تزداد الأزمة الإيرانية مع الدول الغربية الرئيسية سخونة مع مر الأيام ,

وتقترب الدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن بعد اجتماع لندن من حسم

مسالة إحالة الملف الإيراني لمجلس الأمن تمهيدا لفرض عقوبات عليها .

وتحاول الدول الغربية الرئيسية إقناع روسيا والصين باتخاذ موقف متشدد

من موضوع الملف الإيراني. وفي كلمة حديثة بموقع زي نت لنعوم

شومسكي , نشرت تفاصيل العمليات المتبادلة بين إسرائيل والولايات

المتحدة حول الوضع في إيران , وحسب قول شومسكي : ''غير معلن

ولكنه هام تماما إرسال صفقة طائرات اف-16 آي لإسرائيل, طائرات نفاثة

متقدمة, مع الإعلان النوعي جدا إنها طائرات تستطيع الوصول لإيران

والعودة, إنها أنواع متطورة من طائرات الاف 16 اس التي استخدمتها

إسرائيل للهجوم على المفاعل النووي العراقي عام 1981, ومسلحة

بـ ''أسلحة مختارة'' . فهل أصبح التصعيد العسكري خيارا لأزمة ايران مع

الغرب وهل باتت الحرب الرابعة في الخليج وشيكة?

الإجابة على هذا السؤال تقدمها لنا دراسة حديثة بعنوان : ''الحرب النووية


ضد إيران'' قدمها ميتشل شوسودفسكي في الثالث من يناير الحالي في

مركز أبحاث العولمة بكندا يعرض فيها تفاصيل الحرب الأمريكية القادمة

على إيران , وشوسودفسكي كاتب هذه الدراسة هو مؤلف كتاب '' عولمة

الفقر '' الذي نال رواجا كبيرا وترجم إلى إحدى عشْرة لغة. وهو أستاذُ

الاقتصاد في جامعةِ أوتاوا ومدير مركز أبحاث العولمة, ومساهم في

الموسوعة البريطانية ويعد كتابا الآن عن ''حرب أمريكا على الإرهابِ''.



ويقول شوسودفسكي في دراسته ان هذه الحرب المتوقعة على إيران

ستستخدم فيها الرؤوس النووية التكتيكية , وان خطة الحرب بلغت مرحلة

متقدمة من الإعداد بين واشنطن وإسرائيل ودولة ثالثة في المنطقة, وقد

جرت عدة تمارين عسكرية منذ بداية عام 2005, وردت إيران بإجراء

مناورة عسكرية واسعة في مياه الخليج في ديسمبر الماضي تحسُّباً لهجوم

مدعوم أمريكيا. ومنذ أوائل عام 2005, نشطت الدبلوماسية المكوكية بين

واشنطن, تل أبيب, وعاصمة الدولة الثالثة ومقر منظمة حلف شمال

الأطلسي في بروكسل , وفي ديسمبر الماضي زار مدير وكالة المخابرات

المركزية الأمريكية بورتر جوس عاصمة الدولة, الثالثة وطَلبَ من رئيس

وزرائها الدعمِ السياسي واللوجستيكي للضَربَات الجَويِّةِ المحتملة ضد

أهداف إيرانية نووية وعسكرية , وعلى صعيد آخر , أعطيَ رئيس الوزراء

أريل شارون الضوء الأخضر إلى القوّات الإسرائيلية لشن الهجماتِ عند

نهاية مارس 2006 , وهذا الموعد سيتزامن مع تقديم الوكالة الدولية

للطاقة الذرية تقريرا إلى الأُمم المتّحدة عن برنامج إيران النووي , ويكون

مجلس الأمن قد فرض عقوبات على إيران الأمر الذي سيسهل مهمة

إسرائيل في الهجوم . وتقول الدراسة أن الخطة العسكرية المدعومة

أمريكيا تم التصديق عليها من منظمة حلف شمال الأطلسي, بالرغم من أنّه

من غير الواضح, حتى هذه المرحلة, طبيعة تدخل منظمة حلف شمال

الأطلسي في الهجمات الجوية المخططة . وتوضح الدراسة المشار إليها

عناصر العمليةِ العسكرية , وتقول انه تم التوصل إليها بالتنسيق بين القيادة

الأمريكيةِ, ووزارة الدفاع الأمريكية, ومقر قيادةِ الولايات المتّحدةِ

الإستراتيجية في قاعدة أوفوت التابعة للقوات الجوية الأمريكية في

نبراسكا. وهي عملية تشبه إلى حد كبير العملية العسكرية الأمريكية على

العراق في مارس 2003.وسيتم فيها الهجوم باستخدام الطائرات بي -2

طائرات الشبح المقاتلة, مع دعم مِنْ جزيرة دييجو جارسيا في المحيط

الهندي ومن المحتمل استخدام الطائرات إف -117 الشبح المقاتلة , وقد

جرى التدريب على الخطة في تمرين على ضربة طيران شاملة أجرته قيادة

القوات الإستراتيجية الأمريكية في نوفمبر الماضي تحت اسم

(Global Lightening), كهجوم يَستعملُ الأسلحة التقليدية والنووية

ضدّ ''عدو خيالي''. وقد صورت وسائل الإعلام هذا العدو الخيالي حينذاك

بأنه كوريا الشمالية , وخرج الإعلام بتبريرات عدة لهذه الضربة المتوقعة

تحت مسميات الضربات الاستباقية أو الحرب المحدودة من أجل السلام أو

أنها عملية حفظ سلام عسكرية. وحسب دراسة لعثمان كامل , الأستاذ

الزائر بأكاديمية ناصر العسكرية في مصر , فقد جرت تدريبات لقوة أمريكية

في إحدى القواعد العسكرية بأوروبا .في منتصف شهر سبتمبر 2004

وشارك فيها 1000 من العسكريين الأمريكيين وحوالى 100 طيار

أمريكي , للاستعداد لتنفيذ العملية العسكرية والتي تبدأ بتوجيه الضربة

الاجهاضية الأمريكية التي قد تتلوها ضربات عسكرية أخرى للمنشآت

الايرانية التي تحددت في الخطة الأمريكية لتكون 12 منشأة إيرانية في

المرحلة الأولى وقد وضح أن الضربة الجوية ستكون بكثافة عالية

باستخدام الطائرات التي تلقي قنابل منها قنابل الاعماق وقد تمكن الطيران

الامريكي في هذه المرحلة الأولى من إصابة 10 منشآت عسكرية إيرانية

مفترضة وتشير التقديرات الى أن النجاح تحقق بنسبة 70% من الأهداف

النووية الإيرانية واعتبرت نسبة ضعيفة وعليه يجب عمل تدريب في مرحلة

جديدة تكون نسبة التدمير على الأقل 85% لتكون المرحلة الثالثة 100%

وأن الضرب سيكون ليلا فقد يستمر عدة ساعات أو الليل بطوله.