الشيخ محمد الهبدان
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين :

قرأت ما كتب عن لقائي الذي حصل في قناة المجد العلمية في موقع العربية في 26/9/1429هـ وكتب عنها أيضا بعض كتاب الصحافة ولي بعض التعليقات اليسيرة على ما كتب :

أولاً : الكاتبة التي تحدثت عن لقائي في قناة المجد العلمية لم يخل من تحريف لا أعلم هل هو مقصود أو هو من سوء فهم الكاتبة ؟.

ثانياً : خلاصة ما قلته ما يلي :

أ ـ خروج المرأة من بيتها يكون للحاجة كما جاء في البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( قد أذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن )) ولم أقل كما عبرت الكاتبة لا تخرج إلا للضرورة وهذه آفة من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب .. فلم تفرق الكاتبة بين الضرورة والحاجة .

وإذا خرجت المرأة بالضوابط الشرعية التي ذكرها العلماء فلا حرج عليها وقلت :إن الأولى أن يكون الرجل مع أهله حينما تذهب إلى السوق ونحوه فهو أحفظ لها وأصون وقد ذكرت بعض الأرقام التي تدل على أهمية هذا الأمر .

وهنا سؤال وجه للعلامة ابن عثيمين :

هل خروج المرأة في الأسواق من غير محرم جائزا أم لا ومتى يجوز ومتى يحرم ؟
الجواب:

خروج المرأة إلى الأسواق في الأصل جائز ولا يشترط أن يكون معها محرم إلا أن تخشى الفتنة فإنه يجب عليها ألا تخرج إلا بمحرم يحميها ويصونها ويحفظها ويشترط لجواز خروجها أن تخرج غير متبرجة ولا متطيبة إن خرجت متطيبة أو متبرجة فإنه لايحل لها ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم " لا تمنعوا إماء الله من المساجد وليخرجن تفلات " ولأن في خروجهن متبرجات أو متطيبات فتنة بهن ومنهن فإذا أمنت الفتنة وخرجت المرأة على الوجه المطلوب منها غير متبرجة ولا متطيبة فإنه لا حرج عليها في الخروج وقد كانت النساء تخرج في عهد النبي صلى الله عليه وسلم للأسواق من غير محرم .[ انظر: فتاوى المرأة (1/111) ]

ب ـ تحريم ركوب المرأة لوحدها مع السائق من غير محرم ويجوز في حال الضرورة كحالة مرضية خطيرة أو نحو ذلك من الضرورات وهنا حصل اللبس لدى الكاتبة مع المسألة الأولى والله المستعان .

يقول العلامة ابن باز رحمه الله: (لا يجوز ركوب المرأة مع سائق ليس محرما لها وليس معهما غيرهما ؛ لأن هذا في حكم الخلوة ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما))

ج ـ بينت في الحلقة كيفية النقاب الشرعي ( لمن احتاجت إليه ) وهو على حالتين :

الحالة الأولى : أن يكون له فتحة واحدة ويكون عليها غطاء بحيث لا يراها الرائي وإنما تكشفها عند الحاجة إليها . و ذكرت ما أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ))[الأحزاب 59]‏:‏ أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة‏. وهذا ما صدرت به فتوى العلامة ابن باز وابن عثيمين وغيرهما من أهل العلم .

يقول العلامة ابن باز رحمه الله : ( لا حرج في استعمال البرقع إذا كان يستر الوجه ما عدا العينين أو إحداهما ) ويقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله : (..التزم فيه النساء رضي الله عنهن بالحجاب، وصرن كما أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لبناته ونساء المؤمنين وأزواجه: يدنين عليهن من جلابيبهن، فصرن رضي الله عنهن يلبسن أكسية سوداء، ولا يبدين إلا عيناً واحدة ينظرن بها الطريق، وما زال الناس والحمد لله في بلادنا هذه على الطريق. طريق: الكتاب والسنة ..)

الحالة الثانية :أن يكون مفتوحاً وعليه شبكة تغطي العينين وفوق الشبكة طرحة فإذا أرادت المرأة أن تنظر إلى السلعة ونحوها رفعت الطرحة .

وبينت أن الموجود في الأسواق من النقابات في الغالب أنه لا يجوز لبسه لأنها تكشف زينة المرأة وهذا ما صدرت به الفتوى من عدد من أهل العلم كشيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله .

علماً أن اللقاء منشور في موقعنا ( نور الإسلام ) لمن أراد الاطلاع عليه .. بعنوان (رمضان .. والأسواق ) في قسم المرئيات .

وأما قول بعض الكتاب أن هؤلاء ينشغلون بمسائل الحيض والنفاس ولباس المرأة عن قضايا الأمة ..

فنقول لهم :

رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي كان يعلمنا كل شيء حتى كيف يقضي الإنسان حاجته !! وكيف ينام ؟!! وكيف يأكل ويشرب ..وهو أيضا في الوقت ذاته كان يتحدث في قضايا الأمة .. ونحن نسير على ما سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان ما تحتاجه الأمة من أحكام وتوجيهات ؛ و بناء على المناسبات والأحداث والموضوعات التي تطرح فإذا كان اللقاء الذي تستضاف فيه من قبل قناة فضائية أو صحيفة سيارة عن موضوع يتحدث عن النقاب أو الوضوء فهل يرفض بحجة أن هذه موضوعات أكل عليها الدهر وشرب ؟!!

ثم هؤلاء القوم الذي يعيبون علينا الكلام في هاتيك المسائل .. يا ترى ماذا قدموا لأمتهم ؟! كما قال بعض الدعاة إلى الله تعالى حينما عِيب عليه قراءة رياض الصالحين ؛ قال : هؤلاء لم يَصِلوا إلى القمر .. ولم يقرؤوا رياض الصالحين !!

فهؤلاء لم يعلّموا الناس ديناً ولا دنيا ، ولم يقدموا لأمتهم شيئا ومع ذلك يعيبون على من ينفع الناس في جانب من جوانب حياتهم فسبحانك ربنا هذا بهتان عظيم .. والمأمول من القارئ الحصيف قبل الحكم على الناس أن يتثبت وإلا فالسكوت هو الحل الأمثل كي لا يحاسب الإنسان على كلمة قالها .

وكما قيل : رب كلمة قالت لصاحبها دعني .

هذا ما أردت بيانه ،، والله أعلم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .