لا شك أن الإبل رفيق البدوي العربي منذ العصور الغابرة فقد كانت وسيلة المواصلات العامة الوحيدة فهو يستخدمها للنقل والترحال من مكان إلى آخر ويتغذى من حليبها ولحمها ويستخدم وبرها في تجهيز مسكنه ويستخدم جلودها في حمل أمتعته وطعامه وشرابه ويستخدمها كأداة من أدوات الحروب للدفاع عن أهله وقبيلته وممتلكاته. ولهذا كله تأصل حب الإبل وتقديرها والرفع من شأنها لدى الكثير من الناس وخصوصاً أبناء البادية إلا أن الزمن قد تغير وأصبحت الحاجة إليها رفاهية وحفظاً للتراث فقط.

إلا أن المفاخرة لدى البعض والتشجيع الزائد عن حده أدى إلى ما وصلنا إليه هذا اليوم من تعدد مزايين الإبل وصرف أموال هائلة أعتبرها هدراً تكفي لإنشاء مستشفيات وتحسين القرى والمدن وفتح أعداد إضافية من المدارس وزيادة الطلب على الأعلاف والذي أصبحت يكلف الشيء الكثير سواء على المواطن أو الدولة وكذلك نزف المخزون المائي.

فيا حبذا لو هدءنا هذا السيل الجارف واستفدنا من هذه الأموال التي تصرف على مزايين الإبل فيما ينفع الوطن والمواطن واكتفينا بمزايين واحدة سنوياً باسم المملكة العربية السعودية وهذا تقليل من الصرف وحفظ للتراث.


http://www.al-jazirah.com.sa/2007jaz/sep/13/rj4.htm