السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..
بادئ ذي بدء أشكر الأخ الكريم / محمد المرشدي على إتحافنا بهذا الطاروق الأكثر من رائع .. لكن لنا وجهة نظر أرجو أن يتقبلها غيرنا برحابة صدر، أو تركها تمضي إن لم تكن مقنعة لمن يخالفنا.
فلا أعلم لماذا البعض يحاول مستميتاً مصادرة آراء غيره بل وحتى إجباره كراهاً بأن يوافقه الرأي لو كان غصبا!!
الأخ القدير الشاعر /علي الثبيتي ( النشمي ) قال برؤيته وبصرف النظر هل ماقاله صواباً أو جانبه الصواب؟، لكن من المؤكد ليس لغيره أن يحاول ثنيه عن وجهة نظره محاولاً استخدام أسلوب السخرية كقول: ((يا لأخو)) ونحن نعلم متى تقال هذه الكلمة حتى لو كان ظاهرها جميل لكن توظيف استخدامها لم يكن جميلاً .. ومشارك أخر وللأسف أنه صاحب الموضوع يستهزأ بقوله [قالها عتيبي وماصدقوا خبر الاجناب شرحك سرا معك معك]

((وي وكأن )) أخونا علي الثبيتي أدخل الغريب في ميراث أو حلال القبيلة عنوةً ، ولم يعوا أخوتنا المشاركين من أبناء عمومتنا بأن هذا الموقع الشامخ يرتاده أناس كثر، منهم القريب، ومنهم البعيد، ومنهم الزائر فقط، وغيرهم أناس كثير .. وطالما أن أي إنسان انتسب وسجل في الموقع واستطاع الحصول على العضوية فحينها له مالا لغيره وعليه ما على غيره من بقية الأعضاء، ولم يعد هنالك أقارب، أو هنالك أجانب، مثلما ذكر صاحبنا صاحب الموضوع!!
أما آن لنا أن نتعلم كيفية التعامل والتعايش مع عالم الانترنت وطريقة استخدام التقنية الحديثة ونخرج من عباءة الملكية والعصبية القبلية الممقوتة !!
أما آن لنا أن نبتعد عن مصادرة الآراء واحترام وجهة نظر المخالف حتى لو لم تكن مقنعة لنا، لكن تظل وجهة نظر ولم يلزمنا مخالفنا بضرورة الالتزام بما قال وضرورة تنفيذه أو حتى في أضعف حال قبول وجهة نظرة تلك !!
أما آن لنا أن نعرف كيف نقول للآخرين حسنا ، أو إن نحن ليس باستطاعتنا تقبل الرأي و الرأي الأخر بأن نغلق مواقعنا على أنفسنا ولا نمنح لغيرنا عضوية مواقعنا ثم ما أن يشاركونا ويرون خلاف مانرى ننعتهم بكلمة استفزازية وعنوان الملكية والاستبداد والعنصرية !!
متى لنا أن نرقى ونرتقي !!؟
أنا أرى أن الأخ القدير علي الثبيتي -ومن وجهة نظري الشخصية - أنه قال حقاً ، سواء حيال المعنى الذي تم التطرق إليه بهذا الطاروق ( المحراف) ، أو بما قاله عن الشاعرين ، وأي منهم أجاد ووفق ، ومن منهم لم يكن مثل صاحبه !!
فهل يحق لأحد وأي أحدٍ كان، بأن يصادر وجهة النظر بحجة أنه يمتلك الحقيقة لوحده وأن ما يقوله هو الحق وعين الصواب !!؟
هذه يقال عنها "نرجسية" وحب الأنا، وتكميم للأفواه، ومصادرة حق التعبير، بالتقليل من رؤية المخالف !! وبالطبع هذا لا يقبل به أي إنسان عاقل عوضاً على أن يكون رجل متعلم أو مثقف يرتاد المنتديات سواء الأدبية منها أو الحوارية ونحوها !!
أمر مستغرب بل وحتى مستهجن بأن كل موضوع يطرح ولم يوافق البعض بأن يبادر هذا البعض بالتقليل من شأن مشاركة غيره، إما بالاستهزاء أو السخرية أو استخدام ألفاظ لمؤيد مخالفيه تنبعث من ثناياها العنصرية والتحزب، ومحاولة التشكيك بأن ابن العم كان مع الغريب ضدهم وكأننا في ساحة وغى أو ميدان ( حصحصة المرء ) لمعرفة من يعربن على صدق انتمائه من عدمه، وحالهم يقول : إن لم تكن معي فأنت ضدي !!
الموضوع باختصار بأن معنى الطاروق الذي دار بهذه المشاركة يتحدث عن علاقة الشاعر العملاق الكبير / حبيب العازمي مع مكتب القصير .. والشاعر المعجزة شعراً / سفر الدغيلبي لعب بإبداعه وبراعته المعتادة، بينما شاعرنا العملاق الكبير/ حبيب العازمي لعب بخبرته فقط، وربما ابتعاده عن ميدان المحاورة عما كان عليه من حضور ذي قبل جعل هالك بون شاسع يلحظ عليه ، عن الشاعر الكبير حبيب العازمي بالماضي والشاعر الكبير حبيب العازمي في الحاضر.. هذا أمر مشاهد وملموس لمن ينشد الحق، ويتجرد من التعصب والهوى، ويكون كاتباً موضوعياً حتى لو لم يكن ناقداً متخصصا!

هذا الأمر ليس فيه انتقاص من حقه أو قدره المعلوم والذي الجميع يقدره ويعلم مقام الرجل ورفعته الشعرية، فكما كان يشار له بالبنان سابقاً نظرا لإبداعاته المتكررة من خلال كثافة حضوره الشعري، وحصر مدد وأزمنة عمر خبرة السنوات الشعرية عن غيره من الشعراء .. لكنه والحق يقال: اليوم الرجل قلل من تلك الكثافة، وظلت مشاركاته الشعرية قليلة عن ذي قبل، هذا كله أثر على شعر الرجل .. بل ربما حتى واصل ذلك الأثر وعلا وغطى على محبيه ، وكما قيل :

(البعد جفا) وأيضا قيل: (البعيد عن العين بعيد عن القلب) .

إن المتابع الحصيف لساحة الشعر العتيبية بل ربما الساحة الشعرية كلها: أنه بعد وفاة أسطورة الشعر الشعبي / مطلق الثبيتي –رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته، وقبيلة عتيبة تنتظر من يكون الشاعر القادم ليملأ الفراغ الذي تركه شيخ الشعرالنبطي/ مطلق الثبيتي –رحمه الله- حتى أتى الفرج على يدين المبدع العملاق / حبيب العازمي فعُقدت عليه الآمال وهو أهلا لذلك، لكن حصل في العشر أو الخمسة عشر السنة الأخيرة أن الرجل قلل حضوره الشعري، وابتدع قليلا عن محبيه، وظلت مشاركاته أقل قوة عن ذي قبل، بل ربما معه حق من قال أن حضوره كان تأدية واجب في أحايين فربما نقول صدق ، فبدأ الناس جميعاً وأبناء عتيبة تحديداً يتحدثون فرادى وأحياناً مشكلين حلقات ، وزرافات بالمنتديات وجماعات بساحات الملاعب يتساءلون:
ماذا حدث لحامل اللواء الجديد ؟

وبينما هم كذلك خرج نجم صاعد بسرعة الصاروخ سطع بسماء الشعر ألا وهو الشاعر المختصر للمسافات والسنون، والمالئ للأمكنة/ سفر الدعيلبي فقالت: إن غاب نجم طلع نجم ، والآن هو في طريقه سائر يثبت بكل محاورة بأنه على قدر المسئولية وبحجم الطلعات .
نعم سفر الدغيلبي إن صح لنا التعبير القول بأنه : حلم عتيبة القادم الذي لا يكون إلاّ عِلما –إن شاء الله- وعلماً مرفرفا في الأفاق عالياً، مغرداً بكل الأمكنة، وحاضر بكل الأزمنة، وصادعاً بكل الأجواء وله الصدى بكل الفضاء.
فهل نجد من يستكثر على سفر كل ذلك؟

حينها فقط سوف يكون السؤال: لماذا؟ ومتى؟ وكيف؟ بل أعلى هذا الفتى الشاب يكون !!؟

الشاعر القدير / علي الثبيتي ( النشمي)

قلت ما أنا وغيري مؤيدين لك فيما ذهبت، ولكننا لا نلزم غيرنا بأن يقتنعوا بما نراه مثلما هم يستميتون بان نقتنع بما قالوه.

سلمت يا علي وحييت من رجل صاحب شعر بل صاحب أدب.

ود و ورد


صادق الإحساس