![]() |
سبتة ومليلية.. ويتجدد الألم!
http://www.islammessage.com/media_ba...007117_351.jpg هل خرج العالم الإسلامي من فترة الاستعمار؟! إن هذا السؤال يثير مشاعر الأسى لدى الغيورين من أبناء الأمة، لكن المستعمر لا يريد لأبناء الأمة أن يتناسوا هذا الشعور، ولا يريد لألم الهزيمة أن يُمحى من ذاكرتنا ... لقد أعطى المغرب نموذجاً للتسامح والتّنازل، وبرغم أراضيه المحتلة فقد طبّع علائقه مع إسبانيا حتى جعلها ثانيَ شريك اقتصادي له بعد فرنسا، وحاول أن يَلهى عن جرحه، ويسلي نفسه عن الورم الجاثم في جسمه، لكنهم يأبون إلا أن يذكروه بهذا الجرح، ولعلها إرادة الله أن يتذكر المغاربة أرضهم المغصوبة، وتتحرك في أنفسهم حمية الإسلام. تعرضت مدينتا سبتة ومليلية لهجمات الاحتلال النصراني الأوربي بعد تضعضع إمارة بني الأحمر في غرناطة الذي أعقبه سقوط آخر معقل للمسلمين في الأندلس: غرناطة، فقد كانت سنة 1492 من الميلاد، شاهدة على حال المسلمين التي أوصلهم إليها تطاحنهم واختلافهم. ولم تتوقف حملة مملكة قشتالة والبرتغال عند هذا الحد، بل بدؤوا يزحفون على البلدان المجاورة لهم، بعد أن أطلق بابا الفاتيكان أياديهم في الساحل المتوسطي والساحل الأطلسي. وقد سقطت سبتة في يد البرتغاليين عام 1415م، على يد الأمير هنري البحار، فيما بقيت مليلية تقاوم جيوش الإسبان حتى عام 1497م، حيث تم احتلالها في إطار خطة عامة للإسبان والبرتغاليين لمحاصرة أقاليم الغرب الإسلامي واحتلال أراضيه ، ومن ثم تحويلها إلى النصرانية عملا بوصية الملكة " إزابيلا " الكاثوليكية، التي رغبت في قيام الكاثوليك بغزو بلاد المغرب وتحويل المسلمين المغاربة إلى الدين النصراني، ورفع علم الصليب المسيحي عليه بدلا من أعلام الهلال الإسلامي. وأصبحت سبتة إسبانية عندما تولى فليب الثاني ملك أسبانيا عرش البرتغال عام1580, وبعد اعتراف إسبانيا باستقلال البرتغال تنازلت الأخيرة بمقتضى معاهدة لشبونة 1668 عن سبتة لأسبانيا. وقد حاول المغاربة في القرون التالية لاحتلال المدينتين استعادتهما من قبضة الغزو الصليبي النصراني، وكان أبرز هذه المحاولات محاولة المولى إسماعيل في القرن السادس عشر الميلادي، حيث حاصر المسلمون في هذه الفترة مدينة سبتة ولم يقدّر لهم أن يفتحوها، وكذلك محاولة المولى محمد بن عبد الله عام 1774م لمحاصرة مدينة مليلية، ولكنها لم تكن خيرا من سابقتها. وقد بذل سكان المدينتين من المسلمين جهودا كبيرة للتمرد على واقع الاحتلال في نهايات القرن الثامن عشر وبداية القرن العشرين، وبين عامي 1921و1926م قاد البطل المغربي محمد بن عبدالكريم الخطابي ثورة ضد الإسبان في الشمال المغربي، لكن إسبانيا تصدت له بالتحالف مع دول أوربية أخرى بعد أن أشعلت ثورته شرارة الجهاد في المدينتين. وحاول الجنرال "فرانكو" دغدغة المشاعر القومية لسكان سبتة ومليلية لدعمه في حربه ضد حكومة الجبهة الشعبية، إذ وعدهم بمنحهم الاستقلال إذا ما تولى السلطة في إسبانيا ، واستطاع بذلك تجنيد الآلاف منهم في الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936م وكان وفاؤه بوعده كوفاء عرقوب بوعده، وليس هذا بغريب عليهم، وليس الاغترار بالوعود الكاذبة بغريب على المسلمين. ومنذ احتلال المدينتين بذلت جهود متصلة لطمس المعالم الإسلامية فيهما، جهود لا تتميز في شيء عن تلك التي بذلها الصليبيون والتتر والمغول في كل بقعة إسلامية وضعوا أيديهم عليها، أو تلك التي يبذلها الصهاينة في فلسطين اليوم، فدكت الصوامع وهدمت المساجد. بينما يذكر المؤرخون أن مآثرها كانت تفوق مآثر القيروان، إذ كان بها ألف مسجد ونحو مائتين وخمسين مكتبة، ولم يبق من هذه سوى مساجد قليلة. وقد وضعت إسبانيا إجراءات قانونية عدة للحد من هجرة المسلمين نحو المدينتين، بهدف محو الوجود الإسلامي بالتدرج، وشجعت بالمقابل الهجرة الإسبانية وهجرة اليهود الذين تزايد عددهم في الستينيات والسبعينيات خصوصا في مدينة سبتة، كما ضيقت على السكان المسلمين هناك ومنعتهم من تراخيص البناء وحاصرت نشاطاتهم الدينية والثقافية. وتأتي زيارة ملكهم "خوان" لسبتة، تجديداً للجراح، وإشعالاً لنار ظلت خامدة فترة طويلة من الزمن؛ لكن لعل في طيات هذه النقمة نعمة، فقد رأينا كيف ثارت حشود هائلة من الشباب المغاربة ضد هذا الحدث، واستيقظت في نفوسهم هويتهم الإسلامية، ولعل هذا مصداق لقوله تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } [سورة البقرة ، آية 216] المصدر موقع رسالة الاسلام . |
اخوي النافذ
موضوع ممتاز وخطير ولك تحياتي |
موضوع جميل ما قصرت على النقل |
مشكور وماقصرت
|
اقتباس:
|
اقتباس:
|
اقتباس:
|
الساعة الآن »12:54 AM. |
Arabization
iraq chooses life
Powered by
vBulletin®
Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd