قصيدة الشاعر زيد الهجيري
 

هذه قصيدة للشاعر زيد الهجيري الثعلي بعد ان زار منازل العوازم بعد رحيلهم ورأى المنازل التي كان يزورهم فيها خالية موحشة وهاضت قريحته بهذه القصيدة:




امـس الضحـى عديـت فـي راس قـنّـة فـــي قِــنّــةٍ بــــادٍ بـعـالــي سـبـورهــا
بـيـن الـطّـراة وبـيـن ضـلــع مـسـمّـى نـعــام ضـلــع نـايــفٍ فـــوق قـورهــا
واخـذت فيهـا قيـس مـجـلاس سـاعـة وآخـذ واعبّـر فــي الليـالـي وجـورهـا
واليـنّـهـا تــجــور وتــــدور بـالـعــرب لـو ضحكـت لـك عـام عـجـل دبـورهـا
عـجـلـة عـلــى عـشَـاقـهـا بانـقـلابـهـا تعطـي الـنـذارة قـبـل وقــع معبـورهـا
مـا احـد صفـت لـه قدمنـا مـن عـبـاده دنـيـاً قـريـبٍ يسـرهـا مــن عسـورهـا
ولها رحـىّ دارت علـى صفـوة الملـى الله يـكـافـيـنـاا سـبــايــب شـــرورهـــا
رمـيــت دربـيـلــي يـمـنـهـا وشـامـهــا وشفت العجايـب واعجبتنـي زهورهـا
ارضٍ عـذا فـي القيـض حلـوٍ بـرادهـا عسـى الحيـا الجـرَار يسقـي دهورهـا
ديــرة رجــال المـجـد والـعـز والـثّـنـى أهـل الشجـاعـة يــوم كشـة ستـورهـا
حاميـنـهـا وهــــم ذراهــــا وسـتـرهــا وحجابـهـا يـــوم الـجـواهـل ودورهـــا
مــن دونـهـا بسلاحـهـم تـلـطـم الـعــدا وتشبع سباع المجحـرة فـي جحورهـا
افعالـهـم مـــا تنـحـصـي دون دارهـــم يسمع بها اللي ما حضر في جرورها
آلاد عاصـي يـا جبـر عطـبـة الشـظـى لـيـا حـولـت عقبانـهـا مــع صقـورهـا
اهــل المتـاريـس يشـهـد الله بفعـلـهـم ليـا قـامـت الهيجـاء ودلــت وزورهــا
هـم ربعنـا بالخـص مـن دون غيرهـم يـوم انـهـم فــي الــدار ياكـثـر نـورهـا
والله مــــا نــرضــى بــجــارٍ بـدالــهــم مـا دامـت الدنيـا عـلـى قــرن ثـورهـا
الــيــوم مـنـهــم خـالــيــاتٍ ركـونــهــا عـايــن منـازلـهـم تـحــاوم نـسـورهـا
شــدّوا ولافـــي دبـــرة الـــرّب حـيـلـة يـوم اجـزلـوا عنـهـا تعـلّـوا ظهـورهـا
راحـــوا كـمــا نـــو تـقـافـت سحـايـبـة لـيـا هـبـت العـلـيـا وقـامــت تـكـورهـا
آلاد عـاصـي عــز مــن يعـتـزي بـهــم لـيـا حــام حايمـهـا وفــارت قـدورهــا
وأمسيـت والله مـا تبـي الـنـوم عيـنـي كـنّ الحمـيـس مــذوب فــي حجـورهـا
قـلــت آه يالـعـيـن الشـقـيـة عــلامــك قـالـت بــلاي الكـبـد كـثـرت حـرورهـا
انـا مـا الـوم العيـن لـو ســال دمعـهـا تـبـكــي بـعـبــرات تــزايــد عـبــورهــا
تبـكـي بـدمـع محـفـي اطــراف خـدهـا حتـى ايـش لـو انـه كثـر مــا يعـورهـا
قلـت اصبـري ياعيـن والصـبـر طـيـب مـــا يحـتـمـل زلاتــهــا ألا صـبـورهــا
انـا ورى مـا ابكـي وتبكـي ضمـايـري عـلـى حــرار حـولـت مـــن وكـورهــا
ضـلــت مـنـازلـهـم ورانــــا ودونــهــا تلـطـم سـبـور الـقـوم عـنـا سـبـورهـا
مـشـاعـل بالـلـيـل يـمـشـى بضـاحـهـم هـــم اســـود الـــدار وهـــم نـمـورهـا
الطيـب مقسمـهـم مــن اول جـدودهـم والله الـلــي يـعـلـم خـفـايـا سـرورهــا
رجـالـهــم كــــل الــلـــوازم يـســدهــا يشفيـك لــو جـالـت وطـالـت دهـورهـا
حـمــولــة يـاويــهــا مـــــن حـمــولــة فـــي كــــل درب وافــيــات شـبـورهـا
نعمٍ بهم غصب على الغيض والرّضَى يـوم الفتـن وابليـس مفـتـاح سـورهـا
لـطـامـة الـعـايـل وحـمـايــة الــوطــن زحازيح يوم الغيـض يملـى صدورهـا
لـيـا نـاحـرت نــار المـعـادي لـنـارهـم ضـيـاغـم روس النـشـامـى نـقـورهــا
لــيا خيّلــت بالسّـم والطـــارق الخفــي تركــز لعيـــدان البلنَــــزا نحـــــورها
مثـل الجـمـال الـلـي تـضـارس لحيـهـا كــم واحـــد حـطــوا بعـيـنـه ذرورهـا
كــم شـيـخ قــوم مــن طرفـهـم منيـتـه خلِـي عـشـا لسباعـهـا مــع طيـورهـا
عـايــن منـازلـهـم وعـايــن زرابــهــم فيهـا ليـا وقـت البـعـث مــع نشـورهـا
يـامـا كـفـوا فيـهـا مــن الــدم الحـمـر صـر مـضـى يــوم الاعــادي تـزورهـا
في الصبح نُـوّاسٍ علـى ذاري الخلـى وبالليل تسهر فـي المجالـس نجورهـا
تشهد لهـم السكيـن والقـدر والصّحـن والجار عقب الضيف يشبـع بسورهـا
للـجـار والضـيـفـان عـطــف جنـابـهـم واهل الصخَى باللـوح تكتـب اجورهـا
مــا قـلـت فيـهـم كــذب والـشـاهـد الله جـابــة صـــدوق ماتـقـطـع عـقـورهــا
وحيـــاة منهـو كــرّم الرجـــال بـاللحى ورفع مقام أهـل اللحى عـن بـزورهـا
مـا أنسـى رجـــالٍ حوّلـوا مـن ديارنـا كود انّـي انسى حجّتـي عن ظهورهـا
دارٍ لهــم مــن يـــوم كانــوا وكــوّنــوَا كبّـوا حلاهــا عــقب ذاقــوا مــرورها
عهـــدي بهــا وهيـه تنـــاخى جبالهــا مـد جوجـةٍ مــا عـندها مـن يـزورهــا
عشــرة قـــرون وزود فيهــا حيــاتهم والــدار للعمّـــار وهمــه عـمـــورهــا
ربتكـــم وغـدّتـــكم وعشتـــوا بـــدرّها واللحـق والواجــب عليكــم شــكورها
واليـــوم هالـديـــرة علـــيكم محزّنـــة تبكـي علـى اللي فايـت مـن عصورها
واصبحت قلبـي يطرقه طارق الهـوى ولا هــو بــود اللي تمشّـط شعـــورهـا
هـوىّ غيـر فـي قلبـي تصافق هـبايبة والنفس جيّـز مــن هـواها غــــرورها
هـــواي لــــو ان التــــمنّي يجيــــبهم تمنّــــيتهم عــدة ليــــالي شـهـــــورها
ياليتــــني معهـــــم شـــبابي وشـــيبي ولو بـاروا الأبحـــار واللـه لابـــورها
أحبهّـــــــم واحـــب منهـــو يحــــــبهم وابغـــض عداهم في منـاكب بـرورها
وجـدي عليهم وجـد مـن طاح وانكسر يـوم اللقـــا سـاقـه تـعاقــب كـسـورها
والوجـد الآخـر وجـد مـن ماتـت امّــه صغيـرٍ ولا ذاق الغــذى مــن درورهـا
والوجـد الاخـر وجـد مـن ضـاع حقّـه بـين الرجـال وغوطـت لــه حـفــورها
والوجـد الآخـر وجـد رّكـــــاب جلبــة تعطّـلـت بـه فـــي تـلاطــــم بحـــورهـا
هـــذا وياراكـب علـــــى وســـق حـرّة حمراً بعــيد الكـــــوع عن ضد زورها
أمّــا ســـدس ولآ علــى وشــقّ نابهـا شنـــاح صـــدر وينـكــب النّـى كورها
لـهـا ثمـان سنيـــن مـا دارها الجمـــل يـوم الجـمال تهـيــــج حــزّة هــدورها
مافـــــوقها يكـــود قربـــة ومــــزودة ودلّـة ونجـر وستــــر ربـي يســورها
تسرح صلاة الصبح وايضا ولاوجبت مـن قصر ابن ثعلـي ســريـعٍ حدورها
ركّابهـــا ماغـــير راســـــه وراســها راسيــن والراسيــن فـيهـــــا نعــورها
ولينـة ثـلاث ليــال توصـلك بـالـرّهى وادي جهــام ولــك تيسّـــــــر امورهـا
وحـــزّة تجيهــم يانديـــــبي مباشـــرة ردّ السـلام وشـف تـرا ويـــش شورها
اضنّهـــم شافـــوا وعافــــوا وبرّقــوا فـي ديـــرة قــامـت تخلّــــــف بـدورها
يبغـــون نجـد ونجـد راحــت جمــايله راحـــت طــراته مابـــقى الآ خـدورهـا
تلقـى الرجـــال يقابلونـــك بمرحـبـــا واهــلآ وسهــلآ بانـــشراحة صدورهـا
واقـلط علـى صفـر الـدلال المكّـرمـة بـرّيــــة والهيــــــل دايـــــم بهــــورهـا
صفـرٍ حبايـب قربهن نجـــر مثلهــــن في مجلـــسٍ والعـــود الأزرق بخورها
مـن عقبـــها عــليك قــــم للمناســـف مفـطحــــاتٍ كنـّـي انــــظر وقــــورهـا
يامــــال هجــر العيــن يــاما ويـامـــا تصعـب على ان جــيت اعدّد نشورهـا
وردّ السـلام مـن الهجيـري وخصهـم كــل الجميع غيابــها مـع حضــورهـا
واختامـهـا منــي صــلاة علـى النبــي اعــداد ماخـــط القلــم فـي ســطورها

الشاعر زيد الهجيري الثعلي العتيبي


*للتوثيق
* العوازم من عتيبه