الهيـــــــــــــلا   *** منتدى قبيلة عتيبة

الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة (http://www.otaibah.net/m/index.php)
-   ديار قبيلة عتيبة (http://www.otaibah.net/m/forumdisplay.php?f=45)
-   -   (بنو سعد بن بكر بن هوازن فالجاهليه وصدر الإسلام:نسب+ديار+رموز) بحث الدكتور عياد عيد ا (http://www.otaibah.net/m/showthread.php?t=148059)

(مہودع دنہيأهہ) 24-Aug-2015 06:34 AM

(بنو سعد بن بكر بن هوازن فالجاهليه وصدر الإسلام:نسب+ديار+رموز) بحث الدكتور عياد عيد ا
 
(بنو سعد بن بكر بن هوازن فالجاهليه وصدر الإسلام:نسب+ديار+رموز) بحث الدكتور عياد عيد الثبيتي

بنو سعد:فروعهم وبلادهم

[ملخص محاضرة للدكتور عياد بن عيد الثبيتي,القاها في نادي الطائف الأدبي]



يُسْعدني أن أبدأ هذه المحاضرة بشكر الزميل الفاضل الشريف محمد بن منصور,

اللذي دار بيني وبينه نقاش عن ديار بني سعد بن بكر قديماً,منذ أحد عشر عاماً

كانت ثمرته يقيني أَنَّ بني سعد لم تكن ديارهم فالجاهلية وصدر الإسلام جنوب

الطائف,ثم طويتُ هذه الصفحة,واجياً أَنْ أكتَفِيَ بتسطير ذالك في مقدَّمة شعر

أبي وجزة السعدي)الذي كدت أنتهي منه،وهو من الوضوح ـ أو هكذا أحسب ـ

بحيث لايحتاج إلى أن يُفْرَ ببحث مستَقلِّ غير أنَّ بَعْضَ مَنْ بضاعتهم في علم

الأنساب قليلة،ومعرفتهم بأسماء المواضع ضحْلة،كتب في إحدى الصحف المحليّةَ

يَدَّعي أَنَّ سعداً الذين تَنْتمي إليهم حليمة السعديّه ظِئْرُ المصطفى عليه الصلاة

والسلام حيٌّ من هذيل،فدعاني ذالك إلى التقديم بِننبذة موجزة عن بني سعد بن

بكر،يَتْلُوْها الكلام عن بلادهم ثم ذكر بعض الأعلام القدماء منهم،وليس من همّي

الكلام عَن قبائل بني سَعد في حاضرهم،ولاعن قُرَاهم وأوديتهم،ومعنى هذا أَنَّ

هذه المحاضرة لاتزيد على جمع عدد من النصوص القديمه،والتوفيق بين مايمكن

التّوفيق بينه،والترجيح بين مالا يمكن التوفيق بينه والله المستعان.

بنو سعد بن بكرـمن هوازن:يجمع النسَّابون على أنَّ بني سعد بن بكر قبيله من

هوازن،فهذا عُمْدَةُ أهل النَّسب ابن الكلبي يقول في ((جمهرة النسب)):(فَوَلَدَ

هوازِنُ:بكراً،وحَرْبًا،وسَبُعًادرجا..،فولد بكرُ بن هوازن:معاويةً،وزيداً،قتله

أخوه معاويه...،وأُمُّهما عاتكة بنت سعد بن هذيل بن مدركة،ومُنبه بن بكر،وسَعْدَ

بن بكر،وهم اللذين أرضعوا النبِيَّ صلى الله عليه وسلم وأمُّهما:بنتُ عَوْذِ مناة بن يَقْدُمَ بن أفْصَى بن

دُعميّ بن إياد)[1]

وقال إبن دريد:(فوَلَدَ هوازنُ:بكرَ بن هوازن،فمنهم:بنو سعد بن بكر بن

هوازن،اسْتُرضِع النبيّ صلى الله عليه وسلم فيهم)[2].

وعلى هذا يجمع أهل السير والمؤرخون[3].

بطون بني سعد:قال ابن الكلبي:(وولد سعد بن بكر بن هوازن:نصُرًا،وجبلاً ـ

وأمهما بنتُ عامر بن الظَّرٍب ـ وعوفاً،وجبلًاوأمُّهم تَعلَّةُ بنتُ الحارث بن فهر بن

مالك من قريش.

فولد فُصَيَّة بن نصر:نَضْلَةَ،وناصرةَ،وذُؤَيبَةَ،وقُنْفذا،وأُمُّهم أَرْنَبُ بنت عميرةَ بن

وديعة بن الحارث بن فهر.

فولد نضلة بن فُصَية:غويثاً،بطن.

وولد ناصرِةُ بن فُصَيَّة مِلَّانَ،ومُلَيلًا،0(دَرَجَ)،وجابراً،وفاتكاً،ووَقْ دانَ.

فولد مِلَّانُ:مَعْبَداً بَطَنٌ،وعُبَادةَ،ورفاعة وعميرة)[4]

لم يصرّح ابن الكلبي بِسوى بطنين من بطون بني سعد:هما غُوَيث،ومَعْبَدٌ،

ووجدت ذكراً لبطونٍ أخر من بني سعد هي:

1ـ ذؤيبةُ،ذكر السكريّ أَنَّ بني خُنَاعة أسرتْ رُيَيْعًا،سيدَ بني ذؤيبة،من بني

سعد بن بكر، فقال مَعْقِلُ بن خُويلد الهذليُّ:

فِدًى لِبنِي خُنَاعة يوم لَاقَوْا......ذُؤَيْبَةَ مَا أَرَاحَ وَمَا أَسَاما

ثأرْتُمُ قَـــوْمَكُمْ لّما رَيْتُمْ......عَدُّوًا وَاتِريْنَ لهُمْ خِــذَاماً

حَمِدتُّ الله أنَّ أَمْسَى رُبَيْــــعٌ......بِدَارِ الهُونِ مَلْحِيا مُقَامًا[5]

قال السكريُّ:(يُريد:وَاتِريْنَ خذامًا،رجلٌ من خُناعة قَتَلهُ هؤلاء)[6]

2ـ حرامُ،قال ابن منظور:(وحَرَامٌ ـ أيضاً ـ قَبيلةٌ من بني سعد بن بكر)[7]

3ـ الوَقَعَةُ،قال ابن منظور(الوَقَعَة:بَطْنٌ من العرب،قال الأزهريّ:هم حيٌّ من

بني سعد بن بكر،وأنشد الأصمعيُّ:

مِنْ عَامِرٍ وسَلُوْلٍ أَوْمِنَ الْوَقَعَهْ)[8]

4ـ حبيب:جاء في شعر أبي خراش الهذليِّ:

عَدَوْنَا عَدْوَةً لَا شَكَّ فِيْها......وَخِلْنَاهُمْ ذُؤَيْبَةَ أو حَبِيبا

قال السكريّ:(...وذؤيبةُ وحبيبُ حَيَّانِ من عَجُزَ هوازن)[9]

بنو سعد في الجاهلية وصَدْر الإسلام:

أخبار بني سعد بن بكر فالجاهلية قليلة،ولعل ذلك يعود إلى أنها لم تُنْجِب

شاعراً معدوداً يذكر وقائعها ويدفع أشعار خصومها،ومعلوم أنَّ الشعر يسجلُّ

الأخبار،بل قد لا أكون مبالغاً إن قلت:إن كثيراً من الأخبار تُنْسَجُ لكشف معاني

الشعر،ولم تكن قبائل عجز هوازن:جشم،ونصر،وسعد قريبةً من منتاول رواة اللغة

والأخبار،اللذين كانو يجدون طَلِبَتَهمُ في القبائل التي لاتَبْعُد عن البصرة والكوفة

كثيراً،ولولا أن جشماً انجبت فارساً مشهوراً في الجاهلية هو دريد بن الصمة غزا نحو

مئة غزوة[10] كان فيها أو في أكثرها مظفراًـ لما كان حظُّ جشم في جاهليتها يفوق حظ

نصر وسعد،وإنْ شَمَخَتْ نصرُ بمالك بن عوف النَّصري الذي كانت إليه سيادة

هوازن كلها في حنين[11].

ومن الأخبار القليلة التي نجدها عن سعد ما أشار إليه زهير بن أبي سُلْمَى وبلغَهُ

أن سُلَيْماً وهوازن يريدون الإغارة على غطفان:

رَأَيْتُ بَنِي آلِ امْرِي القَيسٍ أَصْفَقُوا......عَلَيْنَا وَقَالُوا:إنَّـنَا نَحْنُ أَكثَرُ

سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورٍ،وَأفْنَـاءُ عَامِــرٍ......وسَعْدُ بنُ بكر،والنُّصُوْرُ أعْصـــرُ[12]


ومن الإشارات ماجاء في قول جنوب بنت الحزن بن مرّة الخُزَاعيّة ترثي عامر بن

عبيد الخزاعي،وكان جمع جمعاً من خزاعة فصبَّحوا داراً من بني سهم بن معاوية،

وداراً من بني سعد بن بكر:

ألَا يـاعَين مَـا جُوْدي بَهِمْرٍ......عَلىَ قَتْلىَ بَنِي كَعْبِ بْنٍ عَمْرو

أصَابَتْهُمْ قَبَائِلُ مِنْ هذيلٍ......وأدَتْهَا بَنُو سَعْد بْنِ بَكْــرٍ[13]

أدتْها:أعانتها.

إن الله أكرم سعداً فكان منها مرضعتان لرسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما حليمة،

وسعدّية أخرى أرضعت حمزة،فحمزةُ رضي الله عنه أخو المصطفى عليه السلام من الرضاعة من قبل السّعدية المشار إليها[14]

أمَّا إرضاع حليمة للمصطفى صلى الله عليه وسلم فله حديثٌ ممتع احْتفتْ به كتب السيرة أيّما

احتفاء[15]،ولستُ بحاجه لسرده،إذ هو من الشهرة بالمكان المكين،غير أني أشير

إلى شي من خبره لَا لأَنَّه يتَّصل ببني سعد فحسب بل لأنَّه يتّصل بسيد ولد آدم عليه

أتم الصلاة،وأزكى التسليم،فقد ذكروا أن حليمة أخذته لّما نفر صويحباتها ومع كل

واحدة منهن رضيع،وماكانت ترغب في أنْ يكون حظُّها طفلاً يتيماً،وقَصُوا أن أَمَّه

آمنة قالت:(ياحليمة قيل لي ثلاث ليال:استرضعي إبنك في بني سعد بن بكر،ثُّمَّ في

آل أبي ذؤيب)[16].

ورأت حليمة وزوجها من بركته صلى الله عليه وسلم ماقرّت به عيناهما فَئدْ ياهَا بَاتَا يكفيان طفلين

حتى الشَّبَع،وشارفُهما التي كانتْ ماتَبِضُّ بقطرة أمستْ حافلاً،حَلَبَا منها فشربا

حتى انتهيا شِبعًا ورِيَّا،وأتَانُهماَ التي كانت تؤخّر الركب مارَكِبتْها حاملةً الطفل

اليتيم المبارك حتى فاتَتِ الركب[17].

ولانكاد نعثر لبني سعد بن بكر على خبر يذكر غير سريّة عليّ بن أبي طالب ـ

رضي الله عنه ـ التي أرسلها رسول الله صلى الله عليه وسلم حَيّ من بني سعد بن بكر بِفَدَكَ في

شعبان سنة ستة من الهجرة[18].

ثم كانت غزوة حنين فخرجت سعد بن بكر، ونُصرٌ،وجَشَمُ وثَقِفٌ لقتال

المسلمين سنة ثمان من الهجرة[19]،وكان أن سبقت هوازن إلى حنين(فكمنوا في

شعابه وأحنائه ،ومضايقة،قال جابر بن عبدالله رضي الله عنه:فواالله مارَاعَنا ونَحْن

مُنْحطُّون إلّا الكتائب قد شدُّوا علينا شَدَّةَ رجال واحد،فَانشمر الناسُ راجعين لا

يلوي أحدٌ على أحد).

وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين،ثم قال:(أين أيها النَّاس؟هلمّو إليَّ،أنا

رسولُ الله،أنا محمد بن عبدالله.قال:فلاشيء،حملت الإبلُ بعضها،فانطلق

الناس،إلّا أن قد بقي مع رسول االله صلى الله عليه وسلم نفر من المهاجرين والأنصار،وأهل بيته)[20]

ثم أَمَرَ العباسَ أن يصرخ:يامعشر الأنصار،يامعشر أصحاب السُّمُرَة،فأجابوا:

لبَّيك لبَّيك!!حتى اجتمع إليه منهم مئة استقبلو الناس فا تْتَتَلُوا...قال جابر:

(واجتلد الناس،فواالله مارَجَعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى

مكتَّفِيْنَ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم)[21]

وغنم المسلمون غنائم كثيرة من إبل وغنم وأَسرُوا عدداً كبيراً،وسار صلى الله عليه وسلم إلى

الطائف فحاصرها مدّة،ولم يؤذن له في فتحها فعاد إلى الجْعْرانةَ،والسَّبْيُ والغنائم بها

محبوس[23]وأقام يَتَربَّصُ أن يقدم عليه وَفْدُ هوازِن،وبدأ بالأموال فقَسَّمَها،وأعطى

المؤلفة قلوبهم أول الناس[23].

وجاء وَفْدُ هوازن أربعة عشر رجلاً مسلمين،وكان رأس القوم المتكلم فيهم أبو

صُرَد زهير بن صُرَد.أحد بني سعد بن بكر[24]،فقال للرسول صلى الله عليه وسلم:يارسول الله،

إنّما في الحظائر عَمَّاتُّك،وخلاتُك،وحواضنك،اللاتي كن يكفلنَك،ولو أَنَّا مَلَحْنا

للحارث بن أبي شمِرٍ،أو للنعمان بن المنذر،ثم نزل منّا بمثل ما نزلت به رجونا

عطفه،وعائِدتَهُ علينا، وانت خير المكفولين ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أبناؤكم

ونساؤكم أحبُّ إليكم أم أموالكم؟)فقالوا:يارسول الله:خيَّرتَنا بين أموالنا

وأحسابنا،بل تردّ إلينا نساءنا وأبناءنا،فهو أحب إلينا،فقال لهم:(أما ماكان لي ولبني

عبدالطّلب فهو لكم،وإذا ما أنا صليت الظهر بالناس فقوموا فقولوا:إنا نستشفع

برسول الله إلى المسلمين،وبالمسلمين لرسول الله في أبنائنا ونسائنا،فأعطيكم عند

ذالك،وأسأل الناس لكم[25]ففعلوا فأعطاهم وأعطاهم المهاجرون والأنصار وبنو

سُلَيم،ثم قال صلى الله عليه وسلم:(أمَّا مَنْ تَمسَّكَ بِحَقِّه من هذا السبي فله بكل إنسان سِتُّ

فرائض،من أول سبي أصيبه،فردُّ إلى الناس أبناءهم ونساءهم)[26].

وفي السنة التاسعة قدم ضمَّام بن ثلبعة السعديُّ.رُوِيَ عن ابن عباس قال:

بعث بنو سعد بن بكر ضمامَ بن ثعلبة وافدًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقدم عليه وأناخ بعيره

على باب المسجد ثم عقله،ثم دخل المسجدورسول الله صلى الله عليه وسلم جالِسٌ في أصحابه،

وكان ضمام رجلاً جلْداً أَشْعَرَ،ذَا غَدِيْرَتَينْ،فأقبل حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في

أصحابه،فقال:أيكم ابن عبدالمطلب؟فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أنا ابن عبد

المطّلب).قال:أمحمد؟قال:(نعم).قال:يا ابن عبدالمطلب إني سائلك ومُغْلظٌ

عليك في المسألة فلا تَجِدَنَّ في نفسك.قال:(لا أجد في نفسي)...فسأله عن فرائض

الإسلام فريضة فريضة حتى إذا فرغ قال:فإني أشهد أن لا إله إلا الله،وأشهد أن

محمداً رسول الله، وسّأُؤدي هذه الفرائض،واجتنب مانهيتني عنه،ثم لا أزيد ولا

أنقص،ثم انصرف إلى أهله راجعاً.قال:فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنْ صَدقَ ذو

العقيصتيَينْ دخل الجنة)وأتى ضمامٌ قومه فما أمسى يوم مجيئه في حاضرهِ رجلٌ ولا

أمرأة إلا مسلماً.قال ابن عباس:فما سمعنا بِوَفد قومٍ كان أفْضَلَ مِنْ ضمَّام بن

ثعلبة[27].

ولا نكاد نعثر بعد خبر إسلام بني سعد على خبر يجمعهم يُذْكَر،وما وجدت من

أخبار تدور حول أشخاص بأعيانهم سأَتي على طرف منها بعد.

ديار بني سعد:من المشهور عند كثير من الناس أنّ ديار بني سعد بن بكر جنوب

الطائف،ولهم هناك قرى معروفة،وأودية معلومة،غير أنَّ هذه لم يذكر القدماء

أنها من ديار بني سعد،وأعني بالقدماء من كتب في البلدان والجبال والأودية،

ووجدت في كتاب(أسماء جبال تهامة)لِعَرّام السلميِّ:(ويطيف بِشمَنْصير من

القرى قرية كبيرة يقال لها(رُهَاط)،وهي بوادي يسمى(غُرَان).وأنشد:

فإنَّ غـــرانـاً بَطْنُ وَادٍ أُحِبُّهُ......لِسَـــاكِنِه عَهْدٌ عَليَّ وَثيْقُ

وبغربّيه قريه يقال لها(الحدُيْبِيَة)ليستْ بالكبيرة،وبحذائها جبيل يقال له

(ضعاضع)وعنده حِبْسٌ كبير يجتمع عنده الماء.والحِبْسُ:حجارة مجتمعة يوضع

بعضها على بعضٍ قال الشاعر:

وإنَّ الْتِفَاتِي نحْوَ حِبْسِ (ضُعَاضِع)......وإقْبَال عَيْنِي في الظا لَطَويلُ

فهؤلاء القريات لسعد وبني مسروح،وهم الذين نشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم،ولهذيل

فيْها شيء،ولفهم أيضاً..)[28].

ونحو هذا في(معجم ما استعجم)للبكريّ،غير أنه يروي عن السكوني[29] وفيه

(غُرَاب)في أول البيتين،و(إقبال عينيّ الصّبا الطويل)بالصاد،وكلاهما تحريف،

وفيه(لسعد ومسروح،وفي سَعْدٍ هذا نشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم)

ونقل ياقوت كلام عرّام غير أنَّه قال:(وهاتان القريتان لبني سعد بن بكر أَظْأَر

النبي عليه الصلاة والسلام)[30]

وفي(المغانم المطابة):(وهناك قرى لبني سعد بن بكر،أظأر النبي صلى الله عليه وسلم)[31]

والأصل في هذا كُلّه ـ في ظني ـ كلام عَرّام.

ولست في حاجةٍ إلى التنبيه إلى خطإِ قوله(..وبني مسروح،وهم الذين نشأ رسول

الله صلى الله عليه وسلم فيهم)فقد تحاشاه ناقلةا كلامه إدركاً لخطئه،بقي الوقوف عند قول ياقوت:

(وهاتان القريات ـ يشير إلى ضاضع،والظُباء ـ لبني سَعد بن بكر)[32]،وقول

الفيروز أبادي:(وهناك قرى لبني سعد بن بكر..)[33].

وقول عَرّام(بحذائها ـ الحديبية ـ جبيل يقال له(ضعاضع)،ولم يشر إلى الجهة،

ولعله بحذائها شرقًا،والظُّباء:واد لهذيل ذكره أبو ذؤيب فقال:

عَـرَفْتُ الــدِّيَـارَ لأُم الدُّهَينْ......بين الظُّبـاءِ فوادي عُشَــرْ[34]

وبنو سعد بن بكر يساكنون هذيلاً كثيراً،فقد يكون نسبتها إليهم لكثرة نزولهم

معها هذا لا يزيد عن كونه واحداً من ثلاثة احتملات،وثانيهما أنَّ سعداً في كلام عرّام

ليست سعد بن بكر بن هوازن،وزاد الرواة ـ النساخ ـ(وهم الذين نشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم

فيهم)لِشهرة ذالك،وذيوعه فلكلّ مسلم ولوعٌ بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام،

ولسعد بن بكر من هذه البابة شهرة لا تدانيها فيها سَعْدٌ أخرى،ويجرني هذا إلى ذكر

السعود في قبايل العرب،قال الأزهري:(والسعود في قائل العرب كثير،وأكثرها

عددًا سعد بن زيد مناة بن تميم،ومنها سعد بن بكر في قيس عيلان ومنها سعد

هذيم في قضاعة.ومنها سعد العشيرة)[35].

ولم يذكر الأزهريّ بني سعد بن ليث بن بكر من عبد مناة بن كنانة[36] . وعلى

الرغُم من أَنَّ السعديَّ إذا أُطْلِق انصرف إلى سعد بن زيد مناة من تميم،فقد وقع

خلط كبير بين هذه السعود،ففي(مغازي الواقدي) في شهداء بدر( ومن بني عَدِىّ

بن كعب:عاقل بن أبي البكير،حليف لهم من بني سعد بن بكر[37]،وعاقلٌ هذاـ

رضي الله عنه ـ من بني سعد بن ليث بن بكر نَصَّ على ذالك ابن الكلبي، والحافظ

ابن حجر في (الإصابة)[38].

وقال الواقديّ أيضاً في خبر كتائب المسلمين (لم يكمل هذا السطر

كنانةُ:بنو ليث،وضَمْرَةُ وسعدُ بن بكر في مئتين،يحمل لواءهم أبو واقد

الليثي...)[39].

أفلا يحتمل أن تكون سَعْدٌ الواردة في كلام عرام من كنانة،وهي سَعْدٌ،هذه التي

ذكرها الواقدي.وبخاصة أنَّ كنانة من قبائل تلك النواحي.وينبغي أن نتذكر أن

عرماً لم يزد على(سعد)وقد يرجِّح ذالك أنّ البكري،وكأنّه وقع تحت تأثير قول عرام

قال:(...وأسفل من ذالك خَيْفُ ذِي القَبرْ به نخل كثير،وموز،ورُمّان،وسُكّانه بنو

مسروح،وسعد هوازن،وسعد كنانة)[40]

والاحتمال الثالث أن تكون سَعْدٌ سعدَ بنَ بكر بن هوازن،ويبقى بعد ذالك أنَّ

هذا مما تَفَرَّد به عرّام،وعارضته أقوال تضافرت على أن قَرْنًا والبَوْبَاة هي ديار بني

سعد.

وأعود الآن إلى الديار التي يقطنها أكثر بني سعد الآن جنوب الطائف،والتي لم

أجد لسكناهم إياها ذكراً قديماً إلاَّ ما جاء في ترجمة أبي ذر الهروي في (العقد الثمين)

للفاسي ـ ونبّهني إليه مشكوراً الزميل الشريف محمد بن منصور ـ قال صاحب

(العقد):(ثم سكن ابو ذر الهرويّ عند العرب،وتزوج عندهم بالسراة،سراة

بني سياه،وهي سراة بني سعد،بجهة بجيلة،بمجراء،وما حولها من بلاد بني

سعد)[41]

وبيَّن أن سياه ـ تحريف لم يفطن إليه محقق(العقد) ـ رحمه الله ـ،وقد أعرب

المقَّري إذا قال:(...وأعلم أنَ هراة المنسوب إليها أبو ذَرّ ليست بهراة التي

وراء النهر نظيرة بَلْخ،وإنما هي هراة بني شيمانة بالحجاز،وبها كان سكنى أبي

ذر)[42]وقال الشيخ حمد الجاسر في كتابه(في سراة غامد وزهران):(وقد عرفت

سراة شبابة باسم سراة بني سعد،فقد أورد الفاسي في ترجمة عبد بن أحمد الهروي

(355ـ634هـ)[كذا صوابه434]في كتاب (العقد الثمين)(ج5\541)قوله:

(وسكن الهرويّ عند العرب،وتزوج عندهم بالسراة ـ سراة بني شبابه ـ وهي سراةُ بني

سعد...)...وورد الاسم في المطبوع مصحفاً،،ويظهر أن هذه السراة هي سراةُ بني

الحارث(بلحارث)أو القسم الذي تحله قبيلة ناصرة منها،ذالك أنَّ ناصرة من بني

عدوان[43]،واستظهر أنها كانت قديماً لبني شبابة بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان.

والذي تجدر الإشارة إليه أن أحداً لم يُسَمِّ السراة التي كان يسكنها أبو ذر:سراة بني

سعد قبل الفاسي ـ فيما رجعت إليه من مواضع ترجمة أبي ذر ـ فالخطيب البغدادي

يقول:(ثم تزوج في العرب،وسكن السروات)[44]،والذهبي يقول:(فوافق ـ أبو

عمران الفاسي ـ أبا ذر في السراة موضَع سكناه)[45].

وهذا يدل على أَنَّ بني سعد كانوا يسكنون تلك المناطق في عهد الفاسي،وليس لنا

أن نستدل بذالك على أَنَّ الديار التي في ديارهم منذ الجاهلية لأمرين:

أحدهما:أن مَعْدَن البُرْم،وهو من مساكنهم ذكره ياقوت في السروات قائلاً:(...

ومعدن البرم هو السراة الثانية،وهو في بلاد عدوان)[46].

ونقل الأصمعي قوله:(الطود:جبل مشرف على عرفة ينقاد إلى صنعاء،يقال

له السراة،وإنما سُمِّي بذالك لعلوِّه،ةسراة كل شيء ظهره،يقال:سراة ثقيف ثم سراة

فهم وعدوان ثم سراة الأزد)[47].

والآخر:أَنَّ العلماء نصَّوْا على ديار بني سعد بن بكر صراحة،من ذالك قول لُغْدَة

الأصبهاني:(وأَمَّا بنو سعد بن بكر فليست لهم أعداد،إنّما مياههم أوشال بمنزلة

مياه هذيل،وهم جيران هذيل،إلاّ أنهم رُبَّما جَلَسُوْ إلى فروع نجد)[48]،وأبين من

ذالك وأصرح قوله:(وهذه كُلُّها أعلى نخلة اليمانيّة،ثم تصير إلى البوبات،وهي

صحراء،وهي بلاد بني سعد بن بكر،وقَرْن،وهوبين المناقب والبوبات،وهي

أقصى البوبات،وهي وادٍ يجيء من السراة،لسعد بن بكر،ولبعض قريش)[49].

وقال ياقوت:(البوباة:بالفتح ثم السكون،وباء أخرى:اسم لصحراء بأرض

تهامة إذا خرجت من أعالي وادي النخلة اليمانيّة،وهي بلاد بني سعد بن بكر بن

هوازن..)[50].

والبَوْبَاةُ هذه تعرف حالياً بالْبُهيْتَاء أو البُهَيتة ـ ، وهي[51] الَموْمَاة،ولذا أجد أَنَّه

ينبغي أن تكتب بتاء مربوطة،وهي كما وصفها أبو حنيفة:(عقبة رمل كئود[52])وقال

الأستاذ حمد الجاسر:(وحجاج نجد ـ قديماً ـ يتخذون من اجتياز الراحلة للبهيْتاء

دليلاً على قُوَّتها،وأنها ستصل نجداً.وهي ليست مرتفعة،ولكنها رمليّة يتعب السير

فيها)[53].

وقال ياقوت الحمودي في قَرْن ـ:(قال القاضي عياض:قَرْن المنازل،وهو قَرْن

الثعالب ـ بسكون الراء:ميقات أهل نجد تلقاء مكة على يوم وليلة،وهو قرنٌ أيضاً

غيرُ مضاف،وأصله الجبل الصغير،...المنقطع عن الجبل الكبير...وقَرْنُ البوباة:

وادٍ يجيء من السراة لسعد بن بكر...)[54].

وقَرْنُ:اسم لجبيل صغير في شرقيّ الوادي،واسم للوادي كلّه،ولا يزال معروفاً،

وهو ميقات أهل نجد،واسم القرية التي تحيط بالوادي الآن السيل الكبير.

وهذه النصوص صريحة في تبيان ديار بني سعد منذ الجاهليّة،ويعضدهاـوإن لم

تكن في حاجة كبيرة إلى ما يعضدها ـ أن المواضع التي وَجَدْتُّ تصريحاً بنزول بعض

بني سعد بها قريبة المواضع التي صرّح العلماء بأنها ديار بني سعد بن بكر،فمن

ذالك:

1ـ أبَام وأُبَيِّم قال لغدة الأصفهاني:(وأُبَام وأُبَيِّم،وهما لهذيل،وهما شعبان

[بنخلة اليمانية]بينهما جبل مسيرة ساعة من النهار،وقد قال فيمها السعدي من سعد

بن بكر:

وَإِنَّ بِهَذ الشِّعْبِ بَــيْــن أُبَـيَّم......وبين أُبَامٍ شُعْبةٌ مِنْ فُؤَاديا[55]

والموضعان(أبام،وأُبَيِّم)لا يزالان معروفين مع حذف همزتيهما(بام وبَيِّم)قرب

الزيمة،وقد ذكر(بام)الشيخ حمد الجاسر في تعليقاته[56].

2ـ العَقيق ـ أطاوس قال أبو وجزة السعدي:

يا صَاحِبَيَّ انْظُرَا هَلْ تُؤْنِسَانِ لَناَ......بَينْ العَقِيْقِ وَأَوْطَاسٍ بِأَحْدَاجِ

والعقيق المراد هنا ـ وادٍ لا يزال يحمل اسمه ينحدر من جبال الطائف ويمر بقرب

عشيره،وينعطف غربًا وأطاوس،قبل ذات عرق في طريق الحجاج العراقيين فيها

(يلتقي طريق البصرة وطريق الكوفة)[58]وهي تعرف بأُمّ خرمان[59]قال لغدة

الأصفهاني:(...ثم أوطاس.فإذا جزت أوطاس أشرفت على غور تهامة،وعلى رأس

الشرف مسجد...،وتشرف حيّنئذ على ذات عرق،قرية..ثم تستقبل نخلة الشامية،

وأنت في تهامة)[60]،وقال صاحب(المناسك):(وعلى ثمانيه أميال من غَمْرة عند

الحادي عشر من البريد يسرة،قبل البريد أم خرمان،ومنه يَعْدِل أهل البصرة،وهو

الجبل الذي عليه علم ومنظرة،وعند بركة أوطاس...وأوطاس بها قصور،وأبيات

وحوانيت وبركة،...ويقال:إن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يرضع في تلك الناحية...فإذا

انحدرت منه صرْتَ إلى تهامة)[61].

وذات عرق ميقات أهل العراق وَقَّته أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه

ـ وقيل:وقَّته المصطفى صلى الله عليه وسلم والأول أشهر.وليس هذا مقام بسط الكلام فيه.

وهي قريب المكان الذي يعرف الآن بالضَّرِيْبَة،وهذه المناطق ـ أعني أوطاساً،

وذات عرق تقع شمالاًـ بميل يسير إلى الشرق من البوباة وقَرْن،وإذا تذكرنا قول لغدة

الأصفهاني:(وأما بنو سعد بن بكر فليست لهم أعداد،وإنما مياههم أوشالٌ،بمنزلة

مياه هذيل،وهم جيران هذيل،إلاّ أنهم ربما جَلَسُوا إلى فروع نجد...)[62]عرفنا أن

تلك كانت مما ينتجعه بنو سعد بن بكر ومن هنا جاء قول أبي عَمْرو بن العلاء:

(سألت رجلاً من سعد بن بكر من أهل ذات عرق،فقلت:هذا الكوكب الضخم

ماتسمونه.قال:الدُّرِّيء،وكان من أفصح الناس..)[63]

وبهذا ـ أيضاً نجد كلام الشيخ ابن بليهد ـ رحمه الله ـ(وليس ببعيد أن الشعب

يقال له أوطاس،والوادي يقال له حنين..)[64]ضعيف،لبعد مابين حنين وأوطاس،

وكذالك قول الشيخ با سلامة عن أوطاس:(والغالب أَنَّه في علوّ السَّيْلِ بين حنين

ووادي قرن،ويبعد تقريباً عن مكة خمسين ميلاً[65]،إذ لا شك أنّ أوطاساً يقع شمالاً

إلى شرق من وادي قرن،ذالك أن الوادي ينحدر مجتازاً جبالاً،وتَصُب فيه أودية منها:

المليح،ثم ينعطف غرباً فيجتازه قاصداً ذات عرق متجهاً شمالاً،وأوطاس كما تقدم

بعد ذات عرق للمتّجه من مكة،وقبله للمتّجه من العراق.

3ـ أملاح،وذو يدوم،والمناقب،وقال أبو جندب الهذلي:

أَقُـــول لأُمّ زِنْبَـــاع أَقِيْمِيْ......صُــدُوْرَ الْعِيْسِ نَحْـوَ بنيْ تَميمِ[66]

وغَـرَّبْتُ الـــدُّعَاءَ وَأَيْنِ مِنِّي......أُنَــاسٌ بَينَ مَــرَّ وَذِي يَــدُوْم

وَحَيٌّ بَــالمنَاقِبِ قَــدْ حَموْهَا......لَـــدَى قُـــرَّانَ حَتَّى بَطْن ضِيْمِ

وَأَحْيَــاءٌ لَــدَى سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ......بـــأَملاَحٍ فَظــاهِـــرَةِ الأَدِيْمِ

أُولاَئِك نَاصِـــريْ وهُمُ أَرُوْمِي.......وَبَعْضُ الْقَــوْمِ لَـيسَ بِذِي أَرُوْمِ

والمناقب:(جبل معترض،لأن فيه ثنايا،طرق إلى اليمن،وإلى اليمامة،وإلى

الطائف)[67]وتسمى الآن الرِّيْعَان،[68]وهلي تلي قرن من جهة الطائف.

وأملاح ـ كما قال البكري ـ(موضع في ديار هوازن)[69]،وشعر أبي جندب يشعر

أنه لبني سعد بن بكر وقال ياقوت:(وقد تكرر ذكره في شعر هذيل،فلعلّه في

ديارهم)[70]،وأغرب الشيخ ابن بليهد ـ رحمه الله ـ إذ قال ـ عقب إيراد كلام البكري

المتقدِّم.(...قال المؤلف:إن يدوم وأملاح موضعان في جهة رَنْيَة،يَدُوم:جبل

صغير في جنوبيها يراه الناظر،والأملاح:وادِ به نخل لقبيلة سُبَيع،يقال له بُرَيْهَة،

وهذا الموضوع تابع لبلدة رَنْية،ولا يبعد عنها أكثر من ثلاث ساعات للسائر على

قدميه)[71].

ولعل فيما قدمت مالا يدع شكاً في أنَّ البوباة ـ البهيتاء ـ،وقرن المنازل ـ السيل ـ

هي ديار بني سعد بن بكر منذ القدم،ولعلّ من ديارهم مواضع أخرى قريبة منها

كالمناقب،والمُليْح،وهو واد لايزال يُعرف باسمه،وقد جاء ذكره في السيرة فقد سلك

المصطفى صلى الله عليه وسلم نخلة اليمانية،ثم على قَرن،ثم على المُليح،ثم على بحرة الرُّغاءِ من

لِيَّة)[72].

قلت:ولست أَدَّعِي أن مكان رضاعة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المواضع،وإن كان ذالك

الراجح لقول أمه حليمة:(ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد)[73]وهذا كافٍ في

بيان خطإِ ماتناقله الناس أن مكاناً جنوب الطائف هو بيت حليمة.والله

أعلم.

من أعلام بني سعد:بعد هذه الجولة التي آمل أن تكون نافعة أودّ أنْ أذكر عدداً

قليلاً من أعلام بني سعد،إذا لايتسع الوقت لأكثر من ذالك:

1ـ الحارث بن عبدالعزى:[74]زوج حليمة،وحاضن المصطفى صلى الله عليه وسلم.أسلم

بأخَرةٍ فَحَسُنَ إسلامه قال ابن اسحاق:(وبلغني أن الحارث إنما أسلم بعد بعد وفاة

النبي صلى الله عليه وسلم)[75].

2ـ الحارث بن يعمر بن حيان:أبو مسروح،كان حليفاً للعباس بن عبدالمطلب،

وزوّجه العباس ابنته صفية[76].

3ـ حليمة بنت أبي ذويب:عبدالله بن الحارث بن شجْنة،أُمُّه صلى الله عليه وسلم من الرضاعة،

واختلف العلماء في أسلامها،ذكرها ابن عبدالبر،وابن حجر في الصحابة[77]،وقال

ابن كثير ـ بعد أن ذكر أن أبا الطفيل قال:(كُنتُ غلاماً أحمل عُضْوَ البعير،ورأيت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقْسِم نعَماً بالجِعْرَانة.قال:فجاءته امرأة فبسط لها رداءهُ فقلت:من

هذه؟قالوا:أُمِّه التي أرضعته).(هذا حديث غريب،ولعله يريد أُخْتَه،وقد كانت

تحضنه مع أمها حليمة السعديّة،،وإن كان محفوظاً فقد عُمِّرت حليمة دهرًا،فإنّ من

وقت أَنْ أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقت الجعرانة أكثر من ستين سنة،وأقل ما كان

عُمرُها حين أرضعته ثلانين سنة،ثُمَّ الله أعلم بما عاشت بعد ذالك)[78].وعَقد

الصالحيُّ في(سبل الهدى والرشاد)بَابًا في إسلام السيدة حليمة ذكر فيه أنَّ الحافظ

ملغطاي ألف جزءًا في إسلامها[79]،والله أعلم.

4ـ زيد بن صحار[80]أبو ثواب:شاعر شهد حنيناً مع قومه،وقال بعد انتصار

المسلمين:

أَلآ هل أتــاك أَنْ غَلَبَتْ قُــرَيشٌ......هَــوَازِنَ،وَالخُطُــوبُ لهَا شُروطٌ

وكُنَّـايَـا قُــرِيْشُ إذَا غَضِبْنَــا......يَــجِيء من الغُضَــابِ دمٌ عَبِيطُ

وكنّـايـا قُــريش إذا غَضِبْنــا......كأنَّ أَنُــوفَنَـا فِيْهَـا سَعُــوطُ[81]

فأجابه من المسلمين عبدالله بن وهب التميمي:

بشرْط الله نَضْــرِبُ مَنْ لَقِينــا......كأفْضَلِ مَارَأَيْـتَ مِنَ الشُّرُوْطِ[82]

في أبيات زهير بن صرد،أبو صرد،وقيل أبو جرول:صحابي،كان رأس وفد هوازن

إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم ومتكلُّمهم،كما تقدَّم.

قال ابن عبـد البر:(الجشمي السعدي من بني سعد بن بكر)[83]،وقال الحافظ

ابن حجر(السعدي الجشمي)[84].وهو غريب،واقصتر السهيلي على جشميته

فقال،(من رؤسـاء بني جشم)[85].والمشهور في كتب السيرة والتاريخ أَنّنه من بني

سعد بن بكر،قال ابن حجر(قال ابن منده:سكن الشام)[86]ولم أقف على تاريخ

وفاته.

5ـ شريح بن عامر بن القَين،قال ابن الكلبي:(اسَتخْلفه خالد بن الوليد على

الخُرَيْبَةِ بالبصرة حين سار إلى الشام)[87].

وذكر الطبري أن عمر رضي الله عنه أَمَدَّ به المثنَّى بن حارثة فأقبل إلى البصرة ثم

مضى إلى الأهواز حتى انتهي إلى دارس،فاستشهد هناك[88].

6ـ الشمياء بنت الحارث،أ×ت المصطفى صلى الله عليه وسلم من الرضاعة،وكانت تَحْضنُه مع

أمها،وعَضَّهَا وهي تحمله،وكانت في سبي هوازن يوم حنين فَأَرَتْهُ الأثر فأكرمها صلى الله عليه وسلم،

وأعطاها،وأرجعها إلى قومها[89]،واسمها حُذَافة،وقيل خِذَامة،وقيل جذامة[.9].

7ـ عبدالملك بن محمد بن عطيّه فارس شجاع أسند إليه مروان بن محمد بن حرب

أبي حمزة الخارجي،وكان الخوراج قد لقوا جيش المدينة بقيادة عبدالعزيز بن عبدالله

ابن عمرو بن عثمان بقديد،وكان أو حمزة قائداً في الخوراج فهزموا أهل المدينة

(وكانت المَقتَلة على قريش،وهم كانوا أكثر الناس،وبهم كانت الشوكة،وأصيب

منهم عدد كثير)[91]فسار أبو حمزة إلى المدينة فدخلها،وهرب واليها عبدالواحد بن

سليمان إلى الشام[92].قال ابن شبة:(وبعث إليه مروان بن محمد بمال،ففرّقه فيمن

خفّ معه من قومه فكان فيمن فرض له أبووجزة وابناه،فخرج معتَرِضًا للعسكر على

فرس،وهو يرتجز ويقول:

قـل لأبي حمزةَ هِيْـــد هِيـــدِ......جئنـاك بالعـاديـة الصِّنْــديـدِ

بالبطل القَــرْم أبي الواليد......فَـارِسِ قَيْسٍ نَجْــدها المعـــدود

في خيلِ قَيْسٍ والكماةِ الصَّيْــدِ......كَـالسَّيْف قَــدْسُـلَّ من الغمـــود

مَــحضٍ هِجَـانٍ مـآجِـدِ الـجُدودِ......في الفـرع من قَيْسٍ وفي العمـود

فِــدًى لِعَبْـد الملك الحميــد......[...]مَن الطـــارف والتليـــدِ

يـوم تَنـازِي الخَيُلُ بـالصّعِيد......كــأَنــه في جُنَنِ الحديــــــد

سِيْــدٌ مُــدِلٌّ عَــزَّ كُلَّ سِيْـدِ[93]

ولحقته جيوش الشام،ولقي أبا حمزة بالعُلا مُتَّجهاً إلى الشام لقتال بني مروان،

فاقتتلوا حتى أمسوا،فصاح الخوارج:(ويحك يا ابن عطيّة!إنَّ الله عز وجل قد جعل

الليل سكناً فاسكن نسكن...فأبى فقاتَلهم حتى قتلهم)[94]،وقيل:انهزموا

فلقيهم أهل المدينة فقتلوهم[95].

قال الضبري:(وقال بعضهم أقام ابن عطيّه بالدينة حين دخلها شهراً،ثم مضى

إلى مكة،واستخلف على المدينة الوليد بن عروة بن محمد بن عطيّه،ثم مضى إلى مكة

وإلى اليمن،واستخلف على مكة ابن ماعز رجلاً من أهل الشام)[96].

وقال الفاسي:(ولما بلغ عبدالله بن يحيى الأعور الكنديّ،الملقب طالب الحقّ،

وهو الذي أنفذ أبا حمزة إلى مكة وخَبر أبي حمزة وأصحابه:سار في نحو ثلانين ألفاً

حتى نزل صَعْدة،وسار إليه ابنُ عطيّة والتَقَوا،فقتل الأعور ومن معه[كذا]،وبعث

ابن عطيّة برأسه إلى مروان)[97].ومضى ابن عطيّة فدخل صنعاء،ثم كَرّ راجعا ليقيم

الموسم في بعضة عشر رجلاً من أصحابه،فخرجت عليهم مراد فقاتلوهم حتى

قتلوا[98].

8ـ عروة بن محمد بن عطيّة:قال ابن حزم:(ولي اليمن ومكة وابنه الوليد بن عروة

آخر من حَجَّ بالناس لبني أميّة)[99].ونقل الفاسي عن ثقات ابن حيان قوله:(عروة

ابن محمد بن عطيّة بن عروة،من بني سعد بن بكر،يروي عن أبيه عن جده.روى عنه

ابراهيم بن خالد الصنعاني[كان]يخُطِيءُ،وكان من خيار الناس،ولي اليمن عشرين

شنة ثم خرج حين خرج منها ومعه سيفٌ ومصحف فقط[..1].

د.عياد بن عيد الثبيتي

الحواشي:

(1) جمهرة النسب"ص312،وانظر"جمهرة أنساب العرب"،و"عجالة المبتدي"ص83.

(2) "الاشتقاق"ص291.

(3) انظر"السيرة"لابن هشام،القسم الأول ص162،و"تاريخ الطبري"157/2،و"السيرة النوية"لاكثير

255/1،

(4) "جمهرة النسب"ص293. (5)"شرح أشعار الهذليين"394/1.

(6)المصدر نفسه،وفي الأصل(خزاعة)خطأ طباعي بدليل فهرس القبايل. (7)"لسان العرب"(حرم).

(8)"المصدر نفسه(وقع)،وانظر"التهذيب"1204/3. (9)"شرح أشعار الهذليين" 1204:3.

(10)"الأغاني"4/10. (11) انظر سيرة ابن هشام"،والقسم الثانيص437.


(12)"شرح ديوان زهير"ص213،وانظر"خزانة الأدب"329/2.

(13) "شرح أشعار الهذليين"860/2ـ862.

(14)"طبقات ابن سعد"109/1،وانظر"سبيل الهدي والرشاد"460/1.

(15)انظر على سبيل المثال،"السيرة"لابن هشام،القسم الأول ص162،"وطبقات ابن سعد"110/1ـ115

"والسيرة النبوية"لابن كثير225/1،و"سبيل الهدي والرشاد"470/1.

(16)"طبقات ابن سعد"111/1،وانظر"سبيل الهدي والرشاد"471/1.

(17)"السيرة" لابن هشام القسم الأول ص 163.

(18)"المغازي"للواقدي562/2،و"تاريخالطبري"642/2.

(19)"السيرة"لابن هشام،القسم الثاني ص437،وانظر"المغازي"للواقدي889/3.

(20)"السيرة"لا هشام القسم الثاني ص 443. (21)المصدر نفسه ص445.

(22)"المغازي" للواقدي 943/3. (23)المصدر نفسه944/3.

(24)"الطبقات الكبري"لابن سعد114/1ـ115،"والسيرة"لابن هشام،القسم الثاني ص 488ـ489.

(25)"السيرة"لابن هشام،القسم الثاني ص 488ـ489.

(26)المصدر نفسه ص 494ـ495،وانظر "تاريخ الطبري"87/3.

(27)"السيرة"لابن هشام،القسم الثاني573ـ575،وانظر"تاريخ الطبري"124/3،وفيه(وفيها قدم وفد سعد

سعد هذيم)،وهو سهو.

(28)"أسماء جبال تهامة"ص 409ـ410(ضمن المجلد الثاني من نوادر المخطوطات)

(29)"معجم ما استعجم"ص810. (30)"معجم البلدان"459/3.

(31)"المغانم المطابة"ص231ـ232،وكان نقل كلام عرام كما هو في ص 166مسقطاً الشعر.

(32)"معجم البلدان"459/3. (33)"المغانم المطابة"ص232.

(34)"شرح أشعار الهذليين"112/1،وانظر"معجم ما أستعجم"ص901.

(35)"التهذيب"74/2،وساقه ابن منظور في"اللسان"(سعد)عز الأزهري بزيادة عمّا هنا،وانظر"عجالة

المبتدي"ص73.

(36)انظر"جمهرةالنسب"ص145 (37)"مغازي الواقدي"145/1.

(38)"جمهرة النسب"ص146،و"الإصابة"247/2،وانظر"السيرة"لابن هشام،القسم الأول ص260ـ261،

ص707.

(39)"مغازي الواقدي"802/2.

(40)"معجم ما أستعجم"ص787. (41)"العقد الثمين"541/5.

(42)"نفح الطيب"71/2،وننّبه محقّقه الدكتور/إحسان عباس إلى مافيه فقال معلِّقاً عليه:(لم يذكر أحد أنَّ في

الحجاز موضعاً اسمه(هراة)،أو قوماً اسمهم بنو شيمانه.وإنما أورد ياقوت الحمودي في مادة(شبابه)سراة بني

شبابة من نواحي مكة..).

*ثم وجدت التكلمة لابن الأبار القضاعي في ترجمة ميمون بن ياسين الصنهاجي(718/2) قوله نقلاً عن السلفي

(..كان ميمون بن ياسين ـ من أمراء المرابطين ـ رغب في السماع منه بمكة،واستقدمه من سراة بني شبابه ـ وبها

كان سكناه وسكنى أبيه أبي ذرّ من قبلُ ـ فاشترى منه"صحيح البخاري")،قلتُ:ومانقله ابن الأبار عن

السَّلفي في كتابه"الوجيز في ذكر المجاز والمجيز".

(43)"في سراة غامد وزهران"ص462ـ463.

(44)"تاريخ بغداد"141/11وفي(السروان)تصحيف،وانظر"طبقات المفسرين"للداودي367/1و"نفح

الطيب"71/2.

(45)"سير النبلاء"561/17. (46)"معجم البلدان"205/3.

(47)نفسه204/3. (48)"بلاد العرب"ص13ـ14.

(49)نفسه ص 27. (50)"معجم البلدان"506/1.

(51)انظر"لسان العرب"(بوا). (52)انظر"معجم ما استعجم"ص284.

(53)"بلاد العرب"للأصفهاني تحقيقيه ص 27هامش1. (54)"معجم البلدان"332/4.

(55)"بلاد العرب"ص24،وانظر"معجم البلدان"86،62/1.

(56)انظر"بلادالعرب"ص24،هامش(3)،والشعبان يعرفهما الذين يرتادون تلك النواحي.

(57)"معجم البلدان281/1. (58)"بلاد العرب"ص375.

(59)المصدر نفسه ص376. (.6)نفسه ص373ـ374.

(61)"المناسك"ص361. (62)"بلاد العرب"ص13ـ14.

(63)"لسان العرب"(درأ). (64)"صحيح الأخبار"143/2.

(65)"حياة سيد العرب"304/3.

(66)"شرح أشعار الهذليين"363/1,وتمبم في البيت الأول هو تميم بن سعد بن هذيل.كذا ذكر السكريُّ.

(67)"بلاد العرب"ص28.

(68)انظر حواشي الشيخ حمد الجاسر على "بلاد العرب"ص28حاشية رقم(2)

(69)"معجم ما استعجم"195/1.

(70)"معجم البلدان"255/1،وانظر"شرح أشعار الهذليين"828،782،749/2،149/1،وانظر أيضاً

"معجم البلدان"127/1.

(71)"صحيح الأخبار"67/3. (72)"السير"لابن هشام،القسم الثاني ص482.

(73)المصدر نفسه،القسم الأول ص164.

(74)"جمهرة النسب"لابن الكلبي ص394،و"جمهرة أنساب العرب"ص265،"والسير"لابن هشام،القسم

الأول ص 161.

(75)نقل قوله الصالحي في"سبيل الدي والرشاد"469/1.

(76)"جمهرة النسب"ص393،"جمهرة أنساب العرب"ص265.

(77)انظر"الاستيعاب"،و"الإصابة"274/4. (78)"السيرة النوبية"690/3.

(79)"سبل الهدي والرشاد"465/1.

(80)قال ابن هشام:(ويقال:ابو ثواب:زياد بن ثواب)،"السيرة"القسم الثاني ص467.

(81)المصدر السابق. (82)"السيرة"لابن هشام،القسم الثاني ص477.

(83)"الاستيعاب". (84)"الاصابة"553/1. (85)"الروض الأنف"280/7.

(86)"السيرة"لابن هشام،القسم الثاني ص488.و"تاريخ الطبري"286/3.

(87)"جمهرة النسب"ص593،وفيه(ابن قين)،وانظر"جمهرة انساب العرب"ص265.

(89)"جمهرة النسب"ص294،و"جمهرة أنساب العرب"ص265،و"الإصابة"344/4.

(90)"سبل الهدي والرشاد"463/1،وانظر"السيرة"لابن هشام،القسم الأول ص161.

(91)"تاريخ الطبري"393/7. (92)المصدر نفسه394/7.

(93)"الأغاني"349:12،وفيه(عبدالملك بن يزيد بن محمد بن عطيه)بزيادة(يزيد)

(95،94)"تاريخ الطبري"399/7.والفاسي في"العقد الثمين"511/5ـ512.

(96)"تاريخ الطبري"399/7. (97)"العقد الثمين"512/5.

(98)المصدر نفسه512/5،وانظر"تاريخ الطبري"400/7.وانظر عنه"التكامل"146/5،و"التحفة اللطيفة"

341/3،و"الأعملام309/4،و"أزمة التاريخ الإسلامي"746/2/1.

(99)"جمهرة أنساب العرب"لابن حزمص10. (100)"العقد الثمين"82/9.

(مہودع دنہيأهہ) 24-Aug-2015 06:35 AM

الوجيه هذي مدري ليش تطلع وقد صارت نفس المشكله في الموضوع اللي قبل وحذفته ولادري وش علمها><


الساعة الآن »10:50 PM.

 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd