) ومنها مالا ندرك حكمته بعقولنا القاصرة فلله الأمر من قبل ومن بعد فهذا هو التسليم الشرعي الذي يختص به المؤمن عن الكافر ,أما التسليم القدري أو الكوني فهو جارٍ على المؤمن والكافر سواء مالك / ( مالك و ملك ) قراءتان صحيحتان وكلمتان تؤديان نفس المعنى ولذا تجوز القراءة بهذه مرة وتلك بين فينة وأخرى لكن يجب على الإمام أن لا يقرأها على الملأ جهرةً ( عوام الناس ) لأن لا تقل هيبة القرآن في نفوس العوام وكذلك حتى لايجد العوام في قلوبهم شيئاًَ من طعن في قراءة القارئ . مالك يوم الدين / أي أن الله عزوجل هو الملك في ذلك اليوم وحده وهو المتصرف .كما قال تعالى ( لمن الملك اليوم * لله الواحد القهار) يوم الدين هو يوم القيامة وسمي بيوم الدين لأن الناس يدانون بأعمالهم أي يحاسبون . والدين في هذه الآية أي الجزاء والحساب وفي قوله تعالى لكم دينكم ولي دين الدين يعني العمل أي لكم عملكم ولي عملي. إياك نعبد وإياك نستعين أي لانعبد إلا إياك ولانستعين إلا إياك وبك يارب. الإستعانه :- فيما لايقدر عليه إلا الله عزوجل كالأمور القدريه كجلب الأرزاق وإنزال المطر والشفاء وغيرذلك هذه مطلقاَ لايجوز صرفها لغير الله ومن فعل فهو مشرك كافر. أما طلب العون من العبد للعبد فيما يقدر عليه فهذا يجوز كقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقه ). اهدنا / تكون بمعنى الدلاله وتكون بمعنى التوفيق. أي المعنيين في هذه الآيه /كلتيهما هداية الدلاله / يعني العلم هداية التوفيق / يعني التزام الصراط المستقيم . ومعلوم أن الإنسان المؤمن لايستطيع أن يلتزم الصراط المستقيم إلا بعلم وإلا كيف يعبد الله على جهل ! لابد أن يهديه الله أولاَ ثم يوفقه ثانياَ الصراط المستقيم / أي المستوي المعتدل. صراط الذين أنعمت عليهم / الذين أنعم الله عليهم هم من ذكرهم الله في الآيه ( ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ). والذين أنعم الله عليهم يجمعهم شيء واحد هوالعلم بالحق والعمل به. غير المغضوب عليهم ولا الضالين / على عكس الذين أنعم الله عليهم. المغضوب عليهم / علموا بالحق ولم يعملوا به وعلى رأسهم اليهود الضالون / هم الذين لم يعلموا بالحق. يعني عبدوا الله على جهل وعلى رأسهم النصارى.قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فاليهود والنصارى سواء. لأنهم علموا بالحق ولم يعملوا به . فكما أن اليهود علموا بصحة نبوة عيسى ولكنهم لم يتبعوه ,فكذلك النصارى علموا بصحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يتبعوه . إذا لافرق بين اليهود والنصارى فالجميع بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم من المغضوب عليهم والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين كان ذلك شرحاَ لفظيا مسجلا لسماحة الشيخ العلامة محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ,. ولقد آثرت أن أقوم بتدوين تفسير هذه السورة العظيمه خاصةَ , لأن الكثير من الناس يجهل معانيها مما يؤدي إلى عدم الخشوع في الصلاة وعدم متابعة الإمام في قراءته لاسيما وأن سورة الفاتحة ركن من أركان الصلات لاتصح إلا بها. جمعه ودونه أخوكم صالح إبراهيم الهندي منقول |
جزاك الله خير وماقصرت يالغالي
|
جزاك الله خير وماقصرت نفع الله به المسلمين |
اخي الكريم ابوضيف الله
بعد التحيه جعلها الله في موازين حسناتك تقبل مروري يالغالي |
جزاك الله خير
|
جزاك الله خير
|
مشكوووووووووور يالغالي
|
الساعة الآن »02:11 AM. |
Arabization
iraq chooses life
Powered by
vBulletin®
Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd