الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة - الداعية يجب أن يتحصن بالعلم والبصيرة لما يدعو إليه

الداعية يجب أن يتحصن بالعلم والبصيرة لما يدعو إليه

عبد العزيز آل الشيخ

أكد سماحة مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ أن من واجب الامة المحمدية حمل لواء الدعوة والاقتداء بالنبى صلوات الله وسلامه عليه فى الدعوة الى الله عز وجل.
وقال: لا بد للداعية الى الله أن يكون على علم وبصيرة بما يدعو اليه وبحال المدعوين ومناسبة الزمان والمكان واتخاذ الوسيلة المناسبة فى كل مقام بحسبه وهذا ما دل عليه قول الله تعالى (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن) وأيضا قوله عز وجل/ قل هذه سبيلى أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن أتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين).
جاء ذلك فى كلمة لسماحته بمناسبة المعرض السابع لوسائل الدعوة الى الله الذى تنظمه وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد فى مركز المعارض بمدينة سكاكا اعتبارا من يوم غد تحت رعاية صاحب السمو الملكى الامير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف.
وفيما يلى نص كلمة سماحته بعنوان (الدعوة الى الله وواجب الامة) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين... أما بعد فان الله عز وجل حين خلق ادم وزوجه أسكنهما الجنة وكانا فى نعيم مقيم ولم ينههما الله عز وجل الا عن شجرة واحدة من تلك الجنة فأزلهما الشيطان وأوقعهما فى معصية الرحمن فأكلا من تلك الشجرة فبدت لهما سوءاتهما فعلم ادم أنه أذنب فاستغفر ربه وتاب وأناب فغفر الله ذنبه الا أنه سبحانه أهبطه وزوجه من الجنة وأهبط ابليس أيضا وجعله عدوا لهما ولذريتهما.
وتناسل بنو ادم وهم باقون على فطرة التوحيد الى أن أجتالتهم الشياطين وزينت لهم الشرك بالله عز وجل وعبادة الاصنام فوقعوا فيما حرم الله عليهم وما فيه طريق غوايتهم وهلاكهم فى الدنيا والاخرة بسبب تسويل الشيطان مما جعلهم ينحرفون عن الفطرة ويعيشون فى الضلالة والمقت من الله عز وجل يقول النبى صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه.
(وانى خلقت عبادى حنفاء كلهم وانهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت وأمرتهم أن يشركوا بى ما لم أنزل به سلطانا) ... الحديث أخرجه مسلم. فلما وقع الشرك فى بنى ادم بسبب اتباعهم للشيطان بعث الله الرسل وهم بشر من جنس بنى ادم يبعثون فى أقوامهم وبنفس لغاتهم حتى يدعوا الناس الى عبادة الله وحده لا شريك له ويحذرونهم من الشرك بالله عزوجل وحتى يقيموا حجة الله عز وجل على عباده لتنقطع عنهم المعذرة يقول الله تعالى (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما) أولهم نوح عليه السلام واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل (انا أوحينا اليك كما أوحينا الى نوح والنبيين من بعده) الآيات.
ويقول عز وجل (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما).
وجميع الرسل انما بعثوا دعاة الى توحيد الله عز وجل وهذا هو ملخص رسالتهم الدعوة الى توحيد الله ونبذ الشرك به والعمل بشرعه كل رسول يبعث لقومه يقول (اعبدوا الله مالكم من اله غيره) ويقول سبحانه (ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت).
ونبينا صلى الله عليه وسلم كان امام الدعاة الى الله عز وجل يقول تعالى (يا أيها النبى انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا).
وقد أمره الله عز وجل بالبلاغ والانذار فبلغ وأنذر وأدى رسالة ربه وجاهد فى الله حق الجهاد حتى أتاه اليقين شهد له بالبلاغ ربه عز وجل وأفضل هذه الامة شهدوا له بالبلاغ فى حياته وسائر الامة تشهد له صلى الله عليه وسلم بأنه بلغ الرسالة وأدى الامانة فصلوات ربى وسلامه عليه أبدأ دائما الى يوم الدين.
والواجب على أمته من بعده حمل اللواء والاقتداء به صلوات الله وسلامة عليه فى الدعوة الى الله عز وجل ولا بد للداعية الى الله أن يكون على علم وبصيرة بما يدعو اليه وبحال المدعوين ومناسبة الزمان والمكان واتخاذ الوسيلة المناسبة فى كل مقام بحسبه وهذا ما دل عليه قول الله تعالى (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن) وأيضا قوله عز وجل (قل هذه سبيلى أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن أتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين).
وهذه الآية نص فى وجوب الدعوة الى الله على بصيرة لمن كان من أتباع النبى صلى الله عليه وسلم حقا فالدعوة الى الله عز وجل واجب على مجموع الامة ولا يسقط الوجوب الا بأن يقوم من الامة عدد كاف بهذا الواجب فان تركوه أثموا جميعا و يقول الله عز وجل (فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون).
واذا كان الامر على هذه الدرجة من الاهمية وجب على الامة أن تنتدب لتهيئة هؤلاء الدعاة وأول ما يبدأ به العلم فيجب أن يقوى الجانب العلمى ويكون مؤصلا وهذا له طرق ومن أهم الطرق فى هذا العصر الجامعات والمعاهد العليا فيجب أن تكون هناك الكليات والاقسام الشرعية فى الجامعات وأن تكون قوية متينة من جميع الجوانب المادية والمعنوية وأيضا من جهة من يقوم عليها من المدرسين والاداريين وكذلك ينبغى أن توفر الحوافز التى تجعل الطلاب يتوجهون اليها من توفير الوظائف ونحو ذلك مما يعينهم على التفرغ لطلب العلم ومن ثم الدعوة الى الله عز وجل.
وبعد العلم النظرى ينبغى أن يلازم طالب العلم عالما داعية الى الله حتى يأخذ عنه السمت الحسن وطريقة الدعوة الى الله على بصيرة وحتى يستفيد منه الحكمة فى معالجة الامور ونحو ذلك وبعدها يكون الطالب مهيأ للدعوة الى الله على بصيرة.
وينبغى أن يلاحظ الداعية أمرا مهما وهو أن عليه أولا أن يسعى فى تكميل نفسه بأداء الفرائض ومجانبة المحرمات والاستزادة من نوافل العبادات حتى يكون سعيه فى تكميل غيره أنجح وأحرى بالقبول ومصداق ذلك ما جاء فى سورة العصر (والعصر ان الانسان لفى خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).
اللهم اجعلنا من الدعاة اليك على بصيرة الملتزمين بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم اللهم أستر عيوبنا واغفر ذنوبنا ووفقنا لعمل صالح يرضيك عنا واختم لنا بخاتمة السعادة وارزقنا اللهم الحسنى وزيادة وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد..