الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة


	ماذا بعد كل هذا الذي يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ للأسف.. لا شيء، مشاهد مرعبة للدم المسحوق في غزة واكتفاء دولي بلجنة تحقيق أممية، تنتهي ككل نهايات القرارات الأممية السابقة منذ قرابة ستين عاما. الحكومة الاسرائيلية ترى أن جنديها (البريء الأعزل) أهم بكثير من شعب بأكمله، وأن (شعرة) منه تساوي كل كنوز الدنيا، ووسائل الإعلام الغربية التي تعاطفت مع قصة هذا الجندي، فأسهبت في الحديث مع أسرته، وأصدقائه، ومعارفه، وماذا كان يأكل أو يشرب؟ وتناست أن تشير ولو بحرف إلى معاناة وطن وقهر أمة ومحاولات إذلال شعب! الجندي تحول إلى بطل قومي، والفلسطينيون أصبحوا ـ وهذا ليس جديداً ـ قتلة وإرهابيين وضد الإنسانية، وحكومة أولمرت تلبس نفس قناع شارون وبيجين وشامير ومائير وغيرهم من قادة عقلية الغزو والقوة، بينما العرب هم القتلة الذين يجب ألا يتعاطف معهم أحد، ولا يجرؤ شخص على الاحتجاج على أية إهانة توجه إليهم، ولو كانت على غرار ذلك الصابون القادر على تنظيفهم، أو المصارع الذي يجلب تصفيق الحاضرين بزيه العربي الهزيل: لسنا في صدد تقييم نظرة العالم لهذه المفارقة المخجلة، لكننا نتساءل عن السبب في الوصول لهذه المرحلة؟ ومن المتسبب؟ وكيف نخرج من قمقم الحصار النمطي في نظر الكثيرين؟. إذ لا أحد مقتنع بمسؤولية أحداث سبتمبر وحدها، ودعونا نخرج من نظرية المؤامرة التي اعتدنا تعليق كل أخطائنا عليها، لنفكر بهدوء في حل يعيد إلينا كبرياءنا واحترامنا على الأقل.. ربما يكون الثمن فادحاً لكنه لن يكون أكثر فداحة مما ندفعه حالياً وسيدفعه أبناؤنا في المستقبل. دعونا نتساءل ولو لمرة واحدة: (لماذا يكرهوننا؟) دون أن نردد الاسطوانة المشروخة إياها، ونغلق على أنفسنا الأبواب والنوافذ في وهم حرب ضد الدين أو اللغة أو التاريخ، أو نرمي بالتبعة على الاستعمار، ألمانيا واليابان هزمتا أقسى هزيمة في التاريخ، لكنهما أفاقتا بشكل مذهل.. دول كانت متوارية تماماً وعادت بقوة، فلماذا نحن مغيبون لأكثر من 10 قرون، ونكتفي بمصمصة الشفاه ولعن الجميع دون أن نقدم ولو إجابة واحدة مقنعة على الأقل؟ أو نحاول أن نفهم ولو لمرة واحدة.. لماذا نحن مكروهون إلى هذه الدرجة؟ وإلى متى؟ هنــا كانـــت بصمتـــي معــ كلــ الودــ