عانقتُ فيها عندما ودعتها
 

السلام عليكم ايها الكرام

الأندلس ... تلك البلاد التي شهدت حضارة قلّ أن تتكرر في التاريخ ... انها حضارة الاسلام القائمة على تطبيق شرع الله .... وتمضي الايام والسنون فتتغير الأجيال ويبدء البعد عن المنهج الرباني ... فتضعف دولة الاسلام حتى سقطت ... " غرناطة " ... آخر معقل من معاقل الاسلام في عام 898 للهجرة .... ويسقط قصر الحمراء الذي لا يزال شامخاً حتى الان...ويقف آخر أمراء المسلمين على هضبة مرتفعة فتتساقط دموعه وهو يودع غرناطة ... فتهمس أمه في أذنه همساً أشد على المرء من وقع الحسام المهند .. " أبكي كالنساء ملكاً لم تحافظ عليه كالرجال "
لقد وجدتني اكتب هذه المقدمة وانا أتأمل في القصيدة التالية التي في ظاهرها الغزل ... ولكنها تحوي في بحورها العميقة أسرارأخرى ؟؟؟؟
واسمحوا لي ببعض التعليقات البسيطة على القصيدة ....

يقول الشاعر ... وهو يصف اللقاء الأول والأخير مع هذه المرأة :

في مدخل ( الحمراء ) كان لقاؤنا ..
ما أطيبَ اللُّقيا بلا ميعادِ

عَيْنَانِ سَوْدَاوانِ .. في حَجَريْهِما
تتوالدُ الأبعادُ من أبعادِ ..

هل أنتِ إسبانيَّةٌ .. ساءلتُها
قالتْ : و في غرناطةٍ ميلادي ...

وهنا تجري الذكريات سريعة ... ذكريات ذلك التاريخ الخالد الذي سطره المسلمون في الأندلس " غرناطة "
ويتأمل في هذه المرأة التي لا تدري أنها حفيدة .... ؟؟؟؟؟

غرناطةٌ ! و صَحَتْ قرونٌ سبعةٌ
في تَيْنِكَ العينينِ .. بعدَ رُقادِ

و أميَّةٌ .. راياتُها مرفوعةٌ
و جيادُها موصولةٌ بجيادِ ..

ما اغربَ التاريخَ .. كيف أعادني
لحفيدةٍ سمراءَ .. من أحفادي

وجهٌ دمشقيٌّ .. رأيتُ خلالَهُ
اجفانَ بلقيسٍ .. و جيدَ سُعادِ

و رأيتُ منزلَنا القديمَ .. و حجرةٌ
كانتْ بها أمّي تمدُّ وسادي

و الياسمينةَ ، رُصِّعَتْ بنجومها
و البِرْكَةَ الذهبيَّةَ الإنشادِ ..

*****
وتسأل هذه المرأة اين دمشق ولسان حالها يقول ... وما علاقتنا بها وما علاقتنا بكم ياايها المسلمون !!!!

و دمشقُ .. أين تكونُ؟ قلتُ تَرَيْنَها
في شَعْركِ المنسابِ نهرَ سوادِ

في وجهكِ العربيِّ ، في الثغر الذي
ما زال مختزناً شموسَ بلادي

في طِيب ( جنّات العريفِ ) و مائها
في الفُلِّ ، في الريحانِ ، في الكبَّادِ

سارتْ معي .. و الشَعْرُ يلهثُ خلفها
كسنابلٍ تُركتْ بغير حصادِ ..

يتألَّقُ القُرْطُ الطويلُ بجيدها
مثلَ الشموع بليلةِ الميلاد ..

و مشيتُ مثل الطفل خلف دليلتي
و وراءيَ التاريخُ .. كومُ رمادِ ..

الزخرفاتُ أكادُ أسمعُ نَبْضَها
و الزركشاتُ على السقوفِ تنادي

******
وهنا تبادره بهذه الكلمات التي تنزل كالصاعقة وهي تنسب هذا القصر الرائع " الحمراء " لجدودها الأسبان... ولها العذر في ذلك فلقد ولدت وتربت ونشأت وهي لا تعلم شيئاً عنّا !!!!!!!

قالتْ : هنا الحمراءُ .. زَهْوُ جدودِنا
فاقرأ على جدرانها أمجادي

أمجادُها !! و مسحتُ جرحاً نازفاً
و مسحتُ جرحاً ثانياً بفؤادي

يا ليتَ وارثتي الجميلةَ ادركتْ
أنَّ الذينَ عَنَتْهُمُ أجدادي ...
* * *
عانقتُ فيها عندما ودَّعتُها
رجلاً يسمَّى ( طارقَ بنَ زيادِ ) ..

اعتذر عن الاطالة ... وللجميع تحياتي:)

عانقتُ فيها عندما ودَّعتُها
رجلاً يسمَّى ( طارقَ بنَ زيادِ ) ..


الاندلس المجد الذي ضاع
فهل سنري طارق اخر يسترده؟؟؟؟؟

العلم عند الله

ابو غازي

اسم اقترن بالمشاركات الاروع

بانتظار مواضيعك دائما

أخي العزيز / ابن عاصم
لا شك اننا سنستره ... فهذه الأمة تمرض لكنها لا تموت
قال سبحانه وتعالى " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون " ...
فهذه الأرض بكاملها وليس فقط الأندلس سيورثها الله عباده الصالحون ...
ثم لاحظ اكمال الآية " ان في هذا لبلاغ ؟؟؟ ...
لمن ياترى ؟؟؟؟ ويأتي الجواب :
" ان في هذا لبلاغاً لقومٍ عابدين "
بلاغ من الله لكل مسلم عبد الله بما شرع ... وأقتفى سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام :)

ثناءك يا بن عاصم / شرف وفخر ..
اعتز به دائماً..

بســـــــم اللــــه الرحمــــن الرحيـــــــم
 

صدقت ياولد مجري
ولا هنت على هذا التعليق

كل ماذكرت اسبانيا 000 يحس الانسان ان له ماضي جميل هناك

الليث ... شكراً على مرورك ولك تحياتي :)

أخي الحبيب : ابوغازي
رائع ما سطرته يمينك واروع منه كاتبه . ولا شك يا ايها الحبيب ان للاندلس ذلك الفدروس المفقود مكانة خاصة في نفس كل عربي ومسلم ولابد ان نستشعر غصة ضياعه عند تذكره وان حضارة بناها الاجداد بدمائهم وعرقهم حتى اصبحت قرة عين الزمان ثم في عصر تمزقهم الذي يشبه الى حد بعيد عصرنا اليوم تمكن الحقد الصليبي من تقويضها ومحو اثارها الا القليل مما ابقاه الله تعالى ليكون شاهدا على ان الاسلام وان الاخلاق الفاضلة تصنع المعجزات وان الحقد لا يقدر فقط الا على التدمير ووقف حركة الحياة وان الحقد عدو كل فضيلة .
ولكن هل القصيدة لنزار ؟
فهذا يشبه اسلوبه . والسلام

اخي الكريم / أبو ذؤيب

لا أجد ما أرد به على تعليقك الرائع .... سواء أن أقول إن الفجر لآتٍ ....

والقصيدة لمن ذكرت :)

ابو غازي
 

دام مبدع

ولا تطرح الا كل ماهو جميل

تقبل تحياتي وشكري

على مواضيعك المتالقه دائما

اخاك

الصمصــــــــام

مقطوعه أدبيه رائعه ..... شكرا ياأبا غازي على تذكيرك لنا ونكأك جروحا غائره!!

الأندلس عائده بإذن الله..

جزاك الله خيرا ابو غازي
منذ زمن وأنا أبحث عن القصيدة.
وأسألك هل القصيدة كاملة أم هناك تكملة.. وأين أجدها.

بارك الله فيك مرة أخرى وجزاك الله خيرا.

الصمصام - ون -
شاكر ومقدر مروركم الكريم ...

أبن محمد ........ القصيدة كاملة كما أعرفها
تقبل تحياتي :)

اصبحنا نبحث عن اي شئ فيه اسم ابو غازي

الابرق

شرح وسرد جميل للقصيدة وشكرا لك يا ابا غازي

السلام عليكم ...

حفظك الله ورعاك يالأبرق :)

بوابة دخول الاتدلس و الطريق لها هي مكة
عندما تخضع الرقاب و تدمع العيون على المحراب
و يقترن العمل باالصدق و الاخلاص الى رب العباد.
اخوك نهيان الحمادي

الشكر لله ثم لك يا بو فهد :)

أخي : أبوغازي
تحياتي لك على هذا العـرض والاختيــار ولن أقـول أكثر من أن أنشــد :

..... قد عرفناك باختيارك إذ كا..........ن دليلا على اللبيب اختيــاره

لا شك أن هذه القصيدة من أجمل القصائد وأروعها لما فيها من صور جميلة وتناغم ألفاظ وحسن سبك وسهولة وعذوبة

أردت أن أقول : هذه القصيدة من روائع الشاعر الكبير نزار قباني , وهي كاملة كما ذكرها الأخ ابوغازي
وهي موجودة بعنوان ( غرناطة ) في ديوان : ( أحلى قصائدي ) نزار قباني .

...........ولكم تحياتي ..

يابو غازي
خلها في القلب تجرح مابقا
علوم وفي سد العلوم عليمات
مشاركه جدا جميله










شيباني نت

قال الأول :
متفائل ياقوم رغم دموعكم ..... إن السماء تبكي فيحيا الوادي
والبحر يبقى خيــره أتضره ..... ياقومنــا سنـــارة الصيــــــادي

شكرا لك ياشيباني

موضوع رائع يا بو غازي
تاريخه قديم .. ولكنه متجدد ..
اختيار جميل جدا لهذه القصة المعبرة فعلا عن فقدان حضارة الإسلام في الأندلس.
يعطيك العافية يا بو غازي .. وين كانت هذه المواضيع .. وين كان ابو غازي ..
تحياتي

يا أهلا و يا مرحبا
بشاعرنا الكبير
على الرغم من
كثرة الانقطاعات
وتكرر الغيابات
إلا أن قلوبنا معكم
كم منزل في الأرض يألفه الفتى .... وحنينه أبدا لأول منزل

اشكرك من صميمِ القلب وانت تزرع الزهور في حدائق الابداع والتألق