هنيدس الروقي
17-Aug-2004, 08:08 PM
كنا قد أجبنا على سؤال للأخ الكريم (روق) عندما سأل عن معنى كلمتي برقا وروق ، وإتماماً للفائدة وحتى يعلم ابناء القبيلة عظم مكانة قبيلتهم وعروبتها وأصالتها السامية ، نقول : كان هذا الموضوع سيطرح في نهاية البحث الذي كتبناه تحت أسم (العرب والإفتخار السامي) وكنا قد جمعنا فيه اسماء فروع عتيبة في اللغة ذلك ان معظم فروع عتيبة هي عربية فصحى وبعضها أصوله أقدم من العربية وكنا قد عملنا مقارنات في اللغات السامية والآرامية والسريانية القديمة لاسماء كثيره كروق وقسور وغيرها والتي قد ذكر بعضها في اللغات الآشورية القديمة مركباً أو مع اسماء أخرى أو اسماء اشارة أو تفخيم ولكننا حذفنا ما يتصل باللغات القديمة هنا ، لنعرض فقط ما جاء عن معاني مسميات فروع عتيبة في لغة العرب وقواميسهم ذلك ان عتيبة (هوازن) قبيلة كما أشرنا من قبل تعتبر معقل من معاقل الضاد ويخالطها معقل آخر عظيم من معاقل اللغة العربية هو قريش لهذا جاءت القواميس العربية طافحة بالمعاني لتلك المسميات العربية الصريحة . والهدف هو إعلام الأجيال المتأخرة بأن هذه الاسماء هي اسماء عربية سامية قديمة نفخر بها لانها تربطنا بماضي العرب السحيق .
عُتَيْبَةُ
وهو الإسم الذي اجتمعت فيه قبائل هوازن .
قالت العرب : العَتَبَةُ: الشِّدَّةُ والأَمْرُ الكَرِيهُ، كالعَتَبِ محركة أَي فِيهِمَا. وحُمِلَ عَلَى عَتَبٍ من الشَّرِّ وَعَتَبَة أَي شِدَّة. . ويُقَالُ: مَا فِي هَذَا الأَمْرِ رَتَبٌ ولا عَتَبٌ، أَي شِدَّةٌ. وفي حَدِيثِ عَائِشَة إِنَّ عَتَبَاتِ المَوْتِ تَأْخُذُها أَي شَدَائِده. وحُمِل فُلاَنٌ على عَتَبَةِ كَرِيهَةٍ وعلى عَتَبٍ كَرِيهٍ منَ البَلاَءِ والشَّرِّ. قَال الشَّاعِر:
يُعْلَى عَلَى العَتَبِ الكَرِيه ويُوبَسُ
والعَتَبَةُ: أُسْكُفَّة البَابِ ، أَو العَتَبَةُ العُلْيَا مِنْهُمَا، والخَشَبَةُ الَّتِي فَوْقَ الأَعْلَى: الحَاجِبُ، والأُسْكُفَّةُ السُّفْلَى، والعَارِضَتَان العُضَادَتَانِ، والجَمْعُ عَتَبٌ وعَتَبَاتٌ. والعَتَبُ أَيْضَاً الدَّرَجُ، وَعَتَّب عَتَبَةً: اتَّخَذَهَا. وَعَتَبُ الدَّرَجِ. مَرَاقِيهَا إِذَا كَانَت مِنْ خَشَبٍ، وكُلُّ مِرْقَاةِ منْها عَتَبَةٌ. وفي حَدِيثِ ابن النَّحَّام قَالَ لِكعْب بن مُرَّةَ وَهُوَ يُحَدِّثُ بِدَرَجَاتِ المُجَاهِدِين: ما الدَّرَجَةُ?: فَقَال: أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ كَعَتَبَةٍ أُمِّك. أَيْ أَنَّهَا لَيْسَت بِالدَّرَجَة الَّتِي تَعْرِفُهَا فِي بَيْتِ أُمِّكَ، فَقَدْ رُوِي أَنَّ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْن كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ وتَقُولُ: عَتِّب لِي عَتَبَةً فِي هَذَا المَوْضِعِ إِذَا أَردْتَ أَنْ تَرْقَى بِهِ إِلَى مَوْضِعٍ تَصْعَدُ فِيهِ.
والعَرَبُ تَكْنِي عَنِ المَرْأَة بالعَتَبة، والنَّعْلِ، والقَارُورَةِ، والبَيْتِ والدُّمْيَةِ، والغُلِّ، والقَيْدِ، والرَّيْحَانَةِ، والقَوْصَرَّةِ، والشَّاةِ، والنَّعْجَةِ. ومِنْه حَدِيثُ إِبرَاهِيمَ الخليل عَلَيْهِ السَّلاَم: غَيِّر عَتَبَة بَابِك. والعَتَبُ أَي مُحَرَّكَةً أَطْلقَه لاسْتِغْنَائِه عَنْ ضَبْطِهِ بِمَا قَبْلَه كَمَا هُوَ عَادتُه: مَا بَيْنَ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى أَوْ مَا بَيْنَ الوُسْطَى والبِنْصرِ. والعَتَبُ: مَا بَيْنَ الجَبَلَيْنِ: وعَتَبَةُ الوَادِي: جَانِبُه الأَقْصَى الَّذِي يَلِي الجَبَلَ. العَتَب: ما دَخَلَ في الأَمْرِ من الفَسَادِ. والعَتَبُ في العَظْم: النَّقْصُ وَهُوَ إِذَا لم يُحْسَنْ جَبْرُه وَبَقِيَ فِيهِ وَرَمٌ لاَزِم أَو عَرَجٌ. وبِهِ فُسِّر حَدِيثُ ابْنِ المُسَيِّب كُلُّ عَظْمٍ كُسِرَ ثَمَّ جُبِر غَيْرَ مَنْقُوصٍ وَلاَ مُعْتَبٍ فَلَيْسَ فِيهِ إِلاَّ إِعْطَاء المُدَاوِي، فإِنْ جُبِرَ وبِهِ عَتَبٌ فإِنَّهُ يُقَدَّر عَتَبُهِ بِقيمَةِ أَهْلِ البَصَرِ قَالَ:
فَمَا فِي حُسْنِ طَاعَتِنَا *** وَلاَ فِي سَمْعِنَا عَتَبُ
وَعَتَبُ السَّيْفِ: الْتِوَاؤُه عِنْدَ الضَّرِيبَة ونَبْوَتُه قَالَ:
أَعْدَدْتُ للحَرْبِ صَارماً ذَكَراً *** مُجَرَّبَ الوَقْعِ غَيْرَ ذِي عَتَبِ
ويُقَالُ: مَا فِي طَاعَةِ فُلاَنٍ عَتَبٌ، أَي الْتِوَاءٌ ولا نَبْوَةٌ. ومَا فِي مَوَدَّتِه عَتَبٌ، إِذَا كانَتْ خَالِصَةً لا يَشُوبُها فَسَاد. والعَتَبُ: العَيْبُ: قَالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَة:
لاَ فِي شَظَاهَا ولا أَرْسَاغِهَا عَتَبٌ
أَي عَيْبٌ وهو مِنْ قَوْلِكَ لا يُتَعَيَّبُ عَلَيْه فِي شَيْء، قَالَهُ ابنُ السِّكِّيت. عَتَبُ العُودِ: مَا عَلَيْه أَطْرَافُ الأَوْتَارِ مِنْ مُقَدَّمِهِ، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ قَوْلَ الأَعْشَى:
وثَنَى الكَفَّ عَلَى ذِي عَتَـبٍ *** يَصِلُ الصَّوْتَ بِذي زِيرٍ أَبحّْ
العَتَبُ: الدَّسْتَانَاتُ، قَالَه أَبُو سَعِيد وقيل: العَتَبُ: العِيدَانُ المَعْرُوضَةُ عَلَى وَجْهِ العُودِ، مِنْهَا تُمَدُّ الأَوْتَارُ إِلَى طَرَفِ العُودِ. العَتَب: الغِلَظُ مِنَ الأَرْضِ وَعَتَبُ الجِبَالِ والحُزُونِ: مَرَاقِيها العَتَبُ جَمْعُ العَتَبَة أَي عَتَبَةِ البَابِ، كالعَتَبَاتِ، وقد تَقَدَّم. والعَتْبُ أَي بفَتْح فَسُكُونٍ : المَوْجِدَةُ بِكَسْرِ الجيمِ، وهو الغَضَب الَّذِي يَحْصُل مِنْ صَدِيق كالعَتَبَانِ، مُحَرَّكَة، هَكَذَا في نُسْخَتِنَا، وضَبْطَه شَيْخُنَا بالضَّمِّ، وَهُوَ في بَعْضِ الأَمَّهَاتِ بالكَسْرِ. والمَعْتَبُ كمَقْعَدٍ، والمَعْتَبَةُ بِزِيَادَةِ الهَاء، والمَعْتِبَةُ بكَسْرِ التَّاءِ المُثَنَّاةِ لا المِيم كَمَا وَهِم فِيهِ بَعْضُهُم، وبِهِمَا رُوِي في الحَدِيث: كَانَ يَقُولُ لأَحَدِنَا عِنْدَ المَعْتِبَة: مَالَه تَرِبَتْ يَمِينُه. يقال: عَتَبَ عَلَيْه إِذَا وَجَدَ عَلَيْهِ، قَال الغَطَمَّشُ الضَّبِّيُّ وهُوَ مِنْ بَنِي شَقِرَة بْنِ كَعْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ ابْنِ ضَبَّةَ:
أَقُولُ وَقَدْ فَاضَتْ لعَيْنِيَ عَبْرَةٌأَرَى الدَّهْرَ يَبْقَى والأَخِلاَّءُ تَذْهَبُ
أَخِلاَّيَ لَوْ غَيْرُ الحِمَامِ أَصَابَكُمعَتَبْتُ وَلكِنْ مَا عَلَى الدَّهْرِ مَعْتَبُ
عَتَبْتُ أَي سَخِطْتُ، أَيْ لو أُصِبْتُم في حَرْبٍ لأَدْرَكْنَا بثَأْركمْ وانْتَصَرْنَا ولَكِنّ الدَّهْرَ لا يُنْتَصَرُ مِنْهُ. العَتْبُ: المَلاَمَة، كالعِتَابِ والمُعَاتَبَة. عَاتبَه مُعَاتَبَة وعِتَاباً: لامَهُ. قَالَ:
أُعَاتِبُ ذَا المَوَدَّةِ مِنْ صَدِيقٍ *** إِذَا مَا رَابَنِي مِنْهُ اجْتِنَـابُ
إِذَا ذَهَبَ العِتَابُ فَلَـيْسَ وُدٌّ *** وَيَبْقَى الوُدُّ مَا بَقِي العِتَابُ
والعِتِّيبَى بالكَسْر كخِلِّيفى. ويُقَالُ: مَا وَجَدْتُ في قَوْله عُتْبَاناً، وذَلِكَ إِذَا ذَكَر أَنَّه أَعْتَبَك ولم تَرَ لِذلِك بَيَاناً. وقَال بَعْضُهم: ما وَجَدْتُ عِنْدَه عَتْباً ولا عِتَاباً. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: لَمْ أَسْمَع العَتْبَ والعُتْبَانَ والعِتَابَ بِمَعْنَى الإِعْتَابِ، إِنَّمَا العَتْبُ والعُتْبَانُ: لَوْمُكَ الرَّجلَ عَلَى إِسَاءَةٍ كَانَتْ لَهُ إِلَيْكَ فاسْتَعْتَبْتَه مِنْهَا، وكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ اللَّفْظَيْنِ يَخْلُص للعَاتِب، فإِذَا اشْتَرَكَا فِي ذَلِك وذَكَّر كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَه مَا فَرَط مِنْهُ إِلَيْه من الإِسَاءَةِ فَهُوَ العِتَابُ والمُعَاتَبَةُ. وسَيَأْتِي مَعْنَى الإِعْتَابِ والاسْتِعْتَاب. العَتْبُ في الفَحْلِ: الظَّلَعُ أَوِ العَقْلُ أَو العُقْرُ. العَتْبُ فِيهُ أَيْضاً: المَشْيُ على ثَلاثِ قَوَائِمَ مِنَ العُقْرِ أَو العَقْل، كأَنه يَقْفِز قَفْزاً. العَتْب فِيكَ: أَنْ تَثِبَ بِرِجْلٍ وَاحِدَة وتَرْفَعَ الأُخْرَى وكَذَلِكَ الأَقْطَعُ إِذَا مَشَى عَلَى خَشَبَة، وَهَذَا كُلُّه تَشْبِيهٌ، كأَنَّه يَمْشِي عَلَى عَتَبِ دَرَجٍ أَوْ جَبَلٍ أَو حَزْنِ فَيَنْزُو مِنْ عَتَبَةٍ إِلَى أُخْرَى. وِفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ في رَجُلٍ أَنْعَلَ دَابَّة رَجُلٍ فَعَتِبَتْ أَي غَمَزَتْ ويُرْوَى عَنِنَتْ بالنُّونِ، وسَيَأْتِي في مَوْضِعِه كَالعَتَبَانِ مُحَرَّكة، وَهُوَ عَرَجُ الرِّجْلِ. والتَّعْتَابُ أَي بالفَتْح كتَذْكَار وَهُوَ أَيْضاً إِعْتَابُ العَظْم بَعْدَ الجَبْرِ كما سَيَأْتي. وَعَتَبَ البَرْقُ عَتَبَاناً مُحَرَّكةً إِذَا بَرَقَ بَرْقاً وِلاَءً يَعْتُبُ ويَعْتِبُ بالضَّمِّ والكَسْرِ في الكُلِّ، أَي فِي كُلّ مِمَّا ذُكِرَ مِنْ مَعْنَى العَتَبَة، والعَرَجِ، والمَوْجِدَة، والظَّلَع، والوُثُوبِ، والبَرْقِ، وإِن أُغْفِل عَنِ الأَخِيرِ، وَفِي عَتَبَ مِنْ مَكَانٍ إلى مكان ومن قَوْلٍ إِلَى قَوْل إِذَا اجْتَازَ، فالمَنْصُوصُ في مُضَارِعه الكَسْرُ وهَذَا أَيْضاً مِمَّا أَغْفَلَهُ. والتَّعَتُّبُ: التَّجَنِّي. تَعَتَّب عَلَيْه وتَجَنَّى عَلَيْه بِمَعْنىً وَاحِدٍ. وتَعَتَّب عَلَيْه: وَجَدَ عَلَيْهِ. والتَّعَاتُبُ والمُعَاتَبَةُ وكَذَلِك التَّعَتُّبُ: الثَّلاَثَةُ بِمَعْنَى تَوَاصُف المَوْجِدَةِ أَي مُذَاكَرَتهَا. قال الأَزْهَرِيّ: التَّعَتُّبُ والمُعَاتَبَةُ والعِتَابُ كُلُّ ذَلِكَ مُخَاطَبَةُ الإِدْلاَلِ، وكَلاَمُ المُدِلِّينَ أَخِلاَّءَهم طَالِبينَ حُسْنَ مُرَاجَعَتِهِم ومذاكرة بَعْضِهِم بَعْضاً ما كَرِهُوه مِمَّا كَسَبَهُم المَوْجِدَةَ. قُلْتُ: وَهُوَ كَلاَمُ الخَلِيل، وكذَا فِي الصِّحَاح والمِصْبَاح والاقْتِطَافِ. والعِتْبُ بالكَسْرِ المُعَاتِبُ: صَاحبَه أَوْ صَدِيقَه كَثِيراً في كُلِّ شَيْءٍ إِشْفَاقاً عليه ونَصِيحَةً لَه. والأُعْتُوبَةُ بالضّم: مَا تُعُوتِبَ بِه. يُقَالُ: بَيْنهُم أُعْتُوبَةٌ يَتَعَاتَبُونَ بِهَا، وذَلِكَ إِذَا تَعَاتَبُوا أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُم العِتَابُ. والمُعَاتَبَةُ: التّأْدِيبُ والتَّرْوِيضُ. ومِنْهُ الحَدِيثُ عَاتِبُوا الخَيْلَ فإِنَّهَا تُعْتِبُ أَي أَدِّبُوهَا وَرَوّضُوهَا لِلْحَرْبِ والرُّكُوب، فإِنَّهَا تَتَأَدَّبُ وتَقْبَلُ العِتَابَ. والعُتْبَى بالضَّمِّ: الرِّضَا يُوضَع مَوْضِعَ الإِعْتَابِ، وَهُوَ الرُّجُوعُ عَنِ الإِسَاءَة إِلَى ما يُرْضِي العَاتِبَ. واستَعْتَبَه: أَعْطَاهُ العُتْبَى كأَعْتَبه، يقال: أَعْتَبَه: أَعْطَاه العُتْبَى ورَجَع إِلى مَسَرَّتِهِ. قَالَ سَاعدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:
شَابَ الغُرَابُ ولا فُؤَادُكَ تَارِكٌ *** ذِكْرَ الغَضُوبِ ولا عِتَابُكَ يُعْتَبُ
أَي لا يُسْتَقْبَل بِعُتْبَى. وَتَقُولُ: قد أَعْتَبَنِي فُلاَنٌ أَي تَرَكَ ما كُنْتُ أَجِدُ عَلَيْهِ من أَجْلِه وَرَجَع إِلَى مَا أَرْضَانِي عَنْهُ بَعْد إِسْخَاطِه إِيَّايَ عَلَيْه. ورُوِي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: فإِنِ اسْتُعْتِبَ الأَخُ فلم يُعْتِب فإِنَّ مَثَلَهُم فِيهِ كَقَوْلِهِم: لك العُتْبَى بأَنْ لاَ رَضِيتَ. قال الجوهريّ: هَذَا إِذَا لَمْ تُرِدِ الإِعْتَابَ قال: وهَذَا فِعْلٌ مُحَوَّلٌ عن مَوْضِعِه، لأَنَّ أَصْلَ العُتْبَى رُجُوعُ المُسْتَعْتِبِ إِلَى مَحَبَّةِ صَاحِبِه، وَهَذَا عَلَى ضِدِّه. ومِنْهُ قَوْلُ بِشْرِ بْنِ أَبي خَازِم:
غَضِبَتْ تَمِيمٌ أَنْ تُقَتَّلَ عَامِرٌ *** يومَ النِّسَارِ فأَعتِبُوا بالصَّيْلَمِأَي أَعتَبْنَاهم بالسَّيْفِ، يَعْنِي أَرضَيْنَاهم بالقَتْل. وَقَالَ شَاعِرٌ:
فدَعِ العتَابَ فَرُبَّ شَرٍّ *** هَاجَ أَوَّلُه العِتَـابُ
وفي الحَدِيث لا يُعَاتَبُونُ في أَنْفُسِهم يَعْنِي لعِظَم ذُنُوبهِم وإِصْرَارِهم عَلَيْهَا وإِنَّمَا يُعَاتَبُ مَنْ تُرْجَى عِنْدَه العُتْبَى، أَي الرُّجُوعُ عَنِ الذَّنْبِ والإِسَاءَة، وَفِي المَثَلِ ما مُسِيءٌ مَنْ أَعْتَبَ. استَعْتَبَه: طَلَبَ إِلَيْه العُتْبَى أَوْ طَلَب مِنْه. تَقُولُ: استَعْتَبْتُه فأَعْتَبَنِي أَي استَرْضَيْتُه فأَرْضَانِي واسْتَعْتَبْتُه فَمَا أَقَالِنِي. والاستِعْتَابُ: الاستْقَالَة. واستَعْتَبَ فُلاَنٌ إِذَا طَلَب أَنْ يُعْتَبَ أَي يُرْضَى. والمُعْتَبُ: المُرْضَى ضِدّ، وَفِي الحَدِيثِ ولا بَعْدَ المَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ أَي اسْتِرْضَاءٍ؛ لأَنَّ الأَعْمَالَ بَطَلَت وانْقَضَى زمَانُهَا ومَا بَعْدَ المَوْتِ دَارُ جَزَاءٍ لا دَارُ عَمَل. والاستِعْتَابُ: الرُّجُوعُ عَن الإِسَاءَة وتَطَلُّبُ الرِّضَا. وبِالوَجْهَيْن فُسِّر قَوْلُ أَبِي الأَسْوَد:
فأَلفَيْتُه غَيْرَ مُسْتَعْتِـبٍ *** ولا ذَاكِرَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاَ
وأَعْتَبَ عَنِ الشَّيْءِ: انْصَرَفَ كاعْتَتَبَ. قَال الفَرَّاءُ: اعتَتَبَ فُلاَنٌ إِذَا رَجَعَ عَنْ أَمْرٍ كَانَ فِيهِ إِلَى غَيْره، منْ قَوْلِهم: لَكَ العُتْبَى أَي الرُّجُوعُ ممَّا تَكْرَهُ إِلى مَا تُحِبّ. ويُقَالُ في العَظْمِ المَجْبُور: أُعْتِبَ فهو مُعْتَب كأُعْنِتَ وهو التَّعْتَابُ، وأَصْلُ العَتْبِ الشِّدَّةُ، كَمَا تَقَدَّم. العِتْبَانُ أَي بِالكَسْرِ: الذَّكَرُ مِنَ الضِّبَاعِ، عن كُرَاع. وأُمُّ عِتَاب كَكِتَابٍ وأُمُّ عِتْبَان بالكَسْرِ كِلْتَاهُمَا الضَّبُعُ وقيل إِنَّمَا سُمِّيَت بِذَلِك لعَرَجِهَا. وقَال ابنُ سِيدَه: ولا أَحُقُّه. وعَتِيبٌ كأَمِير، وعِتْبَانُ بالكَسْرِ ومُعَتِّبٌ كمُحَدِّث وعُتْبَةُ بالضَّمّ وعُتَيْبَة كجُهَيْنة وعَتَّابٌ كشَدَّادٍ أَسْمَاءٌ للصَّحَابَةِ والتَّابِعِين والشُّعَرَاء وَمَنْ بَعْدَهم. فَمِنَ الصَّحَابَةِ عَتَّابُ بْنُ أَسيد الأُمَوِيّ، وعَتَّاب بْنُ سُليم القُرَشِيّ، وَعَتّاب بن شُمير الضَّبيّ، وعِتْبَانُ بْنُ مَالِكِ السَّالِمِي. وأَبُو نُصَيْر عُتْبَةُ الثَّقَفِيّ، وعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَة، وعُتْبَةُ بْنُ سَاعِدَة، وعُتْبَةُ بْنُ سَالم، وعُتْبَةُ بْنُ طُوَيْع المَازِنّي، وعُتْبَةُ بنُ عَائِذ، وعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الخَزْرَجِيّ، وعُتْبَة بْنُ عَبْدٍ الثُّمَالِيّ، وعُتْبَةُ بْنُ عَمْرو الأَنْصَارِيّ، وعُتِبَة بن عَمْرِو الرُّعَيْنِيّ، وعُتْبَةُ بنُ غَزْوَان، وعُتْبَة بْنُ فَرْقَد، وعُتْبَة ومُعْتِّب ابْنَا أَبِي لَهَب، وعُتْبَة ابْنُ مَسْعُودٍ الهُذَلِيّ، وعُتْبَةُ بْنُ النُّدَّر السُّلَمِيّ وعُتْبَةُ بْنُ نِيَار. وعُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاص، وعُتَيْبَةُ البَلَوِيّ حَلِيفُ الأَنْصَارِ. ومُعْتِّبٌ كمُحَدِّث وقيل كمُكْرَم أَبُو مَرْوَان الأَسْلمِيّ، ومُعَتِّبُ بْنُ الْحَمْرَاءِ، ومُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْد البَلَوِيّ، ومُعَتِّبُ بْنُ قُشَيْر، فَهؤُلاَءِ صَحَابِيُّون. وَعُتَيْبَةُ كجُهَيْنَة بْنُ الحَارِث بْنِ شِهَابٍ المُلَقَّبُ بسُمِّ الفُرْسَانِ، فَارِسُ بَنِي تَميم ويُلَقَّبُ أَيْضَاً بصَيَّادِ الفَوَارِسِ. ويَقُولُ العَرَبُ: لو أَنَّ القَمَرَ سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ ما الْتَقَفَه غَيرُ عُتَيْبَةَ، لثَقَافَتِه. وقَالَ ذو الغَلْصَمَة العِجْليّ يَرْثِيه:
عُتَيْبَةُ صَيَّادُ الفَوَارِسِ عُرِّيَتْ *** ظُهُورُ جِيَادِ بَعْدَه ورِكَـابِ
أَلاَ أَيُّهَا الحَيُّ المُؤَمِّل عَيْشَه *** أَلاَ كُلُّ حَيٍّ بَعْدَهُ لِذَهَـاب
وفيه يَقُولُ العَرَبُ: أَفْرَسُ مِنْ سُمِّ الفُرْسَانِ وأَغْدَرُ من عُتَيْبَةَ وذَلِكَ أَنَّه نَزَلَ بِهِ أَنَسُ بْنُ مِرْدَاس السُّلَمِيّ في صِرْم مِنْ بَنِي سُلَيْم فشَدَّ عَلَى أَمْوَالِهم ورَبَطَهُم حَتَّى افْتَدَوْا بالفِدَاءِ الغَالِي. قال العَبّاس بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيّ:
كَثُرَ الخَنَاءُ فَمَا سَمِعْتُ بغَادِرٍ *** كعُتَيْبَةَ بْنِ الحارث بْنِ شِهَابِ
جَلَّلْتَ حَنْظَلَةَ الدنَاءَةَ كُلَّـهَـا *** وَدَنَسْت آخر هذه الأَحْقَـابِ
كُلُّ ذَلِكَ في المُسْتَقْصَى للزَّمْخَشَرِيّ. وعُتْبَةُ بالضم وَالِدُ عُرْوة الرَّحَّال الكِلاَبِيّ الوَفَّاد عَلَى المُلُوك وهو الذي أَجَازَ لَطِيمَةَ المَلِك النُّعْمَان إِلَى عُكَاظَ وتَبعه البَرَّاض بنُ قَيْسٍ الكِنَانِيّ فَفَتكَ به واستَاق العِيرَ، وبسببه هَاجَت حَرْبُ الفِجَار. وَعتَّابٌ كشَدَّادٍ جَدُّ عَمْرو بْنِ كُلْثُوم الشَّاعر صَاحِبُ الفِتْكَة بعَمْرِو ابْنِ هِنْد. وأَبُو العَبَّاس عُتْبَةُ بنُ حَكِيم الهَمْدَانِيُّ الأُرْدنّيُّ ثم الطَّبَرَانِيُّ، سَمِعَ مَكْحُولاً وابنَ أَبِي لَيْلَى. قال أَبو زُرْعَة: ثِقَة توفى سنة 447 كذا في معجم ياقوت. وأَبُو عَليٍّ الحَسَنُ بْنُ سَعِيد بْنِ أَحْمَد العُتْبِيّ القُرَشِيّ، إِلَى عُتْبَة بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، مُحَدِّثٌ توفي سنة 544. وعُتَيْبَةُ ابْنُ مِرْدَاسٍ أَحَدُ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرِو ابْنِ تَمِيم، عُرِفَ بابْنِ فَسْوَةَ، شَاعِرٌ مُقِلٌّ، تَرْجَمَه صَاحِبُ الأَغَانِي وغَيْرُه. وجُفْرَةُ عَتِيبِ كأَمِيرٍ: مَحَلَّة بالبَصْرَة، مَنْسُوبَةٌ إِلَى عَتِيبِ بْن عَمْرٍو، أَحَدِ بَنِي قَاسِط بْنِ هِنْب، وعِدَادُه في بَنِي شَيْبَانَ، وله عَدَدٌ بالبَصْرَة. والعَتُوبُ كَصَبُورٍ: مَنْ لاَ يَعْمَلُ فِيهِ العِتَابُ. والعَتُوبُ: الطَّرِيقُ. و يقال: قَريَةٌ عَتِيبَةٌ كسَفِينَةٍ إِذَا كَانَتْ قَلِيلَةَ الخَيْرِ. قال الفراء: اعْتَتَبَ فلانٌ إِذَا رَجَعَ عَنْ أَمْرٍ كَان فِيهِ إِلَى غَيْرِه، مِنْ قَوْلِهم: لَكَ العُتْبَى، أَي الرُّجُوع ممَّا تَكْرَهُ إِلى مَا تُحِبُّ. قال الكُمِيْتُ:
فاعْتَتَبَ الشَّوْقُ مِنْ فُؤَادِيَ والـ *** شِّعْرُ إِلَى مَنْ إِلَيْه مُعْتَـتَـبُ
قال الحُطَيْئَةُ:
إِذَا مَخَارِمُ أَحْنَاءٍ عَـرَضْـنَ لَـهُ *** لم يَنْبُ عَنْهَا وخَافَ الجَوْرَ فاعْتَتَبا
مَعْنَاه: اعْتَتَبَ من الجَبَلِ أَي رَكِبَه ولَمْ يَنْبُ عَنْه. يَقُولُ: لم يَنْبُ عَنْهَا ولَمَّا يَخَفِ الجَوْرَ. ويُقَالُ للرَّجُلِ إِذَا مَضَى سَاعَةً ثم رَجَعَ: قدِ اعْتَتَبَ في طَرِيقِه اعْتِتَاباً، كأَنَّه عَرَض عَتَبٌ فَتَرَاجَعَ. اعتَتَبَ الطَّرِيقَ: تَرَكَ سَهْلَه وأَخَذَ في وَعْرِهِ، و اعْتَتَبَ: قَصَدَ فِي الأَمْرِ. عَن ابْنِ الأَثِيرِ: التَّعْتِيبُ: أَن تَجْمَعَ الحُجْزَةَ بالضَّمِّ وتَطْوِيَهَا مِنْ قُدَّام. وعَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ: الثُّبْتَةُ ما عَتَّبْتَه من قُدَّامِ السَّرَاويلِ. وفي حَدِيثِ سَلْمَان أَنَّه عَتَّبَ سَرَاوِيلَه فتَشَمَّرَ.
تَعْتِيبُ الْبَابِ: أَنْ تَتَّخِذَ لَهُ عَتَبَةً. وَعَتَّبَ الرجلُ: أَبْطَأَ. قال ابْنُ سِيدَه: وأَرَى البَاء بَدَلاً مِنْ مِيمِ عتم وفُلاَنٌ لاَ يَتَعَتَّبُ بِشَيْءٍ، ونَصُّ التَّكْمِلَة: لا يُتَعَتَّبُ عَلَيْه في شَيْء أَي لاَ يُعَابٌ كأَنَّهُ يعني لا يُعَاتَبُ ولا يُلاَمُ. في التَّنْزِيلِ العَزِيز: وإِنْ يُسْتَعْتَبُوا فَمَا هُمْ مِن المُعْتِبِينَ. مَعْنَاهُ إِنْ أَقَالَهُم اللهُ وردَّهُم إِلَى الدُّنْيَا لم يُعْتِبُوا. يَقُولُ: لَمْ يَعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللهِ لِمَا سَبَقَ لَهُمْ في عِلْم اللهِ مِنَ الشَّقَاءِ، وَهُوَ قَوْلُه تَعَالَى: ولو رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْه وإِنَّهُم لَكَاذِبُونَ ومن قَرَأَ بالمَبْنِيِّ للمَعْلُوم فمَعْنَاه أَي إِنْ يَسْتقِيلُوا رَبَّهم لَمْ يُقِلْهم، أَيْ لَمْ يَرُدَّهُم إِلَى الدُّنِيَا؛ لأَنَّهُ سَبَقَ في عَلْم اللهِ أَنَّهُم لَوُ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْه. عُتَيْبَةُ وعَتَّابَةُ: مِنْ أَسْمَائِهن أَي النِّسَاءِ. يُقَالُ: ما عَتَبْتُ بَابَه ولا سَكَفْتُه أَي لَمْ أَطَأْ عَتَبَتَه، وَكَذلك مَا تَسَكَّفْته ولا تَعْتَّبْتُه. ويُقَالُ: تَعَتَّبَ: لَزِمَ عَتَبَةَ الْبَابِ. والعِتَابُ: مَاءٌ لِبَنِي أَسَد في طَرِيق المَدِينَةِ. قال الأَفْوَهُ:
فأَبْلِغْ بالجَنَابَةِ جَمْـعَ قَـوْمِـي *** ومَنْ حَلَّ الهِضَابَ عَلَى العِتَابِ
والعَتَبَتَانِ الدَّاخِلَةُ والخَارِجَةُ مِن أَشْكَالِ الرَّمْلِ مَعْرُوفَتَانِ. وبَنُو عُتَيْبَةَ كَجُهَيْنَة: قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَب. وَجَزِيرَة العَتَّابِ كَكَتَّابِ مِنَ الدَّقَهْلِيَّةِ. وَعَتَبَةُ، محركةً: لَقَبُ .
رَوْق
بطن كبير من عتيبة وفيه قبائل .
قالت العرب : " الرَوْقُ: القَرْنُ. ورَوْق الناس: سَيدُهم . ورَوْقُ الإِنسانِ: هَمه ونَفْسُه، يُقال: ألْقى عليه أرْوَاقَه. والسَّحَابَةُ إذا ألَحَّتْ بالمَطَر وثبتَتْ بأرْض قيل: ألْقَتْ أرْواقَها. ويُقال: أكَلَ فلانٌ رَوْقَه: أي طال عمره حتى تَحَاتتْ أسْنانُه. والروْقُ: السنُّ. وفَعَلَ ذاكَ في رَيق شَبَابِهِ ورَوقه: أي في أوَّله. وأتَيْتُه رَيقَ الضحى: أي ارْتِفاعَه. والرَّيقُ من كل شَيءٍ: أفْضَلُه، كرَيَق الشَرَاب والمَطَرِ. وقيل: الريق وهو أنْ يُصيبَكَ من المطَر يَسِيْر. وهو من الأضداد. والرَّوْقُ: الإِعْجَابُ بالشَيْءِ، راقَني هذا الأمْرُ يَرُوقُني فهو رائقٌ وأنا مروْق. ومنه اشْتُقَتِ الرُوْقَةُ من الوَصائفِ والخَيْل. وراقَ فلانٌ على أهْلِه: أي فاقَهم. والروَاقُ: بَيْتٌ كالَفِسْطاط، والجميع الأرْوقَةُ. والروْقُ: مُقَدَمُ البَيْتِ. وخباءٌ مُرَوَّق. ورَوَقْتُ البَيْتَ تَرْوِيقاً. وفلان مُرَاوِقي: أي رِوَاقُ بَيْتِه بِحِيال رِوَاق بَيْتي. ورِوَاقُ العَيْن: الحاجِبُ. والرَّوْقُ: البَدَلُ عن الشَّيْءِ. والرّاوُوْقُ: ناجُوْدُ الشَّرَابِ الذي يُرَوَّقُ به فَيُصَفّى. والرَّوَقُ: طُوْلُ الأسنانِ وإشْرَافُ العُلْيا على السُّفلى، والنَّعْتُ أرْوَقُ ورَوْقاءُ. والأرْوَاقُ: مَجْمَعُ أطْرافِ الحِبَالِ . ورَوَّقَ فلانٌ في سِلْعَتِه لفلانٍ: أي رَفَعَ له في سَوْمِها ولا يُرِيْدُها. والتَّرْوِيْقُ: أنْ تَبِيْعَ ثَوْبَكَ وتَزِيْدَ عليه وتَشْتَرِيَ ثوباً آخَرَ خَيْراً منه. وراقَ هذا على هذا: أي زادَ عليه، فهو يَرُوْقُ. والرُّوْقَةُ: الشَّيْءُ اليَسِير، ما أعْطَاه إِلاّ رُوْقَةً. والنَّعْجَةُ تُسَمّى رِوَاقْ، وتُشْلى للحَلب فيُقال: رِوَاقْ رِوَاقْ، وإنما تُسَمّى به إذا كانتْ رَوْقَاءَ. وقالوا في أشعارهم القديمة :
فإِن هَلَكْتُ، فَرَهْنٌ ذِمَّتِي لهمُ *** بذات رَوْقَيْنِ، لا يَعْفُو لها أَثرُ
الرَّوْقانِ: تثنية الرَّوْقِ وهو القَرْنُ، وأَراد بها ههنا الحَربَ الشديدةَ، وقيل الدّاهية، ويروى بذات وَدْقَينِ وهي الحرب الشديدة أَيضاً.ورَوْقُ الإِنسان: هَمُّه ونَفْسه، إذا أَلقاه على الشيء حِرْصاً قيل:أَلقَى عليه أَرْواقَه؛ كقول رؤبة:
والأَرْكُبُ الرامُون بالأَرواقِ
ويقال: أَكل فلانٌ رَوْقَه وعلى روْقهِ إذا طال عُمُره حتى تَتَحاتّ أَسنانُه. وأَلقى عليه أَرواقَه وشَراشِره: وهو أَن يُحبه حُبّاً شديداً حتى يَسْتَهْلِك في حُبه. وأَلقى أَرْواقَه إذا عَدا واشتدَّ عَدْوُه؛ قال تأَبط شرّاً:
نَجوتُ منها نجائي من بَجِيلةَ، إِذْ *** أَلْقَيْتُ، لَيلةَ جَنْبِ الجَوِّ، أَرْواقي
أَي لم أَدَعْ شيئاً من العدْوِ إِلاّ عدَوْته، وربما قالوا: أَلقى أَرْواقَه إذا أَقام بالمكان واطمأَن به كما يقال أَلقى عَصاه. ورماه بأَرْواقه إذا رَماه بثِقْلِه. وأَلْقَت السحابةُ على الأَرض أَرواقها:أَلَحَّتْ بالمطر والوَبْل، وإِذا أَلحت السحابة بالمطر وثبتت بأَرض قيل:أَلْقت عليها أَرواقَها؛ وأَنشد:
وباتت بأَرواقٍ عَلَينا سَوارِيا
وأَلقت أَرواقها إذا جدّت في المطر. ويقال: أَسْبَلَت أَرواقُ العَيْن إذا سالت دموعُها؛ قال الطرمّاح:
عَيْناك غَرْبا شَنَّةٍ أَسبَـلَـتْ *** أَرواقُها من كَيْن أَخْصامِها
ويقال: أَرْخَت السماءُ أَرواقَها وعَزاليَها. ورَوْقُ السحابِ:سَيْلُه؛ وأَنشد:
مِثْل السحابِ إذا تَحدَّر رَوْقُه *** ودَنا أُمِرَّ، وكان ممَّا يُمْنَـع
أَي أُمِرَّ عليه فمرَّ ولم يُصبه منه شيء بعدما رجاه. وفي الحديث: إذا أَلْقَتِ السماء بأَرواقِها أَي بجميع ما فيها من الماء؛ والأَرْواقُ:الأَثْقالُ؛ أَراد مِياهَها المُثْقِلة للسحاب. والأَرْواقُ: جماعة الجِسم، وقيل: الرَّوْق الجسم نفسه. وإِنه ليركَبُ الناسَ بأَرواقه، وأَرواقُ الرجل: أَطرافه وجسَدُه. وأَلقى علينا أَرواقَه أَي غَطّانا بنفسه. ورمَوْنا بأَرْواقِهم أَي رمونا بأَنفسهم؛ قال شمر: ولا أَعرف قوله أَلقى أَرواقَه إذا اشتدّ عدْوُه، قال: ولكني أَعرفه بمعنى الجِدّ في الشيء؛ وأَنشد بيت تأَبط شرّاً:
نجوت منها نجائي من بجـيلةَ، إِذا *** أَرْسَلْتُ، لَيْلةَ جَنْب الرَّعْنِ، أَرواقي
ويقال: أَرسل أَرواقَه إذا عدا، ورمى أَرواقه إذا أَقام وضرب بنفسه الأَرضَ. ويقال: رمى فلان بأَرواقِه على الدابة إذا ركبها، ورمى بأَرواقه عن الدابة إذا نزل عنها. وفي نوادر الأَعراب: رَوْقُ المطر وروْق الجَيش وروْقُ البيتِ وروْقُ الخيل مُقدَّمُه، وروْق الرجل شبابه، وهو أَوّل كل شيء مما ذكرته. ويقال: جاءنا رَوْقُ بني فلان أَي جماعة منهم، كما يقال: جاءنا رأْسٌ لجماعة القوم. ابن سيده: رَوْقُ الشباب وغيره ورَيْقُه ورَيِّقُه كل ذلك أَوله؛ قال البَعِيث:
مَدَحْنا لَها رَيْقَ الشَّباب، فعارَضتْ *** جَناب الصِّبا في كاتِمِ السِّرّ أَعْجَما
ويقال: فعَله في رَوْق شبابه وريِّق شبابه أَي في أَوّله. وريِّقُ كل شيء: أَفضله، وهو فَيْعِل، فأُدغم. ورَوْقُ البيت: مقدِّمه، ورِواقه ورُواقه: ما بين يديه، وقيل سَماوَتُه، وهي الشُّقّة التي دون العُلْيا، والجمع أَرْوِقة، ورُوقٌ في الكثير؛ قال سيبويه: لم يجز ضمّ الواو كراهية الضمّة قبلها والضمة فيها، وقد رَوَّقَه. الجوهري: الرَّوْقُ والرِّواقُ سَقْفٌ في مقدَّم البيت، والرِّواق سِتْر يُمدّ دون السقف. يقال: بيت مُرَوَّقٌ؛ ومنه قول الأَعشى: فظَلَّتْ لَدَيْهِم في خِباءِ مُرَوَّقِ ، قال ابن بري: بيت الأَعشى هو قوله:
وقد أَقْطَعُ الليلَ الطويلَ بفتْـيةٍ *** مَسامِيحَ تُسْقَى، والخِباءُ مُرَوَّقُ
وقال بعضهم: رِواق البيت مُقدَّمه. ابن سيده: رِواقا الليل مقدمه وجَوانِبُه؛ قال:
يَرِدْنَ، والليلُ مُـرِمٌّ طـائرُهْ، *** مُرْخىً رِواقاه، هُجودٌ سامِرُهْ
ويروى: مُلْقىً رِواقاه، ورواه ابن الأَعرابي: وليلُ مُرَوَّقٌ مُرْخَى الرِّواق؛ قال ذو الرُّمّة يصف الليل، وقيل يصف الفجر:
وقد هَتَكَ الصُّبْحُ الجَلِيُّ كِفاءهُ، *** ولكنه جَوْنُ السَّراةِ مُـرَوَّقُ
ومضَى رَوْقٌ من الليل أَي طائفة. ابن بري: ويجمع رَوْق على أَرْوُق؛ قال:
خُوصاً إذا ما الليلُ أَلْقى الأَرْوُقا، *** خَرَجْنَ من تحتِ دُجاه مُـرَّقـا
قال: وقد يحتمل أَن يكون جمعَ رِواقٍ على حدّ قولهم مَكان وأَمْكُنٌ، قال: وكذا فسره أَبو عمرو الشَّيباني فقال: هو جمع رِواق، وربما قالوا:رَوَّقَ الليلُ إذا مَدَّ رِواقَ ظُلْمته وأَلقى أَرْوِقَته. ابن الأَعرابي: الرَّوْقُ السَّيِّد، والرَّوْقُ الصافي من الماء وغيره، والرَّوْقُ العُمُر. يقال: أَكل رَوْقَه. والرَّوْقُ نفْس النَّزْع، والرَّوْق المُعجِب. يقال: رَوْقٌ ورَيْقٌ؛ وأَنشد المفضل:
على كلّ رَيْقٍ تَرَى مُعْلَماً، *** يُهَدِّرُ كالجَمَلِ الأَجْـرَبِ
قال: الرَّيْقُ ههنا الفرَس الشريف. والرَّوْقُ: الحُبُّ الخالِص.
والأَرْواقُ: الفَساطِيطُ؛ الليث: بيت كالفُسطاط يُحمل على سِطاعٍ واحد في وسَطه، والجمع أَرْوِقةٌ. ويقال: ضرب فلان رَوْقَه بموضع كذا إذا نزل به وضرب خيمته. وفي حديث الدَّجّال: فيضرب رواقَه فيخرج إِليه كل مُنافِق، أَي يضرب فُسطاطه وقُبَّته وموضعَ جلوسه. وروي عن عائشة، رضي الله عنها، في حديث لها: ضرَب الشيطانُ رَوْقَه ومَدّ أَطْنابَه؛ قيل: الرَّوْقُ الرِّواق وهو ما بين يدي البيت. قال الأَزهري: رَوْقُ البيت ورواقُه واحد، وهي الشُّقة التي دون الشقّة العُليا . قال الاصمعي: رِواقُ البيت ورُواقه سَماوتُه وهي الشُّقَّ التي دون العُليا. أَبو زيد: رِواق البيت سُتْرةُ مُقدَّمِه من أَعلاه إِلى الأَرض، وكِفاؤه سُترة أَعلاه إِلى أَسفله من مؤخره، وسِتْر البيت أَصغر من الرِّواق، وفي البيت في جَوفه سِتر آخَر يدعى الحَجَلةَ؛ وقال بعضهم:رواق البيت مُقدَّمه، وكِفاؤه مؤخَّره، سمي كِفاء لأَنه يُكافئ الرِّواق، وخالِفتاه جانباه؛ قال ذو الرمة:
ولكنه جون السَّراة مروّق
وقد تقدّم هذا البيت؛ شبّّه ما بدا من الصبح ولمّا ينْسَفِر وهو يَسوق نفسه.
والرّوْقُ: موضع الصائد مُشبّه بالرّواق. والرَّوْقُ: الإِعْجاب.
وراقَني الشيءُ يَرُوقُني رَوْقاً ورَوَقاناً: أَعجبني، فهو رائق وأَنا مَرُوق، واشْتُقّت منه الرُّوقة وهو ما حَسُن من الوَصائفِ والوُصَفاء. يقال:وَصِيفٌ رُوقةٌ وَوُصَفاء رُوقة. وقال بعضهم: وصفاء رُوق؛ وقول ابن مقبل في راق:
راقَتْ على مُقْلَتَيْ سُوذانِقٍ خَرِصٍ، *** طاوٍ تَنَفَّضَ من طَلٍّ وأَمْـطـارٍ
وصف عين نفسه أَنها زادت علي عيني سُوذانِق. ويقال: راقَ فلان على فلان إذا زاد عليه فضلاً، يَرُوق عليه، فهو رائق عليه؛ وقال الشاعر يصف جارية:
راقَتْ على البِيضِ الحِسا *** نِ بحُسْنِها وَبـهـائهـا
وقال غيره: أَرْواقُ الليلِ أَثناء ظُلَمه؛ وأَنشد:
ولَيْلةٍ ذاتِ قَتامٍ أَطْـبـاقْ، *** وذاتِ أَرْواقٍ كأَثْناء الطّاقْ
والرُّوقةُ: الجَميل جدّاً من الناس، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، وقد يجمع على رُوَقٍ، ورُبّما وُصفت به الخيل والإِبل في الشعر؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
تَرْمِيهِمُ بِبَكَراتٍ رُوقَه
إِلا أَنه قال رُوقة ههنا جمع رائق؛ قال ابن سيده: فأَمّا الهاء عندي فلتأْنيث الجمع، ولم يقل ابن الأَعرابي إِن هذا إِنما يوصف به الخيل والإِبل في الشعر بل أَطلقه فلم يخص شعراً من غيره. والرُّوق: الغِلمان الملاح، الواحد رائق. ويقال: غِلمان رُوقة أَي حِسان، وهو جمع رائق مثل فارِه وفُرْهة وصاحب وصُحْبة، ورُوقٌ أَيضاً مثل بازِل وبُزْلٍ؛ ومنه قول الراجز:
يا رُبَّ مُهْرٍ مَزْعوقْ،
مُقَيَّلٍ أَو مَغْبُوقْ
من لبَن الدُّهْم الرُّوقْ،
حتّى شَتا كالذُّعْلُوقْ،
أَسْرَع من طَرْف المُوقْ
وفي حديث ذكر الروم: فيَخرج إِليهم رُوقة المؤمنين أَي خِيارُهم وسَراتُهم، وهي جمع رائق. راقَ الشيءُ إذا صَفا، ويكون للواحد. يقال: غُلامٌ رُوقةٌ وغِلمان رُوقة. والرُّوقة: الشيء اليسير، يَمانية.والرَّاوُوقُ: المِصْفاةُ، وربما سموا الباطِيةَ راوُوقاً. الليث:الراووق ناجُود الشَّراب الذي يُرَوَّق به فيُصَفَّى، والشراب يَتروَّقُ منه من غير عصر. وراقَ الشرابُ والماءُ يَرُوقان رَوْقاً وتَروُّقاً: صَفَوَا؛ ورَوَّقه هو تَرْوِيقاً، واستعار دُكَينٌ الراوُوقَ للشَّباب فقال:
أُسْقَى بِراووق الشَّباب الخاضِلِ
وإِراقةُ الماء ونحوه: صَبُّه. وأَراقَ الماء يُرِيقه وهَراقَه يُهَرِيقُه بدَل، وأَهْراقَه يُهْرِيقُه عِوَضٌ: صبَّه. قال ابن سيده: وإِنما قُضِيَ على أَن أَصل أَراق أَرْوَقَ لأَمرين: أَحدهما أَنّ كون عين الفعل واواً أكثر من كونها ياء فيما اعْتلَّت عينه، والآخر أَنّ الماء إذا هُرِيقَ ظهر جَوْهرُه وصَفا فَراقَ رائيَه يَرُوقُه، فهذا يقوِّي كون العين منه واواً، على أَنّ الكسائي قد حكى راقَ الماءُ يَرِيقُ إذا انْصبّ، وهذا قاطع بكون العين ياء. قال ابن بري: أَرَقْت الماء منقول من راقَ الماء يَرِيقُ رَيْقاً إذا تردد على وجه الأَرض، فعلى هذا كان حقه أَن يذكر في فصل ريق لا في فصل روق. وأَراقَ الرجل ماء ظَهرِه وهَراقه، على البدل، وأَهْراقه على العوض كما ذهب إِليه سيبويه في قولهم أَسْطاعَ، وقالوا في مصدره إِهراقة كما قالوا إِسْطاعة؛ قال ذو الرُّمّة:
فلَمّا دَنَتْ إِهْراقةُ الماء أَنْصَـبَـتْ *** لأَعْزِلَه عنها، وفي النَّفْس أَن أَثْني
ورجل مُرِيقٌ وماء مُراقٌ على أَرَقْت، ورجل مُهَرِيقٌ وماء مُهَراقٌ على هَرَقْت، ورجل مُهْريقٌ وماء مُهْراقٌ على أَهْرَقْت؛ والإِراقةُ: ماء الرجل وهي الهِراقة، على البدل، والإهْراقة، على العِوَض. وهما يتَراوقانِ الماء: يتَداوَلانِ إِراقَته. ورَوَّق السَّكْران: بالَ في ثيابه؛ هذه وحدها عن أَبي حنيفة، وذلك جميعه مذكور في الياء لأَن الكلمة واوية ويائية.
والرَّوَقُ، بالتحريك: طول وانْثِناء في الأَسنان، وقيل: الرَّوَقُ طول الأَسنان وإِشْرافُ العُلْيا على السُّفْلى، رَوِقَ يَرْوَقُ رَوَقاً فهو أَرْوَقُ إذا طالت أَسنانه؛ قال لبيد يصف أَسْهُماً:
فرَمَيْت القوْمَ رِشْقاً صائباً، *** ليْسَ بالعُصْلِ ولا بالمُقْتَعِلْ
رَقَمِيَّاتٌ عليها نـاهِـضٌ، *** تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلْ
والرُّوق: الطِّوالُ الأَسنان، وهو جمع الأَرْوَق، والنعت أَرْوَقُ ورَوْقاء، والجمع رُوقٌ؛ والتَّرْويقُ: أَن تَبيع شيئاً لك لتشتري أَطْول منه وأَفضل، وقيل: الترويق أَن تبيع بالياً وتشتري جديداً؛ عن ثعلب، وقيل: الترويق أَن يبيع الرجل سِلْعته ويَشتري أَجْودَ منها. وقال ابن الأَعرابي: باعَ سلعته فروَّق أَي اشترى أَحسن منها.
بَرْقا
وبرقاء لقب لمجموعة من قبائل عتيبة تنتسب إلى جدها الأعلى منصور ، (قيل ان لقبه الأبرق) ، وبرقاء تعني شدة اللمعان كناية عن شدة لمعان سيوفهم في أيام الحرب والقتال ، قالت العرب: البَرْقُ سَوط من نور يَزجرُ به الملَكُ السحاب. والبَرْقُ: واحد بُروق السحاب. والبَرقُ الذي يَلمع في الغيم ، وجمعه بُروق. وبرَقت السماء تَبْرُق بَرْقاً وأَبْرَقت ْ: جاءَت بِبَرق. والبُرْقةُ:المِقْدار من البَرْق، وقرئ: يكاد سنَا بُرَقِه، فهذا لا محالة جمع بُرْقة. ومرت بنا الليلةَ سحابة برّاقة وبارقةٌ أَي سحابة ذات بَرْق؛ عن اللحياني. وأَبْرَق القوم: دخلوا في البَرْق، وأَبرقُوا البرْق: رأَوْه؛ قال طُفَيْل:
ظعائن أَبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَه، *** وخِفْنَ الهُمامَ أَن تُقاد قَنَابِلُـهْ
قال الفارسي: أَراد أَبْرَقْن بَرْقه. ويقال: أَبرقَ الرجل إذا أَمَّ البرقَ أَي قصَده. والبارِقُ: سحاب ذو بَرْق. والسحابة بارقةٌ، وسحابةٌ بارقة: ذات بَرق. ويقال: ما فعلت البارقة التي رأَيتَها البارحة? يعني السحابة التي يكون فيها بَرق؛ عن الأَصمعي. بَرَقَت السماء ورعَدَت بَرَقاناً أَي لَمَعَت. وبرَق الرَّجل ورعَد يرعُد إذا تهدّد؛ قال ابن أَحمر:
يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عليكَ بِـلادُنـا *** وطِلابُنا، فابْرُقْ بأَرْضِكَ وارْعُدِ
وبرَق الرجل وأبرَق: تهدَّد وأَوْعد، وهو من ذلك، كأَنه أَراه مَخِيلةَ الأَذى كما يُري البرقُ مخيلةَ المطَر؛ قال ذو الرمة:
إذا خَشِيَتْ منه الصَّرِيمة، أَبرَقَتْ *** له بَرْقةً من خُلَّبٍ غير ماطِـرِ
جاء بالمصدر على برَقَ لإن أَبْرَقَ وبرَق سواء، وكان الأَصمعي ينكر أَبْرق وأَرعد ولم يك يرى ذا الرُّمة حُجةً؛ وكذلك أَنشد بيت الكميت:
أَبْـرِقْ وأَرْعِــد يا يزيـ *** دُ، فما وَعِيدُك لي بِضائرْ،
فقال: هو جُرْمُقانِيّ. الليث: البَرق دخِيل في العربية وقد استعملوه، وجمعه البِرْقان. وأَرْعَدْنا وأَبْرَقْنا بمكان كذا وكذا أَي رأَينا البرق والرعد. ويقال: برْق الخُلَّبِ وبرقُ خُلَّبٍ، بالإضافة، وبرقٌ خُلَّبٌ بالصفة، وهو الذي ليس فيه مطر. وأَرعَد القومُ وأَبرَقُوا أَي أَصابهم رَعْد وبَرق. واستَبْرَقَ المكانُ إذا لَمَع بالبرق؛ قال الشاعر:
يَسْتَبْرِقُ الأُفُقُ الأَقصَى، إذا ابْتَسَمَتْ،لَمْعَ السُّيُوفِ، سِوَى أَغْمادِها، القُضُبِ
وفي صفة أَبي إدريسَ: دخلْت مسجد دِمَشْقَ فإذا فتى بَرّاقُ الثنايا؛ وصَف ثناياه بالحُسن والضِّياء وأنها تَلْمَع إذا تبسَّم كالبرق، أَراد صفة وجهه بالبِشْر والطَّلاقة؛ ومنه الحديث: تَبْرقُ أَساريرُ وجههِ أَي تلمع وتَسْتَنِيرُ كالبَرْق.
بَرق السيفُ وغيره يَبْرُق بَرْقاً وبَرِيقاً وبرُوقاً وبَرَقاناً: لمَع وتَلأْلأَ، والاسم البَريق. وسيفٌ إبْريق: كثير اللَّمَعان والماء؛ قال ابن أَحمر:
تَعَلَّق إبْرِيقاً، وأَظهر جَعْبةً *** ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاء وجامِلِ
والإبْريقُ: السيفُ الشديدُ البَرِيق؛ عن كراع، قال: سمي به لفعله، وأَنشد البيت المتقدم؛ وقال بعضهم: الإبريق السيف ههنا، سمي به لبَرِيقِه، وقال غيره: الإبريق ههنا قَوْس فيه تَلامِيعُ.
والبارِقةُ: السيوفُ على التشبيه بها لبياضها. ورأَيت البارِقةَ أي بريقَ السلاح؛ عن اللحياني. وفي الحديث: كفى ببارقة السيوف على رأْسه فتنةً أي لَمَعانِها. وفي حديث عمار رضي الله عنه: الجنةُ تحت البارقة أي تحت السيوف. يقال للسلاح إذا رأيت برِيقَه: رأيتُ البارقة. وأبرَق الرجل إذا لمع بسيفه وبَرق به أيضاً، وأبرَق بسيفه يُبْرق إذا لمع به. ولا أَفعله ما برَق في السماء نجم أَي ما طلع، عنه أَيضاً، وكله من البرق.
والبُراق: دابّة يركبها الأَنبياء، عليهم السلام، مشتقة من البَرْق، وقيل: البراق فرس جبريل، صلى الله على نبينا وعليه وسلم. الجوهري: البراق اسم دابة ركبها سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليلة المِعْراج، وذُكر في الحديث قال: وهو الدابة التي ركبها ليلة الإسْراء؛ سمي بذلك لنُصوع لونه وشدَّة بريقه، وقيل: لسُرعة حركته شبهه فيها بالبَرْق.
وشيءٌ برّاقٌ: ذو بَرِيق. والبُرقانة: دُفْعة البريق. ورجل بُرْقانٌ: بَرَّاقُ البدن.
وبرَّقَ بصَرَه: لأْلأَ به. الليث: برَّق فلان بعينيه تَبْريقاً إذا لأْلأَ بهما من شدَّة النظر؛وبرَّقَ عينيه تبريقاً إذا أَوسَعَهما وأَحدَّ النظر. وبرَّق: لوَّح بشيء ليس له مِصْداق، تقول العرب: برَّقْت وعرَّقْت؛ عرَّقْتُ أَي قلَّلت.وعَمِل رجل عَمَلاً فقال له صاحبه: عرَّفْتَ وبرَّقت لوَّحتَ بشيء ليس له مِصداق. وبَرِقَ بصرُه بَرَقاً وبرَق يبرُق بُرُوقاً؛ الأَخيرة عن اللحياني: دَهِشَ فلم يبصر، وقيل: تحيَّر فلم يَطْرِفْ؛ قال ذو الرمة:
ولو أنَّ لُقمانَ الحَكيمَ تَعَرَّضَتْ *** لعَينيْهِ مَيٌّ سافِراً، كادَ يَبْرَقُ
وفي التنزيل: فإذا بَرِقَ البصر، وبَرَقَ، قُرئ بهما جميعاً؛ قال الفراء: قرأَ عاصم وأَهل المدينة برِق، بكسر الراء، وقرأَها نافع وحده برَق، بفتح الراء، من البَريق أَي شخَص، ومن قرأَ بَرِقَ فمعناه فَزِع؛ وأَنشد قول طرَفة:
فنَفْسَكَ فانْعَ ولا تَنْعَني، *** وداوِ الكُلومَ ولا تَبْرَقِ
يقول: لا تَفزَعْ من هَوْل الجِراح التي بك، قال: ومن قرأَ بَرَق يقول فتح عينيه من الفزَع، وبرَقَ بصرُه أيضاً كذلك.وأَبرَقَه الفزَعُ. ثعلب عن ابن الأَعرابي: البُرْقُ الضِّبابُ، والبُرْقُ العين المُنْفتحة. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: لكل داخل بَرْقة أَي دَهْشة، والبَرَقُ:الدهِشُ. وفي حديث عَمرو: أَنه كتب إلى عمر، رضي الله عنهما: إنَّ البحر خَلْق عظيم يَرْكبه خَلق ضَعيف دُود على عُود بين غرَق وبَرَق؛ البَرَقُ، بالتحريك: الحَيْرة والدهَش. وفي حديث الدعاء: إذا برقت الأَبصار، يجوز كسر الراء وفتحها، فالكسر بمعنى الحَيْرة، والفتح بمعنى البريق اللُّموع. وفي حديث وَحْشِيّ: فاحتمله حتى إذا برِقَت قدماه رمَى به أَي ضَعُفتا وهو من قولهم برَق بصره أَي ضعف.
البَرْقاء: أَرض غليظة مختلطة بحجارة ورمل، وجمعها بُرَقٌ وبِراقٌ، شبهوه بِصِحاف لأَنه قد استعمل استعمال الأَسماء، فإذا اتسعت البُرقة فهي الأَبْرَقُ، وجمعه أَبارق، كسِّر تكسير الأَسماء لغلبته. الأَصمعي: الأَبْرقُ والبَرْقاء غِلَظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة، وكذلك البُرْقة، وجمع البَرقاء بَرْقاوات، وتجمع البُرقة بِراقاً. وجبَل أَبرقُ: فيه لونانِ من سواد وبياض، ويقال للجبَل أَبرقُ لبُرْقة الرمل الذي تحته. ابن الأَعرابي: الأَبرقُ الجبل مخلوطاً برمل، وهي البُرْقةُ ذاتُ حجارة وتراب، وحجارتها الغالب عليها البياض وفيها حجارة حُمر وسود، والترابُ أَبيض وأَعْفر وهو يَبْرُقُ لك بلوْن حجارتها وترابها، وإنما بَرْقُها اختلافُ ألوانها، وتُنْبِت أَسنادُها وظهرُها البقْلَ والشجر نباتاً كثيراً يكون إلى جنبها الرَّوضُ أحياناً؛ ويقال للعين بَرْقاء لسواد الحَدقة مع بياض الشحْمة؛ وقول الشاعر:
بمُنْحَدِرٍ من رأْسِ بَرْقاءَ، حَطَّه *** تذَكُّرُ بَيْنٍ من حَبِيبٍ مُـزايِلِ
يعني دَمْعاً انحدَرَ من العين، وفي المحكم: أَراد العين لاختلاطها بلونين من سواد وبياض. ورَوْضة بَرْقاء: فيها لونان من النبْت؛ أَنشد ثعلب:
لدى رَوْضةٍ قَرْحاءَ بَرْقاء جادَها، *** من الدَّلْوِ والوَسْمِيِّ، طَلٌّ وهاضِبُ
ويقال وكلُّ شيء اجتمع فيه سواد وبياض، فهو أَبْرق. وإذا أَدَمْتَ الطعام بدَسَم قليل قلت بَرَقْتُه أَبْرُقُه بَرْقاً. والبُرْقةُ: قِلَّة الدسَم في الطعام.وبَرَقَ الأُدْمَ بالزيت والدسَم يَبْرُقُه بَرْقاً وبُروقاً: جعل فيه شيئاً يسيراً، وهي البَريقة، وجمعها بَرائقُ، وكذلك التبارِيقُ. وبرَق الطعامَ يبرُقه إذا صب فيه الزيت. والبَريقةُ: طعام فيه لبن وماء يُبْرَقُ بالسمْن والإهالةِ؛ ابن السكيت عن أَبي صاعد: البَرِيقةُ وجمعها بَرائقُ وهي اللبن يُصَبُّ عليه إهالةٌ أو سمن قليل. ويقال: ابْرُقوا الماء بزيت أي صبُّوا عليه زيتاً قليلاً.وقد بَرَقُوا لنا طعاماً بزيت أو سمْن برْقاً: وهو شيء منه قليل لم يُسَغْسِغُوه أَي لم يُكثروا دُهْنه. المُؤرِّج: بَرَّق فلان تبريقاً إذا سافر سفراً بعيداً، وبَرَّقَ منزله أي زَيَّنه وزَوَّقَه، وبرَّقَ فلان في المعاصي إذا أَلَحَّ فيها، وبَرَّق لي الأَمْرُ أي أعْيا علَيَّ. وبَرَق السِّقاءُ يَبْرُق بَرْقاً وبُروقاً: أصابه حرٌّ فذابَ زُبْده وتقطَّع فلم يجتمع. يقال: سِقاء بَرِقٌ.
وبُرْقة: موضع. وفي الحديث ذكر بُرْقةَ، وهو بضم الباء وسكون الراء، موضع بالمدينة به مال كانت صدَقاتُ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، منها. وذكر الجوهري هنا: الإسْتبرقُ الدّيباجُ الغليظُ، فارسي معرَّب، وتصغيره أُبَيْرِق.
يتبع ـ
عُتَيْبَةُ
وهو الإسم الذي اجتمعت فيه قبائل هوازن .
قالت العرب : العَتَبَةُ: الشِّدَّةُ والأَمْرُ الكَرِيهُ، كالعَتَبِ محركة أَي فِيهِمَا. وحُمِلَ عَلَى عَتَبٍ من الشَّرِّ وَعَتَبَة أَي شِدَّة. . ويُقَالُ: مَا فِي هَذَا الأَمْرِ رَتَبٌ ولا عَتَبٌ، أَي شِدَّةٌ. وفي حَدِيثِ عَائِشَة إِنَّ عَتَبَاتِ المَوْتِ تَأْخُذُها أَي شَدَائِده. وحُمِل فُلاَنٌ على عَتَبَةِ كَرِيهَةٍ وعلى عَتَبٍ كَرِيهٍ منَ البَلاَءِ والشَّرِّ. قَال الشَّاعِر:
يُعْلَى عَلَى العَتَبِ الكَرِيه ويُوبَسُ
والعَتَبَةُ: أُسْكُفَّة البَابِ ، أَو العَتَبَةُ العُلْيَا مِنْهُمَا، والخَشَبَةُ الَّتِي فَوْقَ الأَعْلَى: الحَاجِبُ، والأُسْكُفَّةُ السُّفْلَى، والعَارِضَتَان العُضَادَتَانِ، والجَمْعُ عَتَبٌ وعَتَبَاتٌ. والعَتَبُ أَيْضَاً الدَّرَجُ، وَعَتَّب عَتَبَةً: اتَّخَذَهَا. وَعَتَبُ الدَّرَجِ. مَرَاقِيهَا إِذَا كَانَت مِنْ خَشَبٍ، وكُلُّ مِرْقَاةِ منْها عَتَبَةٌ. وفي حَدِيثِ ابن النَّحَّام قَالَ لِكعْب بن مُرَّةَ وَهُوَ يُحَدِّثُ بِدَرَجَاتِ المُجَاهِدِين: ما الدَّرَجَةُ?: فَقَال: أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ كَعَتَبَةٍ أُمِّك. أَيْ أَنَّهَا لَيْسَت بِالدَّرَجَة الَّتِي تَعْرِفُهَا فِي بَيْتِ أُمِّكَ، فَقَدْ رُوِي أَنَّ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْن كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ وتَقُولُ: عَتِّب لِي عَتَبَةً فِي هَذَا المَوْضِعِ إِذَا أَردْتَ أَنْ تَرْقَى بِهِ إِلَى مَوْضِعٍ تَصْعَدُ فِيهِ.
والعَرَبُ تَكْنِي عَنِ المَرْأَة بالعَتَبة، والنَّعْلِ، والقَارُورَةِ، والبَيْتِ والدُّمْيَةِ، والغُلِّ، والقَيْدِ، والرَّيْحَانَةِ، والقَوْصَرَّةِ، والشَّاةِ، والنَّعْجَةِ. ومِنْه حَدِيثُ إِبرَاهِيمَ الخليل عَلَيْهِ السَّلاَم: غَيِّر عَتَبَة بَابِك. والعَتَبُ أَي مُحَرَّكَةً أَطْلقَه لاسْتِغْنَائِه عَنْ ضَبْطِهِ بِمَا قَبْلَه كَمَا هُوَ عَادتُه: مَا بَيْنَ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى أَوْ مَا بَيْنَ الوُسْطَى والبِنْصرِ. والعَتَبُ: مَا بَيْنَ الجَبَلَيْنِ: وعَتَبَةُ الوَادِي: جَانِبُه الأَقْصَى الَّذِي يَلِي الجَبَلَ. العَتَب: ما دَخَلَ في الأَمْرِ من الفَسَادِ. والعَتَبُ في العَظْم: النَّقْصُ وَهُوَ إِذَا لم يُحْسَنْ جَبْرُه وَبَقِيَ فِيهِ وَرَمٌ لاَزِم أَو عَرَجٌ. وبِهِ فُسِّر حَدِيثُ ابْنِ المُسَيِّب كُلُّ عَظْمٍ كُسِرَ ثَمَّ جُبِر غَيْرَ مَنْقُوصٍ وَلاَ مُعْتَبٍ فَلَيْسَ فِيهِ إِلاَّ إِعْطَاء المُدَاوِي، فإِنْ جُبِرَ وبِهِ عَتَبٌ فإِنَّهُ يُقَدَّر عَتَبُهِ بِقيمَةِ أَهْلِ البَصَرِ قَالَ:
فَمَا فِي حُسْنِ طَاعَتِنَا *** وَلاَ فِي سَمْعِنَا عَتَبُ
وَعَتَبُ السَّيْفِ: الْتِوَاؤُه عِنْدَ الضَّرِيبَة ونَبْوَتُه قَالَ:
أَعْدَدْتُ للحَرْبِ صَارماً ذَكَراً *** مُجَرَّبَ الوَقْعِ غَيْرَ ذِي عَتَبِ
ويُقَالُ: مَا فِي طَاعَةِ فُلاَنٍ عَتَبٌ، أَي الْتِوَاءٌ ولا نَبْوَةٌ. ومَا فِي مَوَدَّتِه عَتَبٌ، إِذَا كانَتْ خَالِصَةً لا يَشُوبُها فَسَاد. والعَتَبُ: العَيْبُ: قَالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَة:
لاَ فِي شَظَاهَا ولا أَرْسَاغِهَا عَتَبٌ
أَي عَيْبٌ وهو مِنْ قَوْلِكَ لا يُتَعَيَّبُ عَلَيْه فِي شَيْء، قَالَهُ ابنُ السِّكِّيت. عَتَبُ العُودِ: مَا عَلَيْه أَطْرَافُ الأَوْتَارِ مِنْ مُقَدَّمِهِ، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ قَوْلَ الأَعْشَى:
وثَنَى الكَفَّ عَلَى ذِي عَتَـبٍ *** يَصِلُ الصَّوْتَ بِذي زِيرٍ أَبحّْ
العَتَبُ: الدَّسْتَانَاتُ، قَالَه أَبُو سَعِيد وقيل: العَتَبُ: العِيدَانُ المَعْرُوضَةُ عَلَى وَجْهِ العُودِ، مِنْهَا تُمَدُّ الأَوْتَارُ إِلَى طَرَفِ العُودِ. العَتَب: الغِلَظُ مِنَ الأَرْضِ وَعَتَبُ الجِبَالِ والحُزُونِ: مَرَاقِيها العَتَبُ جَمْعُ العَتَبَة أَي عَتَبَةِ البَابِ، كالعَتَبَاتِ، وقد تَقَدَّم. والعَتْبُ أَي بفَتْح فَسُكُونٍ : المَوْجِدَةُ بِكَسْرِ الجيمِ، وهو الغَضَب الَّذِي يَحْصُل مِنْ صَدِيق كالعَتَبَانِ، مُحَرَّكَة، هَكَذَا في نُسْخَتِنَا، وضَبْطَه شَيْخُنَا بالضَّمِّ، وَهُوَ في بَعْضِ الأَمَّهَاتِ بالكَسْرِ. والمَعْتَبُ كمَقْعَدٍ، والمَعْتَبَةُ بِزِيَادَةِ الهَاء، والمَعْتِبَةُ بكَسْرِ التَّاءِ المُثَنَّاةِ لا المِيم كَمَا وَهِم فِيهِ بَعْضُهُم، وبِهِمَا رُوِي في الحَدِيث: كَانَ يَقُولُ لأَحَدِنَا عِنْدَ المَعْتِبَة: مَالَه تَرِبَتْ يَمِينُه. يقال: عَتَبَ عَلَيْه إِذَا وَجَدَ عَلَيْهِ، قَال الغَطَمَّشُ الضَّبِّيُّ وهُوَ مِنْ بَنِي شَقِرَة بْنِ كَعْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ ابْنِ ضَبَّةَ:
أَقُولُ وَقَدْ فَاضَتْ لعَيْنِيَ عَبْرَةٌأَرَى الدَّهْرَ يَبْقَى والأَخِلاَّءُ تَذْهَبُ
أَخِلاَّيَ لَوْ غَيْرُ الحِمَامِ أَصَابَكُمعَتَبْتُ وَلكِنْ مَا عَلَى الدَّهْرِ مَعْتَبُ
عَتَبْتُ أَي سَخِطْتُ، أَيْ لو أُصِبْتُم في حَرْبٍ لأَدْرَكْنَا بثَأْركمْ وانْتَصَرْنَا ولَكِنّ الدَّهْرَ لا يُنْتَصَرُ مِنْهُ. العَتْبُ: المَلاَمَة، كالعِتَابِ والمُعَاتَبَة. عَاتبَه مُعَاتَبَة وعِتَاباً: لامَهُ. قَالَ:
أُعَاتِبُ ذَا المَوَدَّةِ مِنْ صَدِيقٍ *** إِذَا مَا رَابَنِي مِنْهُ اجْتِنَـابُ
إِذَا ذَهَبَ العِتَابُ فَلَـيْسَ وُدٌّ *** وَيَبْقَى الوُدُّ مَا بَقِي العِتَابُ
والعِتِّيبَى بالكَسْر كخِلِّيفى. ويُقَالُ: مَا وَجَدْتُ في قَوْله عُتْبَاناً، وذَلِكَ إِذَا ذَكَر أَنَّه أَعْتَبَك ولم تَرَ لِذلِك بَيَاناً. وقَال بَعْضُهم: ما وَجَدْتُ عِنْدَه عَتْباً ولا عِتَاباً. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: لَمْ أَسْمَع العَتْبَ والعُتْبَانَ والعِتَابَ بِمَعْنَى الإِعْتَابِ، إِنَّمَا العَتْبُ والعُتْبَانُ: لَوْمُكَ الرَّجلَ عَلَى إِسَاءَةٍ كَانَتْ لَهُ إِلَيْكَ فاسْتَعْتَبْتَه مِنْهَا، وكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ اللَّفْظَيْنِ يَخْلُص للعَاتِب، فإِذَا اشْتَرَكَا فِي ذَلِك وذَكَّر كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَه مَا فَرَط مِنْهُ إِلَيْه من الإِسَاءَةِ فَهُوَ العِتَابُ والمُعَاتَبَةُ. وسَيَأْتِي مَعْنَى الإِعْتَابِ والاسْتِعْتَاب. العَتْبُ في الفَحْلِ: الظَّلَعُ أَوِ العَقْلُ أَو العُقْرُ. العَتْبُ فِيهُ أَيْضاً: المَشْيُ على ثَلاثِ قَوَائِمَ مِنَ العُقْرِ أَو العَقْل، كأَنه يَقْفِز قَفْزاً. العَتْب فِيكَ: أَنْ تَثِبَ بِرِجْلٍ وَاحِدَة وتَرْفَعَ الأُخْرَى وكَذَلِكَ الأَقْطَعُ إِذَا مَشَى عَلَى خَشَبَة، وَهَذَا كُلُّه تَشْبِيهٌ، كأَنَّه يَمْشِي عَلَى عَتَبِ دَرَجٍ أَوْ جَبَلٍ أَو حَزْنِ فَيَنْزُو مِنْ عَتَبَةٍ إِلَى أُخْرَى. وِفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ في رَجُلٍ أَنْعَلَ دَابَّة رَجُلٍ فَعَتِبَتْ أَي غَمَزَتْ ويُرْوَى عَنِنَتْ بالنُّونِ، وسَيَأْتِي في مَوْضِعِه كَالعَتَبَانِ مُحَرَّكة، وَهُوَ عَرَجُ الرِّجْلِ. والتَّعْتَابُ أَي بالفَتْح كتَذْكَار وَهُوَ أَيْضاً إِعْتَابُ العَظْم بَعْدَ الجَبْرِ كما سَيَأْتي. وَعَتَبَ البَرْقُ عَتَبَاناً مُحَرَّكةً إِذَا بَرَقَ بَرْقاً وِلاَءً يَعْتُبُ ويَعْتِبُ بالضَّمِّ والكَسْرِ في الكُلِّ، أَي فِي كُلّ مِمَّا ذُكِرَ مِنْ مَعْنَى العَتَبَة، والعَرَجِ، والمَوْجِدَة، والظَّلَع، والوُثُوبِ، والبَرْقِ، وإِن أُغْفِل عَنِ الأَخِيرِ، وَفِي عَتَبَ مِنْ مَكَانٍ إلى مكان ومن قَوْلٍ إِلَى قَوْل إِذَا اجْتَازَ، فالمَنْصُوصُ في مُضَارِعه الكَسْرُ وهَذَا أَيْضاً مِمَّا أَغْفَلَهُ. والتَّعَتُّبُ: التَّجَنِّي. تَعَتَّب عَلَيْه وتَجَنَّى عَلَيْه بِمَعْنىً وَاحِدٍ. وتَعَتَّب عَلَيْه: وَجَدَ عَلَيْهِ. والتَّعَاتُبُ والمُعَاتَبَةُ وكَذَلِك التَّعَتُّبُ: الثَّلاَثَةُ بِمَعْنَى تَوَاصُف المَوْجِدَةِ أَي مُذَاكَرَتهَا. قال الأَزْهَرِيّ: التَّعَتُّبُ والمُعَاتَبَةُ والعِتَابُ كُلُّ ذَلِكَ مُخَاطَبَةُ الإِدْلاَلِ، وكَلاَمُ المُدِلِّينَ أَخِلاَّءَهم طَالِبينَ حُسْنَ مُرَاجَعَتِهِم ومذاكرة بَعْضِهِم بَعْضاً ما كَرِهُوه مِمَّا كَسَبَهُم المَوْجِدَةَ. قُلْتُ: وَهُوَ كَلاَمُ الخَلِيل، وكذَا فِي الصِّحَاح والمِصْبَاح والاقْتِطَافِ. والعِتْبُ بالكَسْرِ المُعَاتِبُ: صَاحبَه أَوْ صَدِيقَه كَثِيراً في كُلِّ شَيْءٍ إِشْفَاقاً عليه ونَصِيحَةً لَه. والأُعْتُوبَةُ بالضّم: مَا تُعُوتِبَ بِه. يُقَالُ: بَيْنهُم أُعْتُوبَةٌ يَتَعَاتَبُونَ بِهَا، وذَلِكَ إِذَا تَعَاتَبُوا أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُم العِتَابُ. والمُعَاتَبَةُ: التّأْدِيبُ والتَّرْوِيضُ. ومِنْهُ الحَدِيثُ عَاتِبُوا الخَيْلَ فإِنَّهَا تُعْتِبُ أَي أَدِّبُوهَا وَرَوّضُوهَا لِلْحَرْبِ والرُّكُوب، فإِنَّهَا تَتَأَدَّبُ وتَقْبَلُ العِتَابَ. والعُتْبَى بالضَّمِّ: الرِّضَا يُوضَع مَوْضِعَ الإِعْتَابِ، وَهُوَ الرُّجُوعُ عَنِ الإِسَاءَة إِلَى ما يُرْضِي العَاتِبَ. واستَعْتَبَه: أَعْطَاهُ العُتْبَى كأَعْتَبه، يقال: أَعْتَبَه: أَعْطَاه العُتْبَى ورَجَع إِلى مَسَرَّتِهِ. قَالَ سَاعدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:
شَابَ الغُرَابُ ولا فُؤَادُكَ تَارِكٌ *** ذِكْرَ الغَضُوبِ ولا عِتَابُكَ يُعْتَبُ
أَي لا يُسْتَقْبَل بِعُتْبَى. وَتَقُولُ: قد أَعْتَبَنِي فُلاَنٌ أَي تَرَكَ ما كُنْتُ أَجِدُ عَلَيْهِ من أَجْلِه وَرَجَع إِلَى مَا أَرْضَانِي عَنْهُ بَعْد إِسْخَاطِه إِيَّايَ عَلَيْه. ورُوِي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: فإِنِ اسْتُعْتِبَ الأَخُ فلم يُعْتِب فإِنَّ مَثَلَهُم فِيهِ كَقَوْلِهِم: لك العُتْبَى بأَنْ لاَ رَضِيتَ. قال الجوهريّ: هَذَا إِذَا لَمْ تُرِدِ الإِعْتَابَ قال: وهَذَا فِعْلٌ مُحَوَّلٌ عن مَوْضِعِه، لأَنَّ أَصْلَ العُتْبَى رُجُوعُ المُسْتَعْتِبِ إِلَى مَحَبَّةِ صَاحِبِه، وَهَذَا عَلَى ضِدِّه. ومِنْهُ قَوْلُ بِشْرِ بْنِ أَبي خَازِم:
غَضِبَتْ تَمِيمٌ أَنْ تُقَتَّلَ عَامِرٌ *** يومَ النِّسَارِ فأَعتِبُوا بالصَّيْلَمِأَي أَعتَبْنَاهم بالسَّيْفِ، يَعْنِي أَرضَيْنَاهم بالقَتْل. وَقَالَ شَاعِرٌ:
فدَعِ العتَابَ فَرُبَّ شَرٍّ *** هَاجَ أَوَّلُه العِتَـابُ
وفي الحَدِيث لا يُعَاتَبُونُ في أَنْفُسِهم يَعْنِي لعِظَم ذُنُوبهِم وإِصْرَارِهم عَلَيْهَا وإِنَّمَا يُعَاتَبُ مَنْ تُرْجَى عِنْدَه العُتْبَى، أَي الرُّجُوعُ عَنِ الذَّنْبِ والإِسَاءَة، وَفِي المَثَلِ ما مُسِيءٌ مَنْ أَعْتَبَ. استَعْتَبَه: طَلَبَ إِلَيْه العُتْبَى أَوْ طَلَب مِنْه. تَقُولُ: استَعْتَبْتُه فأَعْتَبَنِي أَي استَرْضَيْتُه فأَرْضَانِي واسْتَعْتَبْتُه فَمَا أَقَالِنِي. والاستِعْتَابُ: الاستْقَالَة. واستَعْتَبَ فُلاَنٌ إِذَا طَلَب أَنْ يُعْتَبَ أَي يُرْضَى. والمُعْتَبُ: المُرْضَى ضِدّ، وَفِي الحَدِيثِ ولا بَعْدَ المَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ أَي اسْتِرْضَاءٍ؛ لأَنَّ الأَعْمَالَ بَطَلَت وانْقَضَى زمَانُهَا ومَا بَعْدَ المَوْتِ دَارُ جَزَاءٍ لا دَارُ عَمَل. والاستِعْتَابُ: الرُّجُوعُ عَن الإِسَاءَة وتَطَلُّبُ الرِّضَا. وبِالوَجْهَيْن فُسِّر قَوْلُ أَبِي الأَسْوَد:
فأَلفَيْتُه غَيْرَ مُسْتَعْتِـبٍ *** ولا ذَاكِرَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاَ
وأَعْتَبَ عَنِ الشَّيْءِ: انْصَرَفَ كاعْتَتَبَ. قَال الفَرَّاءُ: اعتَتَبَ فُلاَنٌ إِذَا رَجَعَ عَنْ أَمْرٍ كَانَ فِيهِ إِلَى غَيْره، منْ قَوْلِهم: لَكَ العُتْبَى أَي الرُّجُوعُ ممَّا تَكْرَهُ إِلى مَا تُحِبّ. ويُقَالُ في العَظْمِ المَجْبُور: أُعْتِبَ فهو مُعْتَب كأُعْنِتَ وهو التَّعْتَابُ، وأَصْلُ العَتْبِ الشِّدَّةُ، كَمَا تَقَدَّم. العِتْبَانُ أَي بِالكَسْرِ: الذَّكَرُ مِنَ الضِّبَاعِ، عن كُرَاع. وأُمُّ عِتَاب كَكِتَابٍ وأُمُّ عِتْبَان بالكَسْرِ كِلْتَاهُمَا الضَّبُعُ وقيل إِنَّمَا سُمِّيَت بِذَلِك لعَرَجِهَا. وقَال ابنُ سِيدَه: ولا أَحُقُّه. وعَتِيبٌ كأَمِير، وعِتْبَانُ بالكَسْرِ ومُعَتِّبٌ كمُحَدِّث وعُتْبَةُ بالضَّمّ وعُتَيْبَة كجُهَيْنة وعَتَّابٌ كشَدَّادٍ أَسْمَاءٌ للصَّحَابَةِ والتَّابِعِين والشُّعَرَاء وَمَنْ بَعْدَهم. فَمِنَ الصَّحَابَةِ عَتَّابُ بْنُ أَسيد الأُمَوِيّ، وعَتَّاب بْنُ سُليم القُرَشِيّ، وَعَتّاب بن شُمير الضَّبيّ، وعِتْبَانُ بْنُ مَالِكِ السَّالِمِي. وأَبُو نُصَيْر عُتْبَةُ الثَّقَفِيّ، وعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَة، وعُتْبَةُ بْنُ سَاعِدَة، وعُتْبَةُ بْنُ سَالم، وعُتْبَةُ بْنُ طُوَيْع المَازِنّي، وعُتْبَةُ بنُ عَائِذ، وعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الخَزْرَجِيّ، وعُتْبَة بْنُ عَبْدٍ الثُّمَالِيّ، وعُتْبَةُ بْنُ عَمْرو الأَنْصَارِيّ، وعُتِبَة بن عَمْرِو الرُّعَيْنِيّ، وعُتْبَةُ بنُ غَزْوَان، وعُتْبَة بْنُ فَرْقَد، وعُتْبَة ومُعْتِّب ابْنَا أَبِي لَهَب، وعُتْبَة ابْنُ مَسْعُودٍ الهُذَلِيّ، وعُتْبَةُ بْنُ النُّدَّر السُّلَمِيّ وعُتْبَةُ بْنُ نِيَار. وعُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاص، وعُتَيْبَةُ البَلَوِيّ حَلِيفُ الأَنْصَارِ. ومُعْتِّبٌ كمُحَدِّث وقيل كمُكْرَم أَبُو مَرْوَان الأَسْلمِيّ، ومُعَتِّبُ بْنُ الْحَمْرَاءِ، ومُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْد البَلَوِيّ، ومُعَتِّبُ بْنُ قُشَيْر، فَهؤُلاَءِ صَحَابِيُّون. وَعُتَيْبَةُ كجُهَيْنَة بْنُ الحَارِث بْنِ شِهَابٍ المُلَقَّبُ بسُمِّ الفُرْسَانِ، فَارِسُ بَنِي تَميم ويُلَقَّبُ أَيْضَاً بصَيَّادِ الفَوَارِسِ. ويَقُولُ العَرَبُ: لو أَنَّ القَمَرَ سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ ما الْتَقَفَه غَيرُ عُتَيْبَةَ، لثَقَافَتِه. وقَالَ ذو الغَلْصَمَة العِجْليّ يَرْثِيه:
عُتَيْبَةُ صَيَّادُ الفَوَارِسِ عُرِّيَتْ *** ظُهُورُ جِيَادِ بَعْدَه ورِكَـابِ
أَلاَ أَيُّهَا الحَيُّ المُؤَمِّل عَيْشَه *** أَلاَ كُلُّ حَيٍّ بَعْدَهُ لِذَهَـاب
وفيه يَقُولُ العَرَبُ: أَفْرَسُ مِنْ سُمِّ الفُرْسَانِ وأَغْدَرُ من عُتَيْبَةَ وذَلِكَ أَنَّه نَزَلَ بِهِ أَنَسُ بْنُ مِرْدَاس السُّلَمِيّ في صِرْم مِنْ بَنِي سُلَيْم فشَدَّ عَلَى أَمْوَالِهم ورَبَطَهُم حَتَّى افْتَدَوْا بالفِدَاءِ الغَالِي. قال العَبّاس بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيّ:
كَثُرَ الخَنَاءُ فَمَا سَمِعْتُ بغَادِرٍ *** كعُتَيْبَةَ بْنِ الحارث بْنِ شِهَابِ
جَلَّلْتَ حَنْظَلَةَ الدنَاءَةَ كُلَّـهَـا *** وَدَنَسْت آخر هذه الأَحْقَـابِ
كُلُّ ذَلِكَ في المُسْتَقْصَى للزَّمْخَشَرِيّ. وعُتْبَةُ بالضم وَالِدُ عُرْوة الرَّحَّال الكِلاَبِيّ الوَفَّاد عَلَى المُلُوك وهو الذي أَجَازَ لَطِيمَةَ المَلِك النُّعْمَان إِلَى عُكَاظَ وتَبعه البَرَّاض بنُ قَيْسٍ الكِنَانِيّ فَفَتكَ به واستَاق العِيرَ، وبسببه هَاجَت حَرْبُ الفِجَار. وَعتَّابٌ كشَدَّادٍ جَدُّ عَمْرو بْنِ كُلْثُوم الشَّاعر صَاحِبُ الفِتْكَة بعَمْرِو ابْنِ هِنْد. وأَبُو العَبَّاس عُتْبَةُ بنُ حَكِيم الهَمْدَانِيُّ الأُرْدنّيُّ ثم الطَّبَرَانِيُّ، سَمِعَ مَكْحُولاً وابنَ أَبِي لَيْلَى. قال أَبو زُرْعَة: ثِقَة توفى سنة 447 كذا في معجم ياقوت. وأَبُو عَليٍّ الحَسَنُ بْنُ سَعِيد بْنِ أَحْمَد العُتْبِيّ القُرَشِيّ، إِلَى عُتْبَة بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، مُحَدِّثٌ توفي سنة 544. وعُتَيْبَةُ ابْنُ مِرْدَاسٍ أَحَدُ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرِو ابْنِ تَمِيم، عُرِفَ بابْنِ فَسْوَةَ، شَاعِرٌ مُقِلٌّ، تَرْجَمَه صَاحِبُ الأَغَانِي وغَيْرُه. وجُفْرَةُ عَتِيبِ كأَمِيرٍ: مَحَلَّة بالبَصْرَة، مَنْسُوبَةٌ إِلَى عَتِيبِ بْن عَمْرٍو، أَحَدِ بَنِي قَاسِط بْنِ هِنْب، وعِدَادُه في بَنِي شَيْبَانَ، وله عَدَدٌ بالبَصْرَة. والعَتُوبُ كَصَبُورٍ: مَنْ لاَ يَعْمَلُ فِيهِ العِتَابُ. والعَتُوبُ: الطَّرِيقُ. و يقال: قَريَةٌ عَتِيبَةٌ كسَفِينَةٍ إِذَا كَانَتْ قَلِيلَةَ الخَيْرِ. قال الفراء: اعْتَتَبَ فلانٌ إِذَا رَجَعَ عَنْ أَمْرٍ كَان فِيهِ إِلَى غَيْرِه، مِنْ قَوْلِهم: لَكَ العُتْبَى، أَي الرُّجُوع ممَّا تَكْرَهُ إِلى مَا تُحِبُّ. قال الكُمِيْتُ:
فاعْتَتَبَ الشَّوْقُ مِنْ فُؤَادِيَ والـ *** شِّعْرُ إِلَى مَنْ إِلَيْه مُعْتَـتَـبُ
قال الحُطَيْئَةُ:
إِذَا مَخَارِمُ أَحْنَاءٍ عَـرَضْـنَ لَـهُ *** لم يَنْبُ عَنْهَا وخَافَ الجَوْرَ فاعْتَتَبا
مَعْنَاه: اعْتَتَبَ من الجَبَلِ أَي رَكِبَه ولَمْ يَنْبُ عَنْه. يَقُولُ: لم يَنْبُ عَنْهَا ولَمَّا يَخَفِ الجَوْرَ. ويُقَالُ للرَّجُلِ إِذَا مَضَى سَاعَةً ثم رَجَعَ: قدِ اعْتَتَبَ في طَرِيقِه اعْتِتَاباً، كأَنَّه عَرَض عَتَبٌ فَتَرَاجَعَ. اعتَتَبَ الطَّرِيقَ: تَرَكَ سَهْلَه وأَخَذَ في وَعْرِهِ، و اعْتَتَبَ: قَصَدَ فِي الأَمْرِ. عَن ابْنِ الأَثِيرِ: التَّعْتِيبُ: أَن تَجْمَعَ الحُجْزَةَ بالضَّمِّ وتَطْوِيَهَا مِنْ قُدَّام. وعَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ: الثُّبْتَةُ ما عَتَّبْتَه من قُدَّامِ السَّرَاويلِ. وفي حَدِيثِ سَلْمَان أَنَّه عَتَّبَ سَرَاوِيلَه فتَشَمَّرَ.
تَعْتِيبُ الْبَابِ: أَنْ تَتَّخِذَ لَهُ عَتَبَةً. وَعَتَّبَ الرجلُ: أَبْطَأَ. قال ابْنُ سِيدَه: وأَرَى البَاء بَدَلاً مِنْ مِيمِ عتم وفُلاَنٌ لاَ يَتَعَتَّبُ بِشَيْءٍ، ونَصُّ التَّكْمِلَة: لا يُتَعَتَّبُ عَلَيْه في شَيْء أَي لاَ يُعَابٌ كأَنَّهُ يعني لا يُعَاتَبُ ولا يُلاَمُ. في التَّنْزِيلِ العَزِيز: وإِنْ يُسْتَعْتَبُوا فَمَا هُمْ مِن المُعْتِبِينَ. مَعْنَاهُ إِنْ أَقَالَهُم اللهُ وردَّهُم إِلَى الدُّنْيَا لم يُعْتِبُوا. يَقُولُ: لَمْ يَعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللهِ لِمَا سَبَقَ لَهُمْ في عِلْم اللهِ مِنَ الشَّقَاءِ، وَهُوَ قَوْلُه تَعَالَى: ولو رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْه وإِنَّهُم لَكَاذِبُونَ ومن قَرَأَ بالمَبْنِيِّ للمَعْلُوم فمَعْنَاه أَي إِنْ يَسْتقِيلُوا رَبَّهم لَمْ يُقِلْهم، أَيْ لَمْ يَرُدَّهُم إِلَى الدُّنِيَا؛ لأَنَّهُ سَبَقَ في عَلْم اللهِ أَنَّهُم لَوُ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْه. عُتَيْبَةُ وعَتَّابَةُ: مِنْ أَسْمَائِهن أَي النِّسَاءِ. يُقَالُ: ما عَتَبْتُ بَابَه ولا سَكَفْتُه أَي لَمْ أَطَأْ عَتَبَتَه، وَكَذلك مَا تَسَكَّفْته ولا تَعْتَّبْتُه. ويُقَالُ: تَعَتَّبَ: لَزِمَ عَتَبَةَ الْبَابِ. والعِتَابُ: مَاءٌ لِبَنِي أَسَد في طَرِيق المَدِينَةِ. قال الأَفْوَهُ:
فأَبْلِغْ بالجَنَابَةِ جَمْـعَ قَـوْمِـي *** ومَنْ حَلَّ الهِضَابَ عَلَى العِتَابِ
والعَتَبَتَانِ الدَّاخِلَةُ والخَارِجَةُ مِن أَشْكَالِ الرَّمْلِ مَعْرُوفَتَانِ. وبَنُو عُتَيْبَةَ كَجُهَيْنَة: قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَب. وَجَزِيرَة العَتَّابِ كَكَتَّابِ مِنَ الدَّقَهْلِيَّةِ. وَعَتَبَةُ، محركةً: لَقَبُ .
رَوْق
بطن كبير من عتيبة وفيه قبائل .
قالت العرب : " الرَوْقُ: القَرْنُ. ورَوْق الناس: سَيدُهم . ورَوْقُ الإِنسانِ: هَمه ونَفْسُه، يُقال: ألْقى عليه أرْوَاقَه. والسَّحَابَةُ إذا ألَحَّتْ بالمَطَر وثبتَتْ بأرْض قيل: ألْقَتْ أرْواقَها. ويُقال: أكَلَ فلانٌ رَوْقَه: أي طال عمره حتى تَحَاتتْ أسْنانُه. والروْقُ: السنُّ. وفَعَلَ ذاكَ في رَيق شَبَابِهِ ورَوقه: أي في أوَّله. وأتَيْتُه رَيقَ الضحى: أي ارْتِفاعَه. والرَّيقُ من كل شَيءٍ: أفْضَلُه، كرَيَق الشَرَاب والمَطَرِ. وقيل: الريق وهو أنْ يُصيبَكَ من المطَر يَسِيْر. وهو من الأضداد. والرَّوْقُ: الإِعْجَابُ بالشَيْءِ، راقَني هذا الأمْرُ يَرُوقُني فهو رائقٌ وأنا مروْق. ومنه اشْتُقَتِ الرُوْقَةُ من الوَصائفِ والخَيْل. وراقَ فلانٌ على أهْلِه: أي فاقَهم. والروَاقُ: بَيْتٌ كالَفِسْطاط، والجميع الأرْوقَةُ. والروْقُ: مُقَدَمُ البَيْتِ. وخباءٌ مُرَوَّق. ورَوَقْتُ البَيْتَ تَرْوِيقاً. وفلان مُرَاوِقي: أي رِوَاقُ بَيْتِه بِحِيال رِوَاق بَيْتي. ورِوَاقُ العَيْن: الحاجِبُ. والرَّوْقُ: البَدَلُ عن الشَّيْءِ. والرّاوُوْقُ: ناجُوْدُ الشَّرَابِ الذي يُرَوَّقُ به فَيُصَفّى. والرَّوَقُ: طُوْلُ الأسنانِ وإشْرَافُ العُلْيا على السُّفلى، والنَّعْتُ أرْوَقُ ورَوْقاءُ. والأرْوَاقُ: مَجْمَعُ أطْرافِ الحِبَالِ . ورَوَّقَ فلانٌ في سِلْعَتِه لفلانٍ: أي رَفَعَ له في سَوْمِها ولا يُرِيْدُها. والتَّرْوِيْقُ: أنْ تَبِيْعَ ثَوْبَكَ وتَزِيْدَ عليه وتَشْتَرِيَ ثوباً آخَرَ خَيْراً منه. وراقَ هذا على هذا: أي زادَ عليه، فهو يَرُوْقُ. والرُّوْقَةُ: الشَّيْءُ اليَسِير، ما أعْطَاه إِلاّ رُوْقَةً. والنَّعْجَةُ تُسَمّى رِوَاقْ، وتُشْلى للحَلب فيُقال: رِوَاقْ رِوَاقْ، وإنما تُسَمّى به إذا كانتْ رَوْقَاءَ. وقالوا في أشعارهم القديمة :
فإِن هَلَكْتُ، فَرَهْنٌ ذِمَّتِي لهمُ *** بذات رَوْقَيْنِ، لا يَعْفُو لها أَثرُ
الرَّوْقانِ: تثنية الرَّوْقِ وهو القَرْنُ، وأَراد بها ههنا الحَربَ الشديدةَ، وقيل الدّاهية، ويروى بذات وَدْقَينِ وهي الحرب الشديدة أَيضاً.ورَوْقُ الإِنسان: هَمُّه ونَفْسه، إذا أَلقاه على الشيء حِرْصاً قيل:أَلقَى عليه أَرْواقَه؛ كقول رؤبة:
والأَرْكُبُ الرامُون بالأَرواقِ
ويقال: أَكل فلانٌ رَوْقَه وعلى روْقهِ إذا طال عُمُره حتى تَتَحاتّ أَسنانُه. وأَلقى عليه أَرواقَه وشَراشِره: وهو أَن يُحبه حُبّاً شديداً حتى يَسْتَهْلِك في حُبه. وأَلقى أَرْواقَه إذا عَدا واشتدَّ عَدْوُه؛ قال تأَبط شرّاً:
نَجوتُ منها نجائي من بَجِيلةَ، إِذْ *** أَلْقَيْتُ، لَيلةَ جَنْبِ الجَوِّ، أَرْواقي
أَي لم أَدَعْ شيئاً من العدْوِ إِلاّ عدَوْته، وربما قالوا: أَلقى أَرْواقَه إذا أَقام بالمكان واطمأَن به كما يقال أَلقى عَصاه. ورماه بأَرْواقه إذا رَماه بثِقْلِه. وأَلْقَت السحابةُ على الأَرض أَرواقها:أَلَحَّتْ بالمطر والوَبْل، وإِذا أَلحت السحابة بالمطر وثبتت بأَرض قيل:أَلْقت عليها أَرواقَها؛ وأَنشد:
وباتت بأَرواقٍ عَلَينا سَوارِيا
وأَلقت أَرواقها إذا جدّت في المطر. ويقال: أَسْبَلَت أَرواقُ العَيْن إذا سالت دموعُها؛ قال الطرمّاح:
عَيْناك غَرْبا شَنَّةٍ أَسبَـلَـتْ *** أَرواقُها من كَيْن أَخْصامِها
ويقال: أَرْخَت السماءُ أَرواقَها وعَزاليَها. ورَوْقُ السحابِ:سَيْلُه؛ وأَنشد:
مِثْل السحابِ إذا تَحدَّر رَوْقُه *** ودَنا أُمِرَّ، وكان ممَّا يُمْنَـع
أَي أُمِرَّ عليه فمرَّ ولم يُصبه منه شيء بعدما رجاه. وفي الحديث: إذا أَلْقَتِ السماء بأَرواقِها أَي بجميع ما فيها من الماء؛ والأَرْواقُ:الأَثْقالُ؛ أَراد مِياهَها المُثْقِلة للسحاب. والأَرْواقُ: جماعة الجِسم، وقيل: الرَّوْق الجسم نفسه. وإِنه ليركَبُ الناسَ بأَرواقه، وأَرواقُ الرجل: أَطرافه وجسَدُه. وأَلقى علينا أَرواقَه أَي غَطّانا بنفسه. ورمَوْنا بأَرْواقِهم أَي رمونا بأَنفسهم؛ قال شمر: ولا أَعرف قوله أَلقى أَرواقَه إذا اشتدّ عدْوُه، قال: ولكني أَعرفه بمعنى الجِدّ في الشيء؛ وأَنشد بيت تأَبط شرّاً:
نجوت منها نجائي من بجـيلةَ، إِذا *** أَرْسَلْتُ، لَيْلةَ جَنْب الرَّعْنِ، أَرواقي
ويقال: أَرسل أَرواقَه إذا عدا، ورمى أَرواقه إذا أَقام وضرب بنفسه الأَرضَ. ويقال: رمى فلان بأَرواقِه على الدابة إذا ركبها، ورمى بأَرواقه عن الدابة إذا نزل عنها. وفي نوادر الأَعراب: رَوْقُ المطر وروْق الجَيش وروْقُ البيتِ وروْقُ الخيل مُقدَّمُه، وروْق الرجل شبابه، وهو أَوّل كل شيء مما ذكرته. ويقال: جاءنا رَوْقُ بني فلان أَي جماعة منهم، كما يقال: جاءنا رأْسٌ لجماعة القوم. ابن سيده: رَوْقُ الشباب وغيره ورَيْقُه ورَيِّقُه كل ذلك أَوله؛ قال البَعِيث:
مَدَحْنا لَها رَيْقَ الشَّباب، فعارَضتْ *** جَناب الصِّبا في كاتِمِ السِّرّ أَعْجَما
ويقال: فعَله في رَوْق شبابه وريِّق شبابه أَي في أَوّله. وريِّقُ كل شيء: أَفضله، وهو فَيْعِل، فأُدغم. ورَوْقُ البيت: مقدِّمه، ورِواقه ورُواقه: ما بين يديه، وقيل سَماوَتُه، وهي الشُّقّة التي دون العُلْيا، والجمع أَرْوِقة، ورُوقٌ في الكثير؛ قال سيبويه: لم يجز ضمّ الواو كراهية الضمّة قبلها والضمة فيها، وقد رَوَّقَه. الجوهري: الرَّوْقُ والرِّواقُ سَقْفٌ في مقدَّم البيت، والرِّواق سِتْر يُمدّ دون السقف. يقال: بيت مُرَوَّقٌ؛ ومنه قول الأَعشى: فظَلَّتْ لَدَيْهِم في خِباءِ مُرَوَّقِ ، قال ابن بري: بيت الأَعشى هو قوله:
وقد أَقْطَعُ الليلَ الطويلَ بفتْـيةٍ *** مَسامِيحَ تُسْقَى، والخِباءُ مُرَوَّقُ
وقال بعضهم: رِواق البيت مُقدَّمه. ابن سيده: رِواقا الليل مقدمه وجَوانِبُه؛ قال:
يَرِدْنَ، والليلُ مُـرِمٌّ طـائرُهْ، *** مُرْخىً رِواقاه، هُجودٌ سامِرُهْ
ويروى: مُلْقىً رِواقاه، ورواه ابن الأَعرابي: وليلُ مُرَوَّقٌ مُرْخَى الرِّواق؛ قال ذو الرُّمّة يصف الليل، وقيل يصف الفجر:
وقد هَتَكَ الصُّبْحُ الجَلِيُّ كِفاءهُ، *** ولكنه جَوْنُ السَّراةِ مُـرَوَّقُ
ومضَى رَوْقٌ من الليل أَي طائفة. ابن بري: ويجمع رَوْق على أَرْوُق؛ قال:
خُوصاً إذا ما الليلُ أَلْقى الأَرْوُقا، *** خَرَجْنَ من تحتِ دُجاه مُـرَّقـا
قال: وقد يحتمل أَن يكون جمعَ رِواقٍ على حدّ قولهم مَكان وأَمْكُنٌ، قال: وكذا فسره أَبو عمرو الشَّيباني فقال: هو جمع رِواق، وربما قالوا:رَوَّقَ الليلُ إذا مَدَّ رِواقَ ظُلْمته وأَلقى أَرْوِقَته. ابن الأَعرابي: الرَّوْقُ السَّيِّد، والرَّوْقُ الصافي من الماء وغيره، والرَّوْقُ العُمُر. يقال: أَكل رَوْقَه. والرَّوْقُ نفْس النَّزْع، والرَّوْق المُعجِب. يقال: رَوْقٌ ورَيْقٌ؛ وأَنشد المفضل:
على كلّ رَيْقٍ تَرَى مُعْلَماً، *** يُهَدِّرُ كالجَمَلِ الأَجْـرَبِ
قال: الرَّيْقُ ههنا الفرَس الشريف. والرَّوْقُ: الحُبُّ الخالِص.
والأَرْواقُ: الفَساطِيطُ؛ الليث: بيت كالفُسطاط يُحمل على سِطاعٍ واحد في وسَطه، والجمع أَرْوِقةٌ. ويقال: ضرب فلان رَوْقَه بموضع كذا إذا نزل به وضرب خيمته. وفي حديث الدَّجّال: فيضرب رواقَه فيخرج إِليه كل مُنافِق، أَي يضرب فُسطاطه وقُبَّته وموضعَ جلوسه. وروي عن عائشة، رضي الله عنها، في حديث لها: ضرَب الشيطانُ رَوْقَه ومَدّ أَطْنابَه؛ قيل: الرَّوْقُ الرِّواق وهو ما بين يدي البيت. قال الأَزهري: رَوْقُ البيت ورواقُه واحد، وهي الشُّقة التي دون الشقّة العُليا . قال الاصمعي: رِواقُ البيت ورُواقه سَماوتُه وهي الشُّقَّ التي دون العُليا. أَبو زيد: رِواق البيت سُتْرةُ مُقدَّمِه من أَعلاه إِلى الأَرض، وكِفاؤه سُترة أَعلاه إِلى أَسفله من مؤخره، وسِتْر البيت أَصغر من الرِّواق، وفي البيت في جَوفه سِتر آخَر يدعى الحَجَلةَ؛ وقال بعضهم:رواق البيت مُقدَّمه، وكِفاؤه مؤخَّره، سمي كِفاء لأَنه يُكافئ الرِّواق، وخالِفتاه جانباه؛ قال ذو الرمة:
ولكنه جون السَّراة مروّق
وقد تقدّم هذا البيت؛ شبّّه ما بدا من الصبح ولمّا ينْسَفِر وهو يَسوق نفسه.
والرّوْقُ: موضع الصائد مُشبّه بالرّواق. والرَّوْقُ: الإِعْجاب.
وراقَني الشيءُ يَرُوقُني رَوْقاً ورَوَقاناً: أَعجبني، فهو رائق وأَنا مَرُوق، واشْتُقّت منه الرُّوقة وهو ما حَسُن من الوَصائفِ والوُصَفاء. يقال:وَصِيفٌ رُوقةٌ وَوُصَفاء رُوقة. وقال بعضهم: وصفاء رُوق؛ وقول ابن مقبل في راق:
راقَتْ على مُقْلَتَيْ سُوذانِقٍ خَرِصٍ، *** طاوٍ تَنَفَّضَ من طَلٍّ وأَمْـطـارٍ
وصف عين نفسه أَنها زادت علي عيني سُوذانِق. ويقال: راقَ فلان على فلان إذا زاد عليه فضلاً، يَرُوق عليه، فهو رائق عليه؛ وقال الشاعر يصف جارية:
راقَتْ على البِيضِ الحِسا *** نِ بحُسْنِها وَبـهـائهـا
وقال غيره: أَرْواقُ الليلِ أَثناء ظُلَمه؛ وأَنشد:
ولَيْلةٍ ذاتِ قَتامٍ أَطْـبـاقْ، *** وذاتِ أَرْواقٍ كأَثْناء الطّاقْ
والرُّوقةُ: الجَميل جدّاً من الناس، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، وقد يجمع على رُوَقٍ، ورُبّما وُصفت به الخيل والإِبل في الشعر؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
تَرْمِيهِمُ بِبَكَراتٍ رُوقَه
إِلا أَنه قال رُوقة ههنا جمع رائق؛ قال ابن سيده: فأَمّا الهاء عندي فلتأْنيث الجمع، ولم يقل ابن الأَعرابي إِن هذا إِنما يوصف به الخيل والإِبل في الشعر بل أَطلقه فلم يخص شعراً من غيره. والرُّوق: الغِلمان الملاح، الواحد رائق. ويقال: غِلمان رُوقة أَي حِسان، وهو جمع رائق مثل فارِه وفُرْهة وصاحب وصُحْبة، ورُوقٌ أَيضاً مثل بازِل وبُزْلٍ؛ ومنه قول الراجز:
يا رُبَّ مُهْرٍ مَزْعوقْ،
مُقَيَّلٍ أَو مَغْبُوقْ
من لبَن الدُّهْم الرُّوقْ،
حتّى شَتا كالذُّعْلُوقْ،
أَسْرَع من طَرْف المُوقْ
وفي حديث ذكر الروم: فيَخرج إِليهم رُوقة المؤمنين أَي خِيارُهم وسَراتُهم، وهي جمع رائق. راقَ الشيءُ إذا صَفا، ويكون للواحد. يقال: غُلامٌ رُوقةٌ وغِلمان رُوقة. والرُّوقة: الشيء اليسير، يَمانية.والرَّاوُوقُ: المِصْفاةُ، وربما سموا الباطِيةَ راوُوقاً. الليث:الراووق ناجُود الشَّراب الذي يُرَوَّق به فيُصَفَّى، والشراب يَتروَّقُ منه من غير عصر. وراقَ الشرابُ والماءُ يَرُوقان رَوْقاً وتَروُّقاً: صَفَوَا؛ ورَوَّقه هو تَرْوِيقاً، واستعار دُكَينٌ الراوُوقَ للشَّباب فقال:
أُسْقَى بِراووق الشَّباب الخاضِلِ
وإِراقةُ الماء ونحوه: صَبُّه. وأَراقَ الماء يُرِيقه وهَراقَه يُهَرِيقُه بدَل، وأَهْراقَه يُهْرِيقُه عِوَضٌ: صبَّه. قال ابن سيده: وإِنما قُضِيَ على أَن أَصل أَراق أَرْوَقَ لأَمرين: أَحدهما أَنّ كون عين الفعل واواً أكثر من كونها ياء فيما اعْتلَّت عينه، والآخر أَنّ الماء إذا هُرِيقَ ظهر جَوْهرُه وصَفا فَراقَ رائيَه يَرُوقُه، فهذا يقوِّي كون العين منه واواً، على أَنّ الكسائي قد حكى راقَ الماءُ يَرِيقُ إذا انْصبّ، وهذا قاطع بكون العين ياء. قال ابن بري: أَرَقْت الماء منقول من راقَ الماء يَرِيقُ رَيْقاً إذا تردد على وجه الأَرض، فعلى هذا كان حقه أَن يذكر في فصل ريق لا في فصل روق. وأَراقَ الرجل ماء ظَهرِه وهَراقه، على البدل، وأَهْراقه على العوض كما ذهب إِليه سيبويه في قولهم أَسْطاعَ، وقالوا في مصدره إِهراقة كما قالوا إِسْطاعة؛ قال ذو الرُّمّة:
فلَمّا دَنَتْ إِهْراقةُ الماء أَنْصَـبَـتْ *** لأَعْزِلَه عنها، وفي النَّفْس أَن أَثْني
ورجل مُرِيقٌ وماء مُراقٌ على أَرَقْت، ورجل مُهَرِيقٌ وماء مُهَراقٌ على هَرَقْت، ورجل مُهْريقٌ وماء مُهْراقٌ على أَهْرَقْت؛ والإِراقةُ: ماء الرجل وهي الهِراقة، على البدل، والإهْراقة، على العِوَض. وهما يتَراوقانِ الماء: يتَداوَلانِ إِراقَته. ورَوَّق السَّكْران: بالَ في ثيابه؛ هذه وحدها عن أَبي حنيفة، وذلك جميعه مذكور في الياء لأَن الكلمة واوية ويائية.
والرَّوَقُ، بالتحريك: طول وانْثِناء في الأَسنان، وقيل: الرَّوَقُ طول الأَسنان وإِشْرافُ العُلْيا على السُّفْلى، رَوِقَ يَرْوَقُ رَوَقاً فهو أَرْوَقُ إذا طالت أَسنانه؛ قال لبيد يصف أَسْهُماً:
فرَمَيْت القوْمَ رِشْقاً صائباً، *** ليْسَ بالعُصْلِ ولا بالمُقْتَعِلْ
رَقَمِيَّاتٌ عليها نـاهِـضٌ، *** تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلْ
والرُّوق: الطِّوالُ الأَسنان، وهو جمع الأَرْوَق، والنعت أَرْوَقُ ورَوْقاء، والجمع رُوقٌ؛ والتَّرْويقُ: أَن تَبيع شيئاً لك لتشتري أَطْول منه وأَفضل، وقيل: الترويق أَن تبيع بالياً وتشتري جديداً؛ عن ثعلب، وقيل: الترويق أَن يبيع الرجل سِلْعته ويَشتري أَجْودَ منها. وقال ابن الأَعرابي: باعَ سلعته فروَّق أَي اشترى أَحسن منها.
بَرْقا
وبرقاء لقب لمجموعة من قبائل عتيبة تنتسب إلى جدها الأعلى منصور ، (قيل ان لقبه الأبرق) ، وبرقاء تعني شدة اللمعان كناية عن شدة لمعان سيوفهم في أيام الحرب والقتال ، قالت العرب: البَرْقُ سَوط من نور يَزجرُ به الملَكُ السحاب. والبَرْقُ: واحد بُروق السحاب. والبَرقُ الذي يَلمع في الغيم ، وجمعه بُروق. وبرَقت السماء تَبْرُق بَرْقاً وأَبْرَقت ْ: جاءَت بِبَرق. والبُرْقةُ:المِقْدار من البَرْق، وقرئ: يكاد سنَا بُرَقِه، فهذا لا محالة جمع بُرْقة. ومرت بنا الليلةَ سحابة برّاقة وبارقةٌ أَي سحابة ذات بَرْق؛ عن اللحياني. وأَبْرَق القوم: دخلوا في البَرْق، وأَبرقُوا البرْق: رأَوْه؛ قال طُفَيْل:
ظعائن أَبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَه، *** وخِفْنَ الهُمامَ أَن تُقاد قَنَابِلُـهْ
قال الفارسي: أَراد أَبْرَقْن بَرْقه. ويقال: أَبرقَ الرجل إذا أَمَّ البرقَ أَي قصَده. والبارِقُ: سحاب ذو بَرْق. والسحابة بارقةٌ، وسحابةٌ بارقة: ذات بَرق. ويقال: ما فعلت البارقة التي رأَيتَها البارحة? يعني السحابة التي يكون فيها بَرق؛ عن الأَصمعي. بَرَقَت السماء ورعَدَت بَرَقاناً أَي لَمَعَت. وبرَق الرَّجل ورعَد يرعُد إذا تهدّد؛ قال ابن أَحمر:
يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عليكَ بِـلادُنـا *** وطِلابُنا، فابْرُقْ بأَرْضِكَ وارْعُدِ
وبرَق الرجل وأبرَق: تهدَّد وأَوْعد، وهو من ذلك، كأَنه أَراه مَخِيلةَ الأَذى كما يُري البرقُ مخيلةَ المطَر؛ قال ذو الرمة:
إذا خَشِيَتْ منه الصَّرِيمة، أَبرَقَتْ *** له بَرْقةً من خُلَّبٍ غير ماطِـرِ
جاء بالمصدر على برَقَ لإن أَبْرَقَ وبرَق سواء، وكان الأَصمعي ينكر أَبْرق وأَرعد ولم يك يرى ذا الرُّمة حُجةً؛ وكذلك أَنشد بيت الكميت:
أَبْـرِقْ وأَرْعِــد يا يزيـ *** دُ، فما وَعِيدُك لي بِضائرْ،
فقال: هو جُرْمُقانِيّ. الليث: البَرق دخِيل في العربية وقد استعملوه، وجمعه البِرْقان. وأَرْعَدْنا وأَبْرَقْنا بمكان كذا وكذا أَي رأَينا البرق والرعد. ويقال: برْق الخُلَّبِ وبرقُ خُلَّبٍ، بالإضافة، وبرقٌ خُلَّبٌ بالصفة، وهو الذي ليس فيه مطر. وأَرعَد القومُ وأَبرَقُوا أَي أَصابهم رَعْد وبَرق. واستَبْرَقَ المكانُ إذا لَمَع بالبرق؛ قال الشاعر:
يَسْتَبْرِقُ الأُفُقُ الأَقصَى، إذا ابْتَسَمَتْ،لَمْعَ السُّيُوفِ، سِوَى أَغْمادِها، القُضُبِ
وفي صفة أَبي إدريسَ: دخلْت مسجد دِمَشْقَ فإذا فتى بَرّاقُ الثنايا؛ وصَف ثناياه بالحُسن والضِّياء وأنها تَلْمَع إذا تبسَّم كالبرق، أَراد صفة وجهه بالبِشْر والطَّلاقة؛ ومنه الحديث: تَبْرقُ أَساريرُ وجههِ أَي تلمع وتَسْتَنِيرُ كالبَرْق.
بَرق السيفُ وغيره يَبْرُق بَرْقاً وبَرِيقاً وبرُوقاً وبَرَقاناً: لمَع وتَلأْلأَ، والاسم البَريق. وسيفٌ إبْريق: كثير اللَّمَعان والماء؛ قال ابن أَحمر:
تَعَلَّق إبْرِيقاً، وأَظهر جَعْبةً *** ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاء وجامِلِ
والإبْريقُ: السيفُ الشديدُ البَرِيق؛ عن كراع، قال: سمي به لفعله، وأَنشد البيت المتقدم؛ وقال بعضهم: الإبريق السيف ههنا، سمي به لبَرِيقِه، وقال غيره: الإبريق ههنا قَوْس فيه تَلامِيعُ.
والبارِقةُ: السيوفُ على التشبيه بها لبياضها. ورأَيت البارِقةَ أي بريقَ السلاح؛ عن اللحياني. وفي الحديث: كفى ببارقة السيوف على رأْسه فتنةً أي لَمَعانِها. وفي حديث عمار رضي الله عنه: الجنةُ تحت البارقة أي تحت السيوف. يقال للسلاح إذا رأيت برِيقَه: رأيتُ البارقة. وأبرَق الرجل إذا لمع بسيفه وبَرق به أيضاً، وأبرَق بسيفه يُبْرق إذا لمع به. ولا أَفعله ما برَق في السماء نجم أَي ما طلع، عنه أَيضاً، وكله من البرق.
والبُراق: دابّة يركبها الأَنبياء، عليهم السلام، مشتقة من البَرْق، وقيل: البراق فرس جبريل، صلى الله على نبينا وعليه وسلم. الجوهري: البراق اسم دابة ركبها سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليلة المِعْراج، وذُكر في الحديث قال: وهو الدابة التي ركبها ليلة الإسْراء؛ سمي بذلك لنُصوع لونه وشدَّة بريقه، وقيل: لسُرعة حركته شبهه فيها بالبَرْق.
وشيءٌ برّاقٌ: ذو بَرِيق. والبُرقانة: دُفْعة البريق. ورجل بُرْقانٌ: بَرَّاقُ البدن.
وبرَّقَ بصَرَه: لأْلأَ به. الليث: برَّق فلان بعينيه تَبْريقاً إذا لأْلأَ بهما من شدَّة النظر؛وبرَّقَ عينيه تبريقاً إذا أَوسَعَهما وأَحدَّ النظر. وبرَّق: لوَّح بشيء ليس له مِصْداق، تقول العرب: برَّقْت وعرَّقْت؛ عرَّقْتُ أَي قلَّلت.وعَمِل رجل عَمَلاً فقال له صاحبه: عرَّفْتَ وبرَّقت لوَّحتَ بشيء ليس له مِصداق. وبَرِقَ بصرُه بَرَقاً وبرَق يبرُق بُرُوقاً؛ الأَخيرة عن اللحياني: دَهِشَ فلم يبصر، وقيل: تحيَّر فلم يَطْرِفْ؛ قال ذو الرمة:
ولو أنَّ لُقمانَ الحَكيمَ تَعَرَّضَتْ *** لعَينيْهِ مَيٌّ سافِراً، كادَ يَبْرَقُ
وفي التنزيل: فإذا بَرِقَ البصر، وبَرَقَ، قُرئ بهما جميعاً؛ قال الفراء: قرأَ عاصم وأَهل المدينة برِق، بكسر الراء، وقرأَها نافع وحده برَق، بفتح الراء، من البَريق أَي شخَص، ومن قرأَ بَرِقَ فمعناه فَزِع؛ وأَنشد قول طرَفة:
فنَفْسَكَ فانْعَ ولا تَنْعَني، *** وداوِ الكُلومَ ولا تَبْرَقِ
يقول: لا تَفزَعْ من هَوْل الجِراح التي بك، قال: ومن قرأَ بَرَق يقول فتح عينيه من الفزَع، وبرَقَ بصرُه أيضاً كذلك.وأَبرَقَه الفزَعُ. ثعلب عن ابن الأَعرابي: البُرْقُ الضِّبابُ، والبُرْقُ العين المُنْفتحة. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: لكل داخل بَرْقة أَي دَهْشة، والبَرَقُ:الدهِشُ. وفي حديث عَمرو: أَنه كتب إلى عمر، رضي الله عنهما: إنَّ البحر خَلْق عظيم يَرْكبه خَلق ضَعيف دُود على عُود بين غرَق وبَرَق؛ البَرَقُ، بالتحريك: الحَيْرة والدهَش. وفي حديث الدعاء: إذا برقت الأَبصار، يجوز كسر الراء وفتحها، فالكسر بمعنى الحَيْرة، والفتح بمعنى البريق اللُّموع. وفي حديث وَحْشِيّ: فاحتمله حتى إذا برِقَت قدماه رمَى به أَي ضَعُفتا وهو من قولهم برَق بصره أَي ضعف.
البَرْقاء: أَرض غليظة مختلطة بحجارة ورمل، وجمعها بُرَقٌ وبِراقٌ، شبهوه بِصِحاف لأَنه قد استعمل استعمال الأَسماء، فإذا اتسعت البُرقة فهي الأَبْرَقُ، وجمعه أَبارق، كسِّر تكسير الأَسماء لغلبته. الأَصمعي: الأَبْرقُ والبَرْقاء غِلَظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة، وكذلك البُرْقة، وجمع البَرقاء بَرْقاوات، وتجمع البُرقة بِراقاً. وجبَل أَبرقُ: فيه لونانِ من سواد وبياض، ويقال للجبَل أَبرقُ لبُرْقة الرمل الذي تحته. ابن الأَعرابي: الأَبرقُ الجبل مخلوطاً برمل، وهي البُرْقةُ ذاتُ حجارة وتراب، وحجارتها الغالب عليها البياض وفيها حجارة حُمر وسود، والترابُ أَبيض وأَعْفر وهو يَبْرُقُ لك بلوْن حجارتها وترابها، وإنما بَرْقُها اختلافُ ألوانها، وتُنْبِت أَسنادُها وظهرُها البقْلَ والشجر نباتاً كثيراً يكون إلى جنبها الرَّوضُ أحياناً؛ ويقال للعين بَرْقاء لسواد الحَدقة مع بياض الشحْمة؛ وقول الشاعر:
بمُنْحَدِرٍ من رأْسِ بَرْقاءَ، حَطَّه *** تذَكُّرُ بَيْنٍ من حَبِيبٍ مُـزايِلِ
يعني دَمْعاً انحدَرَ من العين، وفي المحكم: أَراد العين لاختلاطها بلونين من سواد وبياض. ورَوْضة بَرْقاء: فيها لونان من النبْت؛ أَنشد ثعلب:
لدى رَوْضةٍ قَرْحاءَ بَرْقاء جادَها، *** من الدَّلْوِ والوَسْمِيِّ، طَلٌّ وهاضِبُ
ويقال وكلُّ شيء اجتمع فيه سواد وبياض، فهو أَبْرق. وإذا أَدَمْتَ الطعام بدَسَم قليل قلت بَرَقْتُه أَبْرُقُه بَرْقاً. والبُرْقةُ: قِلَّة الدسَم في الطعام.وبَرَقَ الأُدْمَ بالزيت والدسَم يَبْرُقُه بَرْقاً وبُروقاً: جعل فيه شيئاً يسيراً، وهي البَريقة، وجمعها بَرائقُ، وكذلك التبارِيقُ. وبرَق الطعامَ يبرُقه إذا صب فيه الزيت. والبَريقةُ: طعام فيه لبن وماء يُبْرَقُ بالسمْن والإهالةِ؛ ابن السكيت عن أَبي صاعد: البَرِيقةُ وجمعها بَرائقُ وهي اللبن يُصَبُّ عليه إهالةٌ أو سمن قليل. ويقال: ابْرُقوا الماء بزيت أي صبُّوا عليه زيتاً قليلاً.وقد بَرَقُوا لنا طعاماً بزيت أو سمْن برْقاً: وهو شيء منه قليل لم يُسَغْسِغُوه أَي لم يُكثروا دُهْنه. المُؤرِّج: بَرَّق فلان تبريقاً إذا سافر سفراً بعيداً، وبَرَّقَ منزله أي زَيَّنه وزَوَّقَه، وبرَّقَ فلان في المعاصي إذا أَلَحَّ فيها، وبَرَّق لي الأَمْرُ أي أعْيا علَيَّ. وبَرَق السِّقاءُ يَبْرُق بَرْقاً وبُروقاً: أصابه حرٌّ فذابَ زُبْده وتقطَّع فلم يجتمع. يقال: سِقاء بَرِقٌ.
وبُرْقة: موضع. وفي الحديث ذكر بُرْقةَ، وهو بضم الباء وسكون الراء، موضع بالمدينة به مال كانت صدَقاتُ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، منها. وذكر الجوهري هنا: الإسْتبرقُ الدّيباجُ الغليظُ، فارسي معرَّب، وتصغيره أُبَيْرِق.
يتبع ـ