نادر العش
17-Sep-2009, 05:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ــ المحاورة في مدينة حايل قبل ثلاث سنوات تقريباً ..والحفل للعتبان وفيها من الشعراء : الزلامي وزيد بن سلمي وسفر الدغيلبي ــ
هذه محاورة قد كتبتها لكم قديماً ولكن لم اكتب تحليلها ــ فإليكم المحاورة والتحليل على السريع :
رشيد الزلامي :
مرحبا في حلة العتبان ترحيب الكرامـة............واثني الترحيب والتقدير للديرة و اهلها
المطـيـري مايفارقـنـا لـيـا يــوم القيـامـة..........مير وين يروح عن بقعا ليا ساقت جملها
ترحيب الكبار أهل الخبرة يختلف عن غيره , أنظروا كيف لم يتجاهل وينسى "الديرة وأهلها", لأن الحفلة في مدينة حائل وهي ليست للعتبان . ولذلك الزلامي يثني التقدير والترحيب لأهل الديرة.
أما في البيت الثاني :
يقصد أن زيد دائماً قريب منا من أجل إثارة المشاكل ولكن ماذا سيفعل إذا حصلت المشكلة بيننا وبينه!! , وقد رمز للمشكلة أو المعركة بهذا الرمز "بقعا ليا ساقت جملها". فعلاً هو رمز جميل جداً لايجيده إلا الشعراء الكبار . وشعر المحاورة مبني على الرموز أصلاً .
زيد بن سلمي :
البقا بك والشجاعة خير من درب الرخامةكل نفسٍ ياطويل العمر تجـزى مـن عملهـا
المطيـري سالمـه لـن كـان ودّك بالسلامـةوإن بغيـت الثانيـة جعلـك قـوي وتحتملـهـا
رد الترحيب واضح وجميل .
وفي البيت الثاني:
بيت لايقل جمال عن بيت رشيد وهو بمثابة ابراز العضلات .. ويقصد بكلمة "الثانية" أي: المشكلة . لأن الأولى هي "السلامة" في الشطر الأول .
رشيد الزلامي :
ماعلينا من هذاك الشيخ لو يكرب حزامـه............لو يركّب راس ذيب ولو يركّب كبد بلها
علمنا جاكـم وصـرّْ العلـم بجنـاح العمامـة............لاتعاندنـا تــرى شــارون عانـدنـا وأكلـهـا
هنا في البيت الأول يبدأ الزلامي بفتح باب للمعاني بشكل مشتت للذهن نوعاً ما فهو يحتمل عدة معاني حاضرة وماضية فربما كان يقصد به "شيخ مطير مثلاً او احد شعراءها" . ولكن انظروا لجمالية الرمز في "لو يركب راس ذيب ولو يركب كبد بلها".
اما البيت الثاني فهو يحمل نفس معنى البيت الأول من حيث تعدد احتمالية المعنى . وكان شارون الحقيقي في بداية مرضه في نفس ايام هذه المحاورة , ولكن المقصود ليس شارون الحقيقي .
زيد بن سلمي :
الجبل ما أحد ٍ يشيله والبحر تسعين قامة..............والعلوم اللي تونّس خاطـرك سولـف وقلهـا
أعرف البحرين عاصمته يابو زيد المنامـة............والعرب ماضيّعت قانونهـا إلا مـن جهلهـا
في البيت الأول: جاء الرد جميل جدا من زيد, حيث يقول أن الشيخ الذي تتكلم عنه يارشيد هو مثل الجبل لايستطيع احد ان يشيله .. والبحر تسعين قامة (ايضاً مثل معنى الجبل).. وفي الشطر الثاني : لم يكن هناك أي معنى !! وهذا غلط من زيد .
وفي البيت الثاني: جاء الرد جميل جداً من زيد, حيث يعني أننا نعرفكم جيداً ياعتيبة ورمز لعتيبة بـ (البحرين عاصمته يابو زيد المنامة). يعني أنك لوتهدد يارشيد فنحن نعرفك جيداً بأنك شيء بسيط. (وقد اختار البحرين لأنها دولة صغيرة).
(والعرب ماضيعت قانونها إلا من جهلها) يعني أنك مخطئ يارشيد .
رشيد الزلامي :
الجبل لـو كـان راسـي ماتحـرك مـن تهامـة............لين صـار آخـر محطـة منطقـة قريـة نزلهـا
فيك شـي مـن الظفـر لكـن تأخـذك الغشامـة............طامعٍ لك في علوم كبار لا لك ولا أنت بـ لها
هنا في هذا الرد تأتي حركات الشعراء الكبار البهلوانية والتي يقلبون المعنى بها على الشاعر المقابل..
(زيد يقول ان الجبل ما احد يشيله .وهو يقصد قبيلته تقريباً او الدويش او .. .. اي شيء يخص زيد)
ولذلك استطاع الزلامي ان يقلب المعنى في صالحه بقوة ! حيث قال ان الجبل "قبيلة مطير" لو لم يستطع احد ان يشيله من مكانه لما تحرك من تهامه لين صار آخر مكان يقف فيه هو منطقة "قرية" وهي مكان في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ..
يعني : أن قبيلة عتيبة طردت قبيلة مطير من تهامة والحجاز حتى وصلوا للمنطقة الشرقية حول الصمان وقرية....... وهذا البيت يحمل في طياته تاريخ معارك قديمة ويحمل نقض قوي ويحمل استهزاء وسخرية من زيد حيث ان الزلامي يقول لو ان الجبل راسي لما تحرك من تهامة الى منطقة "قرية" في الشرقية.
انظروا كيف استطاع الزلامي استغلال كلمة "ما احد يقدر يشيله" التي قالها زيد وجعلها تحمل معنى القبيلة.
اما في البيت الثاني: فهو بيت استهزاء وسخرية بزيد العضيلة او مطير بشكل عام ..
وللإيضاح: ففي الشطر الثاني من البيت الثاني قد يصعب عليكم نطق آخر الكلمات بالشكل الموزون ولكن في الحقيقة هي عبارة عن تركيبة عجيبة في النطق من رشيد الزلامي . والمعنى فيها :(أنك طامع لك في علوم كبار ليست لك ولست لها)
زيد بن سلمي :
الجبل شال الجبال ولا على الطيّب ملامة.............والرقاب العوج يابو زيد تعرف من عدلهـا
الجهل مانتبعـه والمجـد نرقـا فـي سنامـه...........والعيون اللي تدوّر كحل جاها من كحلهـا
في البيت الأول : يعترف زيد بن سلمي بالتاريخ الذي ذكره الزلامي وهو ان عتيبة طردت مطير من الحجاز إلى المنطقة الشرقية عند الصمان وقرية,
ولذلك قال زيد (الجبل شال الجبال ولا على الطيب ملامة): يعني أنكم طردتونا وانتم كالجبل ونحن كالجبال وليس هناك ملامة علينا لأنها ليست عيب. فهو وصف عتيبة بالجبل ووصف مطير بالجبال وأن المسألة مسألة هزيمة فقط.
وفي نفس الوقت يدل هذا الإعتراف على اخلاقيات زيد بن سلمي وأنه لايجحد التاريخ الصحيح ولو كان ضده .
والشطر الثاني بيت للهجوم والتهديد وانه يوجد لدينا تاريخ ضدكم.
والبيت الثاني واضح لايحتاج لتحليل.
رشيد الزلامي :
عزتـي للـي علـى شـطّ البـحـر بـنّـا خيـامـه................ليـن شالتـه الهبـوب وروّحـت علـى عذلـهـا
أنت خابرنا على درب الخطر سقنا الجهامة................وأصبحـت لاتكظـم الجـرَّة ولايهـدر فحلـهـا
هنا يأتي الزلامي بمعاني تاريخية ولكن بشكل آخر ..
انظروا لمعاني الرموز التالية: (شط البحر=المكان الجميل والذي يحتمل انه يكون نجد مثلاً) , (بنّا خيامه=سكن واستوطن) , (الهبوب=عتيبة) , (روحت على عذلها=هذه جملة واضحة تعني انها استمرت في طريقها)
والمعنى الذي يقصده الزلامي هو: (عزتي لمطير اللي بنوا خيامهم وسكنوا في نجد مثلاً او في اي مكان اخر ثم جتهم عتيبة وطردتهم).. ولأن الحديث وصل للتاريخ القديم في الابيات السابقة فهذا البيت يحمل في طياته تاريخ ولكن بشكل معنى ورموز والبيت بشكل عام واضح لمن يدركون المعاني .
والبيت الثاني : بيت عملاق في الفخر بالشجاعة ..
زيد بن سلمي :
عزتي للمحرم اللي في الحرم ضيع حرامه..............كانت البيبـان مفتوحـة ولا أدري مـن قفلهـا
يـوم سقتوهـا لقيـتـوا مـحـرم النـايـم منـامـه.............ميبس الأرياق ينصى القوم نصو ولا ختلها
هنا حاول زيد بن سلمي ان يأتي بشيء مثل ما أتى الزلامي بالتاريخ القديم ..
ففي البيت الأول : يقصد مشكلة جهيمان العتيبي في البيت الحرام . وهو يحاول جاهداً أن يضع الزلامي في موقف صعب .ظناً منه ان هذا البيت سيحرج الزلامي .
وفي البيت الثاني يقصد انكم عندما سقتوا الجهامة للحرب وجدتوا امامكم قبيلة شجاعة .
رشيد الزلامي :
أنت ماعندك خبر يوم إنها جابت توامه؟ .........ماكفلتوهـا لكـن الله يعافـي مــن كفلـهـا
هذا البيت يأتي رداً على بيت زيد الذي ذكر فيه "مشكلة جهيمان"
انظروا كيف يرد الزلامي على بيت زيد بكل نقض وبكل قوة وبكل حقيقة:
(انت ماعندك خبر يوم انها جابت توامه؟).. يقصد: هل لديك خبر عندما كبرت المشكلة ! , وهي مشكلة جهيمان .
(ماكفلتوها لكن الله يعافي من كفلها) .. يقصد انكم لم تحلوا مشكلة جهيمان ولكن الله يعافي من وجد الحلول لها , وهو يقصد الظابط النفيعي العتيبي الذي رسم خطة حل مشكلة جهيمان واعوانه.
والقصد من البيت بشكل عام هو:
انكم يامطير ماسويتوا شيء يوم كبرت مشكلة جهيمان, لكن الله يعافي عتيبة اللي حلّوا المشكلة .
ــ هذا النقض العجيب من رشيد الزلامي قد لايستخدمه كثير من شعراء قبيلة عتيبة والقبائل الأخرى ــ
إنتهى .
.
.
.
.
هذا هو رشيد الزلامي وهذه هي فنياته الشعرية التي لاتوجد إلا عنده , انظروا كيف يفتل وينقض ويقلب المعنى على الشاعر بأسرع مايمكن. وبصراحة زيد بن سلمي شاعر معنى على مستوى عالي وقوي وشاعر فتل ونقض .
وأخيراً
نادر العش
ــ المحاورة في مدينة حايل قبل ثلاث سنوات تقريباً ..والحفل للعتبان وفيها من الشعراء : الزلامي وزيد بن سلمي وسفر الدغيلبي ــ
هذه محاورة قد كتبتها لكم قديماً ولكن لم اكتب تحليلها ــ فإليكم المحاورة والتحليل على السريع :
رشيد الزلامي :
مرحبا في حلة العتبان ترحيب الكرامـة............واثني الترحيب والتقدير للديرة و اهلها
المطـيـري مايفارقـنـا لـيـا يــوم القيـامـة..........مير وين يروح عن بقعا ليا ساقت جملها
ترحيب الكبار أهل الخبرة يختلف عن غيره , أنظروا كيف لم يتجاهل وينسى "الديرة وأهلها", لأن الحفلة في مدينة حائل وهي ليست للعتبان . ولذلك الزلامي يثني التقدير والترحيب لأهل الديرة.
أما في البيت الثاني :
يقصد أن زيد دائماً قريب منا من أجل إثارة المشاكل ولكن ماذا سيفعل إذا حصلت المشكلة بيننا وبينه!! , وقد رمز للمشكلة أو المعركة بهذا الرمز "بقعا ليا ساقت جملها". فعلاً هو رمز جميل جداً لايجيده إلا الشعراء الكبار . وشعر المحاورة مبني على الرموز أصلاً .
زيد بن سلمي :
البقا بك والشجاعة خير من درب الرخامةكل نفسٍ ياطويل العمر تجـزى مـن عملهـا
المطيـري سالمـه لـن كـان ودّك بالسلامـةوإن بغيـت الثانيـة جعلـك قـوي وتحتملـهـا
رد الترحيب واضح وجميل .
وفي البيت الثاني:
بيت لايقل جمال عن بيت رشيد وهو بمثابة ابراز العضلات .. ويقصد بكلمة "الثانية" أي: المشكلة . لأن الأولى هي "السلامة" في الشطر الأول .
رشيد الزلامي :
ماعلينا من هذاك الشيخ لو يكرب حزامـه............لو يركّب راس ذيب ولو يركّب كبد بلها
علمنا جاكـم وصـرّْ العلـم بجنـاح العمامـة............لاتعاندنـا تــرى شــارون عانـدنـا وأكلـهـا
هنا في البيت الأول يبدأ الزلامي بفتح باب للمعاني بشكل مشتت للذهن نوعاً ما فهو يحتمل عدة معاني حاضرة وماضية فربما كان يقصد به "شيخ مطير مثلاً او احد شعراءها" . ولكن انظروا لجمالية الرمز في "لو يركب راس ذيب ولو يركب كبد بلها".
اما البيت الثاني فهو يحمل نفس معنى البيت الأول من حيث تعدد احتمالية المعنى . وكان شارون الحقيقي في بداية مرضه في نفس ايام هذه المحاورة , ولكن المقصود ليس شارون الحقيقي .
زيد بن سلمي :
الجبل ما أحد ٍ يشيله والبحر تسعين قامة..............والعلوم اللي تونّس خاطـرك سولـف وقلهـا
أعرف البحرين عاصمته يابو زيد المنامـة............والعرب ماضيّعت قانونهـا إلا مـن جهلهـا
في البيت الأول: جاء الرد جميل جدا من زيد, حيث يقول أن الشيخ الذي تتكلم عنه يارشيد هو مثل الجبل لايستطيع احد ان يشيله .. والبحر تسعين قامة (ايضاً مثل معنى الجبل).. وفي الشطر الثاني : لم يكن هناك أي معنى !! وهذا غلط من زيد .
وفي البيت الثاني: جاء الرد جميل جداً من زيد, حيث يعني أننا نعرفكم جيداً ياعتيبة ورمز لعتيبة بـ (البحرين عاصمته يابو زيد المنامة). يعني أنك لوتهدد يارشيد فنحن نعرفك جيداً بأنك شيء بسيط. (وقد اختار البحرين لأنها دولة صغيرة).
(والعرب ماضيعت قانونها إلا من جهلها) يعني أنك مخطئ يارشيد .
رشيد الزلامي :
الجبل لـو كـان راسـي ماتحـرك مـن تهامـة............لين صـار آخـر محطـة منطقـة قريـة نزلهـا
فيك شـي مـن الظفـر لكـن تأخـذك الغشامـة............طامعٍ لك في علوم كبار لا لك ولا أنت بـ لها
هنا في هذا الرد تأتي حركات الشعراء الكبار البهلوانية والتي يقلبون المعنى بها على الشاعر المقابل..
(زيد يقول ان الجبل ما احد يشيله .وهو يقصد قبيلته تقريباً او الدويش او .. .. اي شيء يخص زيد)
ولذلك استطاع الزلامي ان يقلب المعنى في صالحه بقوة ! حيث قال ان الجبل "قبيلة مطير" لو لم يستطع احد ان يشيله من مكانه لما تحرك من تهامه لين صار آخر مكان يقف فيه هو منطقة "قرية" وهي مكان في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ..
يعني : أن قبيلة عتيبة طردت قبيلة مطير من تهامة والحجاز حتى وصلوا للمنطقة الشرقية حول الصمان وقرية....... وهذا البيت يحمل في طياته تاريخ معارك قديمة ويحمل نقض قوي ويحمل استهزاء وسخرية من زيد حيث ان الزلامي يقول لو ان الجبل راسي لما تحرك من تهامة الى منطقة "قرية" في الشرقية.
انظروا كيف استطاع الزلامي استغلال كلمة "ما احد يقدر يشيله" التي قالها زيد وجعلها تحمل معنى القبيلة.
اما في البيت الثاني: فهو بيت استهزاء وسخرية بزيد العضيلة او مطير بشكل عام ..
وللإيضاح: ففي الشطر الثاني من البيت الثاني قد يصعب عليكم نطق آخر الكلمات بالشكل الموزون ولكن في الحقيقة هي عبارة عن تركيبة عجيبة في النطق من رشيد الزلامي . والمعنى فيها :(أنك طامع لك في علوم كبار ليست لك ولست لها)
زيد بن سلمي :
الجبل شال الجبال ولا على الطيّب ملامة.............والرقاب العوج يابو زيد تعرف من عدلهـا
الجهل مانتبعـه والمجـد نرقـا فـي سنامـه...........والعيون اللي تدوّر كحل جاها من كحلهـا
في البيت الأول : يعترف زيد بن سلمي بالتاريخ الذي ذكره الزلامي وهو ان عتيبة طردت مطير من الحجاز إلى المنطقة الشرقية عند الصمان وقرية,
ولذلك قال زيد (الجبل شال الجبال ولا على الطيب ملامة): يعني أنكم طردتونا وانتم كالجبل ونحن كالجبال وليس هناك ملامة علينا لأنها ليست عيب. فهو وصف عتيبة بالجبل ووصف مطير بالجبال وأن المسألة مسألة هزيمة فقط.
وفي نفس الوقت يدل هذا الإعتراف على اخلاقيات زيد بن سلمي وأنه لايجحد التاريخ الصحيح ولو كان ضده .
والشطر الثاني بيت للهجوم والتهديد وانه يوجد لدينا تاريخ ضدكم.
والبيت الثاني واضح لايحتاج لتحليل.
رشيد الزلامي :
عزتـي للـي علـى شـطّ البـحـر بـنّـا خيـامـه................ليـن شالتـه الهبـوب وروّحـت علـى عذلـهـا
أنت خابرنا على درب الخطر سقنا الجهامة................وأصبحـت لاتكظـم الجـرَّة ولايهـدر فحلـهـا
هنا يأتي الزلامي بمعاني تاريخية ولكن بشكل آخر ..
انظروا لمعاني الرموز التالية: (شط البحر=المكان الجميل والذي يحتمل انه يكون نجد مثلاً) , (بنّا خيامه=سكن واستوطن) , (الهبوب=عتيبة) , (روحت على عذلها=هذه جملة واضحة تعني انها استمرت في طريقها)
والمعنى الذي يقصده الزلامي هو: (عزتي لمطير اللي بنوا خيامهم وسكنوا في نجد مثلاً او في اي مكان اخر ثم جتهم عتيبة وطردتهم).. ولأن الحديث وصل للتاريخ القديم في الابيات السابقة فهذا البيت يحمل في طياته تاريخ ولكن بشكل معنى ورموز والبيت بشكل عام واضح لمن يدركون المعاني .
والبيت الثاني : بيت عملاق في الفخر بالشجاعة ..
زيد بن سلمي :
عزتي للمحرم اللي في الحرم ضيع حرامه..............كانت البيبـان مفتوحـة ولا أدري مـن قفلهـا
يـوم سقتوهـا لقيـتـوا مـحـرم النـايـم منـامـه.............ميبس الأرياق ينصى القوم نصو ولا ختلها
هنا حاول زيد بن سلمي ان يأتي بشيء مثل ما أتى الزلامي بالتاريخ القديم ..
ففي البيت الأول : يقصد مشكلة جهيمان العتيبي في البيت الحرام . وهو يحاول جاهداً أن يضع الزلامي في موقف صعب .ظناً منه ان هذا البيت سيحرج الزلامي .
وفي البيت الثاني يقصد انكم عندما سقتوا الجهامة للحرب وجدتوا امامكم قبيلة شجاعة .
رشيد الزلامي :
أنت ماعندك خبر يوم إنها جابت توامه؟ .........ماكفلتوهـا لكـن الله يعافـي مــن كفلـهـا
هذا البيت يأتي رداً على بيت زيد الذي ذكر فيه "مشكلة جهيمان"
انظروا كيف يرد الزلامي على بيت زيد بكل نقض وبكل قوة وبكل حقيقة:
(انت ماعندك خبر يوم انها جابت توامه؟).. يقصد: هل لديك خبر عندما كبرت المشكلة ! , وهي مشكلة جهيمان .
(ماكفلتوها لكن الله يعافي من كفلها) .. يقصد انكم لم تحلوا مشكلة جهيمان ولكن الله يعافي من وجد الحلول لها , وهو يقصد الظابط النفيعي العتيبي الذي رسم خطة حل مشكلة جهيمان واعوانه.
والقصد من البيت بشكل عام هو:
انكم يامطير ماسويتوا شيء يوم كبرت مشكلة جهيمان, لكن الله يعافي عتيبة اللي حلّوا المشكلة .
ــ هذا النقض العجيب من رشيد الزلامي قد لايستخدمه كثير من شعراء قبيلة عتيبة والقبائل الأخرى ــ
إنتهى .
.
.
.
.
هذا هو رشيد الزلامي وهذه هي فنياته الشعرية التي لاتوجد إلا عنده , انظروا كيف يفتل وينقض ويقلب المعنى على الشاعر بأسرع مايمكن. وبصراحة زيد بن سلمي شاعر معنى على مستوى عالي وقوي وشاعر فتل ونقض .
وأخيراً
نادر العش