مع انطلاق العام الجديد 2006 كشف احد المسؤولين بمجموعة غسان النمر عن تقدم اكثر من 9800 فتاة سعودية للعمل بمصنع الكوثر النسائي لصناعة الذهب والمجوهرات بالدمام الذي يحتاج في حدود 100 فتاة فقط في هذه الفترة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عقدته «المجموعة» مالكة مصنع الكوثر النسائي في احد الفنادق الكبرى في مدينة الخبر، وبحضور ممثل رئيس مجلس الذهب العالمي في الشرق الأوسط، و مدير مجـلس الذهــب العـالمي في المملكة، ومدير صندوق الموارد للبشرية بالشرقية، ومدير برنامج الأمير محمد بن فهد، وعدد من المسؤولين ورجال الأعمال وسيدات الأعمال، وحضور إعلامي كثيف. للتعريف بالمصنع و تسليط الضوء على الانجازات والتحديات والتطلعات للمشروع. وتأتي تلك الخطوة بعدما استطاعت المرأة السعودية أن تثبت وجودها وتفرض كيانها، وان تكون الشخصية المميزة في المجتمع السعودي للعام المنصرم، من خلال نجاحها في المسؤوليات التي تصدت لها في جميع المجالات.والمميز في الحفل كثافة حضور العنصر النسائي إذ امتلأت المقاعد المحددة لهن مما اضطرت اللجنة المسؤولة إلى مضاعفة عدد المقاعد، وعن سبب التواجد القوي للنساء قالت مها الحبيب إحدى الحاضرات: ان سبب الحضور النسائي الكثيف يعود إلى أن المناسبة تهم النساء في المقام الأول لأنها تسلط الضوء على سلعة طالما سحرت النساء، بالإضافة إلى أنها تبرز وجهاً من وجوه الإبداع لدى المرأة السعودية في هذه الصناعة المهمة بالنسبة لكل فتاة، مشيرة إلى ان حضور النساء الكبير ما هو إلا دعم وتشجيع لجميع العاملات في المصنع. وتحدثت عزيزة متعب إحدى المسؤولات في المصنع لـ »لشرق الأوسط« قائلة: إن المصنع تم تجهيزه وتهيئته بشكل متكامل ومناسب للنساء فقط، وان عدد الفتيات العاملات في المصنع نحو 100 فتاة جميعهن سعوديات، واغلبهن يحملن شهادات جامعية وثانوية، ومن جميع الأعمار، وان نصف العدد تقريبا متزوجات، تم اختيارهن بعناية فائقة من بين نحو 10 آلاف امرأة تقدمن للعمل بالمصنع منذ الإعلان عنه لغاية الآن. وأضافت «ان العدد الكبير من المتقدمات للعمل يدل على رغبة المرأة للعمل في هذا المجال الجديد على المرأة في بلادنا». وحول طبيعة العمل بالمصنع قالت عزيزة: ان الدوام بالمصنع يبدأ من الساعة 8 صباحا لغاية 3 عصرا.

ويوجد بالمصنع فريق نسائي خاص بالشؤون الإدارية والأمنية، بالإضافة لأقسام الإنتاج العديدة منها استلام وتسليم الذهب والتصميم والقوالب، وقسم الشمع، وتركيب الحجر، وقسم التلميع النهائي. وتحدثت الشابة ازهار عن تجربتها بالعمل بالمصنع التي تمتد لأكثر من 4 اشهر: لقد استفدت كثيرا بالعمل في مجال التصميم لاني في الاصل احب الرسم، وقد استفدت من الدورات والزيارات والمشاركات للعديد من المعارض والمصانع، موضحة ان فكرة التصميم يتفق عليها مع الادارة غالبا، الا ان الموظفة ممكن ان تبدع بأفكار جديدة والتي دائما تكون من الطبيعة والتراث، وحول وجود الاخطاء قالت ازهار «الاخطاء لا بد منها في البداية للتعلم والادارة متفهمة وتتعامل بسعة صدر مع الجميع فالهدف هو التعلم والان اصبحت الاخطاء شيئا من الماضي». وترى ازهار ان المرأة السعودية أثبتت من خلال عملها في العديد من المجالات على قدرتها الفائقة على تحمل المسؤولية كما هو واقع الان في إدارة وانتاج مصنع ذهب ومجوهرات نسائي بنسبة 100 %، ومن كسب الرضا والإعجاب بما تنتجه أناملهن الناعمة الذهبية من مصوغات الذهب والمجوهرات الرائعة الجمال.

اما زينب إحدى العاملات في مصنع الكوثر النسائي لصناعة الذهب والمجوهرات فقد عبرت عن سعادتها الغامرة بأن تكون ضمن فريق العمل في المصنع الذي أصبح حياتها والساحة التي تستطيع من خلالها أن تبرز موهبتها المدفونة قبل الانتساب للمصنع، إذ إنها تشعر حاليا بأن لها قيمة ودوراً في المجتمع، وقدرة على المساهمة في إنتاج وصنع المجوهرات الجميلة التي تنال الرضا والقبول من الآخرين، وان فرحتها لا توصف عندما تشاهد ما تشارك بصناعته على واجهات المحلات الراقية ثم على النساء ليزيدهن جمالا.

بداية المشروع كان مجرد فكرة تتردد في ذهن رجل الأعمال السعودي غسان النمر منذ سنوات.. لإيمانه بأن المرأة أكثر قدرة على الإبداع في مجال صناعة الذهب والمجوهرات وذلك منطلق عشقها للمعدن البراق. وكذلك لوجود خبرة وتجربة سابقة مع النساء العاملات في الصين وتايون، إذ إن النساء يعملن هناك في المصانع بنسبة 70%، موضحا ان الاستثمار في مجال الكوادر البشرية السعودية يأتي من باب وطني ومساهمة في توطين الوظائف، وانه من أهم المشاريع الاستثمارية التي لها قيمة كبرى وفوائد عالية على مستويات الفرد والمجتمع والوطن لأنها استثمار للإنسان والطاقات.

وحول الأسباب الرئيسية للاستعانة بالنساء قال النمر: إن المرأة السعودية تشكل نصف المجتمع وتتميز بالثقافة والوعي والتطلع والطموح، وهي عضو لم يستغل لغاية الآن بالشكل المطلوب في المجتمع السعودي، بالإضافة الى أنها أثبتت جدارتها في جميع المسؤوليات التي أنيطت بها، ولكن للأسف الشديد المرأة السعودية تعاني من قلة الفرص الوظيفية المطروحة في السوق السعودية للنساء، وارتفاع معدل البطالة بينهن بالرغم من وجود الكثير ممن يحملن شهادات أكاديمية.

وأوضح غسان النمر أن أعمال الذهب والجواهر خاصة بالنساء، والمرأة تملك القدرة على الإبداع في هذا المجال بشكل أفضل من الرجل لأنها تعشق هذه الأعمال، وامتلاكها للصفات المطلوبة مثل الصبر والتحمل والتاني والإبداع وسعة الصدر.