أخي العزيز / الوافي
شرفتني بمرورك بارك الله فيك
وشكر لك



تقبل تحيتي وتقديري

الأخ العزيز / محمد العتيبي


سألت عن حديث : (خير البقاع عند الله المساجد وشر البقاع الأسواق )
الجواب باختصار :


هذا الحديث رواه أحمد وأبويعلى والبزار والحاكم عن جبير بن مطعم ووثق الهيثمي رجالهم سوى عبدالله بن محمد بن عقيل حسنه ، ورواه الحاكم في المستدرك ورواه ابن حبان في صحيحه وصححاه ورواه البيهقي كلهم عن ابن عمر بأسانيد بعضها حسنه .ورواه الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن أنس بن مالك بسند فيه ضعف .
وروى عن ابن عباس نحوه ...

وبعد دراسة أسانيد الحديث ورواياته فهو في درجة الحسن لشواهده .
وحكم عليه ابن حجر في الفتح بأنه حسن .
ومن أبرز شواهده حديث أبي هريرة عند مسلم في صحيحه وابن خزيمة : (عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : ( أَحَبُّ الْبِلَادِ إلى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إلى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا)

وسببه أن الرسول صلى الله عليه وسلم سئل عن خير البقاع وعن شر البقاع فنزل عليه جبريل من عند الله وأخبره بذلك الحديث .

والله تعالى أجل وأعلم .

تقبل تحيتي وتقديري

الأخ العزيز / الادعاصم :
جوابا على سؤالك ، أقول وبالله التوفيق :

حديث : ((اسمع وأطع لإمامك وإن أخذ مالك وضرب ظهرك)) ..

هذاالرواية بهذه الألفاظ غير محفوظة !!

ولكن أصل الحديث و أوله في البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه بلفظ
("قال النبي صلى الله عليه وسلم لِأَبِي ذَرٍّ (اسْمَعْ وَأَطِعْ وَلَوْ لِحَبَشِيٍّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ " )
ورواه أحمد في مسنده و البيهقي في سننه الكبرى والطيالسي وابن الجعد في مسنديهما بهذه الألفاظ . (وفي روايه ولو لعبد أسود .. ) .

وفي صحيح مسلم عن حذيفة بلفظ :
قال (حُذَيْفَةُ بن الْيَمَانِ قلت : يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كنا بِشَرٍّ فَجَاءَ الله بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فيه فَهَلْ من وَرَاءِ هذا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قال : نعم ، قلت هل وَرَاءَ ذلك الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قال : نعم ، قلت فَهَلْ وَرَاءَ ذلك الْخَيْرِ شَرٌّ ؟ قال : نعم، قلت كَيْفَ ؟ قال : يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ ولا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ في جُثْمَانِ إِنْسٍ قال قلت كَيْفَ أَصْنَعُ يا رَسُولَ اللَّهِ إن أَدْرَكْتُ ذلك قال : " تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ " ) .

وقد رواه أيضا ابن حبان في صحيحه بلفظ :
عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اسمع وأطع في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك وإن اكلوا مالك وضربوا ظهرك إلا أن يكون معصية ) .

وله من رواية أبي ذر رضي الله عنه بلفظ : ( أوصاني خليلي بثلاث اسمع وأطع ولو لعبد مجدع الأطراف ... الحديث ) . ورواه أحمد و أبوعوانه في مسنديهما بهذه الألفاظ .

ورواه مسلم عن أبي ذَرٍّ قال : ( إِنَّ خَلِيلِي أَوْصَانِي أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ وَإِنْ كان عَبْدًا مُجَدَّعَ الْأَطْرَافِ .. ) .
ولمسلم أيضا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ في عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ ) .


فهنا يتبين هنا صحة الحديث ولله الحمد في أصله ومضمونه .

وأود أن أنبه أنني لم أجد لفظة (( لإمامك )) الواردة في السياق الذي سألت عنه ... ولكني وجدت رواية رواها ابن عساكر في تاريخه عن حذيفة رضي الله عنه بلفظ ((..فإن لقيت لله يومئذ خليفة في الأرض فالزمه وإن أخذ مالك وضرب ظهرك ... )) ولكن سنده لم يستقم لي !!

أما رواية مسلم فهي ظاهرة كما في حديث حذيفة السابقة وهي صحيحة وفيها (للأمير )) ، والله أجل وأعلم .

وبالله التوفيق .