بـدون أســم
16-Aug-2009, 09:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخـُلـُق
عرّف بعضهم الخلق بأنه((الإرادة)),
يعني أن إذا اعتادت شيئاً فعادتها هي المسماة بالخلق,فإذا اعتادت الإرادة العزم على الإعطاء
سميت عادة الإرادة هذه خلق الكرم.
وقريب من هذا التعريف قول بعضهم: هو تغلب ميل من الميول على الإنسان باستمرار,فالكرم
هو الذي يتغلب عليه المَيْل إلى الإعطاء ويوجد عنده هذا الميل كلما وجدت الظروف الداعية إليه إلا في أحوال نادرة,
والبخيل من يغلب عليه الميل إلى النقود ويفضله على البذل.
وعلى عكس هذا يكون الرجل الطيب هو الذي يتغلب عليه الميول الطيّبة باستمرار,
وعكسه الرجل الخبيث والشرير.
أمّا من لا يتغلب عليه ميل خاص باستمرار,فلا خلق له‘
فالذي يميل إلى الإعطاء فيعطي مرة, ويميل الادخار في ظرف مثل ظرف الإعطاء
فيبخل فليس كريماً ولا بخيلاً,وليس له خلق ثابت.
وكثير من الناس لا أخلاق لهم بهذا المعنى, تختلف ميولهم وأعمالهم من آن إلى آخر: يقابلهم الكريم فيحبّب إليهم الكرم فيُنفقون, ويقابلهم البخيل فيدعوهم إلى الشحّ فيضنّون.
من هذا نفهم أن الخُلُق صفة نفسية لا شيء خارجي.
أما المظهر الخارجي للخلق فيسمّى((سلوكاً)) أو معاملة,
والسلوك دليل الخلق ومظهره,فإذا رأينا معطياً يعطي باستمرار في الظروف المتشابهة استدللنا
من ذلك على وجود خلق الكرم عنده,وهكذا.
أما العمل الفذّ الذي يحصل مرة أو مرتين, فليس دليلاً على الخلق‘
وشدد أرسطو في تكوين العادات الطيّبة, أي في تكوين الخلق الثابت الذي تصدر عنه الأعمال
الصالحة باستمرار, وكما الشجرة تعرف بالثمرة, فكذلك الخُلُق الطيّب يُعرف بالأعمال
الطيّبة التي تصدر بانتظام..
تربية الخلق:
هناك أمور تُعين على تربية الخلق وترقيته, نذكر أهمها:
1- توسيع دائرة الفكر"
وقد علق عليه( هـربرت سبنسر),أهمية كبرى في تربية الخلق, وحق أن الفكر الضيق مصدر لكثير من الرذائل, وأن العقل المخرف لا ينتج عنه خلق راق..
2- حبة الأخيار"
مما يربي الخلق صحبة الأخيار, فالإنسان مولع بالتقاليد فكما يقلد من حوله في أزيائهم
يقلدهم في أعمالهم ويتخلق بأخلاقهم,
قال حكيم: ( نبّـئني عمّن تصاحب أنبئك من أنت). فمعاشرة الشجعان تلقي الشجاعة في نفوس الجبناء وهكذا.
كثير من النابغين يعزون نبوغهم إلى أنهم وفقوا إلى اختيار صاحب وأصحاب أثروا فيهم أثراً
صالحاً ونبهوا فيهم قوى كانت خامله..
3- مطالعة سِيَر الأبطال والنابغين"
فإن حياتهم تتمثل أمام القارئ وتوحي إليه بتقليدهم والاقتداء بهم,
لم تخلُ أمة من أبطال لا يقرأ القارئ قصتهم أو مسيرتهم إلا ويشعر بأن روحاً
جديداً دبّ فيه وحرّكه للإتيان بعظائم الأعمال,
كما انك تقرأ سيرة خالد بن الوليد رضى الله عنه, بما فيها من البطولات والطاعات لله و محبة رسوله صلي الله عليه وسلم, وتتمنى لو أنك كنت انت أو بجانبه,
4- من أهم ما يساعد في تربية الخلق"
أن يخصص الإنسان نفسه لنوع من أعمال الخير العامة يضعها نصب عينه, ويجعلها غاية له يعمل لتحقيقها, وهذه الغايات كثيرة يتخير منها الإنسان
ما يتفق مع ميوله واستعداده.
5- ما ذكرناه في ( العادة)"
من حمل النفس على الإتيان ببعض أعمال لا يقصد منها إلا تذليلها, والتبرع كل يوم بعمل يراد منه تعويد النفس على الطاعة وحفظ قوة المقاومة حتى تلبّي داعي الخير وتعصي داعي الشر.,
علاج الخلق:
كان أرسطو يقول: ( إذا تعدى خلق امرئ حده فليقومه بالميل إلى ضده ), فإذا أحسّ من نفسه
بإفراط في نوع من الشهوات,فليضعف هذا الميل بشيء من الزُهد.
ويلاحظ انه خير للإنسان إذا أراد التخلص من خلق سيئ إلا يديم التفكير فيه, وألا يطيل محاسبة نفسه, بل يجتهد أن ينشئ محله خلقاً جديداً كريماً,
فإن إطالة التفكير والمحاسبة قد تؤدي إلى انكماش النفس والإحساس بضعفها ونقصها وفقدان الثقة بها, أما إن هو أخذ ينشئ محل القديم السيئ جديداً صالحاً نشطت نفسه وانفتح أمامها باب الرجاء ..
وما التوفيق إلا بالله
الخـُلـُق
عرّف بعضهم الخلق بأنه((الإرادة)),
يعني أن إذا اعتادت شيئاً فعادتها هي المسماة بالخلق,فإذا اعتادت الإرادة العزم على الإعطاء
سميت عادة الإرادة هذه خلق الكرم.
وقريب من هذا التعريف قول بعضهم: هو تغلب ميل من الميول على الإنسان باستمرار,فالكرم
هو الذي يتغلب عليه المَيْل إلى الإعطاء ويوجد عنده هذا الميل كلما وجدت الظروف الداعية إليه إلا في أحوال نادرة,
والبخيل من يغلب عليه الميل إلى النقود ويفضله على البذل.
وعلى عكس هذا يكون الرجل الطيب هو الذي يتغلب عليه الميول الطيّبة باستمرار,
وعكسه الرجل الخبيث والشرير.
أمّا من لا يتغلب عليه ميل خاص باستمرار,فلا خلق له‘
فالذي يميل إلى الإعطاء فيعطي مرة, ويميل الادخار في ظرف مثل ظرف الإعطاء
فيبخل فليس كريماً ولا بخيلاً,وليس له خلق ثابت.
وكثير من الناس لا أخلاق لهم بهذا المعنى, تختلف ميولهم وأعمالهم من آن إلى آخر: يقابلهم الكريم فيحبّب إليهم الكرم فيُنفقون, ويقابلهم البخيل فيدعوهم إلى الشحّ فيضنّون.
من هذا نفهم أن الخُلُق صفة نفسية لا شيء خارجي.
أما المظهر الخارجي للخلق فيسمّى((سلوكاً)) أو معاملة,
والسلوك دليل الخلق ومظهره,فإذا رأينا معطياً يعطي باستمرار في الظروف المتشابهة استدللنا
من ذلك على وجود خلق الكرم عنده,وهكذا.
أما العمل الفذّ الذي يحصل مرة أو مرتين, فليس دليلاً على الخلق‘
وشدد أرسطو في تكوين العادات الطيّبة, أي في تكوين الخلق الثابت الذي تصدر عنه الأعمال
الصالحة باستمرار, وكما الشجرة تعرف بالثمرة, فكذلك الخُلُق الطيّب يُعرف بالأعمال
الطيّبة التي تصدر بانتظام..
تربية الخلق:
هناك أمور تُعين على تربية الخلق وترقيته, نذكر أهمها:
1- توسيع دائرة الفكر"
وقد علق عليه( هـربرت سبنسر),أهمية كبرى في تربية الخلق, وحق أن الفكر الضيق مصدر لكثير من الرذائل, وأن العقل المخرف لا ينتج عنه خلق راق..
2- حبة الأخيار"
مما يربي الخلق صحبة الأخيار, فالإنسان مولع بالتقاليد فكما يقلد من حوله في أزيائهم
يقلدهم في أعمالهم ويتخلق بأخلاقهم,
قال حكيم: ( نبّـئني عمّن تصاحب أنبئك من أنت). فمعاشرة الشجعان تلقي الشجاعة في نفوس الجبناء وهكذا.
كثير من النابغين يعزون نبوغهم إلى أنهم وفقوا إلى اختيار صاحب وأصحاب أثروا فيهم أثراً
صالحاً ونبهوا فيهم قوى كانت خامله..
3- مطالعة سِيَر الأبطال والنابغين"
فإن حياتهم تتمثل أمام القارئ وتوحي إليه بتقليدهم والاقتداء بهم,
لم تخلُ أمة من أبطال لا يقرأ القارئ قصتهم أو مسيرتهم إلا ويشعر بأن روحاً
جديداً دبّ فيه وحرّكه للإتيان بعظائم الأعمال,
كما انك تقرأ سيرة خالد بن الوليد رضى الله عنه, بما فيها من البطولات والطاعات لله و محبة رسوله صلي الله عليه وسلم, وتتمنى لو أنك كنت انت أو بجانبه,
4- من أهم ما يساعد في تربية الخلق"
أن يخصص الإنسان نفسه لنوع من أعمال الخير العامة يضعها نصب عينه, ويجعلها غاية له يعمل لتحقيقها, وهذه الغايات كثيرة يتخير منها الإنسان
ما يتفق مع ميوله واستعداده.
5- ما ذكرناه في ( العادة)"
من حمل النفس على الإتيان ببعض أعمال لا يقصد منها إلا تذليلها, والتبرع كل يوم بعمل يراد منه تعويد النفس على الطاعة وحفظ قوة المقاومة حتى تلبّي داعي الخير وتعصي داعي الشر.,
علاج الخلق:
كان أرسطو يقول: ( إذا تعدى خلق امرئ حده فليقومه بالميل إلى ضده ), فإذا أحسّ من نفسه
بإفراط في نوع من الشهوات,فليضعف هذا الميل بشيء من الزُهد.
ويلاحظ انه خير للإنسان إذا أراد التخلص من خلق سيئ إلا يديم التفكير فيه, وألا يطيل محاسبة نفسه, بل يجتهد أن ينشئ محله خلقاً جديداً كريماً,
فإن إطالة التفكير والمحاسبة قد تؤدي إلى انكماش النفس والإحساس بضعفها ونقصها وفقدان الثقة بها, أما إن هو أخذ ينشئ محل القديم السيئ جديداً صالحاً نشطت نفسه وانفتح أمامها باب الرجاء ..
وما التوفيق إلا بالله