|
الرصاصة الأخيرة
كان هناك في المجهول
في الظلام العابر فوق السطوح رجل أكل الدهر عليه وشرب أتعبه السهر وبلله المطر كان ينتظر الصباح وينتظر موعد مرور الهدف ليقتنص فريسته وعند اقتراب الموعد لم يحس لقلبه وجود أو أن ينبض بشدة لم يعرف السبب إلا أنه اعتاد على هذا الأمر فهو لم يتوان يوما عن عمله أو ما يطلب منه فكل الأوامر التي تصل إليه بكل الطرق هي صورة وموقع ووقت المرور للهدف بالإضافة لخريطة الموقع لم يكن يسأل عن الثمن فالثمن هو راتبه فهو يعمل ضمن وحدة التصفية الأولى وكل ما يقع عليه هو انعكاسه لعمله في اليوم السابق للعمل وصلت إليه خطة العمل والصورة و خارطة الموقع وباقي التفاصيل حتى لا يسأل جهز عدته وأسلحته ومضى انتظر انتصاف الليل واعتلى السطح نصب السلاح في مكانه في مواجه الهدف وفي اليوم المنشود استل مخزن السلاح ووضعه في قلب السلاح نفسه واستعد بقي ينتظر والشمس تحرق جبهته السمراء عندما حان الوقت أسدل اللثام على وجهه وضع منظار السلاح على عينه حدد النقطة البعيد لوصول الهدف وبقي ينتظر حتى أحس بأن الساعة كاليوم كاملا وعند وصول الهدف للنقطة اختار بداية سائق السيارة واقتنصه حتى لا تسير السيارة أبدا واتجه للهدف الرئيسي فقتله ومن ثم توجه لتفجير السيارة أحس بنشوة تنفيذ المهمة حمل أسلحته وضعها في شنطته حملها وعاد للمنزل وعند وصوله للمنزل دخل الحمام وفتح الدش وعند خروجه جهز لنفسه الطعام وبدء بالأكل تصور العملية أمامه لاحت لعيناه مناظر عدة رأس السائق المتفجر دماغ الهدف المتناثر على بقايا السيارة قطع السيارة المبعثرة كلها أمامه حتى كف عن الطعام وبدء باستفراغه لماذا ؟!؟ فهذا لم يكن حتى هدفه المائة فمن كثرة المهمات لم يستطع وضع أرقام لها لماذا هذا الشعور ؟ وهو الذي كان يقتنص كل شيء لم يجد سببا مقنعا يقع خلف ذلك الشعور فأسدل عينيه للنوم وفي الصباح الباكر وصلت إليه رسالة جديدة من الوحدة فتحها كان المطلوب منه في الصورة أمر لا يصدق كانت صورة أحد أصدقائه القدامى في الوحدة والذي تشك الوحدة بجاسوسيته ماذا يفعل ؟ وإذا كانت الوحدة تعرف مدى الصداقة بينهما فلماذا اختارته ؟!؟ وإذا كانت الوحدة تعمل على تقليص عدد أفرادها عن طريق الأفراد أنفسهم هل يكون هو الهدف القادم ؟؟؟ أزال كل ما في رأسه من تفكير وأبقى المهمة الجديدة فيه فقط وسارع إلى تجهيز حقيبته وانتظر الموعد المشؤوم وعندما حل الوقت المحدد حسب الخطة حمل حقيبته وانطلق إلى الموقع ونصب عدته وانتظر مرور الصديق الهدف وعند بداية اقتراب هدفه وضع عينه على منظار السلاح وبدء يراقب صديقه من بعيد لاحت في رأسه معاني الصداقة والوفاء وتذكر كيف كانا يقفان معا في الأزمات وتشاركهما بالهموم والأفراح ولأول مرة دمعت عيناه حاول التركيز على الهدف إلا أن تركيزه خانه تراجع قليلا ليمسح دموعه لكنه تأخر عن تنفيذ المهمة فجزع لما سيفعل وهو يعرف مدى العقاب الذي سيقع عليه لعدم تنفيذ المهمة دارت الدنيا وجلست على رأسه فلم يجد في نفسه إلا حلا واحدا استل مسدسه وصوبه نحو رأسه وأطلق الرصاصة الأخير في حياته :cool: |
قصيدة من نوع اخر مشكور اخوي فارس العتبان على هذة المشاركة.
|
صــــــــح لسانـــــــــــــــك
وبيض الله و جهــــــــــــك تقبل خالص تحياتـــــــــــي الــــصــــــ الثبيتي ويــــــت |
| الساعة الآن »11:38 PM. |
Arabization
iraq chooses life
Powered by
vBulletin®
Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd