هذه المهرجانات تعبير عن الموروث الاجتماعي!
 

هذه المهرجانات تعبير عن الموروث الاجتماعي!



أحمد بخيت القثامي
لم يعد بخفي ذلك الاحتدام المتزايد في مختلف الأوساط الاجتماعية والإعلامية وربما الثقافية والدينية منها في المملكة تأييداً أو رفضاً لإقامة مهرجانات مزايين الابل غير ان ذلك الرفض أخذ شكلاً هجومياً من خلال تضخيم السلبيات المفترضة وتجنب النظر للايجابيات حتى أمسى التشاؤم المطلق مرادفاً لتلك الاحتفاليات الشعبية.
ذات العبق التراثي الأصيل والتي لم تكتمل تجربتها على أرض الواقع حتى يحق لنا استقصاء أثر التجربة سلباً أو ايجاباً مما يجعل ذلك التنظير المتحامل تطرفاً بمثابة ممارسة غير سوية تخالف منطق العقل وموضوعية النقد بل تحمل رؤية سوداوية للواقع واتهاماً ضمنياً لشريحة عريضة من المجتمع ممن يقيمون أو يؤيدون إقامة تلك المهرجانات المتنوعة في مناشطها وفعالياتها بالعصبية والاقصائية تجاه الآخرين غير ان هذا الفعل بحد ذاته يمثل استهدافاً للسلم الاجتماعي من خلال تصوير الأمر بانه استقطابات عنصرية وفئوية متغافلين عن ان العصبية موجودة في أي مجتمع إنساني مهما اختلف تصنيفه الحضاري من متقدم أو متخلف فهل ذلك يمنع إقامة أي تجمع ذي نشاط هادف لدى تلك المجتمعات؟ فمثلاً عندماتقام مسابقة كروية أوروبية فإن الهولقينز وهم المشجعون الانجليز المتعصبون يقومون بأعمال تخريبية وفوضى عارمة فلماذا لا يلغون تلك البطولات خوفاً من فئة متعصبة قليلة العدد؟

ولكن البعض يحلو له الغمز واللمز من قناة البذخ المالي المتوقع صرفه بل والحديث عن مغالاة في ميزانية تلك المهرجانات وانه من الأجدى توجيه ولو جزء منها لصالح العمل الخيري والنفع العام وهو مطلب أخلاقي بامتياز لا أحد ينكر نبل مقصده، غير انه قد يفوت البعض ان تلك الأموال مساهمات تطوعية ممن يدعمون تلك الاحتفالات، إضافة لوجود مبدأ إسلامي أصيل لدى مختلف القبائل متمثل في التكافل الاجتماعي والذي هو جزء لا يتجزأ من عاداتهم وتقاليدهم منذ القدم.

إن المهرجانات ذات الصبغة الشعبية بمظاهرها الاحتفالية هي تعبير عن الموروث الاجتماعي والقيمي لمنظميه وجسر للتواصل الحضاري والثقافي مع الآخر حيث تقام في شتى أرجاء الدنيا. فالنقد ضرورة للتطوير وتلافي الأخطاء ولكن عندما يكون نابعاً من العقل وليس ذا مآرب أخرى.
جريدة الرياضhttp://www.alriyadh.com/2007/10/24/article288750.html