![]() |
×?°حتى تكون كاتبا مبدعا×?°
الابداع مطلب من مطالب التربية الحديثة يحتاجه المدرس مع تلاميذه والخطيب على منبره والناقد في معمعة نقاشه والفنان في رسوماته او صوره الجمالية والاديب في قصصه وشعره والكاتب في تبليغ رسالته، فلا يعد الابداع حكرا على المبدعين والموهوبين كما ان الدراسات الحديثة المختلفة اكدت على ان الابداع يمكن تعلمه والتدريب عليه ومن ثم المهارة فيه كما يتعلم لاعب كرة القدم مهارة تسجيل الاهداف، فكل كاتب يمتلك القدرة على الابداع في الكتابة من خلال الاسلوب والتعبير الذهني الذي يعبر به عن الفكاره وسعة اطلاعه وثقافته وما عليه سوى اكتشاف تلك القدرة لتنميتها وتطويرها فالكتابة نوع من انواع الرسالة التبليغية هدفها نفع الناس وتثقيفهم اجتماعيا واسريا ونفسيا وتربويا وشخصيا، ومساعدتهم في عملية بنائهم الفكري والروحي والاخلاقي وبما انها كذلك يتطلب ان تكون الكتابة مرموقة وذات جودة عالية من الابداع في الخطاب والاسلوب والتعبير لإيصال الفكرة للقارىء. وبهذا يتسنى لنا القول ان الكتابة كالتدريس كيف؟! بما ان التدريس فن ومهارة في ايصال المعلومة لدى المتعلم بشتى الوسائل التعليمية، الكتابة كذلك فن ومهارة في لإيصال الفكرة العلمية والثقافية ومعناها للقارىء بجودة الاسلوب ومرونة وترابط الافكار. هنا يتأكد ان الكتابة الابداعية بحاجة رئيسية الى ارقى انواع الكتابة هي الكتابة التعبيرية الذهنية وهذه الكتابة ابداع تفاعلي بين عقل الكاتب وموضوع معين لذلك فقليل من يتقنها ويطبقها فهذا يحتاج وعيا وادراكا فالفرق بين الكاتب المبدع والكاتب غير المبدع هو ان الاول (الكاتب بقلب) اكثر تأهيلا واستشعارا وتفهما لنفسه ويكتب لايصال رسالة سامية وصوت شريحة للملأ، من خلال ذلك ادرك طاقاته وقدراته على التفكير الابداعي والكتابة الابداعية وممارستها فتجد افكاره اصيلة ولديه مرونة في الخطاب والاسلوب والتعبير ليوصل الافكار للقارىء باساليب مختلفة مشوقة وجذابة. اما الكاتب غير المبدع والكاتب بقلم يكتب لشهرة وهو الذي يكتب لكنه لا يملك اصالة وجودة في الافكار كما قد لا يجيد ايصالها للقارىء او عدم فهمها ووضوحها له، وهو بهذا لم يكتشف طاقاته وقدراته الكامنة في الكتابة الابداعية فهو غافل عن ذلك النوع من الكتابة. ان الكتابة من الذات هي منطلق من الحس الانساني الاجتماعي للكاتب ومعايشته وتحسسه للقضية وحبه لتبليغ ذلك هو الذي يجعله يخلص في كتابته من اجل ابراز القضية في اجمل صورة تعبيرية رسالية مبتغيا رضا الله تبارك وتعالى. اذا الابداع مهم في الكتابة ولكن الاهم الاستفادة منه والاستمرار على تطبيقه على ارض الواقع ليوصل صوته ويفيد به القارىء بل المجتمع، فالكاتب بإبداعه يتحكم ويتفنن ويبدع في صياغة اسلوبه وتعبيره في الموضوع، ولديه ابداع في تصيد الافكار الاصيلة، وتجده يسجلها لحظة ورودها تلقائيا ويكون اسلوبه في الكتابة جذابا واكثر مرونة في الانتقال من المقدمة الى صلب الموضوع ومن ثم الى جودة الخاتمة كل ذلك فن ومهارة ابداعية. لذلك فهي فرصة بل وسيلة من ارقى الوسائل للتنفيس والترويح عما يكنه الكاتب في خاطره وما يختزنه من عطاء فكر وثقافة، وتكون اجمل عند استغلالها وممارستها لتخليد طاقاته وقدراته الابداعية نحو الكتابة والتعبير عن الرأي، ويكون عملا اكثر روعة واداء في نقل صوته وثقافته وتبليغ رسالته الى الملأ، وهنا يتسنى لنا القول ان الكاتب حتى يكون مبدعا بكتاباته ومقالاته عليه ان يتخذ عدة امور رئيسية في عين الاعتبار: 1- اختيار الهدف: يحدد هدفه لماذا يكتب؟! وما الفائدة؟! ويتحد باختيار وارتباط عنوان مناسب ايضا لحجم الموضوع. 2- تسيجل الافكار والمقترحات التي تخطر على باله لحظة ورودها، عند ذلك ما عليه سوى ان يرتب وينظم افكاره للكتابة ويصيغها بأسلوبه، كي لا تضيع وتذهب المقترحات والافكار. 3- تنوع المعارف والافكار: ان يكون لديه سعة اطلاع معرفي وثقافي للموضوع من كل الجوانب بمعنى تناول الموضوع من عدة حقول معرفية واسعة. 4- جودة الاسلوب والتعبير: هذا العنصر مهم جدا فلابد ان يكون اسلوبه في التعبير مرنا بل المطلوب جودة الاسلوب فمثلا الكتابة في مجال التوعية بذوي الحاجات الخاصة لا نحتاج الى كتابة عابرة او كتابة تقرا دون ان تطبق بل نحتاج حتى نستفيد مما نكتبه ونرسل الرسالة التي من اجلها تمت الكتابة ان تكون الكتابة من الداخل وكما يقال في اللغة العربية (ما كان من القلب دخل القلب وما كان من اللسان لن يتعدى الآذان) وحتى نستفيد من الكتابة ونوظفها كوسيلة توعية وتثقيفية راقية للمجتمع والاسر نحو ابنائهم وبناتهم ذوي الحاجات التربوية الخاصة علينا بتحريك القلم للكتابة في هذا المجال والا فما فائدة القلم اذا لم يفتح فكرا او يضمد جرحا او يمسح دمعة او يطهر قلبا او يبني صرحا او يضيء زاوية او يكون له حس انساني واجتماعي هذا ما يسعد الانسان في اصعب لحظاته وسره بإيصال رسالته وفكره. 5- لغة الكتابة: ان تكون لغته في الكتابة مواكبة وملائمة للغة وثقافة المجتمع الذي يقرأ ذلك الموضوع، ان الكاتب يخاطب الناس القراء بلغتهم، لذلك فمفرداته في الموضوع لابد ان تكون مواكبة للغة وثقافة القارىء، حتى تصل اليه تلك الافكار الاصيلة التي يكون مطالبا بخطوات ايجابية فاعلة تجاهها ويصبح ذلك المقال من خلال لغته واسلوبه التعبيري المرن وصياغة الافكار والمقترحات جاذبا محببا له ويستفيد منه ويشتاق لقراءته دائما، فتقاس الكتابة الابداعية بجودة واصالة الافكار ومعناها للقارىء والمرونة في الاسلوب والتعبير. كل ذلك سببه الكاتب المبدع الذي عرف كيف يكتشف ويستفيد من الطاقة والقدرة الابداعية المختزنة لديه في الكتابة ويمارسها ويستمر عليها من خلال افكاره وسعة اطلاعه ومعارفه وثقافته العالية وطريقته التعبيرية في الاسوب لطرحها للآخرين ويستفيدوا منها فتكون عناوين مقالاته وكتاباته، وتعد مواضيعه شعارات ورموزا يستدل بها ويستفاد منها وتكون مشوقة وجذابة ومحل اهتمام القراء الاعزاء هذا بشكل ميسر وعسى ان نكون قد وفقنا في هذا الايضاح المتواضع, والله الموفق هنــــــــا كانـــــــــــ مروريـــــــــــ معـــــ كلـــــــــ الودـــــــ |
الساعة الآن »04:15 PM. |
Arabization
iraq chooses life
Powered by
vBulletin®
Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd