من عظمـــــــاء الأمــــة

[د/ نايف العتيبي]

مِنْ عُظَمَــــاء الأمــة
(سيرهم في ختم القرآن )


أبو بكر بن عياش ،

ولد سنة 96هــ ، وتوفي سنة 193هـ ،

إنه أحد الأئمة الحفاظ العباد الإمام القدوة شيخ الإسلام أبي بكر بن عياش (صاحب القرآن ) المقريء ،
قال الذهبي عرض القرآن على عاصم بن أبي النجود ثلاث مرات ، وقرأ عليه الكسائي ويحيى المعلمي وأبو يوسف الأعمش وجمــاعة ، روى له الجماعة ،

مما يعتبر به من سيرته :
قال ابنه قال لي أبي أنه لم يأت فاحشة قط ...!
وقال : قال لي إياك أن تعص الله في هذه الغرفة فإني قد ختمت فيها إثناعشر ألف ختمة ..!


من أقواله :
قال أبو هشام الرفاعي سمعت أبا بكر بن عياش يقول الخلق أربعة معذور ومخبور ومجبور ومثبور فالمعذور البهائم والمخبور بنو آدم والمجبور الملائكة والمثبور إبليس.(تذكرة الحفاظ)

وروى أيوب الأصبهاني عن أبي بكر قال الدخول في هذا الأمر يسير والخروج منه الى الله شديد . .(تذكرة الحفاظ)



كرامة حدثت له :
قال يحيى الحماني حدثني أبو بكر قال جئت ليلة الى زمزم فاستقيت منها دلوا عسلا ولبنا (تذكرة الحفاظ ) .
وقال يحيى الحماني لما احتضر أبو بكر بكت أخته فقال ما يبكيك انظرى الى تلك الزاوية قد ختمت فيها ثماني عشر ألف ختمة. .(تذكرة الحفاظ)


سيتبع بإذن الله بعضا من سير العظماء المختصرة ....

[ابو محمد الدعجاني]

بيض الله وجهك يا ابو محمد وجزاك الله خير على هذا العمل

[سلطان نايف العضياني]

نايف العتيبي

جزاك الله خير

[د/ نايف العتيبي]

بيض الله وجهك يا ابو محمد وجزاك الله خير على هذا العمل

الأخ العزيز / ابن غزاي شكرا لمرورك

وبيض الله وجهك يوم تلقاه

[ابو ضيف الله]

°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

ابو محمد جزاك الله كل خير وبارك فيك °ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

[د/ نايف العتيبي]

نايف العتيبي

جزاك الله خير


الأخ العزيز / سلطان العضياني

شكرا لمرورك المشرف

تقبل تحيتي وتقديري

[د/ نايف العتيبي]

°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

ابو محمد جزاك الله كل خير وبارك فيك °ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°


الأخ الفاضل / أبو ضيف الله

سعدت بمرورك فجزاك الله خيرا

تقبل تحيتي وتقديري

[د/ نايف العتيبي]

ثابت البُنَـــــاني


هو التابعي الجليل الإمام الحجة القدوة ثابِتُ بن أَسْلَمَ البُـنَاني أبو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ ثِقَةٌ عَابِدٌ رَوَى عَنِ بن عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بن مُغَفَّلٍ وَأَنَسٍ وَخَلْقٍ مِنَ التَّابِعِينَ وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَغَيْرُهُمْ

روى له أهل الكتب الستة .

وقال شُعْبَةُ: كان يَخْتِمُ القرآن كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَيَصُومُ الدَّهْرَ .

قال حَمَّادُ بن زَيْدٍ : ما رأيت أَعْبَدَ من ثَابِتٍ .


روى غالب القطان عن بكر بن عبد الله قال : من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه فلينظر إلى ثابت البناني . (تذكرة الحفاظ ) .

وقال حماد بن زيد : رأيت ثابتا يبكي حتى تختلف أضلاعه .

وقال جعفر بن سليمان : بكى ثابت حتى كادت عينه تذهب فَكُلم في ذلك فقال : ما خيرهما أن لم تبكيا وأبى أن يعالج ، مات ثابت في سنة ثلاث وعشرين ومائة ويقال في سنة سبع وقد جاوز الثمانين (تذكرة الحفاظ ).


قال البخاري : قال لنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أبيه قال أنس : أن ثابتا لمفتاح من مفاتيح الخير (التاريخ الكبير) .

[د/ نايف العتيبي]

بــشــــــــر الحـــــــــــــــافي


هو بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال المروزي الزاهد الجليل أبو نصر الحافي من أهل بغداد أصله من مرو من أشهر الناس في الزهد التقشف والتخفي الورع ، وهو ثقة قدوة في الرواية .
ولد بشر بن الحارث سنة 150 وتوفي ببغداد سنة 227 هـ وقيل 229، فكان سنه سبعا وسبعين سنة يوم مات .


من أقواله في الزهد والورع :

وقال بشر بن الحارث الحافي : لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه .

وعن يعقوب ابن سواك يقول سمعت بشر بن الحارث يقول : من لم يعمل بالقرآن لم ينفعه القرآن .


وروي عن بشر بن الحارث قال : قال لي فضيل بن عياض يا بشر مسيرة الصراط خمسة عشر ألف فرسخ فانظر كيف تكون على الصراط .

وقال بشر بن الحارث : ما شبعت منذ خمسين سنة وقال : ما ينبغي للرجل أن يشبع اليوم من الحلال لأنه إذا شبع من الحلال دعته نفسه إلى الحرام فكيف من هذه الأقذار .

وعن محمد بن نصر الخزاعي الصائغ يقول سمعت بشر بن الحارث الحافي وقد ضحك عنده رجل فقال : احذر يا بن الأخ لا يؤاخذك الله على هذا . رواه البيهقي في شعب الإيمان .


قال بشر بن الحارث : أما تستحي أن تطلب الدنيا ممن يطلب الدنيا أطلب الدنيا ممن بيده الدنيا .
وعن عبيد بن محمد الوراق قال سمعت بشر بن الحارث يقول : يا أصحاب الحديث أدوا زكاة هذا الحديث قالوا وما زكاته قال تعملون من كل مائة حديث خمس أحاديث . وعلق البيهقي رحمه الله على هذا الكلام بقوله : وأصله أراد من الأحاديث التي وردت في الترغيب في النوافل وأما الواجبات فيجب العمل بجميعها .

وعن ابن عصام الحربي قال :
رأيت في المنام كأني قد دخلت درب هشام فلقيني بشر بن الحارث رحمه الله فقلت من أين يا أبا النضر
فقال من عليين قلت ما فعل أحمد بن حنبل ?
قال تركت الساعة أحمد بن حنبل وعبد الوهاب الوارق بين يدي الله عز وجل يأكلان ويشربان ويتنعمان قلت فأنت ? قال علم الله قلة رغبتي في الطعام فأباحني النظر إليه .

وعن بشر بن الحارث قال: قلت لأبي بكر بن عياش ما تقول فيمن قدم عليا على عثمان قال من قال هذا فعليه لعنة الله .

وقال يوما : يقولون إني أنهى عن طلب الحديث أنا لا أقول شيء أفضل منه لمن عمل به فإذا لم يعمل به فتركه أفضل .

وعن يحيى بن المختار قال سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول : بلغني أن الله عز وجل قد حجر التوبة عن كل صاحب بدعة وشر أهل البدع المبغضون لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم التفت إلي فقال اجعل أوثق عملك عند الله حبك أصحاب نبيه فإنك لو قدمت الموقف بمثل قراب الأرض ذنوبا غفرها الله لك ولو جئت الموقف وفي قلبك مقياس ذرة بغضا لهم لما نفعك عمل .


وكان بشر بن الحارث ذات يوم مغموما ما تكلم حتى غربت الشمس ثم رفع رأسه فقال:

ذهب الرجل المقتدى بفعالهم
والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيت في خلفه يزين بعضهم
بعضا ليدفع معورعن معور


عن أبي حفص بن الجلاء يقول سمعت بشر بن الحارث يقول : ليس الزهد في الدنيا ترك الدنيا إنما الزهد أن تزهد في كلما سوى الله هذا داود وسليمان عليهما السلام قد ملكا الدنيا وكانا عند الله من الزاهدين .

وعن الحسن بن عمرو قال سمعت بشر بن الحارث يقول : لا يجد من يحب الدنيا حلاوة العبادة قال وقال عيسى ابن مريم عليه السلام رأس كل خطيئة حب الدنيا .

وعن الحسن بن عبد الرحمن قال قال بشر بن الحارث رحمه الله : لا أعلم رجلا أحب أن يعرف إلا ذهب دينه وافتضح قال وقال بشر بن الحارث لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس .

وعن عبيد بن محمد قال سمعت بشر بن الحارث رحمه الله قال: قال الله عز وجل لآدم عليه السلام يا آدم إني قد جعلت لفمك طبقا فإذا هممت أن لا تتكلم بما لا ينبغي فأطبقه وجعلت لعينيك طبقا فإذا رأيت ما لا ينبغي فأطبقهما وقد سترت فرجك بستر فلا تكشفه إلا عندما يحل لك.

قـــــــالوا عنه :
وقال المروزي قيل لأبي عبد الله- أي أحمد - مات بشر بن الحارث قال مات رحمه الله وما له نظير في هذه الأمة الا عامر بن عبد مقيس .

وقال إبراهيم الحربي : ما أخرجت بغداد أتم عقلا ولا أحفظ للسانه من بشر بن الحارث .

وقال الخطيب : كان ممن فاق أهل عصره في الورع والزهد وتفرد بوفور العقل وانواع الفضل وحسن الطريقة واستقامة المذهب وعزوف النفس واسقاط الفضول وكان كثير الحديث الا أنه لم ينصب نفسه للرواية وكان يكرهها ودفن كتبه لأجل ذلك وكلما سمع منه فإنما هو على طريق المذاكرة .
وقال أبو حاتم الرازي : ثقة رضي .
وقال بن حبان في الثقات أخباره وشمائله في التقشف وخفي الزهد والورع أظهر من أن يحتاج إلى الاغراق في وصفها وكان ثوري المذهب في الفقه والورع جميعا.
وقال الدارقطني : ثقة زاهد جبل ليس يروي الا حديثا صحيحا وربما تكون البلية ممن يروي عنه .
وقال مسلمة: ثقة فاضل .

رضي الله عنه ورحمه رحمة واسعة .

[د/ نايف العتيبي]

قال ابن القيم في طريق الهجرتين 1/522:

قال بعض السلف : من عَلِمَ وعَمِلَ وعَلَّمَ فذلك يدعى عظيما في ملكوت السماء وهؤلاء هم العدول حقا بتعديل رسول الله لهم إذ يقول فيما يروى عنه من وجوه شد بعضها بعضا : ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ))

وما أحسن ما قال فيهم الإمام أحمد في خطبة كتابه في الرد على الجهمية : (الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ومن ضال جاهل قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تأويل الجاهلين وتحريف الغالين وانتحال المبطلين ) . وذكر ابن وضاح هذا الكلام عن عمر بن الخطاب . أ.هــ

[عبدالله الجـــذع]

الله لايهينك ويكتب لك الاجر يالغالي

لي عوده للقراءه المتمعنه

محبك
.,

[خلف الروقي]

تشكر دوووووووووووم

[د/ نايف العتيبي]

الله لايهينك ويكتب لك الاجر يالغالي

لي عوده للقراءه المتمعنه

محبك
.,

مشرفنا العزيز / عبدالله الجذع

شكرا لمرورك ... وجزاك الله خيرا

[سعيفان الهيلا]

بارك الله فيك يا دكتور على سير هؤلاء الرجال العظام

[د/ نايف العتيبي]

تشكر دوووووووووووم


الأخ العزيز / أبوسالم الروقي

شكرا لمرورك .. وجــزاك الله خيرا

[د/ نايف العتيبي]

سعيــــد بن جبيــــر

هو التابعي الإمام الجليل سعيد بن جبير الوالبي مولاهم الكوفي المقرئ المفسر الفقيه الشهيد أحد الأعلام ، روى وجود كثيرا من الأحاديث عن ابن عباس رضي الله عنهما وقرأ عليه القرآن.

وعن أشعث بن إسحاق قال : كان يقال لسعيد بن جبير (جهبذ العلماء)


من سيرته :
وقال عبد الملك بن أبي سليمان عن سعيد أنه كان يختم في كل ليلتين .
عن وقاء بن إياس قال: كان سعيد بن جبير يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء في شهر رمضان وكانوا يؤخرون العشاء

- وروى أصبغ بن زيد عن القاسم بن أبي أيوب قال : كان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش وسمعته يردد هذه الآية (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )بضعا وعشرين مرة ،

- وروي أنه قام ليلة في جوف الكعبة فقرأ القرآن كله في ركعة رواها حماد بن أبي سليمان عنه .

- وكان يحرم من الكوفة في كل سنة مرتين مرة للحج ومرة للعمرة .

- كان أسود اللون وكان بن عباس إذا حج أهل الكوفة وسألوه يقول أليس فيكم سعيد بن جبير.

من أقــــواله :
- وقال ضرار بن مرة عن سعيد بن جبير قال: التوكل على الله جماع الإيمان وكان يدعو اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك .

- و قال: إن الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك فلتلك الخشية ،
والذكر طاعة الله فمن أطاع الله فقد ذكره ومن لم يطعه فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وتلاوة القرآن .

-وروى عن حبيب بن أبي ثابت قال لي سعيد بن جبير : لأن أنشر علمي أحب إلي من أن أذهب به إلى قبري .

- وقال هلال بن خباب قلت لسعيد بن جبير ما علامة هلاك الناس ؟ قال : إذا ذهب علماؤهم .

- وكان يقول أيقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة .

- وروي عن سعيد بن جبير قال لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي قلبي .

- وعنه قال: إنما الدنيا جمع من جمع الآخرة رواه ضمرة بن ربيعة عن هشام عنه .

- وقال ابن فضيل عن بكير بن عتيق قال : سقيت سعيد بن جبير شربة من عسل في قدح ( فشربها ) ثم قال والله لأسألن عنه قلت لم قال شربته وأنا أستلذه .


قصة مقتله على يد الحجاج :
يقال أن سبب قتله على يد الحجاج أنه قاتل من ابن الأشعث حيث له بيعة في رقبته قال له الحجاج ما حملك على ما صنعت قال في رقبتي بيعة قال وحيك بيعة أمير المؤمنين أولى وأسبق فأمر بقتله ،
وعن سالم بن أبي حفصة قال لما أتى بسعيد بن جبير إلى الحجاج قال أنت شقي بن كسير قال أنا سعيد بن جبير قال لأقتلنك قال أنا إذن كما سمتني أمي وقال دعوني أصلي ركعتين قال وجهوه إلى قبلة النصارى فقال سعيد (فأينما تولوا فثم وجه الله ) .

قـــالوا عنه :
- قال ميمون بن مهران مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض رجل الا وهو يحتاج الى علمه .

- وقال فطر بن خليفة رأيت سعيد بن جبير أبيض الرأس واللحية .

وفـــاته :
مات رحمه الله ورضي عنه بعد أن قتله الحجاج صبرا في شعبان سنة خمس وتسعين وله تسع وأربعون سنة على الأشهر، وله ثلاث بنين عبد الله ومحمد وعبد الملك .

المراجع (سير أعلام النبلاء ، وتذكرة الحفاظ ، وطبقات أصبهان )

[نواف 2006]

الله يجزاك خير .

وأتمنى من الأخوان ع الأقل الدخول و الأٍطلاع لعظمــاء هذه الأمـة .

ففي قصصهمــ وسيرة حياتهم أشياء والله اننا بأمس الحاجة لها .

جزاك الله خير وأسأل الله الخير لك في الدنيا والاخرة

وفقك الله واسأل الله أن يجعل ما تقوم به في ميزان حسناتك.

اللهم أمين .

[د/ نايف العتيبي]

مــــــالك بن أنــس

هو الإمام الحافظ فقيه الأمة شيخ الإسلام إمام دار الهجرة
إمام الحرمين المشهور في البلدين الحجاز والعراقين المستفيض مذهبه في المغربين والمشرقين ، أجل سادات أتباع التابعين الفقهاء والصالحين ، مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث أبو عبد الله الأصبحي المدني رضي الله تعالى عنه كان أحد النبلاء وأكمل العقلاء ورث حديث الرسول ونشر في أمته علم الأحكام والأصول تحقق بالتقوى فابتلي بالبلوى ولد سنة 93هـ وتوفي رحمه الله سنة 179هـ و عاش ستا وثمانين سنة.

شيئا من سيرته :
قال الذهبي في سيرته وقد اتفق لمالك مناقب ما علمتها اجتمعت لغيره أحدها طول العمر وعلو الرواية وثانيتها الذهن الثاقب والفهم وسعة العلم وثالثتها اتفاق الأئمة على انه حجة صحيح الرواية ورابعتها تجمعهم على دينه وعدالته واتباعه السنن وخامستها تقدمه في الفقه والفتوى وصحة قواعده عاش ستا وثمانين سنة .

كان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يقبل على تلاوة القرآن من المصحف وكان لا يتشاغل إلا بالقرآن ويعتزل التدريس والفتيا والجلوس للناس ويقول: هذا شهر القرآن.

وعن الجوهري عن ابن أبي أويس قال كان مالك إذا أراد أن يحدث توضأ وجلس على فراشه وسرح لحيته وتمكن في الجلوس بوقار وهيبة ثم حدث فقيل له في ذلك فقال أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحدث به إلا على طهارة متمكنا وكان يكره أن يحدث في الطريق وهو قائم أو يستعجل فقال أحب أن أتفهم ما أحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وعن المفضل بن محمد الجندي قال: سمعت أبا مصعب يقول كان مالك لا يحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو على الطهارة إجلالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .


قــيـل عنه :

يدع الجواب فلا يراجع هيبة
والسائلون نواكس الأذقان
أدب الوقار وعز سلطان التقى
فهو المطاع وليس ذا سلطان .


قال محمد بن الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي رضي الله تعالى عنه يقول إذا جاء الحديث عن مالك فاشدد يديك به .

وعن ابن وهب قال لو شئت أن أملأ ألواحي من قول مالك بن أنس لا أدري فعلت .

قال الذهبي واصفا مجلس الإمام مالك : وكان يجلس في منزله على ضجاع له ونمارق مطروحة يمنة ويسرة لمن يأتيه وكان مجلسه مجلس وقار وحلم وعلم وكان رجلا مهيبا نبيلا ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع الصوت وكان الغرباء يسألونه عن الحديث فلا يجيب الا في الحديث بعد الحديث .



من أقـــواله :
وقال مالك بن أنس : ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك .

ومرة قال : ما أجبت في الفتيا حتى سألت من هو أعلم مني هل يراني موضعا لذلك ، ولو نهوني كنت أنتهي لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلا لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه.

وعن الحارث بن مسكين وعبدالله ين يوسف قالا سئل مالك بن أنس عن الداء العضال فقال : الخبث في الدين .

وقال : إذا لم يكن للإنسان في نفسه خير لم يكن للناس فيه خير.

وعن ابن وهب قال سمعت مالكا يقول : إن حقا على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية وأن يكون متبعا لأثر من مضى قبله.

وعن مطرف قال قال لي مالك ما يقول الناس في قلت أما الصديق فيثني وأما العدو فيقع قال ما زال الناس كذا لهم صديق وعدو ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلها . (يصدق ذم الصديق والعدو ) .

وعن مهدي بن جعفر عن جعفر بن عبدالله قال كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال يا أبا عبدالله الرحمن على العرش استوى كيف استوى فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء يعني العرق ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال: الكيف منه غير معقول ، والاستواء منه غير مجهول ، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج .( وقد صحح الذهبي هذا الكلام عنه في السير )

وعن عبدالله العنبري قال قال مالك بن أنس من تنقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كان في قلبه عليهم غل فليس له حق في فيء المسلمين ثم تلا قوله تعالى ما أفاء الله على رسوله حتى أتى قوله والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا الآية فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غل فليس له في الفيء حق .

وعن رسته أبي عروة رجل من ولد الزبير قال كنا عند مالك فذكروا رجلا ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ مالك هذه الآية محمد رسول الله والذين معه أشداء حتى بلغ يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار فقال مالك من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية . ( قلت : كأنه يريد أنهم يشملهم قوله تعالى ليغيظ بهم الكفار )

وعن محمد بن عبدالعزيز بن أبي رزمة قال سمعت وكيعا يقول سمعت مالك بن أنس يقول : واعجبا يُسأل جعفر وأبو جعفر عن أبي بكر وعمر ، رضي الله تعالى عنهما .

رحمه الله تعالى ورضي عنه

(المراجع : حلية الأولياء ، سير أعلام النبلاء ، تذكرة الحفاظ ،مشاهير علماء الأمصار )

[د/ نايف العتيبي]

بارك الله فيك يا دكتور على سير هؤلاء الرجال العظام


الأخ العزيز/سعيفان الهــــــيلا

شكرا لمرورك وتعليقك

وبارك الله فيك وجزاك خيرا

[سلطان الفجري]

دكتور نايف جزاك الله كل خير

[محمد العتيبي]

جزااك الله خير ورحم الله والدينا ووالديك ..

[ابومعاذالروقي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

د/ نايف

أفدت كثيراً بارك الله فيك وسددك

[عقلية صريحة]

مشكووووووووور

[راعي الشوشلية]

جزاك الله خير و لاهنت على الموضوع