أبو عمر الأسعدي
23-Oct-2009, 03:55 PM
http://alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/10/23/06.top.01_main.jpg
الطب الحديث تغلب على الأمراض والأوبئة ومضاعفاتها
بدأنا حكاية الانفلونزا مع البشرية منذ 412 عاماً قبل الميلاد وسردنا تاريخ الأوبئة التي ضربت البشرية وأخطرها وباء 1918 الذي أطلق عليه الطاعون الأسود وراح ضحيته نحو 25-50 مليون شخص.
وكان شعار الدراسات التي بدأت في عدد الجمعة 2 أكتوبر «إلام الخوف بينكما إلام وهذه الضجة الكبرى علام؟».
وشرحنا أصل كلمة انفلونزا وتاريخها وكيف تم عزل الفيروس ومتى تم عزله؟
وتناولنا بالتفصيل مجموعات وأنواع فيروسات الانفلونزا ومما تتركب؟ وماذا يعني تصنيف الانفلونزا إلى «H-N» التي هي 15 جزيئاً من «H» و9 جزيئات «N».
كذلك تناولنا طفرات فيروس الانفلونزا وتاريخ الانفلونزا في الكويت. وأوضحنا الفرق بين نزلة البرد والانفلونزا الموسمية وانفلونزا «H1 N1» وطريقة انتشار العدوى وأعراض المرض والمضاعفات التي تحدث وخطورتها على المرأة الحامل والأطفال.
وأعلنا أن انفلونزا «H1 N1» ليست أخطر من الموسمية ولن يتحول الفيروس إلى فيروس خارق مؤيد من هذا الإعلان برأي خبراء الصحة ومديرة منظمة الصحة العالمية وعلماء الطب.
وفي تتبعنا لفيروس انفلونزا وطفراته وجدنا نظرية حديثة تقول إن استجابة جهاز المناعة القوي للفيروس تقتل الفيروس ذاته ومعه خلايا أنسجة الجسم فتتوقف وظائف الأعضاء أي ان ليس الفيروس هو الذي يسبب الوفاة ولكن رد فعل جهاز المناعة القوي.
ولتبسيط وشرح هذه النظرية كان لا بد أن نتحدث بالتفصيل عن كيفية مقاومة جهاز المناعة في الجسم للأمراض وكيف يتعامل مع الفيروسات ويقضي عليها.
ورصدنا كل الآراء العلمية حول لقاح «H1 N1» وبينا انه مُصنع بالطريقة نفسها التي يصنع بها لقاح الانفلونزا الموسمية الذي أثبت فاعلية وأماناً منذ العام 1944.
ونتابع كيف تؤثر جائحة انفلونزا «H1 N1» على موسم الحج هذا العام واختلاف الفتاوى بشأن التأجيل هذا العام.
وأشرنا إلى الحرب الإعلامية حول تسمية انفلونزا «H1 N1» بانفلونزا الخنازير وأوضحنا رأينا العلمي بأمانة في ذلك الاختلاف الذي تم تصعيده إلى إعلامية مستترة.
وفي الدراسة الأخيرة تفاصيل عن علاج الانفلونزا التي تبدأ بالراحة التامة لتفريغ جهاز المناعة لمقاومة الفيروس وبالغذاء الصحي المتوازن الوفير بالخضراوات والفاكهة الغنية بمضادات الأكسدة.
وتناولنا بالتفصيل لكن بأسلوب مبسط الأدوية المضادة للفيروسات والأدوية الحديثة التي تستهدف الفيروس ذاته.
وننهي حكاية الانفلونزا بحمد الله على الهام البشرية بإنجاز علاجات وأدوية فعالة قوية تكافح فيروس الانفلونزا لنقول في نهاية الحكاية أين كنا وكيف أصبحنا، ما الذي أنجزناه؟
أنجز الطب الكثير والكثير من العلاجات واللقاحات لحماية البشرية من الأمراض والأوبئة والحمد لله والشكر لله.
أهم خطوة في علاج الانفلونزا هي الراحة التامة في الفراش لمدة من خمسة إلى ستة أيام تقريباً لتفريغ الجهاز المناعي في الجسم لمكافحة الفيروس.
ويجب الاهتمام بالتغذية بأن يكون طعام المريض سهل الهضم مع الاكثار من تناول الخضراوات والفاكهة.
ويمكن استخدام الأدوية الخافضة للحرارة مع الانتباه والحذر من استعمال الأسبرين لأنه يسبب انخفاضا حادا لأنزيمات الكبد التي تساعد على التمثيل الغذائي للبولينا في الدم ولأنه يسبب تعرقاً شديداً وقشعريرة ونادراً ما يحدث مرض «رييز Reyes syrdrome» الذي يسبب التهاب المخ واصابة الكبد.
وترتفع نسبة الوفيات بهذا المرض بين الأطفال عند استخدام الأسبرين.
وتعالج السعال الناتجة عن مرض الانفلونزا بالأدوية المضادة للسعال وأحياناً موســـعات الشـــعب الهوائية.
وعند حدوث مضاعفات وعدوى بكتيرية تستخدم المضادات الحيوية الفعالة القوية.
أدوية مضادة لفيروسات الأنفلونزا
الأدوية التي كانت تستخدم في علاج الانفلونزا هي أدوية مضادة للفيروسات وهما نوعان:
• امانتادين «Amantadine».
• ريمانتادين «Rimantadine».
وهي تعمل وفق آلية مختلفة عن الأدوية المكتشفة حديثاً هذه الأيام ولها أعراض جانبية تصيب الجهاز العصبي وليست فعالة ضد نوع الانفلونزا «B» التي تصيب البشر فقط وتستطيع فيروسات الانفلونزا بسهولة تكوين مقاومة ضد هذه الأدوية، لذا فإن الأشخاص الذين يتلقون العلاج بهذه الأدوية في المراحل الأولى من انتشار الوباء قد ينقلون إلى الآخرين نموذجاً جديداً من الفيروس لا يتجاوب مع هذه العقاقير.
العقاقير الفعالة الحديثة
أوضحنا بالتفصيل حينما تكلمنا عن تركيب فيروس الانفلونزا انه ينقسم إلى ثلاث فئات أو أنواع أو مجموعات هي
«A» - «B» - «C» وجميع الفيروسات حاملة للمادة الوراثية «RNA» وهو ما يُعرف بالحمض النووي الريبوزي التي تحوي 8 جينات ويحيط بها غشاء داخلي من البروتين.
كما يحميها من الخارج غلاف يحتوي نوعين من الجزئيات البروتينية السطحية وهما:
• جزيء الهيما جلويتنين «Haemagglutinin» ويرمز له بالبروتين «H» والذي يلعب دوراً أساسياً في قدرة الفيروس على اصابة خلايا الجهاز التنفسي ويتكاثر بداخلها.
• جزيء نيورامنيداز «Neuramindase» ويرمز له بالبروتين «N» ووظيفته تتمثل في خروج الفيروسات الوليدة من الجهاز التنفسي لتنتشر في أنحاء الجسم.
كان لا بد من التذكير بتركيب فيروس الانفلونزا لأن الأدوية المكتشفة حديثا لعلاج الانفلونزا تستهدف فيروس الانفلونزا مباشرة على عكس اللقاحات التي تعمل على تنشيط النظام المناعي لمنع الفيروس من الانتشار وعلى عكس الأدوية الأخرى التي لا تؤثر على الفيروس نفسه.
فالأدوية التي تستخدم هذه الأيام لعلاج الانفلونزا تثبط عمل جزيء البروتين نيورامنيداز الذي رمزنا له بالبروتين «N» ذلك الأنزيم الذي يعمل على خروج الفيروسات الوليدة من الجهاز التنفسي وانتشارها في الجسم.
والأدوية الحديثة هي:
• أوسيلتاميفير Oseltamivir كبسولات تعطى عن طريق الفم.
• زاناميفير «Zanamivir» يعطى عن طريق الاستنشاق.
وهي مستنبطات إنزيم نيورامنيداز الذي رمزنا له بالبروتين «N» الذي يعني في اللغة العربية «المرضب» ويلعب دورا في دخول الفيروس إلى الخلايا وتكاثر مجموعات فيروسات الانفلونزا المجموعة «A» والمجموعة «B».
وعقار اوسيلتاميفير يعطى عن طريق الفم «تاميفلو - فلوفلي» وعقار زاناميفير ويعطى عن طريق الاستنشاق.
وهذه الأدوية تقلل من خطورة وحِدة المرض وتعتمد نجاعة هذه الأدوية على عوامل عدة منها اعطاؤها في المراحل المبكرة في غضون 48 ساعة بعد ظهور الأعراض.
وتقلل هذه الأدوية من الوفاة نتيجة الاصابة بانفلونزا «H5 N1» التي أطلق عليها انفلونزا الطيور.
والمشكلة والعقبة في استخدام الأدوية مثبطات النيورمنيداز في محدودية القدرة على انتاجها وفي سعرها الباهظ جدا الذي يحول دون حصول البلدان عليها خصوصاً ان القدرة الانتاجية التي زادت بنسبة أربعة أضعاف في الآونة الأخيرة لا تكفي لعلاج 10 في المئة من سكان العالم.
أوسيلتا ميفير «تاميفلو - فلوفلي»
أوسيلتا ميفير «تاميفلو - فلوفلي» تعطى عن طريق الفم وهي مثبطات إنزيم نيورامنيداز الذي رمزنا له بجزيء البروتين «N» يمتص بسرعة عن طريق القناة الهضمية بواسطة المعدة والأمعاء ويتحول إلى الصورة النشطة في الكبد «اوسيلتا ميفير كربوكس لات».
ويتخلص الجسم من العقار عن طريق البول بواسطة الكلى.
ويستخدم في علاج البالغين والأطفال فوق سن، من عمرهم ويعطى للأشخاص الذين يعانون من أعراض الانفلونزا عندما تكون منتشرة في المجتمع.
وكذلك يعطى للشخص الذي يعنى ويطبب مريضا مصابا بالانفلونزا للشخص الذي يزيد عمره على 13 عاماً عندما تكون الانفلونزا منتشرة في المجتمع.
ولا يعتبر عقار أوسيلتا ميفير بديلا للقاح الانفلونزا ولا يعطى لمرضى الكبد ويعطى بحذر لمرضى الكلى.
والآثار الجانبية تشمل اضطرابا في المعدة والأمعاء مثل القيء وألم بالبطن وعسر الهضم أو الاسهال في بعض الأشخاص.
وفي حالات قليلة يعاني البعض من الصداع والدوخة والتعب والأرق واحتقان الملتحمة بالعين ونزيف من الأنف وطفح جلدي.
ونادراً ما يحدث التهاب في الكبد ومتلازمة ستفين جونسون على هيئة طفح في الجلد والأغشية المخاطية والتهاب شديد في الملتحمة بالعين.
وجرعات الدواء من سن الثالثة عشرة فيما فوق والذين يزيد وزنهم على 40 كيلوغراما يعطى الدواء حبة كل 12 ساعة أي مرتين في اليوم لمدة خمسة أيام.
ويعطى للأطفال من عمر سنة أو أكثر شراب أوسيلتا ميفير حسب الوزن أو العمر مرتين في اليوم لمدة خمسة أيام، أما زانا ميفير فيعطى عن طريق الاستنشاق مرتين في اليوم كل 12 ساعة من فوق عمر سبع سنوات.
العلماء يكتشفون علاجاً شافياً للأنفلونزا القاتلة
يعتقد العلماء أنهم اكتشفوا طريقة للتغلب على أقوى أنواع هجمات الانفلونزا بل وربما التغلب على مرض سارس أيضاً.
وقال العلماء في الكلية الملكية في لندن انهم تمكنوا من التحكم في استجابة الجهاز المناعي تجاه الانفلونزا. وقام الدكتور «تريس هاسل» وزملاؤه في الكلية الملكية باجراء التجارب على الفئران المصابة بالانفلونزا ذات الطفرات الجينية «A» وهي أقوى أنواع الانفلونزا التي حصدت أرواح أكثر من عشرين مليوناً (1918-1919).
وعندما تصيب الانفلونزا الجسم فإنها تطلق رد فعل مزدوجا للجهاز المناعي «خلايا (تاء) T-cell» التي تجوب الجسم في دوريات بحثاً عن الغزاة وهي تقوم بالبحث عن فيروس الانفلونزا وتقتله ثم خلايا («باء» - B-cell» التي تتبع خلايا «تاء 2» مباشرة وتقوم بانتاج الأجسام المضادة لمنع الجسد من استقبال العدوى نفسها مرة أخرى.
وتقوم خلايا «تاء 2» بانتاج معدل مرتفع من النشاط الخلوي ما يسمح للجسم بقتل الخلايا الضارة ولكن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى المشاكل.
يقول الدكتور هاسل: «خلال العدوى بالانفلونزا يقوم جهاز المناعة باستخدام كل امكاناته ضد العدوى الفيروسية ولكن ذلك يؤدي إلى ضرر بالغ، فالاستجابة المبالغ فيها للجهاز المناعي تتبع جزئيات الالتهاب التي تؤدي إلى ما يُعرف باسم (عاصفة الحركة الرتيبة)».
وأضاف: «من الطبيعي أن يقوم الكثير من الخلايا بالتجمهر في مجرى الدم ما يمنع انتقال الأوكسجين. وكان العلماء يحاولون التغلب على هذه المشكلة عن طريق وقف عمل خلايا «تاء 2» أولاً ولكن ذلك كان يمنع الجسم من التخلص من الفيروس كما يجعله عرضة للإصابة بأمراض أخرى.
وقام فريق الدكتور هاسل بتطوير طريقة للتحكم في خلايا «تاء 2» فقد اكتشفوا أن ايقاف جزئيات تسمى «OX 40» يتسبب في الاسراع من حركة هذه الخلايا وهو ما يمنعها من غلق المسارات الهوائية. وقال الدكتور ايان همفري الذي شارك في الدراسة: «جزئيات «OX 40» ترسل إشارات تبقي خلايا «تاء 2» النشطة في الرئة لفترة أطول بهدف مقاومة العدوى».
وقال: «ولكن بسبب الوصول للمزيد من هذه الخلايا طوال الوقت تطول فترة بقائها غير المرغوب فيه. وكبح هذه الاشارة يسمح لـ «خلايا تاء 2» بترك الرئة في وقت مبكر مخلفة وراءها جهازاً مناعياً قوياً. هذه الجزئيات من الممكن أن تعاق بواسطة استخدام عقار يسمى «OX 40 IG».
الأسبرين سبب انتشار وفيات أنفلونزا عام 1918
في مفاجأة مثيرة كشف مقال بحثي حديث عن أن الاسبرين كان سبب زيادة الوفيات لانفلونزا عام 1918 والتي تقدر ما بين 25 - 50 مليون شخص حول العالم.
وان الوفيات لم تحدث نتيجة الاصابة بالفيروس الوبائي وانما نتيجة العقار «الاسبرين» الذي كان يستخدم في معالجة وباء الانفلونزا.
وتشير صحيفة «النيويورك تايمز» الأميركية في هذا الشأن إلى ان الدكتورة كاترين ستاركو التي كانت واحدة من اوائل الكتاب الذين ربطوا بين الاسبرين ومرض «Reyes SYNDRO ME - متلازمة ريبز» المميت قد قامت بنشر هذا المقال الذي اشارت من خلاله إلى ان الجرعات الزائدة من «العقار الاعجازي» الجديد نسبيا قد تكون مميتة.
وتمضي الصحيفة لتقول ان ما اثار الشكوك لدى الدكتورة ستاركو هو ان الجرعات الكبيرة من الاسبرين التي لا تعتبر آمنة اليوم كان يشيع استخدامها في معالجة المرض وربما كان من الصعب التمييز ما بين اعراض الجرعات الزائدة للاسبرين والاعراض الخاصة بمرض الانفلونزا وبخاصة بين هؤلاء الاشخاص الذين يلقون حتفهم بعد اصابتهم بالمرض بفترة قصيرة.
ويعتقد احد المختصين المعاصرين في علم الامراض ان مقدار الضرر الذي اصاب الرئة وأظهرته عمليات تشريح الجثث في حالات الوفاة المبكرة كان يعزى بنسبة ضيئلة لمرض الالتهاب الرئوي الفيروسي، مشيرا إلى حتمية وجود سبب آخر لتلك الكميات السائلة الدموية الكبيرة في الرئتين.
ويذكر ان الاسبرين كان يتم انتاجه في علب دون ان تحتوي على تحذيرات خاصة بدرجة السمية وعدد قليل من التعليمات الخاصة بالاستخدام.
وفي خريف 1918 عندما انتشر الوباء بصورة قاتلة من دون وجود علاج واضح الامر الذي اضطر اطباء الجراحة العامة وسلاح البحرية الاميركي إلى التوصية بالاسبرين كعلاج للمرض وقد قام الجيش بشراء كميات كبيرة من العقار انذاك.
اما دكتور دافيد مورينز اختصاصي علم الاوبئة في المعاهد الوطنية للصحة فالبرغم من انه يشك في ان اكثر من عدد قليل من الوفيات يمكن ان يعزى إلى تناول جرعة زائدة من الاسبرين الا انه يرى ان دراسة د. ستاركو قيمة لانها حاولت النظر إلى العوامل البيئية او العوامل المضيفة التي قد يكون لها دور في المسألة. وتابع بالقول: «لم نكن قادرين على شرح جميع حالات الوفاة إلى الشبان البالغين المصابين بالفيروس ذاته».
استخدام الأسبرين يهدد المصابين بـ «H1N1»
حذر الدكتور سعيد شلبي أستاذ الأمراض الباطنية والكبد بالمركز القومي للبحوث في مصر الصغار المصابين بأنفلونزا «H1N1» ممن هم دون الثامنة عشرة من تناول الاسبرين عند الاحساس بأعراض المرض مثل ارتفاع الحرارة وآلام المفاصل والعضلات والصداع وذلك لآثارها الضارة على المخ حيث تتسبب في اضرار جسيمة بخلاياه.
ونصح الدكتور سعيد شلبي بضرورة طلب المساعدة الطبية بمجرد ظهور أعراض مشابهة للانفلونزا خاصة لدى التي تعاني من أمراض مزمنة.
مؤكداً ان حالات الوفيات الثلاث بأنفلونزا «H1N1» التي حدثت في مصر «ثلاث حالات» كانت جميعها نتيجة الاصابة بأمراض مثل القلب والسكري والأمراض الصدرية.
وأوضح شلبي ان الفئات الأكثر تأثراً بأنفلونزا «H1N1» هم الاطفال دون الخامسة وكبار السن فوق 65 سنة والحوامل والمصابون بأمراض صدرية ومرض القلب والسكر والكلى والسمنة المرضية.
مؤكداً على ضعف مناعة هؤلاء الفئات مما يجعل من الصعب عليهم مقاومة المرض ويجعلهم عرض للإصابة، فأمراض أخرى تؤدي بحياتهم حسب قوله.
ونصح شلبي انه يجب سرعة الذهاب الى المستشفى للعلاج عند الاحساس بصعوبة في التنفس وزرقة الجلد وألم ضاغط في الصدر أو في البطن والشعور المفاجئ بالدوار والارتباك وقيء شديد مستمر وظهور الحمى وطفح جلدي.
ومن المعروف ان استخدام الاسبرين عند الاصابة بالأمراض الفيروسية مثل الانفلونزا والجديري المائي يسبب متلازمة ربيزر في الاشخاص أقل من ثمانية عشر عاماً.
وباختصار ان مرض رينز مرض خطير يسبب تورم الدماغ وتلف الكبد.
أدوية واعدة لعلاج الأنفلونزا
اكتشف علماء معهد Rensselaer Palytechinic الاميركي طريقة جديدة لمكافحة فيروسات الانفلونزا ومن المعروف ان فيروس الانفلونزا «A» يتم تصنيفه على اساس جزيء بروتينات هيموغلوتينين ويرمز له بالبروتين «H» والذي يلعب دورا اساسيا في قدرة الفيروس على اصابة خلايا الجهاز التنفسي باندماجه مع مستقبلات موجودة حول الخلية ويتكاثر بداخلها.
ويتم تصنيفه على اساس شكل جزيء بروتينات نيورامنيداز «newraminidase» الذي يرمز له ببروتين «N» ودوره يتمثل في خروج الفيروسات الوليدة من الجهاز التنفسي لتنتشر في انحاء الجسم.
وهذه الجزيئات البروتينية «H - N» على سطح الفيروس تحميه من الخارج.
وتقوم العقاقير الحالية باستهداف جزيء بروتين «N» نيورامنيداز وهو انزيم يعمل على انتشار الفيروس كما ذكرنا ويعطل قدرة الفيروس على الخروج من الخلايا المصابة وإحداث عدوى في مكان آخر في الجسم.
أما الطريقة الجديدة فتقوم على استهداف بروتينات «H - N» وهو ما يؤدي الى عدم ارتباط الفيروس من الاصل بالخلايا بالاضافة الى عدم استطاعته الخروج منها في حال حدوث الاصابة.
وتظهر الاختبارات ان العملية الجديدة تظهر فاعلية في الارتباط بجزيء البروتين «H» عن طريق الارتباط بحامض «Sialicacid» وهو الحامض المرضب «من الرضاب».
ويقول العلماء انه يمكن تعديل الطريقة الجديدة بشكل محدد لاستهداف إما جزيء بروتين «H» أو جزيء بروتين «N» وإما الاثنين معا «H - N» وذلك طبقا لنوع الطفرة الموجودة بنوع الانفلونزا
http://alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/10/23/06.top.02_smaller.jpg
نهاية سعيدة بإذن الله لحكاية الأنفلونزا مع البشرية
http://alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/10/23/06.top.03_smaller.jpg
تحذير من استخدام الأسبرين كخافض للحرارة ومسكن لأعراض الأنفلونزا
http://alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/10/23/06.top.04_smaller.jpg
الغذاء الصحي المتوازن يقوي جهاز المناعة .
الطب الحديث تغلب على الأمراض والأوبئة ومضاعفاتها
بدأنا حكاية الانفلونزا مع البشرية منذ 412 عاماً قبل الميلاد وسردنا تاريخ الأوبئة التي ضربت البشرية وأخطرها وباء 1918 الذي أطلق عليه الطاعون الأسود وراح ضحيته نحو 25-50 مليون شخص.
وكان شعار الدراسات التي بدأت في عدد الجمعة 2 أكتوبر «إلام الخوف بينكما إلام وهذه الضجة الكبرى علام؟».
وشرحنا أصل كلمة انفلونزا وتاريخها وكيف تم عزل الفيروس ومتى تم عزله؟
وتناولنا بالتفصيل مجموعات وأنواع فيروسات الانفلونزا ومما تتركب؟ وماذا يعني تصنيف الانفلونزا إلى «H-N» التي هي 15 جزيئاً من «H» و9 جزيئات «N».
كذلك تناولنا طفرات فيروس الانفلونزا وتاريخ الانفلونزا في الكويت. وأوضحنا الفرق بين نزلة البرد والانفلونزا الموسمية وانفلونزا «H1 N1» وطريقة انتشار العدوى وأعراض المرض والمضاعفات التي تحدث وخطورتها على المرأة الحامل والأطفال.
وأعلنا أن انفلونزا «H1 N1» ليست أخطر من الموسمية ولن يتحول الفيروس إلى فيروس خارق مؤيد من هذا الإعلان برأي خبراء الصحة ومديرة منظمة الصحة العالمية وعلماء الطب.
وفي تتبعنا لفيروس انفلونزا وطفراته وجدنا نظرية حديثة تقول إن استجابة جهاز المناعة القوي للفيروس تقتل الفيروس ذاته ومعه خلايا أنسجة الجسم فتتوقف وظائف الأعضاء أي ان ليس الفيروس هو الذي يسبب الوفاة ولكن رد فعل جهاز المناعة القوي.
ولتبسيط وشرح هذه النظرية كان لا بد أن نتحدث بالتفصيل عن كيفية مقاومة جهاز المناعة في الجسم للأمراض وكيف يتعامل مع الفيروسات ويقضي عليها.
ورصدنا كل الآراء العلمية حول لقاح «H1 N1» وبينا انه مُصنع بالطريقة نفسها التي يصنع بها لقاح الانفلونزا الموسمية الذي أثبت فاعلية وأماناً منذ العام 1944.
ونتابع كيف تؤثر جائحة انفلونزا «H1 N1» على موسم الحج هذا العام واختلاف الفتاوى بشأن التأجيل هذا العام.
وأشرنا إلى الحرب الإعلامية حول تسمية انفلونزا «H1 N1» بانفلونزا الخنازير وأوضحنا رأينا العلمي بأمانة في ذلك الاختلاف الذي تم تصعيده إلى إعلامية مستترة.
وفي الدراسة الأخيرة تفاصيل عن علاج الانفلونزا التي تبدأ بالراحة التامة لتفريغ جهاز المناعة لمقاومة الفيروس وبالغذاء الصحي المتوازن الوفير بالخضراوات والفاكهة الغنية بمضادات الأكسدة.
وتناولنا بالتفصيل لكن بأسلوب مبسط الأدوية المضادة للفيروسات والأدوية الحديثة التي تستهدف الفيروس ذاته.
وننهي حكاية الانفلونزا بحمد الله على الهام البشرية بإنجاز علاجات وأدوية فعالة قوية تكافح فيروس الانفلونزا لنقول في نهاية الحكاية أين كنا وكيف أصبحنا، ما الذي أنجزناه؟
أنجز الطب الكثير والكثير من العلاجات واللقاحات لحماية البشرية من الأمراض والأوبئة والحمد لله والشكر لله.
أهم خطوة في علاج الانفلونزا هي الراحة التامة في الفراش لمدة من خمسة إلى ستة أيام تقريباً لتفريغ الجهاز المناعي في الجسم لمكافحة الفيروس.
ويجب الاهتمام بالتغذية بأن يكون طعام المريض سهل الهضم مع الاكثار من تناول الخضراوات والفاكهة.
ويمكن استخدام الأدوية الخافضة للحرارة مع الانتباه والحذر من استعمال الأسبرين لأنه يسبب انخفاضا حادا لأنزيمات الكبد التي تساعد على التمثيل الغذائي للبولينا في الدم ولأنه يسبب تعرقاً شديداً وقشعريرة ونادراً ما يحدث مرض «رييز Reyes syrdrome» الذي يسبب التهاب المخ واصابة الكبد.
وترتفع نسبة الوفيات بهذا المرض بين الأطفال عند استخدام الأسبرين.
وتعالج السعال الناتجة عن مرض الانفلونزا بالأدوية المضادة للسعال وأحياناً موســـعات الشـــعب الهوائية.
وعند حدوث مضاعفات وعدوى بكتيرية تستخدم المضادات الحيوية الفعالة القوية.
أدوية مضادة لفيروسات الأنفلونزا
الأدوية التي كانت تستخدم في علاج الانفلونزا هي أدوية مضادة للفيروسات وهما نوعان:
• امانتادين «Amantadine».
• ريمانتادين «Rimantadine».
وهي تعمل وفق آلية مختلفة عن الأدوية المكتشفة حديثاً هذه الأيام ولها أعراض جانبية تصيب الجهاز العصبي وليست فعالة ضد نوع الانفلونزا «B» التي تصيب البشر فقط وتستطيع فيروسات الانفلونزا بسهولة تكوين مقاومة ضد هذه الأدوية، لذا فإن الأشخاص الذين يتلقون العلاج بهذه الأدوية في المراحل الأولى من انتشار الوباء قد ينقلون إلى الآخرين نموذجاً جديداً من الفيروس لا يتجاوب مع هذه العقاقير.
العقاقير الفعالة الحديثة
أوضحنا بالتفصيل حينما تكلمنا عن تركيب فيروس الانفلونزا انه ينقسم إلى ثلاث فئات أو أنواع أو مجموعات هي
«A» - «B» - «C» وجميع الفيروسات حاملة للمادة الوراثية «RNA» وهو ما يُعرف بالحمض النووي الريبوزي التي تحوي 8 جينات ويحيط بها غشاء داخلي من البروتين.
كما يحميها من الخارج غلاف يحتوي نوعين من الجزئيات البروتينية السطحية وهما:
• جزيء الهيما جلويتنين «Haemagglutinin» ويرمز له بالبروتين «H» والذي يلعب دوراً أساسياً في قدرة الفيروس على اصابة خلايا الجهاز التنفسي ويتكاثر بداخلها.
• جزيء نيورامنيداز «Neuramindase» ويرمز له بالبروتين «N» ووظيفته تتمثل في خروج الفيروسات الوليدة من الجهاز التنفسي لتنتشر في أنحاء الجسم.
كان لا بد من التذكير بتركيب فيروس الانفلونزا لأن الأدوية المكتشفة حديثا لعلاج الانفلونزا تستهدف فيروس الانفلونزا مباشرة على عكس اللقاحات التي تعمل على تنشيط النظام المناعي لمنع الفيروس من الانتشار وعلى عكس الأدوية الأخرى التي لا تؤثر على الفيروس نفسه.
فالأدوية التي تستخدم هذه الأيام لعلاج الانفلونزا تثبط عمل جزيء البروتين نيورامنيداز الذي رمزنا له بالبروتين «N» ذلك الأنزيم الذي يعمل على خروج الفيروسات الوليدة من الجهاز التنفسي وانتشارها في الجسم.
والأدوية الحديثة هي:
• أوسيلتاميفير Oseltamivir كبسولات تعطى عن طريق الفم.
• زاناميفير «Zanamivir» يعطى عن طريق الاستنشاق.
وهي مستنبطات إنزيم نيورامنيداز الذي رمزنا له بالبروتين «N» الذي يعني في اللغة العربية «المرضب» ويلعب دورا في دخول الفيروس إلى الخلايا وتكاثر مجموعات فيروسات الانفلونزا المجموعة «A» والمجموعة «B».
وعقار اوسيلتاميفير يعطى عن طريق الفم «تاميفلو - فلوفلي» وعقار زاناميفير ويعطى عن طريق الاستنشاق.
وهذه الأدوية تقلل من خطورة وحِدة المرض وتعتمد نجاعة هذه الأدوية على عوامل عدة منها اعطاؤها في المراحل المبكرة في غضون 48 ساعة بعد ظهور الأعراض.
وتقلل هذه الأدوية من الوفاة نتيجة الاصابة بانفلونزا «H5 N1» التي أطلق عليها انفلونزا الطيور.
والمشكلة والعقبة في استخدام الأدوية مثبطات النيورمنيداز في محدودية القدرة على انتاجها وفي سعرها الباهظ جدا الذي يحول دون حصول البلدان عليها خصوصاً ان القدرة الانتاجية التي زادت بنسبة أربعة أضعاف في الآونة الأخيرة لا تكفي لعلاج 10 في المئة من سكان العالم.
أوسيلتا ميفير «تاميفلو - فلوفلي»
أوسيلتا ميفير «تاميفلو - فلوفلي» تعطى عن طريق الفم وهي مثبطات إنزيم نيورامنيداز الذي رمزنا له بجزيء البروتين «N» يمتص بسرعة عن طريق القناة الهضمية بواسطة المعدة والأمعاء ويتحول إلى الصورة النشطة في الكبد «اوسيلتا ميفير كربوكس لات».
ويتخلص الجسم من العقار عن طريق البول بواسطة الكلى.
ويستخدم في علاج البالغين والأطفال فوق سن، من عمرهم ويعطى للأشخاص الذين يعانون من أعراض الانفلونزا عندما تكون منتشرة في المجتمع.
وكذلك يعطى للشخص الذي يعنى ويطبب مريضا مصابا بالانفلونزا للشخص الذي يزيد عمره على 13 عاماً عندما تكون الانفلونزا منتشرة في المجتمع.
ولا يعتبر عقار أوسيلتا ميفير بديلا للقاح الانفلونزا ولا يعطى لمرضى الكبد ويعطى بحذر لمرضى الكلى.
والآثار الجانبية تشمل اضطرابا في المعدة والأمعاء مثل القيء وألم بالبطن وعسر الهضم أو الاسهال في بعض الأشخاص.
وفي حالات قليلة يعاني البعض من الصداع والدوخة والتعب والأرق واحتقان الملتحمة بالعين ونزيف من الأنف وطفح جلدي.
ونادراً ما يحدث التهاب في الكبد ومتلازمة ستفين جونسون على هيئة طفح في الجلد والأغشية المخاطية والتهاب شديد في الملتحمة بالعين.
وجرعات الدواء من سن الثالثة عشرة فيما فوق والذين يزيد وزنهم على 40 كيلوغراما يعطى الدواء حبة كل 12 ساعة أي مرتين في اليوم لمدة خمسة أيام.
ويعطى للأطفال من عمر سنة أو أكثر شراب أوسيلتا ميفير حسب الوزن أو العمر مرتين في اليوم لمدة خمسة أيام، أما زانا ميفير فيعطى عن طريق الاستنشاق مرتين في اليوم كل 12 ساعة من فوق عمر سبع سنوات.
العلماء يكتشفون علاجاً شافياً للأنفلونزا القاتلة
يعتقد العلماء أنهم اكتشفوا طريقة للتغلب على أقوى أنواع هجمات الانفلونزا بل وربما التغلب على مرض سارس أيضاً.
وقال العلماء في الكلية الملكية في لندن انهم تمكنوا من التحكم في استجابة الجهاز المناعي تجاه الانفلونزا. وقام الدكتور «تريس هاسل» وزملاؤه في الكلية الملكية باجراء التجارب على الفئران المصابة بالانفلونزا ذات الطفرات الجينية «A» وهي أقوى أنواع الانفلونزا التي حصدت أرواح أكثر من عشرين مليوناً (1918-1919).
وعندما تصيب الانفلونزا الجسم فإنها تطلق رد فعل مزدوجا للجهاز المناعي «خلايا (تاء) T-cell» التي تجوب الجسم في دوريات بحثاً عن الغزاة وهي تقوم بالبحث عن فيروس الانفلونزا وتقتله ثم خلايا («باء» - B-cell» التي تتبع خلايا «تاء 2» مباشرة وتقوم بانتاج الأجسام المضادة لمنع الجسد من استقبال العدوى نفسها مرة أخرى.
وتقوم خلايا «تاء 2» بانتاج معدل مرتفع من النشاط الخلوي ما يسمح للجسم بقتل الخلايا الضارة ولكن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى المشاكل.
يقول الدكتور هاسل: «خلال العدوى بالانفلونزا يقوم جهاز المناعة باستخدام كل امكاناته ضد العدوى الفيروسية ولكن ذلك يؤدي إلى ضرر بالغ، فالاستجابة المبالغ فيها للجهاز المناعي تتبع جزئيات الالتهاب التي تؤدي إلى ما يُعرف باسم (عاصفة الحركة الرتيبة)».
وأضاف: «من الطبيعي أن يقوم الكثير من الخلايا بالتجمهر في مجرى الدم ما يمنع انتقال الأوكسجين. وكان العلماء يحاولون التغلب على هذه المشكلة عن طريق وقف عمل خلايا «تاء 2» أولاً ولكن ذلك كان يمنع الجسم من التخلص من الفيروس كما يجعله عرضة للإصابة بأمراض أخرى.
وقام فريق الدكتور هاسل بتطوير طريقة للتحكم في خلايا «تاء 2» فقد اكتشفوا أن ايقاف جزئيات تسمى «OX 40» يتسبب في الاسراع من حركة هذه الخلايا وهو ما يمنعها من غلق المسارات الهوائية. وقال الدكتور ايان همفري الذي شارك في الدراسة: «جزئيات «OX 40» ترسل إشارات تبقي خلايا «تاء 2» النشطة في الرئة لفترة أطول بهدف مقاومة العدوى».
وقال: «ولكن بسبب الوصول للمزيد من هذه الخلايا طوال الوقت تطول فترة بقائها غير المرغوب فيه. وكبح هذه الاشارة يسمح لـ «خلايا تاء 2» بترك الرئة في وقت مبكر مخلفة وراءها جهازاً مناعياً قوياً. هذه الجزئيات من الممكن أن تعاق بواسطة استخدام عقار يسمى «OX 40 IG».
الأسبرين سبب انتشار وفيات أنفلونزا عام 1918
في مفاجأة مثيرة كشف مقال بحثي حديث عن أن الاسبرين كان سبب زيادة الوفيات لانفلونزا عام 1918 والتي تقدر ما بين 25 - 50 مليون شخص حول العالم.
وان الوفيات لم تحدث نتيجة الاصابة بالفيروس الوبائي وانما نتيجة العقار «الاسبرين» الذي كان يستخدم في معالجة وباء الانفلونزا.
وتشير صحيفة «النيويورك تايمز» الأميركية في هذا الشأن إلى ان الدكتورة كاترين ستاركو التي كانت واحدة من اوائل الكتاب الذين ربطوا بين الاسبرين ومرض «Reyes SYNDRO ME - متلازمة ريبز» المميت قد قامت بنشر هذا المقال الذي اشارت من خلاله إلى ان الجرعات الزائدة من «العقار الاعجازي» الجديد نسبيا قد تكون مميتة.
وتمضي الصحيفة لتقول ان ما اثار الشكوك لدى الدكتورة ستاركو هو ان الجرعات الكبيرة من الاسبرين التي لا تعتبر آمنة اليوم كان يشيع استخدامها في معالجة المرض وربما كان من الصعب التمييز ما بين اعراض الجرعات الزائدة للاسبرين والاعراض الخاصة بمرض الانفلونزا وبخاصة بين هؤلاء الاشخاص الذين يلقون حتفهم بعد اصابتهم بالمرض بفترة قصيرة.
ويعتقد احد المختصين المعاصرين في علم الامراض ان مقدار الضرر الذي اصاب الرئة وأظهرته عمليات تشريح الجثث في حالات الوفاة المبكرة كان يعزى بنسبة ضيئلة لمرض الالتهاب الرئوي الفيروسي، مشيرا إلى حتمية وجود سبب آخر لتلك الكميات السائلة الدموية الكبيرة في الرئتين.
ويذكر ان الاسبرين كان يتم انتاجه في علب دون ان تحتوي على تحذيرات خاصة بدرجة السمية وعدد قليل من التعليمات الخاصة بالاستخدام.
وفي خريف 1918 عندما انتشر الوباء بصورة قاتلة من دون وجود علاج واضح الامر الذي اضطر اطباء الجراحة العامة وسلاح البحرية الاميركي إلى التوصية بالاسبرين كعلاج للمرض وقد قام الجيش بشراء كميات كبيرة من العقار انذاك.
اما دكتور دافيد مورينز اختصاصي علم الاوبئة في المعاهد الوطنية للصحة فالبرغم من انه يشك في ان اكثر من عدد قليل من الوفيات يمكن ان يعزى إلى تناول جرعة زائدة من الاسبرين الا انه يرى ان دراسة د. ستاركو قيمة لانها حاولت النظر إلى العوامل البيئية او العوامل المضيفة التي قد يكون لها دور في المسألة. وتابع بالقول: «لم نكن قادرين على شرح جميع حالات الوفاة إلى الشبان البالغين المصابين بالفيروس ذاته».
استخدام الأسبرين يهدد المصابين بـ «H1N1»
حذر الدكتور سعيد شلبي أستاذ الأمراض الباطنية والكبد بالمركز القومي للبحوث في مصر الصغار المصابين بأنفلونزا «H1N1» ممن هم دون الثامنة عشرة من تناول الاسبرين عند الاحساس بأعراض المرض مثل ارتفاع الحرارة وآلام المفاصل والعضلات والصداع وذلك لآثارها الضارة على المخ حيث تتسبب في اضرار جسيمة بخلاياه.
ونصح الدكتور سعيد شلبي بضرورة طلب المساعدة الطبية بمجرد ظهور أعراض مشابهة للانفلونزا خاصة لدى التي تعاني من أمراض مزمنة.
مؤكداً ان حالات الوفيات الثلاث بأنفلونزا «H1N1» التي حدثت في مصر «ثلاث حالات» كانت جميعها نتيجة الاصابة بأمراض مثل القلب والسكري والأمراض الصدرية.
وأوضح شلبي ان الفئات الأكثر تأثراً بأنفلونزا «H1N1» هم الاطفال دون الخامسة وكبار السن فوق 65 سنة والحوامل والمصابون بأمراض صدرية ومرض القلب والسكر والكلى والسمنة المرضية.
مؤكداً على ضعف مناعة هؤلاء الفئات مما يجعل من الصعب عليهم مقاومة المرض ويجعلهم عرض للإصابة، فأمراض أخرى تؤدي بحياتهم حسب قوله.
ونصح شلبي انه يجب سرعة الذهاب الى المستشفى للعلاج عند الاحساس بصعوبة في التنفس وزرقة الجلد وألم ضاغط في الصدر أو في البطن والشعور المفاجئ بالدوار والارتباك وقيء شديد مستمر وظهور الحمى وطفح جلدي.
ومن المعروف ان استخدام الاسبرين عند الاصابة بالأمراض الفيروسية مثل الانفلونزا والجديري المائي يسبب متلازمة ربيزر في الاشخاص أقل من ثمانية عشر عاماً.
وباختصار ان مرض رينز مرض خطير يسبب تورم الدماغ وتلف الكبد.
أدوية واعدة لعلاج الأنفلونزا
اكتشف علماء معهد Rensselaer Palytechinic الاميركي طريقة جديدة لمكافحة فيروسات الانفلونزا ومن المعروف ان فيروس الانفلونزا «A» يتم تصنيفه على اساس جزيء بروتينات هيموغلوتينين ويرمز له بالبروتين «H» والذي يلعب دورا اساسيا في قدرة الفيروس على اصابة خلايا الجهاز التنفسي باندماجه مع مستقبلات موجودة حول الخلية ويتكاثر بداخلها.
ويتم تصنيفه على اساس شكل جزيء بروتينات نيورامنيداز «newraminidase» الذي يرمز له ببروتين «N» ودوره يتمثل في خروج الفيروسات الوليدة من الجهاز التنفسي لتنتشر في انحاء الجسم.
وهذه الجزيئات البروتينية «H - N» على سطح الفيروس تحميه من الخارج.
وتقوم العقاقير الحالية باستهداف جزيء بروتين «N» نيورامنيداز وهو انزيم يعمل على انتشار الفيروس كما ذكرنا ويعطل قدرة الفيروس على الخروج من الخلايا المصابة وإحداث عدوى في مكان آخر في الجسم.
أما الطريقة الجديدة فتقوم على استهداف بروتينات «H - N» وهو ما يؤدي الى عدم ارتباط الفيروس من الاصل بالخلايا بالاضافة الى عدم استطاعته الخروج منها في حال حدوث الاصابة.
وتظهر الاختبارات ان العملية الجديدة تظهر فاعلية في الارتباط بجزيء البروتين «H» عن طريق الارتباط بحامض «Sialicacid» وهو الحامض المرضب «من الرضاب».
ويقول العلماء انه يمكن تعديل الطريقة الجديدة بشكل محدد لاستهداف إما جزيء بروتين «H» أو جزيء بروتين «N» وإما الاثنين معا «H - N» وذلك طبقا لنوع الطفرة الموجودة بنوع الانفلونزا
http://alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/10/23/06.top.02_smaller.jpg
نهاية سعيدة بإذن الله لحكاية الأنفلونزا مع البشرية
http://alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/10/23/06.top.03_smaller.jpg
تحذير من استخدام الأسبرين كخافض للحرارة ومسكن لأعراض الأنفلونزا
http://alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/10/23/06.top.04_smaller.jpg
الغذاء الصحي المتوازن يقوي جهاز المناعة .