متطوع سوري يتحدث عن خيانة الحرس الجمهوري العراقي
 

الرياض:

كان الشاب السوري فهد يرقد في احدى الاسرة بمستشفى بغداد بعد ان جرح جرحاً بليغاً برصاص الأمريكيين في معركة بغداد مما ادى الى اصابته بالشلل النصفي الذي أقعده عن الحركة تماماً. وكان الطالب السوري الذي لم يتجاوز الثمانية عشر عاماً يتحدث بمرارة عن الحرس الجمهوري، وقد صب جام غضبه على تلك القوات التي وصفها بالخيانة عندما قال: "خونة، لقد سلموا العاصمة العراقية دون قتال".
لقد عاد الشباب العرب الذين ذهبوا الى العراق الى أوطانهم بعد ان قاموا بواجبهم تجاه مقاومة القوات الانجلو أمريكية. وكان معظمهم قد اصيب بخيبة أمل كبيرة نتيجة للانهيار السريع للمقاومة العراقية والاستقبال الفاتر من قبل العراقيين العاديين.
قال فهد: "لقد ذهبت الى بغداد ولم أكن أتوقع العودة الى وطني. لقد كنت مستعداً للشهادة. لكنني صدمت لسقوط بغداد السريع لأنني كنت أعتقد بأن صدام سيقاوم لكن مع الاسف كانت خيانة الحرس الجمهوري سبباً في هذا الانهيار السريع. لم أشاهد جنوداً عراقيين عدا بعض الضباط الذين اخبرونا الى أين نذهب. جميع الذين خاضوا القتال في بغداد كانوا متطوعين من أمثالي".
وبعد عشرة أيام على بداية الغزو الانجلو أمريكي على العراق قرر فهد وثلاثة من زملاء الدراسة الهروب الى بغداد لمقاومة القوات الغازية. ولم يخبر أي أحد منهم والديه خوفاً من منعهم من الذهاب الى العراق والمشاركة في القتال. وبعد مسيرة يومين تمكنوا من الوصول الى الحدود العراقية. وبعد وصولهم اختاروا أبعد نقطة عن الحدود لدخول الاراضي العراقية. وفي اثناء محاولتهم العبور تمكنت الشرطة من رصد حركتهم ولكنهم استطاعوا عبور الحدود العراقية وتم القبض على أحدهم.
وقال فهد واصفاً هذه المغامرة: "لقد تمكنت الشرطة من القاء القبض على واحد منا قبل ان نتمكن من عبور الحدود الى العراق. وقد طلبوا منا العودة، لكننا تجاهلنا صراخهم وواصلنا العدو حتى دخلنا الاراضي العراقية".
وخلال الخمسة أيام التالية واصل الاصدقاء الثلاثة سيرهم نحو بغداد والتحقوا بعشرات من المتطوعين بينما كانوا يشقون طريقهم تجاه العاصمة العراقية. واضاف فهد "كان هناك سوريون وفلسطينيون، ومصريون. لقد اتوا من جميع الدول العربية. جميعهم كانوا يشعرون بنفس مشاعري نحن نريد محاربة الأمريكيين".
وأخيراً تمكنوا من دخول بغداد من الناحية الشمالية بعد دخول القوات الأمريكية للضواحي الجنوبية للعاصمة. التحق فهد بحوالي مئتي متطوع أخذهم الجيش العراقي الى الثكنات والاندية الرياضية. وبعد يومين من التحرك سلح العراقيون المتطوعين بالبنادق الهجومية AK-47 وقاذفات القنابل اليدوية. لم يتلق فهد تدريباً عسكرياً في حياته ولم يطلق أي سلاح ناري قبل هذا اليوم. فقام الجنود بتدريبهم على كيفية استخدام البنادق الهجومية وقاذفة القنابل. وقال فهد: "كانت مجموعتي تضم خمسين متطوعا اتخذوا مواقعهم على جانب الجسر في انتظار قدوم القوات الأمريكية". وبعد ساعات شاهدوا رتلاً من الدبابات مسانداً بالطائرات العمودية يقترب من موقعهم على الجسر.
وفي هذه اللحظة التاريخية قال فهد: "لا استطيع وصف شعوري في تلك اللحظة. لقد كنت منفعلاً. انا لا أهتم بأي شيء من أجل صدام. انا هنا للدفاع عن كرامة وشرف الدين الاسلامي". واضاف فهد: "لقد رفضنا الهروب وبدأنا في اطلاق الصواريخ تجاه الرتل القادم. وقد تمكنا من اصابة ثلاث دبابات وبعض الجنود. لقد شاهدتهم يسقطون لكنني لا أعلم اذا ما كانوا قد لقوا مصرعهم أم لا".
وبعد ان نفذت ذخيرة القذائف الصاروخية حاول فهد استخدام بندقيته الآلية لكن لسوء الطالع لم يتمكن من استعمالها لأنها تعطلت عن العمل. فقرر المتطوعون الثلاثة الانسحاب. وقال فهد مواصلاً وصفه لهذه المعركة: "لقد بدأنا الزحف بعيداً عن موقعنا، ولكن عندما وقفت لكي اتسلق فوق الحائط شعرت بثلاث طلقات على ظهري وعندما سقطت على الارض اصبت برصاصة اخرى في ساقي".
وبينما كان فهد ينزف بكثافة تم انقاذه بعد مرور عشر دقائق بواسطة مجموعة من المتطوعين الذين تمكنوا من نقله الى المستشفى حيث علم ان احدى الطلقات قد اصابت نخاعه الشوكي وتسببت في شلل جسمه السفلي. وبعد ان استعاد وعيه بعد عدة ايام جهزت ادارة المستشفى عربة اسعاف لكي تقله الى سوريا مرة اخرى.

هذي مش خيانه يابن مشيب
هذا انجاز عشان يطيح الحزب الملحد والله كريم
خل السوري يموت
بعثين يدافع عن بعثي