المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادر العش (المشاركة 694478)

اخواني في الهيلا ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير


ابتعدت وانقطعت عنكم مايقارب العام ولكن ثقوا بأني معكم بكل مايفيدكم في شؤون المنتدى والأطروحات الحصرية عليه ..


لا أريد ان أطيل عليكم لأن الموضوع طويل نوعا ً ما ولكن سنبدأ بسم الله الرحمن الرحيم :




سمعنا عن موال تركي الميزاني الذي امتنع حبيب العازمي عن اللعب عليه ..
والذي كان سبب حبيب العازمي في عدم الرد على الموال لسببين هما :

1_أن الموال الذي أتى به تركي وعلى غير وزن ثابت ! .. وسوف أشرح لكم بالتفصيل الخلل الموجود في الوزن :


يقول تركي :

ياحبيب شد حيلك وانت طيب والسوالف والمواقف من جهتنا ما مداها قصير
والخطايا تستمد من النوايا والمتاعب والمصاعب من بعضها يحن البعير
والحقايق سجلوها في الوثايق وان سلمتوا ماعلمتوا سرها والفلك يستدير
مايصيب الآدمي غير النصيب وحكمة الله في عباده تكــــــــــــــــــــــــــون



تركي جعل في الشطر الواحد خمس مواقف وهي :

الشطر الأول: (حبيب) و (طيب) و (السوالف) و(المواقف) واخيراً كلمة قصير
الشطر الثاني: (الخطايا) و(النوايا) و (المتاعب) و(المصاعب) واخيرا ً كلمة البعير
الشطر الثالث: (الحقايق) و (الوثايق) و (ان سلمتوا) و (ماعلمتوا) و اخيرا ً كلمة يستدير

ونلاحظ انه لابد ان يكون هناك تشابه في قافية الكلمتين مثل (حبيب تشبه طيب) و ( السوالف تشبه المواقف) و(الخطايا تشبه النوايا) و(المتاعب تشبه المصاعب) و ( الحقايق تشبه الوثايق) و (ان سلمتوا تشبه ماعلمتوا) ..

هل تعلمون أين يوجد الخلل ؟؟؟؟!
ـ يوجد الكسر أو الخلل في الأجزاء الملونة باللون الأحمر في الموال .


ودعونا نلحن جميع الأجزاء المتشابهه في الشطور لكي نكتشف الخلل الموجود في الاجزاء الملونة بالأحمر :

الجزء الأول : ( ياحبيب شد حيلك و انت طيب ) و ( الخطايا تستمد من النوايا ) و ( الحقايق سجلوها في الوثايق )
سنجدها متشابهه في الوزن لأن موقعها في الموال يكون في الجزء الأول. وهذا من طبيعة الحال سيحتم على الشاعر ان يجعلها على نفس الوزن ..


الجزء الثاني : (السوالف والمواقف) و (المتاعب والمصاعب) و (ان سلمتوا ماعلمتوا) سنجدها متشابهه في الوزن أيضاً .



أما الجزء الثالث فهو الجزء الذي يوجد به الكسر والخلل ودعونا نتاكد منه جيداً:
(من جهتنا ما مداها قصير) و ( من بعضها يحن البعير) و (سرها والفلك يستدير)
سنجدها غير موزونة على وزن واحد !! أي أنها مختلفة في الوزن .. وبإمكانكم أن تلحنوها لكي تعرفون انها ليست على وزن واحد ! بل مختلفة !! وحتى تركي الفين عندما غنى الموال لم يغني الأجزاء الاخيرة من الموال ( الملونة باللون الأحمر ) بنفس اللحن ! بل أنه عندما يصل إلى نهاية الشطر الثالث نجده يغنيها بغير لحن نهاية الشطر الأول .
ويغنيها بلحن لايصلح لها أصلاً .



وإذا غنيناها بلحن غير لحنها في الموال سنجدها مختلفة في اوزانها ..





والسبب الثاني الذي جعل حبيب العازمي لم يغني بالموال :
2_أن صوت حبيب كان غير سليم وكان يعاني من وعكة صحية او زكام وتسببت في عدم إجادته للصوت حتى انه قاله بنفسه وكان واضح من صوته .

.

.

.
ونحن نعرف جميعا ً ان تركي اراد ان يجعلها مثل محاورة ( طنا طنا ) التي كانت في حفر كشب ولكن نحن نقول ان هناك فرق بين وضع تركي في حلفة حفر كشب و وضع حبيب العازمي في حفلة الرياض التي فيها موال تركي وهذا هو الفرق:

[ان تركي في حفلة حفر كشب لم يستطيع أن يأتي بالموال الذي تغنوا به اكثر الشعراء من قبله بفترة (فقد لعبه حبيب وزيد ولعبه حبيب وراشد السحيمي وربما هناك غيرهم من الشعراء لعبوا على هذا الموال), وفي نفس الوقت بدأ يتأخر تركي في الرد و يتخبط في الشيلات واذا أتى بالبيت نجده بيت هزيل مثل بيته الذي قال فيه (والا يالعازمي لاتمشي بدربك بدون عيون .... ترى الرجال مايمشي طريقه غير بعيونه ) . مع ان الشيلة كانت في قمة السهولة ..]


[أما بالنسبة لحفلة الرياض التي فيها موال تركي الطويل فقد امتنع حبيب عن موال تركي لأن الموال مكسور الوزن ( وهذا مايجعله غير واضح بالنسبة لحبيب ) لانه لو كان موزون لكان واضح ويستطيع حبيب ان يغني به , والسبب الآخر أن صوت حبيب لم يساعده في الموال في تلك الليلة والدليل انه لم يفكر في الموال اصلا ً بل اتى بسرعة وغير الموال بموال بسيط لايتعب الحنجرة ..]





وللمعلومية الهامة !! :

الشعراء الكبار يعتبرون التعجيز في اللحن ضعف في الشاعر , لأنه لم يستطيع التعجيز في المعاني فلجأ إلى التعجيز في اللحن .. ( هذا رأي الشعراء الكبار جميعا ً )





واخيراً نقول ((( حبيب هو احد اصحاب الإعجاز في المعنى والتركيب والألحان التي يبدعها ويخترعها من عنده وليس مثل غيره .. ويبقى صاحب النقلة النوعية في شعر المحاورة هو و الشاعر المرحوم مطلق الثبيتي (وأقصد بالنقلة النوعية : التغيير والتطوير والنقل من شكل إلى شكل أفضل) . من غير تقصير في بقية الشعراء , ولكن حبيب غيّر في المحاورة من تعدد الحانها واساليبها وجماهيرها و بشكل عام مايسمى بالنقلة النوعية .. لأننا لو رأينا المحاورة قبل حبيب وبعده لوجدنا انها اخذت نطاق اكبر ومجال اوسع في كل جوانبها .. هذا كان باختصار ))) .


.

.

.

.

.

.


نادر العش .. سامحوني على الانقطاع ,




.