د/ نايف العتيبي
18-Oct-2009, 10:11 PM
صفة صلاة الاستسقاء
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه
وبعد :
فهذه السطور أذكر فيها صفة صلاة الاستسقاء بإيجاز :
أولا : الاستسقاء هو طلب السقيا من الله مشتقة من السقي الذي هو سقي الماء، قال الله -تعالى-: (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ ) يعني: طلب لقومه أن يسقوا، فيقال استسقى المسلمون يعني: طلبوا من ربهم أن يسقيهم؛ وتسمى أيضا صلاة الاستغاثة لأن الناس يطلبون ربهم أن يغيثهم ، وذلك لأن الناس لا يستغنون عن ربهم، ولا عن فضله، فإن العباد محتاجون إليه في كل حالة، لا غنى بهم عن ربهم طرفة عين، فالناس عندما يحتاجون للمطر يخرجون للمصلى ويدعون الله أن يسقيهم ، ويجب أن يعلم الناس أن الجدب والقحط الذي يصيبهم هو بسبب ذنوبهم وتقصيرهم في جنب الله قال الله -تعالى-: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) .
ثانيا : حكم صلاة الاستسقاء ، حكمها سنة مؤكدة وهي من آكد السنن ، وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن الناس شكوا الجدب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بهم واستسقى الله لهم فأغاثهم الله .
ثالثا : صفة صلاة الاستسقاء هي كصلاة العيد، يعني: أنه يبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا أذان ولا إقامة ، هذا هو القول الراجح، يبدأ بالصلاة ركعتين، صفتهما كركعتي العيد، يفتتح الأولى بسبع تكبيرات بعد التحريمة، يقف بين كل تكبيرتين قدر ما يقول: "الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا إلى آخره، كذلك في الركعة الثانية يفتتحها بخمس تكبيرات، يجهر فيها بالقراءة، يقرأ فيها الفاتحة وبعدما ما تيسر، سواء قرأ بسبح والغاشية أو بغيرهما، يرفع يديه مع كل تكبيره من التكبيرات الزوائد وبعد ما يصلي ركعتين يخطب بهم خطبة واحدة، وإن أطال وجلس وخطب ثانية فله ذلك؛ لأن الجلوس بين خطبتي الجمعة لأجل أن يريح نفسه بعد الخطبة الأولى.
رابعا : ويسن للخطيب في الخطبة أن يقف على مكان مرتفع، يجعل له مكان مرتفعا بدرجتين أو ثلاث، يأمر الناس بالتوبة، وذلك لأن الذنوب سبب العقوبات، والتوبة تمحو الذنوب، التوبة هي الإقلاع عن السيئات والمخالفات، يأمرهم بترك الظلم ، ورد المظالم ويحثهم على الصدقة ، ويكثر من الاستغفار والدعاء والاستغاثة ويقول : (اللهم اسقنا غيثاً، مغيثاً، مريئاً، مريعاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل) ويقول : (اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت ) ويقول : (اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا ) ويقول : (اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا )وكذلك (اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ) ويقول : (اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا، أو اللهم ارفع عنا الجوع، ارفع عنا الجوع والجهد والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إن بالعباد والبلاد من اللاؤاء والشدة والضيق والضنك ما لا نشكوه إلا إليك ) ، ويكثر من الأدعية بعد الموعظة وبعد التذكير.
ويسن للناس أن يخرجوا إلى الصلاة أيضا بتخشع، أي: بخشوع وخضوع خاشعة أبصارهم، ذليلة أبدانهم، منكسرة قلوبهم، يخرجون بتذلل ومبتذلين في لباسهم ، أي: يؤثرون التذلل، الذل لله -تعالى- سبب للعز، فيتركون الترفع بأنفسهم والشموخ بأنوفهم والتكبر على ربهم، بل يتذللون لله ويستكينون له، كذلك يتضرعون، التضرع هو كثرة الدعاء مع الإلحاح فيه ومع إظهار الضراعة التي هي الخشية ونحوها .
خامسا : إذا فرغ من الخطبة والدعاء يسن له أن يحول ردائه وكذلك يفعل الناس مثله ،
سادسا : بعد الخطبة يستقبل القبلة ويدعو، كذلك أيضا المصلون يدعون ويرفعون أيديهم دعاء خفيا، ثم يقلبون أرديتهم، يجعل ظاهره باطنه، إذا كان عليه رداء جعل باطنه ظاهره، وإن كان عليه عباءة أو مشلة جعل ظاهره باطنه، يعني: قلبه، وإن لم يكن عليه إلا عمامته قلبها أيضا، أي: حولها فجعل الظاهر باطنا، قيل إن الحكمة في ذلك أن تتحول الحال أن يحول الله -تعالى- حالتهم من بؤس إلى سعة، من ضيق إلى سعة، من شدة إلى فرج، من قحط إلى خصب، يحول الله -تعالى- حالتهم .
نسأل الله أن يرحمنا برحمته ويرزقنا من فضله إنه ولي ذلك والقادر عليه والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .
جمع / د.نايف بن محمد العصيمي
29/10/1430هـ
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه
وبعد :
فهذه السطور أذكر فيها صفة صلاة الاستسقاء بإيجاز :
أولا : الاستسقاء هو طلب السقيا من الله مشتقة من السقي الذي هو سقي الماء، قال الله -تعالى-: (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ ) يعني: طلب لقومه أن يسقوا، فيقال استسقى المسلمون يعني: طلبوا من ربهم أن يسقيهم؛ وتسمى أيضا صلاة الاستغاثة لأن الناس يطلبون ربهم أن يغيثهم ، وذلك لأن الناس لا يستغنون عن ربهم، ولا عن فضله، فإن العباد محتاجون إليه في كل حالة، لا غنى بهم عن ربهم طرفة عين، فالناس عندما يحتاجون للمطر يخرجون للمصلى ويدعون الله أن يسقيهم ، ويجب أن يعلم الناس أن الجدب والقحط الذي يصيبهم هو بسبب ذنوبهم وتقصيرهم في جنب الله قال الله -تعالى-: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) .
ثانيا : حكم صلاة الاستسقاء ، حكمها سنة مؤكدة وهي من آكد السنن ، وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن الناس شكوا الجدب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بهم واستسقى الله لهم فأغاثهم الله .
ثالثا : صفة صلاة الاستسقاء هي كصلاة العيد، يعني: أنه يبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا أذان ولا إقامة ، هذا هو القول الراجح، يبدأ بالصلاة ركعتين، صفتهما كركعتي العيد، يفتتح الأولى بسبع تكبيرات بعد التحريمة، يقف بين كل تكبيرتين قدر ما يقول: "الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا إلى آخره، كذلك في الركعة الثانية يفتتحها بخمس تكبيرات، يجهر فيها بالقراءة، يقرأ فيها الفاتحة وبعدما ما تيسر، سواء قرأ بسبح والغاشية أو بغيرهما، يرفع يديه مع كل تكبيره من التكبيرات الزوائد وبعد ما يصلي ركعتين يخطب بهم خطبة واحدة، وإن أطال وجلس وخطب ثانية فله ذلك؛ لأن الجلوس بين خطبتي الجمعة لأجل أن يريح نفسه بعد الخطبة الأولى.
رابعا : ويسن للخطيب في الخطبة أن يقف على مكان مرتفع، يجعل له مكان مرتفعا بدرجتين أو ثلاث، يأمر الناس بالتوبة، وذلك لأن الذنوب سبب العقوبات، والتوبة تمحو الذنوب، التوبة هي الإقلاع عن السيئات والمخالفات، يأمرهم بترك الظلم ، ورد المظالم ويحثهم على الصدقة ، ويكثر من الاستغفار والدعاء والاستغاثة ويقول : (اللهم اسقنا غيثاً، مغيثاً، مريئاً، مريعاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل) ويقول : (اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت ) ويقول : (اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا ) ويقول : (اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا )وكذلك (اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ) ويقول : (اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا، أو اللهم ارفع عنا الجوع، ارفع عنا الجوع والجهد والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إن بالعباد والبلاد من اللاؤاء والشدة والضيق والضنك ما لا نشكوه إلا إليك ) ، ويكثر من الأدعية بعد الموعظة وبعد التذكير.
ويسن للناس أن يخرجوا إلى الصلاة أيضا بتخشع، أي: بخشوع وخضوع خاشعة أبصارهم، ذليلة أبدانهم، منكسرة قلوبهم، يخرجون بتذلل ومبتذلين في لباسهم ، أي: يؤثرون التذلل، الذل لله -تعالى- سبب للعز، فيتركون الترفع بأنفسهم والشموخ بأنوفهم والتكبر على ربهم، بل يتذللون لله ويستكينون له، كذلك يتضرعون، التضرع هو كثرة الدعاء مع الإلحاح فيه ومع إظهار الضراعة التي هي الخشية ونحوها .
خامسا : إذا فرغ من الخطبة والدعاء يسن له أن يحول ردائه وكذلك يفعل الناس مثله ،
سادسا : بعد الخطبة يستقبل القبلة ويدعو، كذلك أيضا المصلون يدعون ويرفعون أيديهم دعاء خفيا، ثم يقلبون أرديتهم، يجعل ظاهره باطنه، إذا كان عليه رداء جعل باطنه ظاهره، وإن كان عليه عباءة أو مشلة جعل ظاهره باطنه، يعني: قلبه، وإن لم يكن عليه إلا عمامته قلبها أيضا، أي: حولها فجعل الظاهر باطنا، قيل إن الحكمة في ذلك أن تتحول الحال أن يحول الله -تعالى- حالتهم من بؤس إلى سعة، من ضيق إلى سعة، من شدة إلى فرج، من قحط إلى خصب، يحول الله -تعالى- حالتهم .
نسأل الله أن يرحمنا برحمته ويرزقنا من فضله إنه ولي ذلك والقادر عليه والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .
جمع / د.نايف بن محمد العصيمي
29/10/1430هـ