الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة - صحافة خامنئي: خطوتان ويسقط آل سعود!

صحافة خامنئي: خطوتان ويسقط آل سعود!

أ.د: فكري سليم
أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة الأزهر

أمنية لطالما حلم بها ذلك الصنف من الخمينيين منذ قيام الثورة الإيرانية، أمنية يحلمون بها ليل نهار، نظراً لأن المملكة العربية السعودية هي حصن منيع للإسلام والسنة النبوية المباركة، هي الأمنية التي وردت في عنوان هذا المقال الذي ترددت كثيراً في كتابته ثم وجدت أن الأمانة تفرض علي كتابته لأرد على من يقولون بأن إيران لا تتدخل في شؤون الدول العربية، وليتعرف القارئ العربي على أسلوب الحكومة الإيرانية في التعامل مع قضايانا، ولكي يرى التحريض الإيراني ضد البلاد العربية، وحتى أسلط الضوء على تلك الأطماع التي لن تتوقف عند شط العرب أو ميناء خور العمية أو حقل الفكة في العراق.

"خطوتان ويسقط آل سعود" عنوان لمقال باللغة الفارسية هو: "آل سعود دو قدم مانده به سقوط" وهو مقال طائفي عنيف مثل كاتبه الذي يخرج علينا بين الحين والآخر بمقال يتطاول فيه على العرب، فتارة يتوعد، وتارة يتحدث عن تبعية البحرين لإيران وغير ذلك، وقد نشر بتاريخ 17/11/2009م في افتتاحية صحيفة كيهان التي يشرف عليها مكتب مرشد الثورة السيد علي خامنئي، وتناقلته معظم وسائل الإعلام الإيرانية.

ويستهله الكاتب بما يشبه فن التعازي أو قراءة الروضة ذلك الفن المعروف في الثقافة الفارسية كفن يثير العواطف والمشاعر، فيرسم الكاتب صورة لحالة من الحزن والبكاء والنواح ، وجنازة لآباء وأمهات وأخوات يجري خلفها أطفال الشيعة المستضعفين في صعدة، ويتخلل ذلك النواح عبارات مثل: "يا أبا فاضل" و"نفديك يا زهراء" و"نفديك يا حسين"؛ وبعد أن ينتهي الكاتب من رسم صورة التعزية هذه، يقسم مقاله إلى خمس فقرات بأسلوب يتخلله كلمات وبذاءات ضد السعوديين، ويهمنا أن نجمل مضمون هذه الفقرات في نقطتين رئيسيتين هما؛ الأولي: رغبة الكاتب إثارة قرائه تجاه المملكة العربية السعودية وتصويرها كبلد معتد يقتل الشيوخ والأطفال ويحرق الأخضر واليابس، بل ويسوي بين السعوديين الذين يدافعون عن أرضهم ضد الحوثيين المعتدين المسلحين بأسلحة بات معروفاً للجميع من أين تأتي، يسوي بينهم وبين الصهاينة وما فعلوه في غزة وجنوب لبنان.

وهنا لا يشير الكاتب إلى اعتداء المتمردين الوحثيين على الأراضي السعودية أو اختراق حدودها لزعزعة الاستقرار وخلخلة الأمن في المملكة، ذلك الاعتداء الذي قام به الحوثيون تمهيداً لتنفيذ مخطط تصدير الثورة الإيرانية، هذا المخطط الذي لم يكن يخطر ببال إخواننا الشيعة الزيدية في اليمن إلا بعد احتلال العراق وتدميره وبعد أن أصبحت يد إيران تعبث في بلاد الرافدين، بعد ذلك رأينا تذمر الحوثيين الذين أشعلوا الحرب في اليمن من أجل زعزعته ليتحول إلى عراق آخر، ولم يكتفوا بهذا بل قاموا بالاعتداء على المملكة العربية السعودية في وقت حرج للغاية وهو وقت موسم الحج الذي تتجه فيه الجهود الأمنية لرعاية حجاج بيت الله الحرام، ومع هذا خاب صنيعهم في ظل يقظة الجيش السعودي الذي استطاع حماية حدود المملكة.

أما النقطة الثانية فهي حديث الكاتب عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في المملكة مستشهداً بأقوال من هنا وهناك ليثبت أن هناك انتهاكاً لحقوق الإنسان، بينما يصور إيران على أنها واحة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة! ولست أدرى هل تستقيم الديمقراطية في ظل ولاية الفقيه وفي ظل المرشد الذي يتحكم في كل شيء، وهل هناك ديمقراطية حقيقة في إيران؟ ثم إنه يتحدث عن قتل المدنيين ويدينه ونحن كذلك ننتقد قتل الآمنين من أي قومية أو ديانة أو مذهب في أي مكان في العالم، ولكن ينبغي أن يكون هناك معيار ثابت، فإذا كان الكاتب ضد القمع والقتل فبماذا يفسر ما يحدث من قمع وقتل يتعرض له المعارضون في الشوارع والسجون الإيرانية وهم أناس يعبرون عن وجهة نظرهم في مظاهرات كفلها لهم الدستور الإيراني، كما أنهم لا يحملون مدافع أو رشاشات أو قنابل كما هو عليه حال الإرهابيين الحوثيين.