تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تريد ان تعرف ماذا يدور من حولك بحث شامل وكامل عن (دولة المجوس الصفويه)


ابو محمد الدعجاني
16-Aug-2009, 01:21 PM
الإرث الفارسي وامتداد سياسات الشاه

ليس غريباً أن تصر إيران على تسمية الخليج الذي تطل عليه بـ " الفارسي" رغم أن أغلبية الدول المطلة عليه عربية إسلامية, وقد جاورته القبائل العربية منذ زمن بعيد, فالإرث الفارسي إرث متجذر في إيران اليوم رغم دخولها في الإسلام في صدر الإسلام, وفي زمن الخلافة الراشدة تحديداً.
والوجود الفارسي لا يقتصر على اللغة الفارسية الرسمية, بل إن مظاهر عديدة وسياسات كثيرة تهدف إلى تعزيز الوجود الفارسي وتكريسه, والأمر هذا ليس وليد اليوم بل كان للدولة الصفوية الشيعية (906 هـ) السبق في ذلك, فقد أشار المفكر الإيراني الشيعي د. علي شريعتي, إلى أن الدولة الصفوية قامت على مزيج من القومية الفارسية والمذهب الشيعي, حيث تولّدت آنذاك تيارات تدعو لإحياء التراث الوطني والاعتزاز بالهوية الإيرانية, وتفضيل العجم على العرب, وإشاعة اليأس من الإسلام, وفصل الإيرانيين عن تيار النهضة الإسلامية المندفع وتمجيد الأكاسرة... (**) وحافظت إيران في عهد الثورة على هذا الإرث ورعته, فالعنصر الفارسي في إيران اليوم هو العنصر الحاكم والمسيطر على مقاليد الأمور رغم وجود عرقيات أخرى كثيرة, وتؤكد الدكتورة آمال السبكي أنه في بداية الثورة ازدادت الخلافات العرقية بين الإيرانيين (الفرس) والأقليات الأكراد والتركمان والعرب والبلوش الذين لم يشاركوا في مكاسب الثورة (**) ويصل التعصب الإيراني للعنصر الفارسي ذروته في سعي إيران حصر المرجعية الشيعية فيها, وعدم ذهاب المرجعية إلى مناطق أخرى كالنجف في العراق أو جبل عامل في لبنان, بالرغم أن "جبل عامل" كان له الدور الأكبر في إرساء المذهب الشيعي في إيران أثناء حكم الصفويين, وتصر إيران على أن تكون قبلة الشيعة مدينة قم الإيرانية, ولا يكون للعرب هذه الوضعية, وهذا يفسر تعرض المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله المقايضات والتشكيك بمرجعيته, ذلك أن عنصراً غير العنصر الفارسي لن يكون بوسعه أن يكون المرجع الأعلى للشيعة، وإن مدينة غير إيرانية لن يكون بوسعها أن تكون "حوزة" الشيعة وقبلتهم.
ويعترف الدستور الإيراني رسمياً بالديانات القديمة التي هي متواجدة في بلاد فارس قديماً كالزردشتية ويعترف بحقوق أفرادها, ويعطيهم مقاعد في مجلس الشورى منصوص عليها, في الوقت الذي لا يحصل أهل السنة هناك على اعتراف رسمي حقيقي وملموس بمذهبهم أو على حرية في ممارسة شعائر الإسلام
وفي الوقت الذي أبطل فيه الإسلام جميع الأعياد الجاهلية, يحظى عيد النيروز الفارسي بأهمية خاصة في إيران, كما أن الشهور الفارسية تحل محل الأشهر الهجرية الإسلامية التي أجمع المسلمون على استخدامها والتي ترتبط بالشعائر والمناسبات الإسلامية ارتباطاً وثيقاً.
وإذا كان الفرس قد أقاموا في السابق دولة قوية, واحتلوا أجزاء من بلدان عربية, وحاربوا الإسلام, فإن هناك في العصر الحديث في إيران من اقتفى هذا الأثر, وحلم بإنشاء دولة قوية, ولو على حساب الآخرين.
كان شاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي يعتبر نفسه قوة كبرى أمام كيانات صغيرة وكان يرى بلاده القوة الرابعة في العالم, وكان التسليح يستهلك الجزء الأكبر من ميزانية الدولة, ومن أجل الوصول إلى هذه الغاية قام الشاه باحتلال ثلاث جزر إماراتية عام 1971 بتواطئ مع بريطانيا, وكان دائم التهديد للبحرين ومطالباً بضمها إلى إيران, ولم يتوقف عن مطالبته إلا عام 1970, رضوخاً للأمر الواقع والضغط البريطاني, كما أن الشاه أرسل حملة عسكرية إلى عُمان لدحر ثوار ظفار وإخماد ثورتهم وحماية النظام البوسعيدي.
ولم يكن العراق بعيداً عن الإساءات والأطماع الإيرانية, فقد دعم الشاه في عام 1968 الفصائل الكردية للثورة والتمرد في شمال العراق, وإضعاف الحكم في العراق.
وعلى منوال الشاه سارت الثورة, رغم العداء الذي ناصبته للشاه, فقد أعادت إيران في ظل الثورة احتلال جزر الإمارات الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى بداية التسعينات مدّعية ملكيتها لها, وحتى اللحظة ترفض إيران الوساطة أو مناقشة القضية مع الامارات.
وكانت البحرين مسرحاً للتخريب الإيراني منتصف التسعينات عندما أثارت طهران مجموعات بحرينية شيعية معارضة ضد نظام الحكم, كما أن العراق كان هو الآخر إحدى محطات التخريب الإيراني, فقد استمر الدعم الإيراني للأكراد لإضعاف الحكم في العراق, ودخلت إيران في حرب مع العراق (1980-1988) أكلت الأخضر واليابس, وظلت إيران خلال تلك الفترة ترفض وقف الحرب, وترفض الوساطات, ولم تقبل إيران بوقف لإطلاق النار إلا بعد بروز التفوق العراقي.
وتذكر الباحثة نيفين مسعد أن اتفاقاً بين مختلف الأجنحة والتيارات في إيران مفاده (ما حصل عليه الشاه لا تتنازل عنه الجمهورية الإسلامية) (**)


تاريخ الوجود اليهودي في إيران


ويتناول الكاتب تأريخ تتأيزعم وجود الجماعة اليهودية في إيران والذى يعود إلى قرابة 2500 عاما حيث كانت تتسم هذه الجماعات بعدم الوضوح والتخفي حتى بداية وحلول القرن العشرين حيث بدأت تتضح معالم التواجد اليهودي في ظل حدوث متغيرات جذرية في نظام الحكم آنذاك حيث وضع دستور للبلاد في عام 1906 - 1907 وتم تشكيل مجلس نيابي, وقد بدأ أول تمثيل لليهود في أول برلمان منتخب بترشيحهم السيد عبد الله بهبهاني ويعتنق الديانة الإسلامية كممثل لهم في مطالبات اليهود البرلمانية في إيران.
وفي عهد رضا شاه في العام 1925 تحسن وضع اليهود من خلال سن مجموعة من القوانين المدنية حيث حصل اليهود على تحديد مكانتهم فقد سمح لليهود كطائفة تمثيل أنفسهم عبر مرشح برلماني ولهم مقعد واحد وجاء هذا التحديد بعد أن شهدت إيران أحداثا هامة في الفترة الواقعة بين عامي 1900-1907 تمخضت عن قيام البرلمان الإيراني لأول مرة في تاريخ إيران. حيث استثمرت فيما بعد من الشاه رضا شاه بهلوي وبنى عليها اليهود الإيرانيين في مطالباتهم التي كانوا محرومين منها من تولي المناصب في المؤسسات والجيش وغيرها.
أما في عهد الجمهورية الإسلامية فقد حدد الدستور رؤيته للأقليات والمجموعات الإثنية المستقرة تاريخيا في إيران عبر سن مجموعة من المواد القانونية في الدستور تحفظ للأقليات حقوقها في المعاملات والترشيح البرلماني.
ويتطرق الكاتب إلى الوضع القانوني والتنظيم الذاتي لليهودي من خلال الحركة الليبرالية الإصلاحية التي ظهرت في القرن الخامس عشر والتي نادت بتحويل إيران إلى دولة حديثة مماشـاة مع الدول الأوروبية, حيث بدأ تحسن وضع اليهود في عهد الشاه ناصر الدين (1848 ـ 1896) الذي سعى إلى الإنفتاح الإقتصادي وفتح العلاقات خاصة مع اليهود الأوروبيين, وبتغير أحوال الحكم في إيران وانتقالها من العهد الأمبراطوري الشاهنشاه إلى الثورة الخمينية تحسنت الأوضاع القانونية ليهود إيران 0
وقد كان لليهود دور سياسى في إيران الثورة عبر بعض منظماتهم مثل " منظمة المثقفين اليهود التقدميين " و " جمعية يهود طهران " و " الرابطة الثقافية و الاجتماعية اليهودية" وكان يهود طهران جسر للتواصل مابين إيران الخمينى وإسرائيل !!
والخميني هو الذى منح اليهود في طهران وعداً بأن اليهود لن يكونوا عرضة للأعمال المعادية في استقباله لخمسة من كبار الحاخامات في أيلول من عام 1979.
ويعرج الكاتب إلى تجاذبات الأوضاع التعليمية والدور الأساسي لمدارس الإليانس إلى جانب مدارس الحاخامية في تعليم اليهود الإيرانيين 0 كما ويشير إلى نشاط الإعلامي والثقافي اليهودي في مجالات الميراث والزواج والدفن والطعام اليهودي والتعليمي 0


يتبع

ابو محمد الدعجاني
16-Aug-2009, 01:23 PM
السلوك السياسي للشيعة في التاريخ


حين نعود للتاريخ نطالعه لنستفيد من عبره ودروسه، تستوقفنا بعض المحطات والتي تستحق وقفة تأمل لفهم مدلولاتها وأبعادها علها تساعدنا في الإجابة عن السؤال " لمن ولاء الشيعة ؟ "
1- أرسل بدر الجمالي وزير المستعلي -الفاطمي الشيعي- سنة 490هـ سفارة من قبله إلى قادة الحملة الصليبية الأولى تحمل عرضًا خلاصته أن يتعاون الطرفان للقضاء على السلاجقة السنة في بلاد الشام، وأن تقسم البلاد بينهما بحيث يكون القسم الشمالي من الشام للصليبيين في حين يحتفظ الفاطميون بفلسطين.
2- وقد كان سقوط بيت المقدس بيد الصليبيين بسبب خيانات الشيعة وما يحدثونه من قلاقل واضطراب تشغل الخليفة والسلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه عن التفرغ لحرب الفرنج؛ اسمع ما يقوله ابن كثير رحمه الله تعالى :
في سنة 494هـ عظم خطب الباطنية -الشيعة - بأصبهان ونواحيها فقتل السلطان منهم خلقًا كثيرًا وأبيحت ديارهم للعامة، ونودي فيهم أن كل من قدرتم عليه فاقتلوه وخذوا ماله، وكانوا قد استحوذوا على قلاع كثيرة، وأول قلعة ملكوها في سنة 483هـ، وكان الذي ملكها الحسن بن صباح أحد دعاتهم، وفي سنة 500هـ حاصر السلطان محمد بن ملكشاه قلاعًا كثيرة من حصون الباطنية فافتتح منها أماكن كثيرة، وقتل منهم خلقًا، واشتد القتال معهم في قلعة حصينة في رأس جبل منيع بأصبهان كان قد بناها السلطان ملكشاه ثم استحوذ عليها رجل من الباطنية يقال له : أحمد بن عبد الله بن عطاء ، فتعب المسلمون بسبب ذلك، فحاصرها ابنه السلطان محمد سنة حتى افتتحها وسلخ هذا الرجل وحشى جلده تبنًا وقطع رأسه وطاف به في الأقاليم".
وهكذا كان حصار قلعة من قلاع الباطنية يستهلك من جهد المسلمين سنة كاملة والمسجد الأقصى أسير في أيدي الفرنجة؟ إنهم كالخنجر في الظهر.
3- ذكر ابن كثير في أحداث سنة 564 هـ : طغت الفرنج بالديار المصرية وذلك أنهم جعلوا شاور (الوزير الفاطمي الشيعي) شحنة لهم بها (حامية عسكرية)، وتحكموا في أموالها ومساكنها أفواجًا أفواجًا، ولم يبق شيء من أن يستحوذوا عليها ويخرجوا منها أهلها من المسلمين وقد سكنها أكثر شجعانهم، فلما سمع الفرنج بذلك أتوا من كل فج وناحية في صحبة ملك عسقلان في جحافل هائلة، فأول ما أخذوا مدينة بلبيس وقتلوا من أهلها خلقًا وأسروا آخرين ونزلوا بها وتركوا أثقالهم موئلاً لهم، ثم تحركوا نحو القاهرة.. فأمر الوزير شاور رجاله بإشعال النار فيها على أن يخرج منها أهلها؛ فهلكت للناس أموال كثيرة، وأنفس، وشاعت الفوضى، واستمرت النيران أربعة وخمسين يومًا، عندئذ بعث العاضد الفاطمي إلى نور الدين بشعور نسائه يقول : أدركني واستنقذ نسائي من الفرنج، والتزم له بثلث خراج مصر، فشرع نور الدين في تجهيز الجيوش لتسييرها إلى مصر، فلما أحس شاور بوصول جيوش نور الدين ، أرسل إلى ملك الفرنج يقول : قد عرفت محبتي ومودتي لكم، ولكن العاضد لا يوافقني على تسليم البلد، فاعتذر لهم وصالحهم على ألف ألف دينار وعجل لهم من ذلك ثمانمائة ألف ليرجعوا؛ فانتشروا راجعين خوفًا من عساكر نور الدين وطمعًا في العودة إليها مرة أخرى، وشرع شاور في مطالبة الناس بالذهب الذي صالح به الفرنج وتحصيله وضيق على الناس.
4- ذكر المقريزي في الخطط والآثار (2/2) أن صلاح الدين الأيوبي لما تولى وزارة العاضد الفاطمي وقوى نفوذه في مصر، حنق عليه رجال القصر ودبروا له المكائد، وقد اتفق رأيهم على مكاتبة الفرنجة ودعوتهم إلى مصر؛ فإذا ما خرج صلاح الدين إلى لقائهم قبضوا على من بقي من أصحابه بالقاهرة، وانضموا إلى الفرنجة في محاربتهم والقضاء عليه.
وفعلاً جاء الفرنجة إلى مصر وحاصروا دمياط في سنة 565هـ، وضيقوا على أهلها وقتلوا أمماً كثيرة، وكان من فضل الله أن فشلت هذه الحملة، وانصرف الفرنجة عن دمياط.
5- ويذكر ابن كثير في أخبار سنة 656هـ، دور الوزير الشيعي مؤيد الدين أبي طالب محمد بن أحمد العلقمي في استيلاء التتار على بغداد، فيقول : (وجيوش بغداد في غاية الضعف ونهاية الذلة، لا يبلغون عشرة آلاف فارس وهم بقية الجيش، فكلهم كانوا قد صرفوا عن إقطاعاتهم حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد، وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ويحزنون على الإسلام وأهله، وذلك كله من آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي ، وذلك أنه لما كان في السنة الماضية كان بين أهل السنة والرافضة حرب عظيمة نهبت فيها الكرخ ومحلة الرافضة ، حتى نهبت دور قرابات الوزير، فاشتد حنقه على ذلك، فكان هذا مما أهاجه على أن دبر على الإسلام وأهله ما وقع من الأمر الفظيع الذي لم يؤرخ أبشع منه منذ بنيت بغداد وإلى هذه الأوقات، ولهذا كان أول من برز إلى التتار -أي : ابن العلقمي - فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه، فاجتمع به السلطان هولاكو خان لعنه الله، ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، ثم عاد إلى بغداد وفي صحبته خوجة نصير الدين الطوسي والوزير ابن العلقمي وغيرهما، والخليفة تحت الحوطة والمصادرة، فأحضر من دار الخلافة شيئًا كثيرًا من الذهب والحلي والمصاغ والجواهر والأشياء النفيسة، وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة، وقال الوزير : متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عامًا أو عامين ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك، وحسنوا له قتل الخليفة.
فلما عاد الخليفة إلى السلطان هولاكو أمر بقتله، ويقال : إن الذي أشار بقتله هو الوزير ابن العلقمي والمولى نصير الدين الطوسي ، وكان النصير عند هولاكو قد استصحبه في خدمته لما فتح قلاع الألموت وانتزعها من أيدي الإسماعيلية ، وكان النصير وزيرًا لشمس الشموس ولأبيه قبله علاء الدين بن جلال الدين ، وانتخب هولاكو النصير ليكون في خدمته كالوزير المشير، فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة هون عليه الوزير ذلك، فقتلوه رفسًا وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه.... ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ، والكهول والشبان.... ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي وطائفة من التجار أخذوا لهم أمانًا بذلوا عليه أموالاً جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم. وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش، وإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبًا من مائة ألف مقاتل منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر والأكاسر، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف، ثم كاتب التتار وطمعهم في البلاد وسهل عليهم ذلك وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال، وذلك كله طمعًا منه أن يزيل السنة بالكلية، وأن يظهر البدعة الرافضة ، وأن يقيم خليفة من الفاطميين، وأن يبيد العلماء والمفتين والله غالب على أمره).
والعجيب أن شيعة اليوم ينظرون بعين التعظيم والإجلال لهذا الوزير الشيعي الخائن وزميله الطوسي ! يقول الخميني في كتابه (الحكومة الإسلامية ص 128) : (ويشعر الناس بالخسارة أيضاً بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأمثاله ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام) وهنا نتساءل : هل كان الخميني يجهل دوره في تدمير بغداد؟ ويقول الخميني أيضاً (ص 142) : (وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحدًا منا بالدخول في ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين ، ونصير الدين الطوسي رحمهما الله). وهنا نسأل الخميني : ما هو النصر الذي حققه الطوسي للمسلمين؟؟
وإذا تساءلت من هو ابن يقطين ؟
يأتيك الجواب من رواة الشيعة أنفسهم، كالعالم الشيعي الملقب بصدر الحكماء ورئيس العلماء نعمة الله الجزائري في كتابه المعروف (الأنوار النعمانية 2/308 طبعة تبريز بإيران)، ومحسن المعلم في كتابه (النصب والنواصب ص622 ط دار الهادي - بيروت) ونصها :
(وفي الروايات أن علي بن يقطين ، وهو وزير هارون الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، وكان من خواص الشيعة ، فأمر غلمانه وهدموا سقف الحبس على المحبوسين، فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريبًا، فأرادوا الخلاص من تبعات دمائهم فأرسل إلى الإمام مولانا الكاظم فكتب عليه السلام: [بأنك لو كنت تقدمت إلي قبل قتلهم لما كان عليك شيء من دمائهم، وحيث إنك لم تتقدم إليَّ فَكَفِر عن كل رجل قتلته منهم بتيس والتيس خير من] ).
6- وفي الوقت الذي كان فيه العثمانيون يركزون نشاطهم في شرقي أوروبا والبلقان، ويبذل المماليك في السنوات الأخيرة من عمر دولتهم محاولات مستميتة من أجل التصدي للخطر البرتغالي في البحر الأحمر والمحيط الهندي، كان الشاه إسماعيل الصفوي يسعى إلى استغلال الأوضاع القائمة لتحقيق أطماعه متجاهلاً المصالح الإسلامية، فرسم سياسته التوسعية على أساس التحالف مع البرتغاليين في الخليج العربي والتنسيق مع القوى المعادية للدولة العثمانية ودولة المماليك في مصر والشام، وبعث وفوده إلى أوروبا مفاوضاً ملوكها للتحالف ضد سلطان مصر واقتسام ممتلكاته على أن تكون مصر وفلسطين من نصيبهم، بينما يستحوذ هو على بقية بلاد الشام، وقد تزامنت مشاريع الشاه هذه مع سعيه إلى انتزاع الأناضول وإنهاء الدولة العثمانية.


يتبع

ابو محمد الدعجاني
16-Aug-2009, 01:24 PM
خيانة الشيعة لبغداد مرة أخرى


لا يزال كثير من المسلمين يرفض أن يصدق أن ابن العلقمي الوزير الشيعي السابق في بغداد عام ( 656 ) هجرية خان الخليفة وتحالف مع التتار وعمل بتلذذ على تدمير بغداد.
ولكن ما نراه اليوم لحظة بلحظة من "المراجع العظام" للشيعة في العراق من الخيانة والتخاذل ليس لبغداد والعراق بل لبني مذهبهم! لا يمكن أن ينكره عاقل, لذلك يجب أن نأخذ العظة والعبرة مما يجري للمستقبل في هذه الوقفات:
الوقفة الأولى: إن التخاذل الواضح عن نصرة الصدر من مراجع الشيعة في العراق ودعم أهل السنة رسالة واضحة عن انتهازية هذه المراجع وطمعها وطائفيتها حيث أنها لا تخفي العداء للسنة من ناحية عقائدية ومذهبية وهي أيضاً تعلن العداء للصدر من منطلق مصالح ذاتية على الزعامة والخمس.
فلذلك لابد أن يعرف أهل السنة حقيقة هذه المرجعيات (السيستاني) وإيران من خلفه وكذلك الأحزاب الشيعية الأخرى (الدعوة, المجلس الأعلى....). وأنها تبحث عن مصالحها ولو على حساب دماء وجماجم السنة والشيعة على حد سواء.
وأن سكوتها هذا هو من أجل التخلص من الآخرين دون تحمل مسئولية ذلك ليكون لهم الأمر في نهاية المطاف.
الوقفة الثانية: إن الصدر ليس صادق النية في حرب الأعداء ولذلك يتراجع كل يوم خطوة ويتوسل الصلح ويربط مصيره بقرار المرجعيات!! هذه المرجعيات التي ملء الدنيا صراخات بأنها مرجعية صامتة! وساكنة! وأنها لا تعلن الجهاد و.. و.. الخ.
فكيف بعد هذا يجعل الأمر لها وبيدها أن تأمره بحل الجيش ووقف المقاومة! هذا يدلنا على أن الصدر كان في تحركة ينطلق من أغراض شخصية لتحسين وضعه في الترتيبات الجديدة للعراق لكن لم يحسن الحساب فجاءت الأمور على عكس ما كان يظن, وبذلك لجأ للمرجعيات مرة أخرى يحاول الإفلات من المأزق.
ومن هنا يجب أن نعلم أن الشيعة مع عدائهم لبعضهم البعض إلا أنهم دوماً صفاً واحداً أمام السنة!!
الوقفة الثالثة: المواقف المسالمة للشيعة في العراق وإيران وحزب الله في لبنان تعكس حقيقة شعارات القوم من الثورية والبطولة واالفداء وأنها أكاذيب يضحكون بها على عقول البسطاء.
وهم يصدرون هذه الأفكار للسنة من أجل العداء مع حكوماتهم وشعوبهم ليقوموا بالإطاحة بالأنظمة السنية في المنطقة بدلاً منهم, كما كان الحال في الثمانينيات.
وهذا تطبيق للخطة السرية التي نشرت من سنوات عن الأسلوب الجديد للشيعة في اختراق السنة دولاً وأفراداً.
الوقفة الرابعة: مع كل هذا التخاذل في مواجهة الأعداء نجد أن النشاط الشيعي الإيراني والعري يقوى في البلاد الخليجية!
فهذه الأنباء تحمل لنا عن اجتماعات في السفارة الإيرانية لحزب الله الكويتي!! وكيفية زيادة نفوذه وقوته في الشارع الكويتي!
وكذلك المطالبات الشيعية في البحرين تعلو بالمطالبة بالمشاركة في الحكم! وهذا كله والشيعة لم يستتب لها الأمر في العراق فكيف لو كان ذلك؟
في هذا العدد نقدم هدية لقرائنا بالاطلاع على شيء من الصحافة العراقية السنية والشيعية ليكتمل المشهد للمراقب.
الوقفة الرابعة: هذه الأحداث تأكد مرة أخرى على ضرورة الارتكاز والانطلاق من عقيدتنا في فهم الأحداث الجارية وتوقع مسار الأمور.
ولذلك كان السنة دوماً تضيع بوصلتهم لعدم فهم عقيدتهم أولاً وعدم معرفة عقائد الأطراف الأخرى.
فمعرفة الأصول العقيدية والفكرية يوضح لنا كثيراً من الأمور التي تصدر عن الشيعة وغيرهم وتخالف ما كنا نظن منهم.
فهل نفيق من الغفلة عن هذا الأصل الهام...؟


يتبع

ابو محمد الدعجاني
16-Aug-2009, 01:25 PM
بداية الأحداث وظهور الرفض


بقلم عبد الفتاح البتول
مجلة المنتدى اليمنية العدد 87/88 سبتمبر /أكتوبر 2004
كانت التيارات الشيعية في عهد الإمام زيد بن علي رضي الله عنه متعددة ومختلفة ومتباينة وغير واضحة، حيث لم تتبلور بعد نظرية شيعية،وكثر أدعياء التشيع، واختلفت أسباب التوجه نحو التشيع لتحقيق مصالح شخصية، أو بدوافع انحرافية، لهدم الإسلام من داخله.
فقد استطاع بعض الخبثاء استغلال قضية الخلافة بعد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والحرب بين الإمام علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ بالإضافة إلى فضل الإمام الحسين، والعلاقة العدائية بين الدولة الأموية -غالبية- وآل البيت. كل ذلك تم استخدامه واستغلاله باسم التشيع ومحبة آل البيت، وفي المقابل سب وتجريح أبي بكر و عمر و عثمان ـ رضي الله عنهم ـ والطعن بخلافتهم، وأنها باطلة. وفي هذه الأثناء، جاءت ثورة الإمام زيد لتشكل علامة فاصلة ولحظة حاسمة وتمايزات واضحة بين اتجاهين، وتيارين، ومدرستين تمثلان التشيع الحقيقي والامتداد الطبيعي، والتشيع المزيف والمنحرف...



عندما دعا الإمام زيد أنصاره وشيعته للخروج معه ضد هشام بن عبد الملك، طلب منه البعض البراءة من أبي بكر و عمر شرطاً للخروج معه، حيث أكد هؤلاء المنحرفون أهمية تحديد موقف سلبي من أبي بكر و عمر وخلافتهما، وقالوا له: إن برئت منهما وإلا رفضناك!! فرفض طلبهم، وأكد لهم على موقفه الثابت والمبدئي من الشيخين أبي بكر و عمر، ووضح لهم عقيدته ومنهجه في ذلك فقال: رحمهما الله وغفر لهما، وما عسيت أن أقول فيهما وقد صحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحسن الصحبة، وهاجرا معه، وجاهدا في الله حق جهاده، وما سمعت أحداً من أهل بيتي يتبرأ منهما ولا يقول فيهما إلى خيراً، فقد ولوا فعدلوا في الناس وعملوا بالكتاب والسنة...
قالوا: إن برئت منهما وإلا رفضناك!! فقال الإمام زيد، بل أتولاهما. قالوا: إذن نرفضك!! ففارقوا زيداً وخذلوه، وعرفوا بـالرافضة .
وورد في رسائل العدل والتوحيد للإمام الهادي يحيى بن الحسين : فلما كان فعلهم على ما ذكرنا، سماهم حينئذ زيد روافض، ورفع يديه فقال: اللهم اجعل لعنتك ولعنة آبائي وأجدادي، ولعنتي على هؤلاء الذين رفضوني، وخرجوا من بيعتي، كما رفض أهل حرورا ـ الخوارج ـ علي بن أبي طالب عليه السلام حتى حاربوه. فهؤلاء الروافض.
وأما الزيدية، فقالوا بقول الإمام زيد وحاربوا معه، وهم الذين تمسكوا بعقيدته في الشيخين، هذه العقيدة التي أعلنها بوضوح وجلاء، لأنه يتقي الله حق تقاته، ويخشاه أشد الخشية... وآثر التمسك بالحق الذي يجب أن يتبع ذلك لأنه المنهج الذي كان عليه والده زين العابدين بن علي، وجده الحسين بن علي، ثم جده علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهم ـ في حبهم الصادق لـأبي بكر و عمر و عثمان (**)>وعلى ذلك، وبعد ثورة الإمام زيد بن علي عليه السلام أطلق على الشيعة التي بايعته: الزيدية . فصارت الزيدية علماً على من يقول بقيادة الإمام من أهل البيت المستحق لها بالعلم والفضل، وتميزت عن تلك الفرقة التي تقول بالوراثة، حيث أن الإمامة عند الاثنى عشرية، لم تكن تتطلب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا جانب من جانب آخر، فقد بدأ الخلاف بين الزيدية يأخذ منحنى اقتصادياً دنيوياً كبيراً آنذاك، مما جعل حرص الأدعياء على المحافظة كبيرا، والناظر للأحوال المادية لمن كان يدعي النيابة عن الإمام سيدرك هذا الوضع (**)>


يتبع

ابو محمد الدعجاني
16-Aug-2009, 01:27 PM
الصفويون يحالفون الصليبيين

يذكرك بالإمام موسى الصدر، بكلامه بداية الحرب اللبنانية، يوم دعا إلى الانفتاح والحوار والوحدة الوطنية بعيداً عن أية تأثيرات خارجية.
يصر على احتفال الطائفة الشيعية بعودة لبنان إلى سيادته واستقلاله مع باقي الطوائف اللبنانية، لأن التنظيمات الشيعية الموجودة الآن لا تمثل الطائفة الشيعية ولا تنسجم مع الترحيب والاحتفال بخروج الجيش السوري من لبنان.
يؤكد أن الشيعة هم طائفة أساسية ومكون أساسي من مكونات المجتمع اللبناني، وبالتالي فإن خروج الجيش السوري لا يؤثر سلباً على الطائفة كما تظن التنظيمات الموجودة فيها الآن، بهذا المعنى فالشيعة ليسوا انفصاليين ولا انعزاليين، لكن حتى الآن لا توجد أحزاب وقوى سياسية داخل الطائفة تستطيع أن تكرس هذه الدرجة من الانتماء الوطني في مواجهة القوى المكدسة داخل الطائفة والتي تكرس الولاء للوصاية السورية لأن سورية عندما دخلت لبنان استطاعت أن تحوّل ولاء الطائفة الشيعية إليها كاملاً.
أنه ابن جبل عامل، العلامة محمد حسن الأمين مؤسس "اللقاء الشيعي اللبناني" والذي التقيناه في منزله في الضاحية الجنوبية في بيروت.



لئن ذكرت الدولة الصفوية الشيعية التي تأسست في إيران قبل خمسة قرون فأنه يذكر فوراً تلك التحالفات التي كانت تعقدها هذه الدولة مع الدول الصليبية في أوربا وهي موجهة أساساً ضد الدولة العثمانية المسلمة السنية التي كانت تذود -آنذاك- عن حمى الإسلام و تقف سداً منيعاً أمام الأخطار والأطماع الأوربية الصليبية.
تأسست الدولة الصفوية سنة 907هـ الموافق 1502م, على يد الشاه إسماعيل بن حيدر الصفوي، الذي أقام كيأنها وأرسى قواعدها وبنيأنها وفرض فيها المذهب الشيعي بالقوة.
وينسب الصفويون إلى الجد الخامس للشاه إسماعيل، وهو صفي الدين الأردبيلي وهو أحد أقطاب التصوف المولود سنة 650 هـ.
وفي سنة 907هـ توج الشاه إسماعيل نفسه ملكاً على إيران بعد انتصاره على القبائل التركمانية الحاكمة, وما أن تم له ذلك حتى أعلن فرض المذهب الشيعي مذهباً رسمياً في مختلف أنحاء إيران دون مقدمات, وقد كان أكثر من ثلاثة أرباع إيران من السنة، وكل من عارض هذا الأمر لقي حتفه, فانقاد الناس له.
وبعد استتاب الأمر للصفويين, كان من المنطقي أن تتوجه بعدائها إلى دولة الخلافة العثمانية السنية بسبب العقائد الشيعية المعادية لكل المسلمين وخاصة أهل السنة، وكانت الدولة العثمانية قد قامت في القرن السابع الهجري في وقت كان المسلمون فيه متفرقين متناحرين, وكان قيام دولة العثمانيين قوة للإسلام وحماية للدول الإسلامية من الاستعمار الصليبي.
لم يرق للصفويين الشيعة أن يروا المسلمين متوحدين تحت خلافة واحدة وخليفة واحد, وأن تعود راية الجهاد إلى المسلمين بعد أن خمدت في النفوس أمداً طويلاً, فبادر هؤلاء الصفويون إلى توجيه أحقادهم وسهامهم إلى دولة الخلافة التي كانت منهمكة في فتوحاتها وفي الذود عن الإسلام والمسلمين.
كانت الخلافة العثمانية الممثلة لدولة الإسلام تقاتل أعداءها من الصليبيين الحاقدين على عدة محاور, فالروس من الشمال والنمسا من الغرب والإمارات الإيطالية وفرنسا وانجلترا والبرتغاليين في البحار والمحيطات والكل يحقد على هذه الدولة التي قضت على الدولة البيزنطية إحدى قواعد الدول النصرانية, وتوغلت في أوروبا كما أنها حالت دون انتشار النصرانية ودون امتداد النفوذ الاستعماري الصليبي وطلائعه من البرتغاليين, ومنعت وصولهم إلى القدس وسيطرتهم عليها.
وفي الوقت الذي كان العثمانيون فيه ينطلقون شمالاً وغرباً في فتوحاتهم ودفاعهم عن الإسلام, بدأ الصفويون ومنذ عهد المؤسس الشاه إسماعيل بعمل اضطرابات على الحدود الشرقية للدولة العثمانية, وباغتوهم من الخلف, الأمر الذي جعل السلطان العثماني سليم الأول يخرج لملاقاة الصفويين بعد أن شعر بخطرهم, واستمرت الحروب بين الخلافة العثمانية وبين الصفويين الروافض زمناً طويلاً, وبالرغم من انتصار العثمانيين في معظمها إلا أن هذه المعارك استنزفتهم وأنهكتهم وأعاقت فتوحاتهم ونشرهم للإسلام في أوربا.
وبعد وفاة الشاه إسماعيل خلفه ابنه طهماسب، واستمر على نهج أبيه, واتصل بملك المجر (هنغاريا) ليعاونه على العثمانيين العدو المشترك, فصمم الخليفة العثماني آنذاك سليمان القانوني على توجيه حملة إلى إيران لقتال الصفويين, لكنه حول قواته ضد المجر نظراً لحيوية هذه الجبهة وأهميتها في مواجهة الصليبيين, وفي هذه الأثناء يقوم طهماسب الصفوي بغزو بغداد واحتلالها و بدأت المحاولات لفرض المذهب الشيعي على أهل العراق الأوسط والجنوبي, فاستغاث أهل السنة هناك بـالسلطان سليمان .
وظلت الحرب بين العثمانيين والصفويين سجالاً وحدثت عدة معاهدات صلح, لكن الجانب الصفوي كان دائم النقض لهذه المعاهدات لأنه كان يشعر بضعف الدولة العثمانية في ذلك الحين.
لقد أدت هذه الحروب إلى أن يرجع القادة العثمانيون من فتوحاتهم في أوربا ليوقفوا الزحف الصفوي على الأراضي السنية, كما حدث مع سليم العثماني، وكما حدث مع السلطان سليمان حينما حاصر النمسا عام 1529م وكان يدك أسوارها لمدة ستة أشهر وكاد أن يفتحها و لكن طارت إليه أنباء من الشرق جعلته يكر راجعاً إلى استانبول, لقد كانت نذر الخطر الصفوي.
لقد كانت التحالفات مع القوى الصليبية سمة مميزة للدولة الصفوية الرافضية التي ترى أن التقارب مع الصليبيين وأهل الكفر أفضل من تقاربهم مع المسلمين من أهل السنة، وفي حين كانت الدولة العثمانية رافعة راية الإسلام غازية في أوربا فاتحة للقسطنطينية مدافعة عن الدول الإسلامية من الهجمات الصليبية, وتخشاها جميع دول وممالك أوربا, كانت الدولة الصفوية تحيك المؤامرات ضدها وتدخل في اتفاقيات مع دول أوربا الصليبية للقضاء على القوة العثمانية الإسلامية, وبشهادة الجميع كان عهد الصفوية هو عهد إدخال قوى الاستعمار في منطقة الخليج حيث مهدت له الطريق بعقد التحالفات العسكرية والتجارية مع البرتغاليين والهولنديين والإنجليز.
ولقد شهد التاريخ كثيراً من تلك المؤامرات وخاصة في عهد الشاه إسماعيل الصفوي، فبعد الهزيمة المرة التي لحقت به في موقعة جالديران عام 920هـ أمام السلطان سليم، تحرك للتحالف مع البرتغاليين لتغطية الهزيمة, فأقام العلاقات معهم, وكان البرتغاليون أنفسهم يبحثون عن هذه العلاقات, فقد كانوا جزءاً من أوربا التي فرحت بظهور الدولة الصفوية حين لاحت لهم بظهورها فرصة انفراج الضغط العثماني عليهم وعلى تجارتهم, ولذلك سعت الدول الأوربية إلى إسماعيل تعرض عليه تثبيت عرى الصداقة والمودة وتحثه على إيجاد علاقات سياسية واقتصادية.
وعقدت اتفاقية بين الشاه إسماعيل الصفوي و البوكرك الحاكم البرتغالي في الهند نصت على ما يلي:
1- تصاحب قوة بحرية برتغالية الصفويين في حملتهم على البحرين والقطيف.
2- تتعاون البرتغال مع الدولة الصفوية في إخماد حركات (التمرد) في بلوجستان ومكران.
3- تتحد الدولتان في مواجهة الدولة العثمانية.
4- تصرف حكومة إيران (الصفوية) النظر عن جزيرة هرمز, وتوافق أن يبقى حاكمها تابعاً للبرتغال.
وأما اتفاقاتهم مع جمهورية فينيسيا (البندقية) فكانت مخزية كذلك, فقد كانت فينيسيا من الدول المتأثرة تجارياً بسبب قضاء العثمانيين على الدولة البيزنطية وإغلاقها الطريق الرئيسي للتجارة بين أوربا وآسيا, فأرسل الشاه إسماعيل السفراء إلى بلاط فينيسيا طالباً الهجوم على العثمانيين عن طريق البحر وأن يقوم هو بالهجوم من ناحية البر بشرط أن تسترد فينيسيا قواعدها التي فقدتها في البحر الأبيض المتوسط.
ومن الدول التي كانت تسعى إيران لإيجاد علاقات معها للتخلص من الدولة العثمانية إسبانيا والمجر, حيث بعث الشاه إسماعيل برسالتين إلى إسبانيا والمجر طلب فيها عقد معاهدة صداقة وتعاون بينهم وعرض فكرة اتحاد بغرض سحق الأتراك العثمانيين.
كانت للشاه عباس كذلك اتصالات ومؤامرات مع الجانب الصليبي, فقد قدّم عباس عروضاً للإسبان عن طريق البنادقة كي يتقاسما أراضي الدولة العثمانية, فتحصل الأولى على الجزء الأوربي, وتستأثر الثانية بالآسيوي, ولم يكن هذا العرض سوى واحد من عروض كثيرة حملها سفراء إيرانيون و كانوا يقطعون المسافة بين أوروبا وإيران مجيئاً وذهاباً.
كما أن عباس جعل إيران تتحالف مع قوة انجليزية في الخليج, وشجع البرتغاليين والهولنديين على التجارة في بندر عباس .
كان هذا هو المنهج الذي نهجه الصفويون في تعاملهم مع دول السنة، منهج كيد وتآمر, ولقد أثر ذلك في كثير من مجريات الأمور, واستفادت منه الدول الأوروبية أعظم استفادة.
وفي الوقت الذي كان فيه حكام الصفوية فظين غليظين على أهل السنة، كانوا رقيقين لينين مع النصارى كما يعترف بذلك ويقره الكاتب والمؤرخ الشيعي عباس إقبال حيث يقول: " ولم يكن الشاه عباس فظاً على غير أهل السنة من دون أتباع سائر المذهب لذا فقد جلب أثناء غزواته لأرمينية والكرج نحو ثلاثين ألف أسرة من مسيحيي هذه الولايات على مازنداران وأسكنهم بها كما رحّل إلى أصفهان خمسين ألف أسرة من أرامنة جلفاء وإيران وبنى لهم مدينة جلفا على شاطئ نهر زاينده رود وأنشأ لهم فيها الكنائس وشجعهم على التجارة مع الهند والبلاد الخارجية بأن أعطاهم الحرية الكاملة ".
ويذكر شاهين مكاريوس (تاريخ إيران ص 154) أن الشاه عباس أصدر منشوراً إلى رعاياه يقول فيه: إن النصارى أصدقاؤه وحلفاء بلاده, وأنه يأمر رعاياه باحترامهم وإكرامهم أينما حلّوا, واستطراداً لهذه السياسة, فتح الشاه موانئ بلاده لتجار الإفرنج وأوصى ألا تؤخذ منهم رسوم على بضائعهم, وألا يتعرض أحد من الحكام أو الأهالي لهم بسوء, ويقول مكاريوس : إن الشاه إسماعيل كان أول من فعل هذا مجاهراً من سلاطين المسلمين.
للاستزادة:
1- الصفويون والدولة العثمانية - أبو الحسن علوي عطرجي.
2- حركات فارسية مدمرة - د. أحمد شلبي.
3- الخمينية وريثة الحركات الحاقدة - وليد الأعظمي.
4- التشيع العلوى والتشيع الصفوى - علي شريعتى.


يتبع

ابو محمد الدعجاني
16-Aug-2009, 01:29 PM
إيران ولعبة تنظيم "القاعدة" الشيعي


صباح الموسوي
لعبت إيران في عهد النظام البهلوي الذي حكم البلاد مدة 53 عامًا تقريبًا دورًا بارزًا في كثير من الأحداث الإقليمية والدولية، وكان ذلك عبر دخولها في الأحلاف تارة "حلف بغداد وحلف السنتو"، أو عن طريق علاقاتها البينية مع الدول الإقليمية تارة أخرى، وكان من بين ما قامت به على الصعيد الإقليمي اعترافها بالكيان "الإسرائيلي"، وتأييدها للعدوان الثلاثي ضد مصر، واحتلالها الجزر الإماراتية الثلاث، وإرسالها قوات إلى عمان لمناصرة السلطان ضد ثورة ظفار، وذلك كله بهدف تعزيز موقعها السياسي والأمني في النظام الإقليمي.
وعلى الرغم من وجود حركة أمل الشيعية في لبنان وحزب الدعوة في العراق كأبرز حركتين شيعيتين آنذاك إلا أن الشاه لم يسعَ إلى اعتماد الورقة الطائفية لخلق أحزاب وحركات شيعية موالية له من أجل تعزيز مكانته الإقليمية والدولية، فقد كانت حركة أمل على خلاف مع النظام البهلوي بحكم أنها كانت تضم في صفوفها بعض الإيرانيين المعارضين للشاه من أمثال مصطفى شمران وغيره، أما حزب الدعوة فعلى الرغم من أن عددًا من قادته الكبار كانوا إيرانيين إلا أنهم لم يظهروا علاقتهم بنظام الشاهخشية اصطدامهم بالتيار الإسلامي واتهامهم بتأييد النظام العلماني في إيران.
لكن هذا لم يمنع الشاهمن أن يركز جل اعتماده على الحوزة النجفية التي قام بدعمها في مقابل حوزة قم، وذلك لتحقيق أمرين مهمين : الأول يتمثل في استخدام ثقل الحوزة للضغط على السلطة في العراق، والأمر الآخر التقليل من أهمية حوزة قم التي أصبحت معارضة له بعد وفاة المرجع الأعلى حسين البروجردي . وذلك عكس ما فعله نظام الخميني الذي عمل على إضعاف حوزة النجف وتقوية حوزة قم، والتركيز على تأسيس أكبر عدد ممكن من الأحزاب والحركات الشيعية في المنطقة لتحقيق مشروعه التوسعي الذي عـّرفـه أول رئيس لإيران بعد الثورة السيد أبو الحسن بني صدر -في برنامج "زيارة خاصة" على قناة الجزيرة الفضائية في الأول من ديسمبر عام 2000- بمشروع الحزام الشيعي، حيث قال بني صدر في تلك المقابلة : "إن الخميني كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتيْ العالم الإسلامي، كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان، وعندما يصبح سيدًا لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج الفارسي للسيطرة على بقية العالم الإسلامي، كان الخميني مقتنعًا بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك، قلت له : إن الأمريكيين يخدعونك، ورغم نصائحي له ونصائح الرئيس عرفات -الذي جاء يحذره من نوايا الأمريكيين- فإنه لم يكن يريد الاقتناع".
ومن هنا يتبين لنا سبب ظهور الأحزاب والحركات الشيعية التي انتشرت كالفطر في المنطقة بعد انتصار الثورة الإيرانية عام 1979م، هذه الحركات التي اختفى بعضها وتحول بعضها الآخر من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين بعد هزيمة إيران في حربها مع العراق وانتهاجها السياسة البراجماتية أثناء وعقب حرب الخليج الثانية، غير أن احتلال العراق وظهور المقاومة العراقية التي عرقلت المشروع الأمريكي وأعادت المنطقة إلى المربع الأول دفع النظام الإيراني - الذي وجد نفسه في مواجهة حليفه في الحرب على العراق - إلى إعادة تفعيل ورقة الحركات الطائفية ليس في سبيل تنفيذ مشروع تصدير الثورة كما كان يأمل في بداية الأمر، ولكن هذه المرة لحماية نفسه من خطر السقوط الذي بات معرضًا له، والذي سيكون محتمًا إذا ما رأت الدول الكبرى أن هذه الخطوة ضرورية لإنجاح مشروعها الذي احتلت العراق من أجله.
فحسب مصادر مطلعة في قم فإن النظام الإيراني بدأ ومنذ أكثر من عامين تقريبًا العمل على بناء تنظيم شيعي دولي "على غرار تنظيم القاعدة الإسلامي"، ونجح في خلق فروع له في باكستان وأفغانستان وطاجيكستان وأذربيجان وتركيا، إضافة إلى عدد من البلدان العربية في الخليج والعراق واليمن ولبنان ومصر وفلسطين. كما تم إنشاء فرع للتنظيم المذكور في إفريقيا ومقره في السودان، وذلك بعد أن استطاع جلب العديد من المسلمين الأفارقة إلى قم وإدخالهم في المعاهد الدينية المخصصة للطلاب الأجانب، وهي المعاهد التي تعمل بإشراف المركز العالمي للعلوم الإسلامية "مركز جهاني علوم إسلامي" الذي يخضع مباشرة لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، الذي كان قد أمر بإنشائه في منتصف التسعينيات كمؤسسة موازية "لمنظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية" سازمان فرهنگ وارتباطات إسلامي" التي تشرف على المراكز و المستشاريات الثقافية الإيرانية في الخارج، وهي الجهة المسئولة عن تولي شئون الطلبة الأجانب الراغبين دخول الحوزة الدينية في إيران، حيث تقوم المراكز والمستشاريات الثقافية التي يرأسها عادة أشخاص على صلة مباشرة بوزارة الاستخبارات "الاطلاعات" بالعمل على تقديم المغريات للشباب المسلمين من حملة الشهادات والعاطلين عن العمل وتشجيعهم على السفر إلى إيران لدخول المعاهد الدينية في مدينتيْ قم ومشهد، حيث تقوم المخابرات الإيرانية بعد ذلك بجذبهم وتجنيدهم عن طريق طلبة وأساتذة يعملون في تلك المعاهد.
ومن بين هؤلاء الطلبة العرب الذين دخلوا حوزة قم وأصبحوا أعضاءً في التنظيم الشيعي الجديد شخصان من مصر؛ الأول مهندس كان يعمل في الكويت في الثمانينيات، والآخر كان طالبًا في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وقد تمكنت المصادر المطلعة من الحصول على معلومات مهمة عن التنظيم المذكور من خلال هؤلاء الأشخاص، حيث أكد لها أن قيادات فروع هذا التنظيم الشيعي الجديد ليس من بينهم أحد من قادة التنظيمات الشيعية المعروفين، ولم تستبعد المصادر ذاتها أن تكون لانفجارات دهب في شرم الشيخ قبل فترة صلة بهذا التنظيم الجديد الذي استغل تصريحات الرئيس المصري حول ولاء الشيعة لإيران لاختبار قوته وجاهزيته في الرد إذا ما تعرض النظام الإيراني لأي هجوم خارجي محتمل. وقد عززت هذه الاحتمالات التقارير التي قالت : إن منفذي هجمات دهب كانوا قد تلقوا تدريباتهم في فلسطين، وهذا يعني أنهم تدربوا على أيدي الجماعة القريبة من حركة الجهاد الفلسطينية التي هي جزء من تنظيم "القاعدة الشيعي" حسب تلك المصادر.
هذه المعلومات إذا ما تم ربطها بوقائع أخرى ومن بينها الكشف عن معسكر يقع على تل أثري بالقرب من مدينة الشوش في الأحواز على الحدود مع العراق مخصص لتدريب ميليشيات أفغانية، إضافة إلى التقرير الموثق الذي عرض في صحيفة إيلاف يوم الأربعاء 21 حزيران يونيو الجاري حول موضوع التنظيم الشيعي الجديد وما نقلته صحيفة صنداي تايمز البريطانية قبل فترة عن مصادر إيرانية أن إيران دربت الآلاف من الانتحاريين المستعدين لضرب أهداف بريطانية أو أمريكية في حال تعرضت المنشآت النووية الإيرانية لهجوم، إضافة أيضًا إلى تزايد أعداد المجموعات الطائفية الموالية لإيران في جنوب العراق، فإن كل هذه النقاط تعزز من حقيقة وجود التنظيم المسلح الجديد الذي تحدثت عنه المصادر المختلفة، والذي تريده إيران حزامًا لحمايتها.
ولكن هل ينجح هذا التنظيم الطائفي في تحقيق مهمته أم سيكون شأنه في ذلك شأن التنظيمات الشيعية السابقة التي أُسست من أجل إنجاح مشروع تصدير الثورة الخمينية ولكنها فشلت وأصبح مثلها فيما بعد كالمثل الشعبي القائل : "لا حظيت برجيلها ولا خذت سيد علي"؟
إيران ولعبة تنظيم "القاعدة" الشيعي37


يتبع

ابو محمد الدعجاني
16-Aug-2009, 01:30 PM
خميني إيران وهزيمة العرب بدبابة أميركية

تنطوي أهم «المنجزات» القاتلة للغزو الأميركي البريطاني للعراق واحتلاله وأبعادها السياسية والإستراتيجية على أمرين:
أحدهما: أنها المرة الأولى في تاريخ الأطماع الغربية في المنطقة العربية، استراتيجياً وسياسياً ومصالح اقتصادية، أن تهزم القوات العسكرية الأميركية البريطانية «أصدقاءها» العرب في الشرق الأوسط، في الخليج وسوريا التي دعمت المشروع الأميركي الاستراتيجي لتدمير العراق بالتخطيط والتعاون مع مصر، لمصلحة عدو طامع آخر هو إيران الفارسية الملتحفة بعباءة المذهب الشيعي الإسلامي.
والثاني: أنها قوضت أركان الأهداف المخططة أميركياً وبريطانياً وأرست «فوائد» تتعارض تماماً مع الأهداف المرسومة. والأمر الثاني حقق لقائد النظام «الإسلامي» الأول في إيران الخميني حلمه «التوراتي» بالهيمنة والنفوذ الاستراتيجي على المنطقة العربية، وخصوصاً العراق والخليج، بعد وفاته بخمسة عشر عاماً على أيدي «أعدائه» المفترضين، الولايات المتحدة وبريطانيا، الذين سعوا لتأليب المنطقة العربية وحشد قواتها لاحتواء أفكار ذلك النظام التوسعية «الظلامية المتشددة».
وقد أصبحت الأطماع الإيرانية معروفة ومعلنة منذ الإطاحة بنظام الشاه وتربع شخصيات، عادت من خارج البلاد، مثل الخميني ، التي رفعت لواء المعارضة الدينية مستعطفين العالم بالشكوى من ظلم الدكتاتورية الشاهنشاهية وفظائع انتهاكات حقوق الإنسان. كان تصدير ما يسمى بـ«الثورة» الإيرانية أحد مرتكزات العمل السياسي والمخابراتي والاقتصادي والديني للنظام الديني الجديد في طهران، مع التأكيد على الأولوية للجوار الجغرافي في العراق ودول الخليج التي تعرضت إلى «مؤامرات» عديدة، من بينها محاولات انقلاب البحرين، وتفجيرات واغتيالات الكويت، ومحاولة إثارة اضطرابات تحت غطاء الحج في المملكة العربية السعودية.
لم يعد خافياً أن تغيير أنظمة الحكم العربية أولوية قصوى سخرت لها القيادات الإيرانية جميع الإمكانيات المتاحة، غير أن موقف العراق المناهض، بدعم عربي وخليجي، للنظام الإيراني بقيادة الخميني ، أوقف زخم المسعى لتصدير «النظام» الديني وقوض أركان الأولوية التوسعية. وقد قدمت الدول الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا دعماً واسع النطاق مخابراتياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً لوقف المد الإيراني وزحفه نحو منطقة الخليج الحيوية، التي سماها زبغنيو بريجنسكي ، مستشار الأمن الأميركي الأسبق «رئة» أميركا الحيوية، ووصفها في إطار قوس الأزمات الذي ينبغي هيمنة الولايات المتحدة عليه، قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، وقال عنها كيسنجر : إنها شريان الحياة الغربية الذي ينبغي أن يبقى متدفقاً حتى ولو باستخدام القوة العسكرية الفتاكة.
ولجأت الدول الغربية في خضم الصراع بين القطبين الغربي والسوفيتي أثناء الحرب الباردة، إلى «الهيمنة» بالإنابة من خلال اتفاقيات دفاعية، مع الكويت وسلطنة عمان والبحرين التي أصبحت مقراً للأسطول الأميركي الخامس، واقتصادية معها ومع دول الخليج الأخرى لتنظيم انسياب ذلك الشريان الحيوي. غير أن انهيار الكتلة الشرقية والاتحاد السوفيتي وتفتته أطلق يد الولايات المتحدة في المنطقة، وتحولت من الإنابة وغير المباشرة في الإدارة الاستراتيجية إلى الالتحام المباشر والتوجيه الرئيسي لمجريات الأحداث، وفق منظور يبقي على المنطقة ضمن الفلك الأميركي والغربي دون منازع. وتحولت الخطط الأميركية منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية إلى «قضم» الحافات الجغرافية المهددة، تنافسياً أو استراتيجياً، لذلك الشريان الحيوي، مثل العراق إيران، في مسعى يخدم في نهاية المطاف الوجود الإسرائيلي المستقر بعد سنوات طويلة من «اللاشرعية» السياسية و«التنفير» الديني والأخلاقي والسياسي والاقتصادي، بل وحتى التثقيف التربوي، من التعامل معها.
ووجد التخطيط الأميركي في مشروع احتلال العراق خطوة هامة تحقق هدفاً متعدد الوجوه:
السيطرة على خزين إضافي من البترول، ثاني أكبر مخزون في العالم بعد المملكة العربية السعودية.
إزاحة نظام يرفع لواء القومية العربية الأمر الذي يحرض الشعوب العربية ضد الأطماع الغربية والأميركية من جهة، ويحرج «أصدقاء» واشنطن من الحكام العرب.
وتوسيع الطوق الجغرافي الآمن.
وإقامة منطقة متقدمة بوجه إيران.
وتوجيه رسالة سياسية مفادها أن مناهضة الأهداف الأميركية لن تمر بعد الآن دون عقاب، وفي هذه الحالة التدمير والاحتلال العسكري. يضاف إلى ذلك الترويج إلى أن إيران قد تكون الخطوة القادمة إضافة إلى سوريا التي يرفع هي الأخرى نظامها لواء القومية العربية ومناهضة إسرائيل والمشاريع الأميركية.
واعتقد المخططون الأميركيون أن تحييد إيران أثناء تنفيذ الجزء الأول من استراتيجية الهيمنة على المنطقة من خلال احتلال العراق سيحقق أهدافهم وخططهم دون خسائر كبيرة، ولذلك فتحوا الأبواب لمشاركة فعالة لقوى ترتدي العباءة الدينية الشيعية والمرتبطة بإيران، مثل عائلة الحكيم وحزب الدعوة بزعامة إبراهيم الجعفري ، من أجل هدف متشعب: تطمين إيران واستخدام مجموعات الحكيم وحزب الدعوة وآخرين لتهدئة المعارضة للاحتلال الأميركي البريطاني في أوساط شيعة العراق على أساس أنهم أغلبية في العراق، وتقديم المشروع الأميركي على أنه منفتح على جميع الطوائف والأعراق العراقية. وتحول عبد العزيز الحكيم ، نيابة عن شقيقه محمد باقر الحكيم ، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية آنذاك، إلى ضيف دائم على الخارجية والمخابرات الأميركية في واشنطن ويحضر اجتماعات تخطيط لغزو العراق واحتلاله، مع أربع قوى أخرى، كردية جلال الطالباني ومسعود البارزاني ، وإياد علاوي وأحمد الجلبي . غير أن رياح القوى المرتبطة بإيران جاءت بما لا تشتهي سفن واشنطن.
ورغم أن إيران لم تعترض أو تعيق الخطط الأميركية؛ ولكنها لأهداف إيرانية بحتة. إذ أن المخطط الإيراني هو السماح للقوات الأميركية بتحقيق حلم الخميني بتدمير العراق وإزاحة النظام القومي العربي الذي دخل في حرب شرسة معها امتدت لثماني سنوات، والعمل مع القوى المرتبطة بطهران بالسيطرة على مقدرات العراق السياسية والمخابراتية والاقتصادية والدينية. ويعكس لنا المشهد الحالي في العراق صورة واضحة عن سيطرة إيرانية تامة تحت مظلة الاحتلال الأميركي البريطاني وبأدوات دينية المظهر. وقامت المخابرات الإيرانية بهدوء ومثابرة على تصفية وقتل المئات من الضباط والطيارين ورجال المخابرات والعلماء العراقيين لتفريغ البلاد من طليعتها الرئيسية وإزاحة القوى العراقية القومية العربية والدينية الرئيسية مع دعم مالي ومخابراتي وسياسي متكامل لرجال إيران وخصوصاً حزب الدعوة بقيادة الجعفري والمجلس الأعلى بقيادة الحكيم وعادل عبد المهدي . وتجد الولايات المتحدة الآن أن أهدافها قد تصبح في مهب الريح دون استراتيجية ذكية لإعادة التوازن. ولا يبدو أن أمامها سوى فرصة واحدة: التفاهم مع قوى المقاومة العراقية الوطنية الحقيقية.
أما الدعاة المتشيعون في دمشق فهم:
1- لمياء حمادة : داعية متشيعة خريجة كلية الحقوق بجامعة دمشق 1987م تشيعت عن طريق طالبة شيعية عراقية أثناء دراستها في الجامعة، ونشطت بعد ذلك للدعوة للتشيع لها كتاب (أخيراً أشرقت الروح وتلاشت الظلمة ورحلتُ إلى مرابع الشمس وكان جمل الفتنة إحدى محطات استراحتي).
2- ومن نشطائهم في دمشق بل في سورية علي البدري (عراقي هلك عام1419هـ) وقد جاس في مدن سورية - منذ عدة سنوات - مرّات يدعو إلى الفساد وينشر الضلال والعناد. وهذا البدري من كبار دعاة التشيع في العالم. هاجر أولاً من العراق إلى مصر عام 1967م بقصد نشر الدعوة الشيعية. ذكر صاحب كتاب المتحولون إلى التشيع صفحة (79) أنّ: "من إنجازاته المهمّة في مصر هي طباعة بعض كتب مذهب أهل البيت (ع) وتوزيعها بالتعاون مع بعض الإخوة المصريين المتشيعين وكان أحدهم يمتلك مكتبة في السوق فاتفق السيد البدري (طاب ثراه) مع صاحب المكتبة بأن كل شخص يأتي لشراء كتب يهدي له نسخة من كتب الشيعة مجاناً، ويقول له: إن هذا الكتاب يعرفك على مذهب أهل البيت. كما كان السيد البدري يذهب دائماً إلى جامعة الأزهر ويقيم مجالس المناقشة مع شيوخ وأساتذة الأزهر ويخوض معهم مباحثات عميقة ووثائقية من مصادرهم لإثبات أحقية أهل البيت (ع) وصحة المذهب الجعفري (ثم هاجر إلى سورية)... ولمّا استقر في سورية جعل منها مركزاً للدعوة إلى المذهب الحق لما وجد فيها من مجالات مناسبة لذلك منها وجود الحوزات العلمية في السيدة زينب التي تعتبر اليوم الحوزة الثالثة بعد النجف وقم وحضور كثير من رجال العلم والمنبر وأهل الفكر والأدب من العراقيين وغيرهم، وقد بدأ وبتنسيق مع الحوزة وإعلامها بنشر الدعوة فسافر إلى عدة محافظات وقرى، منها حلب وضواحيها وحمص وضواحيها والحسكة والقامشلي والرقة واللاذقية وضواحيها ودير الزور، والتقى في كل من المحافظات والقرى مع أبرز علمائها وشخصياتها وحاورهم بمنطقية وحكمة لإظهار الحقائق وتبيانها، وقد نجح في ذلك نجاحاً كبيراً يشهد له بذلك كل من عرفه ورافقه وقد قام بالعديد من الأنشطة والفعاليات بالإضافة إلى التبليغ والمحاورة كان منها افتتاح عشرات المكتبات والمراكز لتجمع الشيعة وتدريسهم الفقه والعقائد الشيعية، كما زودهم بكتب واستطاع أيضاً جلب كثير من الأشخاص للمذهب الشيعي بعد إقناعهم وتبيان الحقيقة لهم. وكل محافظة أو منطقة كان يزورها يجعل فيها آثاراً كبيرة للمذهب الشيعي. بعد إنجازاته في سورية سافر إلى السودان وبدأ نشاطه التبليغي فيها، وقد التقى هناك بكثير من العلماء وتبادل الرأي والعقيدة معهم، وقد نجح في إقناع العديد منهم ولقد تشيع مع الأخوة في السودان مئات الأشخاص أعلنوا تشيعهم علناً على يديه. ومن إنجازاته في السودان أيضاً أنه استطاع بعد جهد كبير وواسع من تحصيل موافقة رسمية لطباعة سبعة كتب من أبرز الكتب العقائدية التي تُروِّج مذهب أهل البيت وتظهر أحقيته منها: كتاب المراجعات، وكتاب عقائد الشيعة الإمامية، وكتاب دعاء كميل، وكتاب الوهابية في القرآن والسنة، وكتاب الشيعة الإمامية، كما ساهم ومهّد لافتتاح عدة مراكز لدراسة المذهب الشيعي ودعمها بالكتب. ومن أهم إنجازاته في السودان إغلاق صحيفة سودانية (صحيفة آخر خبر) التي كانت تطعن في المذهب الشيعي وتشوه صورته بالتعاون مع المجلس القومي للصحافة والمطبوعات في السودان وكانت له طموحات كبيرة لبناء العديد من المؤسسات والمساجد في السودان ولكن المرض لم يمهله وقد اشتد به، ولهذا السبب اضطر للرجوع إلى سوريا لكي ينال العلاج، ولَمّا رجع إلى سوريا كان يتابع عمله التبليغي ولم يتوقف عن مهمته الفكرية وهي توزيع الكتب الشيعية، وكان يبذل جهداً كبيراً لتحصيل الكتب ونشرها وتوزيعها وكان يبعث بكتب كثيرة مع أشرطة محاضرات عقائدية، وكل ما يستطيع للبلدان التي يتواجد فيها الشيعة وكان يحضّ شيعة هذه البلدان لبناء مراكز لتدريس الفقه الشيعي وعقائد الشيعة وتوفّق بالاتفاق مع العديد من الأخوة المتواجدين في أنحاء العالم لإنشاء مراكز للتدريس ومكتبات للمطالعة، ومن البلدان التي استطاع أن ينشئ فيها المراكز هي: اليمن، المغرب، الجزائر، تنزانيا، غينيا، سيراليون، هولندا، ألمانيا، لندن، السويد، الدانمرك إلخ. أصيب بمرض السكر ووافاه الأجل يوم 6 جمادى الثاني 1419هـ".


يتبع

ابو محمد الدعجاني
16-Aug-2009, 01:32 PM
الحرس الثوري الإيراني ودوره في تصدير الثورة

مختارات إيرانية العدد 54 يناير 2005
اتهمت نيابة أمن الدولة العليا الحرس الثوري الإيراني بتجنيد محمود دبوس المواطن المصري من مدينة السويس لإرسال معلومات عن مصر والسعودية، والإعداد للقيام بعلميات تخريبية في مصر والسعودية، من خلال محمد رضا حسين دوست الموظف الإداري بمكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، مما يجعل من الضرورة بمكان التعريف بحراس الثورة الإيرانية ودورهم في تصدير الثورة الإسلامية.
يقول الخميني عن حرس الثورة: لو لم يكن حراس الثورة ما كانت الدولة، إني أوقر الحراس وأحبهم وعيني عليهم، فلقد حافظوا على البلاد عندما لم يستطيع أحد. ومازالوا، أنهم مرآة تجسم معاناة هذا الشعب وعزيمته في ساحة العركة وتاريخ الثورة (جمهوري إسلامي في 15/ 1/ 1984) ويقول هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تحديد مصلحة النظام الإيراني في بيان دور الحرس الثوري: إن جيش حراس الثورة الإسلامية الذي تشكل من أكثر الأشخاص تجربة ونضجا، عليه مسئولية المحافظة على منجزات الثورة ودستورها، لقد كان دور الحراس مؤثرا في إحباط كل مؤامرات القوى الاستكبارية ضد الثورة، سواء في أعمال التخريب أو التضليل أو جبهات القتال، كما قاموا بدور كبير في رفع الروح المعنوية للجماهير، وكان دورهم الفني أهم من دورهم العسكري، وقد غطى جهازهم الإعلامي الاحتياجات الإعلامية، كذلك كان لهم دور كبير خارج البلاد في تصدير الثورة الإسلامية، فأثبتوا أنهم جهاز يمكن الاعتماد عليه. (كيهان في 7/12/1984).
وترجع أهمية حراس الثورة إلى أسلوب إنشائه عندما تم تدريب الشباب المتحمس في معسكرات الثوار في مختلف أنحاء العالم على أداء المهام القتالية من الالتحام إلى حرب المدن وحرب العصابات، ثم كلفوا بحماية قادة الثورة فكان ولاؤهم المطلق للثورة ومبادئها وأهدافها، وتم تحويلهم إلى جيش له قواته البرية والبحرية والجوية فضلا عن وحدات الصواريخ والمصانع الحربية، في 21/ 4/1979م من خلال إدارة عقائدية سياسية على أساس أيديولوجية النظام، فلا يقف واجبه عند حد الدفاع عن البلاد، إنما يتخطاه إلى إقرار الأمن وتعقب أعداء الثورة وتعمير البلاد والدعاية للثورة وتصديرها إلى الخارج. وقد تم إلحاق قوات التعبئة العامة (بسيج) به لإكمال دوره، وقد أكد الخميني على ضرورة تعميم نظام البسيج في العالم الإسلامي،ونشر خلايا مقاومة البسيج في المنطقة والعالم الإسلامي بإدارة صحيحة وتخطيط سليم وتشكيل أصولى لتأكيد استمرار الثورة ورسالتها. (اطلاعات في 23/ 11/ 1993).
ويبدو نشاط جيش الحراس الثقافي بارزا فيما يصدره من مجلات وصحف نوعية ومتخصصة كثيرة، فضلا عن محطة إذاعة خاصة، ومطبعة خاصة لطبع الكتب والنشرات والصور والملصقات، إضافة إلى مساحة كبيرة في محطات الإذاعة وقنوات التليفزيون، وفي مجال التعليم أنشأ جامعة خاصة باسم جامعة الإمام الحسين تضم عددا من الكليات الهندسة والطب والعلوم والإعلام والعلوم الإنسانية والعلوم الإدارية والعلوم الأساسية فضلا عن كليات أكاديمية للعلوم العسكرية مثل القيادة والأركان والحرب الكيماوية وكلية ضباط الحراس وكلية الدراسات العليا.
كانت بصمات الحراس واضحة على النشاط الخارجي للنظام بعد حصول اثنين من قادته وهما على محمد بشارتي على منصب تائب وزير الخارجية، وحسين شيخ الإسلام على منصب وكيل وزارة الخارجية، فاستفاد من الغطاء الدبلوماسي في تصدير الثورة الإسلامية إلى دول العالم، كما كان محسن رضائي قائد الحراس يتمتع بحق الاتصال المباشر بالزعيم منذ أن كان حارسا خاصا للخميني. وقد بدأت الجهود الجدية للحراس في تصدير الثورة عن طريق العنف في سبتمبر 1982م عندما شاركت وحدة منهم حزب الله في لبنان ضد القوات الإسرائيلية، ثم توالت أعمالهم العنيفة في شكل أعمال تخريبية في دول الخليج خاصة في المملكة العربية السعودية والبحرين، كما استطاعوا تكوين شبكة من العملاء في أوروبا.
وقد تنوعت أعمال الحراس في هذا المجال بين التدخل السياسي أو العسكري غير المكشوف لمساندة الثوريين الإسلاميين في الدول الأخرى، وأعمال عنف موجهة للمصالح الأمريكية والغربية في مناطق متفرقة، وعمليات سرية ضد الحكومات العربية المحافظة، واغتيال خصوم النظام في الخارج، وتجنيد العناصر المحلية الغاضبة على حكوماتها، وتدريب المتشددين الإسلاميين، والتدريب على خطف الطائرات التجارية، وإمساك الرهائن والمفاوضة حول إطلاق سراحهم، والاستيلاء على شحنات الأسلحة. وقد لقيت أعمال الحراس العنيفة في الخارج معارضة من بعض القادة السياسيين ومنهم الرئيس رفسنجاني الذي سحب بشارتي من وزارة الخارجية وعينه وزيرا للداخلية كما سحب حسين شيخ الإسلام من وكالة وزارة الخارجية.
لم يمنع اتخاذ الرئيس خاتمي سياسة إزالة التوتر عملية دعم حراس الثورة, وقد كان متصورا مع تأكيد الرئيس خاتمي على سيادة القانون وتثبيت المؤسسات الدستورية والالتزام بدولة المؤسسات أن يقوم بمراجعة أوضاع المؤسسات الثورية وعلى رأسها جيش الحراس، وقد أثار الإصلاحيون الجدل حول وضع هذا الجيش ومدى دستوريته، وطالبوا بحله أو دمجه في الجيش النظامي، وقد رفض الحراس بعد الدور الكبير الذي قاموا به في الحرب العراقية الإيرانية الاندماج مع الجيش العامل، وأصدروا بيانا شديد اللهجة، جاء فيه: إن حراس الثورة والبسيج قد عقدوا ميثاق الدم مع ربهم وشعب بلادهم على أن لا يكون في إيران زقاق بلا شهيد أو منزل بلا بسيجي، وسوف ينفذون قانون الثورة والحسم الإسلامي لحراسة الحق والعدل دون تردد. (همشهري في 18/4/ 2000) .
وقد ساعد ارتباط الحراس بقيادات النظام على زيادة نفوذهم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فضلا عن المجال الأمني والعسكري، وقد استطاعوا بذلك أن يحددوا عمل وزارة المعلومات (المخابرات العامة) في إطار الأمن الداخلي لينفردوا بعملية تصدير الثورة في الخارج، وإن كان قد غلب عليها الطابع الثقافي.
وإذا كان جيش حراس الثورة سوف يظل لفترة قوة ذات توجه أيديولوجي، مع ذلك فإن قوة الحراس ونفوذهم المرتبط بالتوجه الأيديولوجي للنظام الحاكم سوف يضعف مع توخي النظام الاعتدال لتحقيق أهداف براجماتية.


يتبع

ابو محمد الدعجاني
16-Aug-2009, 01:34 PM
بيان سري.. الشيعة يخططون لنقل تجربتهم في العراق للدول الإسلامية


أفصح "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" في العراق، بزعامة "عبد العزيز الحكيم "، عن تفاصيل مخطّط المد الشيعي في الدول العربية والإسلامية، وذلك في بيان "سري وعاجل"، تمكنت "مفكرة الإسلام"، وعبر مصادرها من الحصول على نسخة منه.
وجاء البيان متضمنًا توصيات المؤتمر التأسيسي الموسّع لشيعة العالم في مدينة "قم" الإيرانية، بحضور كافة قيادات الأحزاب الشيعية والمراجع ورؤساء الحوزات الدينية والأساتذة والمفكرين والباحثين.
وأوصى هذا المؤتمر بتأسيس منظمة عالمية تسمى "منظمة المؤتمر الشيعي العالمي" على أن يكون مقرُّها في إيران، وفروعها في كافة أنحاء العالم، ويتم تحديد هيئات المنظمة وواجباتها، وتعقد مؤتمرًا شهريًا بصفة دورية.
ويدعو إلى اقتباس تجربة الشيعة في العراق التي يصفها بـ "الناجحة" لتعميمها في الدول الإسلامية الأخرى، وفي مقدمتها السعودية والأردن واليمن ومصر والكويت والإمارات والبحرين والهند وباكستان وأفغانستان.
وفي هذا السياق، تكشف التوصيات عن الوسائل والأدوات التي تعين الشيعة على تحقيق مخطّطهم هذا، من خلال بناء قوات عسكرية غير نظامية لكافة الأحزاب والمنظمات الشيعية بالعالم، وعبر الزجّ بأفرادها داخل المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية والدوائر الحساسة في تلك الدول، مع تخصيص ميزانية خاصة لتجهيزها وتسليحها وتهيئتها؛ لدعم وإسناد الشيعة في السعودية واليمن والأردن.
وتدعو التوصيات إلى استغلال كافة الإمكانيات والطاقات النسوية في كافة الجوانب، وتوجيهها لخدمة الأهداف الإستراتيجية للمنظمة، والتأكيد على احتلال الوظائف التربوية والتعليمية، وإلى التنسيق "الجدّي والعملي" مع القوميات والأديان الأخرى؛ لاستغلالها في دعم الشيعة بالعالم.
ويتضمن مخطط الشيعة لتحقيق هذا الهدف، تصفية الرموز والشخصيات الدينية البارزة من السنّة، ودس العناصر الأمنية في صفوفهم للاطلاع على خططهم ونواياهم، وفرض مقاطعة على بضائع دول السنّة في مقابل تشجيع الصادرات الإيرانية.
وتطلب تلك التوصيات من المرجعيات والحوزات الدينية في العالم، تقديم تقارير شهرية، وخطة عمل سنوية لرئاسة المؤتمر حول "المعوقات والإنجازات" في بلدانهم، والمقترحات اللازمة لتحسين وتطوير أدائها.
وتقترح كذلك إنشاء صندوق مالي عالمي مرتبط برئاسة المؤتمر، تنتشر فروعه في كافة أنحاء العالم، يعتمد في موارده المالية على الحكومات العرفية وخاصة العراق، وعلى تبرعات التجار الأثرياء، وزكاة الخمس، والتنسيق مع الجمعيات والمنظمات الخيرية والإنسانية لاستلام المساعدات والمعونات المادية لدعم متطلبات المؤتمر الإدارية والإعلامية والعسكرية.
وتنّوه "مفكرة الإسلام" إلى أن نشرها تلك الوثيقة التي سبق وأن نشرت نصّها جريدة "المحرر العربي"، وبثتها فضائية "المستقلة"، جاء بعد حصولها من مصادر موثوقة على نسخة منها.
وفيما يلي نص الوثيقة :
المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الرئاسة إلى/ قيادات المكاتب والفروع م/ بيان سري وعاجل.
بتوجيه ورعاية سماحة آية الله العظمى السيد "علي خامنئي "، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران (دام ظله) وتحت شعارات (شيعة علي هم الغالبون) تم عقد المؤتمر التأسيسي الموسّع لشيعة العالم في مدينة "قم" المقدسة، حضره كافة قيادات الأحزاب الشيعية والمراجع ورؤساء الحوزات الدينية والأساتذة والمفكرين والباحثين، وتم مناقشة عدة جوانب مهمة وخرج بالتوصيات التالية :
1- ضرورة تأسيس منظمة عالمية تسمى (منظمة المؤتمر الشيعي العالمي)، ويكون مقرها في إيران وفروعها في كافة أنحاء العالم، ويتم تحديد هيئات المنظمة وواجباتها، ويتم عقد مؤتمر خاص خلال كل شهر.
2- دراسة وتحليل الوضع الراهن على الساحة الإقليمية والاستفادة من تجربتنا الناجحة في العراق، وتعميمها على بقية الدول وأهمها السعودية (قلعة الوهابية الكفرة) والأردن (عميل اليهود) واليمن ومصر والكويت والإمارات والبحرين والهند وباكستان وأفغانستان، والتأكيد على الخطة الخمسينية والعشرينية، والبدء بتطبيقها فورًا.
3- بناء قوات عسكرية غير نظامية لكافة الأحزاب والمنظمات الشيعية بالعالم، عن طريق زجّ أفرادها في المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية والدوائر الحساسة، وتخصيص ميزانية خاصة لتجهيزها وتسليحها وتهيئتها؛ لدعم وإسناد إخواننا في السعودية واليمن والأردن.
4- استثمار كافة الإمكانيات والطاقات في كافة الجوانب وتوجيهها لخدمة الأهداف الإستراتيجية للمنظمة، والتأكيد على احتلال الوظائف التربوية والتعليمية.
5- التنسيق الجدي والعملي مع كافة القوميات والأديان الأخرى واستغلالها بشكل تام؛ لدعم المواقف والقضايا المصيرية لأبناء الشيعة بالعالم، والابتعاد عن التعصّب الذي يصب لمصلحة أبناء العامة.
6- تصفية الرموز والشخصيات الدينية البارزة لأبناء العامة، ودس العناصر الأمنية في صفوفهم للاطلاع على خططهم ونواياهم.
7- على كافة المرجعيات والحوزات الدينية في العالم تقديم تقارير شهرية، وخطة عمل سنوية لرئاسة المؤتمر، تتضمن كافة المعوقات والإنجازات في بلدانهم والمقترحات اللازمة لتحسين وتطوير أدائها.
8- إنشاء صندوق مالي عالمي مرتبط برئاسة المؤتمر وتُفتح له فروع في كافة أنحاء العالم، وتكون الموارد أحيانًا جمع الأموال من الحكومات العرفية، وخاصة العراق، وتبرعات التجار الأثرياء، وزكاة الخمس، وكذلك التنسيق مع الجمعيات والمنظمات الخيرية والإنسانية؛ لاستلام المساعدات والمعونات المادية لدعم متطلبات المؤتمر الإدارية والإعلامية والعسكرية.
9- تشكيل لجنة متابعة مركزية لتنسيق الجهود في كافة الدول، وتقويم أعمالها.
10- متابعة الدول والسلطات والأحزاب، وشنّ حرب شاملة ضدها في كافة المجالات، وأهمها المجال الاقتصادي من خلال تشجيع الصادرات الإيرانية، ومقاطعة البضائع السعودية والأردنية والسورية والصينية.
المكتب السياسي للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بغداد
÷÷÷


يتبع

ابو محمد الدعجاني
16-Aug-2009, 01:36 PM
الشيعة يتوافدون على دول الخليج


في أعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق في أبريل/ نيسان سنة 2003م، فتحت أبواب ذلك البلد للفوضى، وألقى الوضع الراهن في العراق بظلاله على المنطقة بأسرها، وعلى دول الجوار بشكل خاص، التي بات كل منها "يغني على ليلاه"، ففي حين يأمل بعضها أن تستقر الأحوال في العراق لجني مكاسب سياسية واقتصادية وتجارية، استغل البعض الآخر حالة الفوضى لتحقيق مكاسب سياسية ومذهبية، ويتمثل هذا الفريق في إيران، التي باتت حاضرة بقوة في المشهد العراقي، من خلال إدخالها لأعداد كبيرة من الإيرانيين إلى العراق، بحجة زيارة العتبات الشيعية في النجف وكربلاء، يقوم كثير منهم بترويج المخدرات (**) وتدعم إيران أنصارها في العراق مادّيا وسياسياً، ومن خلال تدريبهم وإمدادهم بالسلاح، ودعم التنظيمات التي كانت تستقر في إيران وعلى رأسها ميليشيات بدر وحزب الدعوة.
وإضافة إلى ذلك تزرع إيران عملاءها هنا وهناك لتنفيذ عمليات اغتيال وتفجير، الأمر الذي جعل العديد من القادة والمسئولين من داخل العراق وخارجها، يوجهون أصابع الاتهام صراحة في بعض ما يجري في العراق إلى إيران، ويطلبون منها أن تكف عن التدخل في شئون جارتها، ومحاولة التأثير على مجريات الأحداث، ومنها الانتخابات النيابية التي جرت أوائل العام 2005.
وليس من العسير القول أن المخطط المدروس الذي تنتهجه إيران في العراق بدأ يؤتي بعض ثماره، وإذا ما استعرضنا تصريحاً سابقاً لـعبد العزيز الحكيم (**) يقول فيه: إن إيران تستحق تعويضات تبلغ 100 مليار دولار من العراق عن حرب الخليج الأولى (1980ـ 1988)، وإذا ما علمنا أن زيارة وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي إلى العراق في مايو/ أيار 2005 أسفرت عن موافقة الحكومة العراقية على طلب إيران محاكمة صدام حسين ومساعديه على الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات من القرن الماضي.. يتضح لنا من خلال هذين المثالين، وغيرهما كثير (**) أن إيران من خلال مخططها في العراق بدأت بتوجيه ساسته ومسئوليه، وكأنهم يمثلون إيران لا العراق، ويحرصون على تحقيق مصالح إيران أكثر من حرصهم على مصلحة وأمن بلادهم.
هذا المسلك المشبوه في العراق يعيدنا إلى مخطط كانت إيران قد بدأت به في دول الخليج العربي منذ عدة عقود، وهو وإن كان بدأ، وحدثت معظم فصوله قبل قيام ثورة الخميني سنة 1979، إلاّ أن إيران في عهد الثورة حصدت ما زرعه الشاه، واستفادت منه استفادة كبيرة، بحيث أن ثمة مبدأ في السياسة الإيرانية مفاده "ما حصل عليه الشاه لا تفرط به الجمهورية الإسلامية".
وفي الحالتين، كانت الهجرة الإيرانية المنظمة إلى العراق، وإلى دول الخليج قبل ذلك، تشكل عنصراً أساسياً في هذا المخطط، بحيث يتم إغراق هذه الدول بالإيرانيين الذين كان يتسلل بعضهم في جنح الظلام، ثم يتبوأ الإيرانيون الشيعة مناصب هامة فيها، ليسهل بعد ذلك قيامهم بالدفاع عن المصالح الإيرانية، وان يتحولوا إلى شوكة في حلق بلدأنهم. كما يسهل ذلك لإيران أن تدّعي ملكيتها لبعض المناطق بسبب الوجود الإيراني الكبير.
وكان يُراد للمهاجرين والمتسللين الإيرانيين الشيعة إلى الخليج أن يعتنوا بالأمور التالية:
1ـ إقامة صلات قوية مع حكام الخليج، والدخول معهم في شراكات ومشاريع، ليتم تحقيق مكاسب تجارية للشيعة، إضافة إلى المكاسب السياسية والمذهبية.
2ـ احتكار بعض الأعمال التجارية، والسيطرة على القطاعات الاقتصادية الهامة مثل تجارة الذهب والصيرفة والمواد الغذائية..
3ـ الإقبال على شراء العقارات والمنازل، وتكوين أحياء خاصة بهم.
4ـ الحرص على الانخراط في الأجهزة العسكرية والأمنية، ودوائر الدولة المهمة والحساسة مثل إدارات الجنسية والجوازات، والهيئات الإعلامية، ودوائر الأراضي..
5ـ بناء المساجد الشيعية والحسينيات، واتخاذها مراكز للتوجيه والتحرك، ولنشاطاتهم المشبوهة، والعمل على تأسيس الهيئات الثقافية والاجتماعية والرياضية.
6ـ الإقبال على التدرب على الأسلحة واقتنائها (**)
وبموازاة الدور الذي كان يقوم به المهاجرون الإيرانيون، والاستعدادات التي يقومون بها، كانت إيران من جانبها هي الأخرى، كدولة وحكومة تعمل للسيطرة على الخليج، وتوسيع نفوذها ليصل إلى بلدأنه من خلال:
1ـ توسيع الدائرة المتعلقة بدول الخليج في وزارة الخارجية، وضم موظفين لهم خبرة بمنطقة الخليج ومعرفة باللغة العربية.
2ـ إيجاد برامج عربية ترفيهية في الإذاعة الإيرانية موجهة إلى بلدان الخليج.
3ـ إعفاء مواطني دول الخليج من أية رسوم أو تأشيرة عند الدخول والإقامة في إيران.
4ـ إقامة إيران لمشاريع تنموية في الخليج، وإقامة مدارس تقوم بالتدريس باللغة الفارسية (**)
وقد حرص الإيرانيون الشيعة أن يؤدوا دورهم بشكل منظم، ولم تكد تمر سنوات على تدفق الهجرة الإيرانية، حتى بدأت هذه الهجرة تؤتي ثمارها، وتحقق الهدف المرجو، ومن ذلك:
1ـ استيلاء إيران على مناطق عديدة في الخليج، وخاصة الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى سنة 1971، وجزر أخرى في الخليج، وكذلك المطالبة الإيرانية الدائمة بدولة البحرين، مستغلة ازدياد أعداد الشيعة والإيرانيين في المنطقة. ويجدر هنا أن ننقل ما سجله المؤرخ اللبناني المعروف أمين الريحاني عند زيارته للمنطقة أوائل القرن الماضي، إذ يقول في كتابه الذي سجل فيه ملاحظاته وتفاصيل لقاءاته، وهو كتاب "ملوك العرب"، الصادر سنة 1924، وفيه يقول عن البحرين: "أما الجعفريون فهم مثل الهنود، يعدون من الأجانب لأنهم إيرانيون أو إيرانيو التبعية" ص 721.
ومع مرور السنين، أصبح هؤلاء الإيرانيون مواطنين، بحيث غدا الشيعة يشكلون نصف سكان البحرين الآن.
2ـ نشر التشيع وأفكار الرافضة، من خلال نشر الكتب والأشرطة والمجلات واستغلال كافة المنابر السياسية والإعلامية والثقافية، والتأثير على بعض أهل السنة بحكم القرب والجوار، فالمرجع الشيعي محمد الشيرازي مثلاً قام خلال وجوده في الكويت (1971ـ 1980) بطباعة 100 ألف نسخة من كتاب المراجعات الذي ألفه عبد الحسين شرف الدين، إلى غير ذلك من الكتب والنشرات من أجل نشر عقائد الشيعة وتثبيتها.
3ـ تسلط الشيعة على سكان البلاد الأصليين من السنة، وتهميشهم، وإيقاع الخلاف بينهم وبين حكام الخليج، ولعلّ ما يحدث في العراق اليوم من اعتداء الشيعة على السنة وممتلكاتهم وإقصائهم عن الحكم، واعتقال أئمتهم لمثال واضح، لكيفية استغلال الشيعة نفوذهم الذي تراكم عبر سنوات عديدة في محاربة أهل السنة وعقيدتهم.
وقد صرّح د. عبد السلام الكبيسي الناطق باسم هيئة علماء المسلمين في العراق (الدستور 3/9/2003) بأن الشيعة استولوا على 18 مسجداً للسنة في العراق منها 12 في بغداد، إضافة إلى الاستيلاء على المسجد السني الوحيد في النجف، وهو جامع الحمزة، والمسجد السني الوحيد في كربلاء وهو جامع الحسن بن علي، معتبراً أن إخلاء النجف وكربلاء من الوجود السني، ظاهرة خطيرة تشبه التطهير العراقي.
وفي قطر، ثارت في الآونة الأخيرة زوبعة حول قيام السلطات القطرية بسحب الجنسية من ستة آلاف مواطن معتبرة أنهم يحملون جنسية دولة خليجية أخرى، وكان للشيعة أصحاب النفوذ دور في تجريد المواطنين من جنسياتهم، أشار إليه سيف الهاجري، في رسالة مفتوحة إلى أمير دولة قطر، نشرتها مجلة الوطن العربي بتاريخ 25/3/2005، وجاء فيها: "... والذي يزيد القطري قهراً أن من يقوم بإسقاط الجنسية هم أنفسهم الذين أتوا إلى قطر بالأمس من البحرين، وكانوا مشهورين بحياكة الثياب والملابس الداخلية، ويصلون على أحجار كربلاء، وأصبحوا بقدرة قادر من يحاسبون أهل قطر الأصليين أين أنتم قبل العام 1920م بل أين أنت يا هذا عام 1970؟ ويسألهم عن التاريخ وجدّه لم يولد بعد في إيران؟
4ـ تحول الشيعة إلى شوكة في حلق بلدأنهم، ولاؤهم الأول والأخير لإيران، وقد أصبح الشيعة في الخليج في سنوات الثمانينات مثلاً الأداة التي تعاقب بها إيران هذه الدول نتيجة وقوفها مع العراق في حربه ضد إيران، فقد قام الشيعة في الكويت مثلاً ـ نيابة عن إيران ـ بتفجير العديد من المؤسسات والسفارات الأجنبية، ونشروا الرعب في ربوعها، وحاولوا اغتيال أميرها سنة 1985.
وفي البحرين ظلت إيران تثير شيعتها في سنوات الثمانينات وجزءاً من عقد التسعينات للانقلاب على الحكم، والتخريب في تلك الجزيرة.
وإذا ما عدنا إلى تصريح عبد العزيز الآنف الذكر، يتضح لنا كيف أن الشيعة وقادتهم يتحولون إلى حماة للمصالح الإيرانية أولاً، قبل مصالح بلدأنهم، بحيث أن مسئولاً عراقياً مثل الحكيم لا يمانع أن تغتصب إيران من أموال العراق 100 مليار دولار، كتعويض عن حرب الخليج الأولى!
5ـ رغم نجاح الشيعة في الحصول على جنسيات دول الخليج، وتمتعهم بحقوق المواطنة الاقتصادية والسياسية، ودخولهم في هيئات الدولة بشكل واسع، وان يصبح لهم تمثيل في الحكومات والمجالس النيابية والبلدية، وغيرها، إلاّ أنهم مازالوا يسعون لمزيد من هذه الجنسيات، وقد أثيرت في العراق مؤخراً فضيحة حول قيام أنصار إيران في الحكومة بتوزيع الكثير من جوازات السفر على الإيرانيين من أجل دعم المرشحين الشيعة في الانتخابات، وكي يستطيع هؤلاء الشيعة الذين أرسلتهم إيران للعراق، التواجد والعمل بكل حرية وأمان.
وفي خطوة رمزية، طالب مجلس محافظة النجف بمنح المرجع الشيعي الإيراني المقيم في العراق علي السيستاني الجنسية العراقية بسبب ما اعتبروه الخدمات الجليلة التي قدمها للعراق، وطالب مجلس المحافظة كذلك بمنح مراجع الشيعة الآخرين مثل بشير النجفي الباكستاني، وإسحاق الفياض الأفغاني، الجنسية العراقية كذلك.
وفيما سبق كان المرجع الشيعي محمد مهدي الشيرازي الذي تنقل بين العراق وإيران والكويت، يولي موضوع الجنسية الأهمية البالغة، فتحت ستار الوحدة الإسلامية، كان يطالب المسئولين العراقيين بفتح أبواب العراق لكل من يريد الدخول، دون جواز أو جنسية أو هوية أو رسوم أو قيود، واعتبار كل مسلم في البلد مواطنا، له ما لهم وعليه ما عليهم سواءً كان عربياً أو أعجمياً، أو من أقاصي الدنيا، وإعطائه حق ملكية الأرض والاتجار، والوصول إلى أعلى الوظائف في الدولة.
للاستزادة:
1ـ الخليج العربي في ماضيه وحاضره ـ د. خالد العزي
2ـ الخليج العربي: دراسة موجزة
3ـ ملوك العرب ـ أمين الريحاني ص 721
4ـ الشيرازي : المرجعية في مواجهة تحديات التطور ـ أحمد الكاتب
5ـ وجاء دور المجوس ـ الدكتور عبد الله الغريب ص 297
6ـ أصول مذهب الشيعة ـ د. ناصر القفاري ج3 ص 1446.



يتبع

ابو محمد الدعجاني
16-Aug-2009, 01:38 PM
عقبة أمام المد الشيعي!

العلماء والدعاة والمشايخ وطلبة العلم والمثقفين والسياسيين والحكام ودوائر الأمن وصنّاع القرار؛ كل هؤلاء مدعوون لقرءة هذا المقال لفهم ما يجري على الساحة في المنطقة.
بقلم/ عبد العزيز بن صالح المحمود
بعد سقوط بغداد بيد الأمريكان ظهر في بعض وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة مصطلح (الصفويين، والصفويون الجدد)، والملاحظ أن جُل إن لم يكن كل شرائح المجتمع الإسلامي المثقف وغيره يجهل معنى هذه التسمية، حتى تصوّر البعض أن الصفويين هي حزب، أو اسم لميليشيا في العراق، وأن إسماعيل الصفوي هو شخص كـعبد العزيز الحكيم و مقتدى الصدر .
لذا رأى راقم هذه السطور أن يساهم بمقال يوضح معنى هذه الكلمة ويعلق هو في الهامش رابطاً القديم بالواقع، مستعيناً بعشرات المصادر العربية والأجنبية والإيرانية والتركية، لتوضيح الحق، والله من وراء القصد.



د/ محمد بن إبراهيم السعيدي
بعد الثورة الإسلامية في إيران والتي جعلت من أولياتها نشر المذهب الشيعي في العالم الإسلامي واجه القائمون على تنفيذ هذه الأولية عقبة كأداء تمثلت في كون المذهب الشيعي لا يرى مشروعية الجهاد إلا مع الإمام المعصوم, ولم تكن هذه الفكرة محل تقية أو إخفاء لدى مراجع الشيعة كأمثال محمد باقر الصدر في كتابه "اقتصادنا" وهذا يعني للشعوب الإسلامية المتطلعة إلى التخلص من زمن الهزيمة أن عليها تأجيل التفكير في حلول عسكرية إلى أمد غير محدد، وكانت المراجع الشيعية على اقتدار تام لتأويل هذا القول أو إيجاد مخارج فقهية له لولا أن التاريخ الشيعي بات أمام جميع المطالعين فقيرا بالرموز الجهادية منذ تأسيسه في، مقابل الأكثرية السنية الممتلئ منذ نشأة الإسلام بعمالقة الجهاد ابتداء بالصحابة الكرام دون استثناء وأبطال الفتوحات الإسلامية من التابعين مروراً بـنور الدين زنكي و صلاح الدين و الظاهر بيبرس وانتهاء برموز المقاومة ضد الاستعمار الغربي في العصر الحديث، بل إن التاريخ الشيعي ملطخ بنماذج سيئة من أعداء الإسلام كـابن العلقمي و نصير الدين الطوسي و إسماعيل الصفوي .
هذه العقبة حتمت على حكماء الشيعة والمسئولين عن تحقيق المطامح الدعوية - وربما التوسعية - للمذهب الشيعي -وربما الدولة الشيعية- أن يقدموا للأمة الإسلامية في هذه الأوقات الحالكة نماذج وضاءة تجيب مباشرة عن أي تساؤل حول الجهاد في المذهب الشيعي دون الحاجة إلى تكلف فتوى بهذا الشأن أو الالتفات إلى التاريخ النضالي الفقير ومحاولة العبث به. فكان حزب الله اللبناني أنسب ما يكون للقيام بهذا الدور لاسيما وقد تكاملت فيه عدد من المواصفات لا توجد في فرع آخر من فروع هذا الحزب في العالم الإسلامي . فليس فرع الحزب في لبنان بحاجة إلى تأسيس أرضية جماهيرية كما هو الحال في الفروع الأخرى، كما أن العدو جاهز ولا يحتاج إلى صناعة بل هو عدو من الطراز المطلوب حيث يلتقي جميع المسلمين على عداوته كما يلتقون على قبلة واحدة الأمر الذي يجعل صيتهم ذائعا فيما إذا حققوا أمجادا على حساب هذا العدو، كما أن اضطلاع حزب الله بهذه المهمة كفيل بإنساء الذاكرة اللبنانية والعربية والفلسطينية جرائم منظمة أمل الشيعية والتي اقترفتها أثناء الحرب الأهلية بحق المخيمات الفلسطينية رغم أن هذه الجرائم لم تحض حتى الساعة بظهور إعلامي نظرا للظروف التي أحاطت بوقوعها أو لأمور أخر الله أعلم بها ونسجل هنا علامة استفهام هل هذا التجاهل حتى اليوم لكونها منظمة شيعية؟
إلى هنا ولا اعتراض على القصة إذ لا بأس أن يقال: إن من حق كل طائفة تعتقد صحة تعاليمها أن ترسخ قدمها وتدعوا إلى مذهبها وليكن من نتائج ذلك تعزيز نفوذها وإحكام سيطرتها لاسيما إذا صحب ذلك تصحيح بعض مفاهيمها والتكفير عن بعض ما يحسب التكفير عنه من أخطاء الماضي، لا بأس بكل ذلك, لكن القصة لم تنته . تقاطعت مصالح الشيعة مع مصالح أعداء الإسلام - ولاحظ أنني أقول تقاطعت ولم أقل حتى الآن توافقت وأقول تقاطعت ولم أقل حتى الآن تآمرت - فقوة حزب الله ونفوذه تعنيان استحالة قيام دولة حقيقية في حدود إسرائيل الشمالية حيث لا يمكن لدولة لبنان نزع أسلحة هذا حزب قوي يتبنى مقاومة المحتل كما أن هذا الحزب لا يمكنه الانصياع لدولة ما زال يخيفها هاجس الحرب الأهلية ولا بأس أن يعطي العدو حزب الله بعض المكاسب المعنوية التي تكفل لهم تحقيق المد الفكري وهي في حقيقتها لا تؤثر على دولة إسرائيل إذ أنها مطالبات بأسرى لن يخسر اليهود ولو أطلقوهم جميعا ومزارع لا تتجاوز مساحتها الأربع كيلو مترات تتجاوزها مطامح الصهاينة كثيرا، والخاسر الحقيقي جراء تلك المطالبات هم اللبنانيون جميعهم والسنة منهم على الخصوص أما الصهاينة فإن نجاح حزب الله في نشر طروحاته الدينية التي ليس في أصلها معاداة لليهود على حساب طروحات أخر يعد مكسبا لا بأس في أن يدفع ثمنا له مكاسب ضئيلة تعود اليهود على تقديم أكبر منها في سبيل الوصول إلى غايات أكثر بعدا . وكما أن المقاصد الدينية لدى صهاينة النصارى الأمريكي ين تقاطعت مع مقاصد الصهاينة اليهود رغم العداء العقدي والتاريخي بين الفريقين، فكذلك وبالحرف تقاطعت مقاصد الشيعة مع مقاصد اليهود الصهاينة.
أولاً: فـاليهود يقيمون دولة لملك من آل داود، والشيعة يقيمون دولة لمهدي يحكم بشرع داود، واليهود يتوعدون بقتل العرب قاطبة في معركة وادي مجيدون مع ملكهم, ومهدي الشيعة أعظم نكاية في العرب من ملك داود . وهذه الحقيقة المرة تخفى على الكثيرين حتى من الشيعة أنفسهم إذ يعتقدون أنهم ينتظرون مهديا يحكم بالإسلام ويعز الله به العرب معدن الرسالة وأصل الأئمة، إلا أن كتبهم ناطقة بغير ذل .
روى المجلسي في "بحار الأنوار" (52/ 318): [أن المنتظر يسير في العرب بما في الجفر الأحمر -كتاب مزعوم يظهر به القائم المزعوم- وهو قتلهم]. وروى أيضاً (62/ 349): [ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح]. وروى أيضاً: (52/ 333): [اتق العرب فإن لهم خبر سوء أما أنه لم يخرج مع القائم منهم واحد].
ولنقف عند هذه الرواية المروعة عند المجلسي في "بحار الأنوار" (52/353) عن جعفر الصادق : [لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه بما يقتل من الناس حتى يقول كثير من من الناس ليس هذا من آل محمد ولو كان من آل محمد لرحم].
والقارئ لروايات الشيعة في كتبهم المعتمدة حول جرائم مهديهم المزعوم في قتل العرب والمسلمين لا يبعد عنه ما ذكره سفر يوشع بن نون في تعداد مآثره في استئصال الكنعانيين والسيد محمد باقر الصدر في كتابه في : تاريخ ما بعد الظهور, يؤكد تواتر هذه الروايات وأن نكاية مهديهم ستكون في المسلمين, بل العجيب أنه بعد تصفيته للمسلمين لا يريق محجما من دم في سبيل نشر دينه الجديد هكذا.
ومما يقوله منكرا روايات العامة - أهل السنة - التي تقول إن المهدي لا يريق دما مطلقا: وبإزاء هذه الأحاديث المتواترة القطعية-يقصد أحاديثهم في القتل الذريع -، يوجد ما ينفي مباشرة الإمام المهدي (ع) للقتل، الأمر الذي سمعنا تكذيبه من الأخبار السابقة ثم يسوق الأحاديث الكاذبة في زعمه عند أهل السنة الصفحة 398 أما حكم الإمام بحكم آل داود فقد جاء في أعظم مصادر الشيعة وأوثقها عندهم وهو كتاب الكافي للكليني حيث عقد بابا في الأئمة إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم آل داود ولا يسألون البينة ثم روى عن جعفر الصادق : [إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود و سليمان ولا يسأل بينة] (**)
ولا يكذب السيد الصدر هذه الروايات فقد عقد لها فصلا بعنوان المبررات الكافية لاتخاذ المهدي أسلوب قضاء داود و سليمان الصفحة 572، ويسوق لتبرير ذلك كلاما تأويليا لا يفيده الفهم العربي لتلك النصوص .
إذا فإن اليهود و النصارى و الشيعة ينتظرون رجلا يقتل العرب ويقيم دين داود فهم إذا ينتظرون رجلا واحدا؟
وما يمنعنا أن نصدق ذلك ؟ فكما أننا صدقنا بتوافق اليهود و النصارى على هذه المصلحة رغم ظهور العداوة التاريخية بينهما وأنهار الدماء التي سالت بينهما فمالنا نتوقف عن تصديق توافق اليهود و الشيعة وكتابهم الكافي في أوثق أجزائه وأصحها عندهم وهو الأصول ناطق بذلك.
وهناك نقطة التقاء أعظم وأنكى وهي أننا نعلم عداوة اليهود ضمنا للكعبة المشرفة ولا أعرف عنهم نصا يدعو إلى هدمها أما الشيعة فإن هدم الكعبة المعظمة من أبرز أعمال قائمهم . روى المجلسي في بحار الأنوار: (52/338): [أن القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه والمسجد النبوي حتى يرده إلى أساسه].
وهو يهدم المسجد لأن القبلة ستتحول عنه إلى الكوفة روى الفيض الكاشاني في "الوافي" (1/215) عن الصادق : [يا أهل الكوفة لقد حباكم الله بما لم يحب أحدا من فضل، مصلاكم بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم ... ولا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه].
ألا يعني كل ذلك تقاطعا أو التقاء - قل ما شئت - في المقاصد الدينية لدى الفريقين. إن هذه المقاصد أبعد ما تكون عن مقاصد أهل السنة بل أبعد ما تكون عن مخيلتهم حتى إن من مخلصي أهل السنة وأهل الفكر فيهم من غضب من شك بعض الطلاب بحقيقة الحرب الدائرة بين حزب الله واليهود فألف مقالة سماها خدعة التحليل العقدي حاول فيها أن يرشد إلى أسلوب أمثل في تصور الأحداث وتصويرها ونحن معه في تبني ذلك الأسلوب الذي دعا إليه لكن لا في جميع الأحوال إذ نجد أنفسنا عاجزين عن تبنيه في هذه القضية .
ثانياً: وأمر آخر تتقاطع فيه مصالح الأعداء مع مصالح الشيعة وهو كذلك العقبة الثانية أمام المد الشيعي, هو السلفية, فالاتجاه السلفي يحضي بعداوة الفريقين الشديدة فمن جهة شيعية يرى الإمام الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية : أن بالإمكان التوافق مع نظام صدام حسين البعثي في العراق وليس هذا ممكنا مع النظام الوهابي في الرياض, كما أن كتابه "كشف الأسرار" طافح بالبغض الشديد لهذا الفكر وأهله.
وما فتئ علماء الشيعة في كتاباتهم ومناظراتهم يحاولون جاهدين عزل السلفية عن بقية الاتجاهات السنية ليوهموا الناس أن الخلاف الحقيقي ليس بين الشيعة و أهل السنة بل بين هذين الفريقين من جهة وبين السلفيين من جهة أخرى.
وسر ذلك أن السلفيين هم أشد أهل السنة قولا في البدع إذ لا تقتصر البدعة عندهم على الجوانب العملية وحسب بل تسبق ذلك إلى منهج التلقي والفهم لنصوص الكتاب والسنة واستنباط الأحكام والعقائد، مقتصرين في ذلك على طريقة الجيل الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان هذا الجيل الذي يكن له الشيعة بغضا شديدا وبقدر ما يكون البعد منه أو القرب يكون البعد عن التشيع بمفهومه المذهبي أو القرب منه وهذه الطريقة كفلت للسلفيين حصانة من البدع وأبقتهم أكثر المسلمين نقاء من أوضار الخرافة وبعدا عن سفاسف التأويلات فجعل مذهبهم ينتشر بروحه وبساطته ودون جهد يذكر من أهله في جميع أرجاء العالم الإسلامي بل ويؤثر إيجابا على أبناء الفرق السنية الأخرى.
حتى إن كثيرا ممن يظهرون مخالفة السلفية في منطلقاتها تأثروا بها شعروا أم لم يشعروا . فكان السلفيون في طرف والشيعة في الطرف المقابل، وبقي السلفيون علماء وعامة أبعد ما يكونون عن التأثر بمفاهيم الشيعة الذين اجتهدوا منذ الثورة الإيرانية في تصديرها للعالم الإسلامي في أغلفة محكمة بكل ما تحمله كلمة تصدير من معنى وكانت قدرة المجتمعات المسلمة في فك تلك الأغلفة وفضح ما تحتها بقدر ما فيها من قرب من الفكر السلفي .
الحاصل : أن الدولة الشيعية التي يعدونها للمهدي ويأملون وجودها حقيقة في عام 2050 لا بد لقيامها من الحد من نفوذ الفكر السلفيي وإبعاده عن الطريق فكريا وسياسيا بأي وسيلة كانت.
وها هي خطط الشيعة في تكوين فيدرالية شيعية بجنوب العراق بالتعاون مع المحتل الأمريكي تواجه وبقوة من المقاومة العراقية التي هي بمختلف أطيافها سنية سلفية كما يبدوا من تصريحات قادتها التي تذاع من حين لآخر .
وإذا كان السنة أخبث وأنجس عند الشيعة من اليهود فما بالك بالسلفيين منهم الذين هم أبعد السنة عن مقارفة ما عليه الشيعة، قال سيدهم نعمة الله الجزائري في "الأنوار النعمانية" (2/206) عن حكم أهل السنة : (أنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة وأنهم شر من اليهود و النصارى وأن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه) .
فإذا كنا عندهم شر من اليهود فما العجيب في أن تتقاطع مصالحهم مع اليهود ضدنا . ومن المفيد لنا هنا أن نتذكر أن المناظرين الشيعة إذا ووجهوا بمثل هذه النصوص من نعمة الله الجزائري أبو البراءة منها والقول بخطأ سيدهم واكتفوا بتأويلها تأويلات باطنية سمجة.
أما اليهود فلا نحتاج إلى إطالة في بيان عدائهم لـأهل السنة الذين يخيفونهم بما يرونه من مشروعية الجهاد في كل زمان ومكان إلا أن الطرق الصوفية الغالية والمحسوبة على أهل السنة شغلت نفسها بشعائرها البدعية الداعية إلى انصراف الإنسان إلى نفسه وانعزاله عن كل ما يحيط به في شعائر رهبانية ما أنزل الله بها من سلطان وكان الجهاد في سبيل الله أحد ما شغلت الطرق الصوفية نفسها عنه من شعائر الإسلام وكان لتمكن هذه الطرق في مختلف أنحاء العالم الإسلامي وعدم تفاعلها مع الأحداث أكبر الأثر في تمكين الدول الصليبية في مطلع العصر الحديث من الاستيلاء على معظم بلاد المسلمين التي لم تنهض لمقاومة المحتل إلا مع النهضة السلفية في مطلع العصر الحديث وأصبح لكل بقعة من بقاع المسلمين حظ من مقاومة المحتل بقدر حظه من التأثر بالفكر السلفي وبعده عن الانعزالية الصوفية .
بل قد وصل التأثير السلفي إلى الصوفية نفسها حيث شهد مطلع العصر الحديث تأسيس طرق صوفية حاولت الجمع بين تزكية النفس الصوفية والالتفات إلى العمل الإسلامي والذي هو من مقومات الفكر السلفي كما حدث في ليبيا وتأسيس الطريقة السنوسية . إذا فأعداء الإسلام لهم تجارب غير محمودة مع السلفية جعلت محاربة الفكر السلفي وتشويهه ودعم خصومه من أهم ما تعمل عليه من استراتيجيات في المنطقة .
ثالثاً: فإذا كان الشيعة يبشرون بقتلنا مع إمامهم المزعوم كما يبشر بذلك اليهود و النصارى مع ملك آل داود وإذا كانوا يروننا أخبث وأنجس من اليهود وإذا كانت مصالحهم تلتقي أو تتقاطع ضدنا مع اليهود و النصارى فهل ما يحدث بينهم من عداوة وسجال تمثيلية كما يقول البعض؟
إن للقائلين بأن ما يحدث هو تمثيلية مبررات لا يمكن أن نستهجنها أو نستهين بها لا سيما وأن العصر الحديث قد كشف لنا عددا من مسرحيات العدواة التي سالت فيها دماء حقيقية ثم تبين بعد عقود أنها كانت مسرحيات هادفة، وليس أقلها خطرا مسرحية ثورة اليهود الهاجانا على الانتداب البريطاني في فلسطين والتي خرجت على إثرها الدولة المنتدبة لتسلم البلد للثوار اليهود سنة 1948 وذلك بطريقة قانونية شكلا، دولة منتدبة سلمت البلد للثوار هكذا وبكل بساطة. كما ظهر جليا من خلال كتابات وليم كار ورجاء جارودي أن المذابح التي لحقت بـاليهود على يد الألمان كانت مسرحية كبيرة أريقت فيها دماء كثيرة لكنها مع هذه الدماء ظلت مسرحية هادفة. إذا فالقول بأنها تمثيلية ليس قولا سقيما كما يحلو للبعض أن يصوره لكنه مع توجهه ليس حتى هذه الساعة القول الذي أميل إليه.
ذلك أن التمثيليات الخطيرة من هذا النوع والتي تراق فيها الدماء ويعبث فيها بعقول الشعوب ومقدراتهم يكون فيها عادة من الإحكام والسرية ما يجعل فضحها أمرا يحتاج إلى عقود طويلة من الزمن ويظل القول بها نوعا من التخرص الذي يبعد بصاحبه عن الحلول الواقعية ويدخل به في حمأة جدال لا ينتهي ثم لا يصل معه إلى أكثر من كونها توقعات, هذا ما لا نريده. ونحن وإن قلنا في الشيعة و اليهود ما قلنا فلا شك أنهما أمتان متغايرتان متعاديتان لكل واحدة منهما مصالح وإن تقاطعت مع مصالح الأخرى أو ربما توافقت فترة من الزمن أو في جانب معين إلا أنها لا يمكن أن تتطابق كما لا يمكن أن تتطابق مصالح أي أمتين على هذه البسيطة.
فما يحدث هو عداوة حقيقية ولكن لا بأس للأعداء تمكين بعضهم لبعض وذلك في الأمور التي يخسر الفريقان إذا اتخذا فيها مواقف متغايرة، فالحرب الأخيرة مثلا كانت حربا حقيقية لكن الفريقين سارا فيها سيرة تحقق لكل منهما ما يريده من مكاسب.
أما اليهود فقد أوقعوا بالحزب من الخسائر المادية والبشرية ما يكفل لهم أمن جانبه ولمدة سنوات عديدة، ولم يجهزوا عليه لأن موته يعني وحدة الدولة اللبنانية وقوة السنة في هذه الدولة وهي قوة لا يريدونها في حدودهم الشمالية بعد أن ذاقوا الأمرين منها لدى السنة في فلسطين في الجنوب والوسط والعرب السنة داخل حدود الثمانية والأربعين الذين تذكر التقارير أنهم بالرغم من محاولات اليهود الجادة منذ إنشاء الكيان الصهيوني لاستيعابهم إلا أن التدين والروح الجهادية والعدائية لليهود تنموا بينهم مع إشراقة كل صباح . كما أن كيأنهم محاط بدول سنية فكان من مصلحتهم أن يوجدوا لأنفسهم منفذا شيعيا في الشمال يرون أنه وإن عاداهم إلا أن هذا العداء يمكن استيعابه على عكس العداء السني.
واستفاد حزب الله أن ظهر بمظهر المنتصر الصامد أمام العدو الصهيوني في وقت يبحث فيه المسلمون عن قيادات دينية تحقق نصرا، وهذا ما أكسب الشيعة قبولا بين السنة حتى المثقفون منهم بل وصل القبول للشيعة إلى حد إعجاب كثير من السلفيين بمنجزات الحزب ضد إسرائيل وهو أمر لم يكن الشيعة ليحلموا به لولا مثل هذا النصر .
وقد سارع الشيعة في استغلال هذا الموقف فكثفوا من الدعوة إلى التشيع في هذه الفترة الوجيزة وحققوا مكاسب فعلية ولا أعني بذلك استقطاب كثيرين إلى التشيع, بل تأسيس أرضية لقبول الاستماع بإنصات إلى دعاة الشيعة وهو مكسب لا يمكن أن يقال عنه إلا أنه إنجاز خطير لم يكن ليتم لولا هذه الحرب ولمعان حزب الله الجهادي، الذي استحق عند كثير من السنة لقب صلاح الدين العصر الحديث (ليته كذلك) وهو إنجاز جعل أحد رموز السنة وهو الشيخ يوسف القرضاوي والمعروف عنه التساهل في أحكامه ضد الشيعة، أقول : إن هذا الإنجاز جعله يصرخ محذرا من المد الشيعي في مصر واستغلال الشيعة حب المصريين لرسول الله وآله ليحولوهم إلى المذهب الشيعي . وجاءت تقارير من سوريا تحذر من تغلغل شيعي بين الأكثرية السنية السورية. هذه بعض التأملات في الواقع الشيعي الحاضر أسأل الله أن ينفع بها ويحق الحق بكلماته أنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


يتبع

ابو محمد الدعجاني
16-Aug-2009, 01:40 PM
نحو استراتيجية فعالة تجاه الخطر الفارسي الشيعي

عند الحديث عن خطر الفرس لا يعني التقليل من خطر الروم، ولكن للفت الانتباه له وبدء التصدي له، أما خطر الروم فتكفل بصده مجاهدو العراق وفلسطين.
وإن من مبشرات أن الفرس لن تقوم لهم قائمة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فارس نطحة أو نطحتان، ثم يفتحها الله، ولكن الروم ذات القرون كلما هلك قرن قام قرن آخر) (**).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده...)(**).
لقد شاء الله تعالى أن يكون الاقتتال الأخير في فجر الإسلام بين الفرس والروم، إضعافاً لوجود الطرفين على أطراف الجزيرة العربية، وهو ما مهد للمسلمين أن يقاتلوهما معاً على التوحيد، فلم يكد يمضي على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، حتى غزا المسلمون أرض فارس، لينتصر العرب تحت راية الإسلام.
وقد يعيد التاريخ نفسه فيكون في صراعهما الحالي نصراً لأهل السنة عليهما.
وليعلم الناس أن هناك مشروعين يتنافسان على قيادة الأمة نحو التغيير:
أحدهما: يقوم على الحق والسُّنة، والآخر: يقوم على الباطل والبدعة.
وأن المشروع الأول الذي أُسِّس على الحق من أول يوم، هناك إصرار على الإضرار به، والتغطية عليه لحساب (مشروع الضِّرار) الآخر المشيَّد على أنقاض أعراض الصحابة، حَمَلَة الدين، وواسطة الرسالة، وسادة أهل الجنة بعد الأنبياء.
ولكن الله حافظٌ دينه وكتابه وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم، وهذا من صميم اعتقادنا، ولن يمكنهم الله من الغلبة على أهل الإسلام ولن يعدوا قدرهم، ولن يضرّوا أهل الإسلام إلا أذى بإذن الله.
لأن دين الشيعة ؛ دين الشرك والقبور ودعاء غير الله، دين الخرافة والطقوس الوثنية والبكاء والسواد والجاهلية !
ولأن إيران تجد نفسها محاصرة من قبل دول سنية (باكستان والجمهوريات الإسلامية وتركيا بالإضافة للمجاهدين، في أفغانستان).
وحتى من داخل إيران عبر السنة الذين يشكلون ثلث عدد سكانها.
ولذا فيجب التوازن في تقدير الخطر الإيراني بين عدم التهوين منه وعدم التهويل والمبالغة وتصوره كما هو وعدم اليقين بنجاح مخططاتهم للسيطرة على المنطقة وكأنها قد تحققت.
وإن قاعدة الصد الرئيسة لخطر شيعة الفرس هي العراق ومقاومته على كافة المستويات وخاصة العسكري والسياسي:
فعلى المستوى العسكري فهناك مقاومة سنية أذلت وهزمت أقوى دولة، فيمكن لها التصدي للخطر الشيعي الفارسي رغم أنها تواجه بحرب مزدوجة من قوات الاحتلال وقوات الميليشيات على السواء وصمت عربي عن مساندتها.
لكن أكبر عائق لها هو تفرقها وعدم توحدها، ويجب على الأمة نصرتها وأعظم نصرة لها العمل على جمع كلمتها لتدرأ الخطرين الرومي والفارسي.
ولئن تخاذلت الدول العربية عن نصرة المقاومة العراقية فلا أقل من أن تنصر أهل السنة مالياً وسياسياً ليكون لهم قوة تحفظ لهم بعض حقهم.
وإنه لما يؤسف له أن تستقبل الدول الخليجية والعربية الشيعة العراقيين وتحتفي بهم وترفض استقبال قادة السنة
إن المجاهدين من السنة في العراق هم خط الدفاع الأول عن حكومات الخليج وشعوبها السنية فهل نعي ذلك؟
هذا على المستوى القريب أما على المستوى البعيد فيجب وضع مشروع استراتيجي لإعادة الشيعة إلى الصراط المستقيم عبر مشروع دعوي كبير يشمل العرب والفرس.
لقد كانت غالبية الفرس على المذهب السني حتى تسلطت عليهم الدولة الصفوية عام (907) هجرية وسميت بذلك نسبة إلى صفي الدين الأردبيلي المتوفى سنة 650هـ، وقد كان هذا الرجل من شيوخ الصوفية التقليديين وكان شافعي المذهب، إلا أنه تحول للمذهب الشيعي، وأصبح داعية له، حتى كثُر أتباعه، وتحولت الصفوية من دعوة إلى دولة، وتوسعت من العراق إلى أفغانستان.
فشيعتهم بالحديد والنار وقد قام مؤسسها الشاه إسماعيل بن حيدر الصفوي بقتل ما يقرب من مليون نفس مسلمة لا لشيء إلا أنهم لا يعتنقون مذهب الرفض.
ولما قدم بغداد أعلن سبه للخلفاء الراشدين وقتل من لم يسلك ديانة الرفض، ونبش قبور كثير من أموات أهل السنة كما فعل بقبر الإمام أبي حنيفة رحمه الله. (وميليشيا شيعة العراق الآن تنبش قبور الصحابة ومنهم أنس رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقد انتهت الدولة الصفوية عام 1149 هـ
ففارس الوثنية قد تمكنت بالحديد والنار والمجازر من تحويل فارس السنية إلى فارس الشيعية الإثني عشرية، وقد ظل الصفويون على عهد الشقاق والمحاربة لجيرانهم من المسلمين السنة، حتى سقطت دولتهم على يد الأفغان بقيادة (محمود خان ) الذي غزا أرض فارس.
إن جهود أهل السنة لدعوة الشيعة لازالت محدودة وفردية، وما أحوجنا لجهود مؤسساتية وحكومية لمعالجة هذا الخطر في جسد الأمة.
وإن مما يؤكد أهمية دعوتهم وحصول ثمرتها ما نشرته مجلة (المنبر) الشيعية المتطرفة، العدد 14 بعنوان: (استنكار واحتجاجات من الشيعة الذين أصبحوا غرباء في وطنهم) جاء فيه ما نصه: ' وذكرت الأوساط أن هذه السياسة التي تنتهجها السلطات الإيرانية هي التي أدت إلى تحول جمع من أبناء إيران إلى المذهب السني، بعدما أوقفت السلطات جهوداً كان تهدف إلى الحفاظ على هوية التشيع المبنية على كشف حقائق مظلومية أهل البيت عليهم السلام باستمرار، حتى أن مدينة (إيران شهر) الواقعة في محافظة سيستان جنوبي شرقي إيران كانت نسبة الشيعة فيها قبل الثورة (80%) أما الآن فقد قلت النسبة لتصبح (30%) لتكون الأغلبية سنية بواقع (68%) من مجموع السكان حالياً. وهذه إحدى نتائج هذه السياسة المصلحية ' (**).
وقبل أسابيع أعلنت الصحافة الإيرانية أن سلطات الأمن في مدينة المحمرة الأحوازية ألقت القبض على شخص من أهالي المدينة يدعى" س- آ " بعد مداهمة منزله وقامت بمصادرة مائة وستون كتاباً تحتوي على أفكار سنية سلفية على حد تعبير المصادر الصحفية الإيرانية التي أضافت أن إدارة الجمارك في ميناء المحمرة سبق لها في أواخر الشهر الماضي مصادرة ثلاثمائة كتاب وكتيب سني وجدت مخبأة في داخل "لنج" قادمة من الكويت. مؤكدة أن ظاهرة الانتقال إلى المذهب السني في الأهواز آخذة في الاتساع.
وفي حملة إعلامية مضادة لظاهرة ما بات يعرف بالتسنن في الأهواز فقد قامت وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية بالتعاون مع الحوزة العلمية وجهات مسئولة أخرى بتنظيم سلسلة من الندوات في بعض المدن الأحوازية تحت عنوان ما يسمى "مكافحة الأفكار المعادية لأهل البيت".
لقد تزايد أعداد أهل السنة في الأهواز حتى أن مدينة كـ'الخفاجية' التي يبلغ عدد سكانها قرابة مائتين وخمسين ألف نسمة، والتي إلى ما قبل عشرة أعوام لم يكن يلاحظ فيها وجود سني واحد، أصبح الوجود السني فيها اليوم ظاهرة بارزة، وقد حوّل أهل السنة منزلين في المدينة إلى مساجد؛ وذلك بسبب رفض السلطات الإيرانية السماح ببناء مساجد لهم.
والإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن عدد أهل السنة في الأهواز تجاوز نسبة (15%).
ما هي الدوافع التي تقف وراء هذا التوجه نحو المذهب السني من قبل الأحوازيين وبالأخص فئات الواعيين منهم؟
الجواب يأتي من هؤلاء، وبكل بساطة: أن الأفكار الخرافية التي حشت فيها الماكينة الإعلامية الصفوية رءوس الناس البسطاء من موالي ومحبي أهل البيت لم تعد مقبولة نهائياً في وسط هذه الفئة. وأن سكوت الحوزة العلمية على الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له الشعب العربي الأحوازي على يد السلطات الحاكمة باسمها هو من جعل هؤلاء الأحوازيين ينبذون الفكر الصفوي المشبع بالروح القومية الفارسية العنصرية، والذي تتبناه الحوزة العلمية وتنشره تحت غطاء التشيع للأهل البيت والمذهب الجعفري.
ولقد أحدثت المناظرات التي جرت على قناة المستقلة بين علماء من السنة والشيعة زلازل بين الشيعة ، فهدى الله منهم من شاء هدايته حتى حرّم مراجعهم متابعة تلك الحوارات ! ! (مع أن محاوريهم من أهل السنة هم من طلبة العلم وليسوا من العلماء !)
وكان من أثرها أن أرسلت إيران كتباً ومحاضرات لتوزع في التجمعات الشيعية في البحرين والقطيف وغيرها رداً على تلك المناظرات وتخفيفاً من أثرها.
فكيف لو كانت هناك قناة خاصة لدعوة الشيعة بالعربية والفارسية؟
ولا يزال يوجد من يتوب ويتسنن منهم بكثرة رغم ضعف الجهود في دعوتهم.
وكان من آخرهم أبو فارس وهو مشرف في ثلاث غرف شيعية في البالتوك وقد ناظر عدة مشايخ من أهل السنة مثل الشيخ الدمشقية والشيخ عثمان الخميس .
إن الشيعة ليسوا سواء، بل هم أحزاب وطوائف وفرق قد بلغت قريبًا من السبعين،... وبينهم من العداوات والضغائن والحروب ما لا يعلمه إلا الله وحده...
ويكفي شاهداً على ذلك حرب أمل وحزب الله الضارية في لبنان للسيطرة على الضاحية الجنوبية من بيروت والتي راح ضحيتها قتلى ومصابين ومشردين!! وامتد القتال لأكثر من سنتين (من 88 إلى 90) فيما سمي بعد ذلك بـ حرب الإخوة.
لكن الموالين لإيران الآن هم الأعلى صوتاً، والأكثر أثراً، لأنهم يدعمون..
قال ابن تيمية -رحمه الله-: "...والإمامية الإثنا عشرية.. مع فرط جهلهم وضلالهم فيهم خلق مسلمون باطناً وظاهراً ليسوا زنادقة منافقين لكنهم جهلوا وضلوا واتبعوا أهواءهم، وأما أولئك (أي: الإسماعيلية ) فأئمتهم الكبار العارفون بحقيقة دعوتهم الباطنية زنادقة منافقون وأما عوامهم الذين لم يعرفوا باطن أمرهم فقد يكونون مسلمين). (**)
وقال ابن تيمية -وهو أحد ألد أعداء الرافضة - أيضاً في مجموع الفتاوى (28/500): " وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه أيضاً للعلماء قولان مشهوران، وهما روايتان عن أحمد ، والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية والروافض ونحوهم، والصحيح أن هذه الأقوال التي يقولونها والتي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر، وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضاً،.. ولكن تكفير الواحد المعين منهم والحكم بتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه، فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له".
وهذا يوضح أن شيخ الإسلام بعد أن ذكر خلاف العلماء رجح أن أقوالهم كفرية بينما لا يكفر المعين منهم إلا بعد إقامة الحجة، وهذا من إنصاف شيخ الإسلام وضبطه لمواطن الخلاف ومواطن الإجماع.
فيمكن الاستفادة من غير المتطرفين منهم وتحييد شيعة العرب عن الفرس، فشيعة العرب أخف عداءً للسنة من الفرس، وشيعة العراق في بعضهم النخوة العربية كشيعة القبائل والطائفة الشيخية، ومن أكثرهم اعتدالاً الخالصي وتياره الذي لم يشارك في الفتنة، والبغدادي والمؤيد وحزب الولاء الإسلامي الجناح السياسي لرجل الدين محمود عبد الرضا الحسني ، المناهض لإيران ولأميركا وأتباعهم.
ولقد اتهم المرجع الشيعي آية الله حسين المؤيد ، إيران، بأنها "أكثر خطراً على الدول العربية من أمريكا وإسرائيل"، وأضاف أن لديها "مشروعاً قومياً"، يهدف إلى السيطرة على المنطقة، حسب رأيه.
وشن آية الله المؤيد ، الذي قرأ في مدارس قم الإيرانية وعاش فيها قرابة العقدين من الزمن، هجوماً عنيفاً على النظام الإيراني، واصفاً إياه بأنه نظام "يسعى لتحقيق مطامع قومية على حساب شعوب المنطقة، وتحت يافطة الدين والمذهب".
ونفى أن يكون لإيران أي "مشروع شيعي أو إسلامي"، وأن مشروعها "قومي ينطلق من سيكولوجية تحتقر العرب وتكرههم.. وأن خطر التمدد الإيراني على العراق والمنطقة العربية أكبر من الخطر الأمريكي والإسرائيلي"، على حد اتهامه.
وكشف المؤيد عن وجود خلايا نائمة في الوطن العربي، قال: "هم من العرب وتم تجنيدهم من قبل النظام الإيراني، وكشفنا بعضها، كما أن هناك مقاراً إيرانية في العراق يتم فيها تخزين السلاح وتهريبه إلى تلك الخلايا النائمة في الوطن العربي"، حسب وصفه.
ويعد آية الله الشيخ حسين المؤيد ، من رجال الدين الشيعة البارزين، والسياسيين الذين لديهم موقف علني في تأييد المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأمريكي، والرافضين بشدة لأي تدخل إيراني في العراق.
ولقد انشقت عن تنظيم مقتدى الصدر الذي سلم تنظيمه للإيرانيين أربع مجموعات في مدينة الصدر لوحدها، أما تلميذ أبيه البار محمود عبد الرضا الحسني فانشق هو الآخر وأسس تنظيم «الولاء الإسلامي» وهو تنظيم مسلح يسيطر على كربلاء، وهناك تنظيم آخر باسم «الفضيلة» يسيطر على البصرة. وكلا التنظيمين يزعمان تمثيل الشيعة العرب في العراق بمقابل تنظيمات مثل المجلس الأعلى وحزب الدعوة الموالية لإيران.
والشيعة في لبنان بصفة عامة هم من أعدل مجتمعات الشيعة ، بحكم أن المجتمع اللبناني نفسه شعب معتدل، طوائف وأديان ألفت التعايش عبر السنين، والذي يتأمل في مؤلفات بعض مشايخهم مثل محمد حسين فضل الله يجد أن صفات الاعتدال هي السائدة إذا قيسوا ببعض المجتمعات الشيعية الأخرى المتطرفة (مع مراعاة أن حزب الله اللبناني تسليحه ودعمه وميزانيته ورعايته السياسية وتدريب كوادره من إيران، ويستحيل أن تكون هذه بدون ثمن، ويستحيل أن تكون هذه بدون أثر) وقد حاول محمد حسين فضل الله أن ينتقد تاريخ الشيعة وأثبت أن الشيعة هم قتلة الحسين وهم من خذلوه فشنت عليه مرجعية إيران حملة ظالمة وأعلنت كفره فلم يحتمل الرجل الحملة الشعواء ضده فاعتذر عن اجتهاداته.
ومن علمائهم الذين نقدوا كثيراً من ضلالاتهم موسى الموسوي في عدة كتب منها كتابه الشيعة والتصحيح، وحسين الموسوي في كتاب (لله... ثم للتاريخ)!!.

وكذلك أحمد الكاتب في كتابه (تطور الفكر الشيعي) ومن قبلهم الإمام السيد أبي الحسن الأصفهاني أكبر أئمة الشيعة من بعد عصر الغيبة الكبرى وإلى اليوم، وسيد علماء الشيعة بلا منازع، وعندما أراد تصحيح منهج الشيعة ونبذ الخرافات التي دخلت عليه، فلم يرق لهم ذلك، فذبحوا نجله كما يذبح الكبش ليصدوا هذا الإمام عن منهجه في تصحيح الانحراف الشيعي، كما قتلوا قبله السيد أحمد الكسروي عندما أعلن براءته من هذا الانحراف، وأراد أن يصحح المنهج الشيعي فقطعوه إرباً إرباً.
ومن الخطأ تحميل عامة الشيعة وزر ما يرتكبه رءوسهم وقيادات أحزابهم وأعضاء ميليشياتهم من جرائم قتل و عمالة لصالح الصليبيين.
ولذا فمن العدل معهم عدم قتلهم لمجرد تشيعهم عبر تفجيرات جماحسين الموسويية بل الحرص على محاربة المجرمين منهم فقط.
ولهذا فإن الحاجة ماسة إلى شيء من التأليف وتقريب الآراء بين العرب السنة والعرب الشيعة في العراق ولبنان، لا على خلفية عنصرية ضد الفرس؛ فذلك ليس من الإسلام، بل على خلفية المصلحة العامة التي يحتاج إليها الطرفان في مواجهة التوغل الإيراني القادم.
وشيعة العراق ولبنان من غير الفرس، أقل خبثاً وأدنى قرباً من السنة هناك، بفعل عوامل التعايش والتجاور والمصاهرة، وبخاصة العامة منهم؛ حيث يعتقد أنه يسهل كسبهم أو تحييدهم إذا افتضح استغلال الإيرانيين لهم.
ومن الممكن أن يجد شيعة العراق العرب أنفسهم في خيار يدفعهم إلى التقرب من جديد إلى أهل السنة ؛ وذلك عندما يكتشفون حقيقة الطمع الإيراني والجشع الأمريكي، وهنا... فعلى سنة العراق -وبخاصة العلماء والدعاة- أن يحسنوا استثمار هذه الفرصة إذا سنحت، من خلال إعلان المبادرات المشتركة لحقن الدماء وإيقاف الشحناء، والانتقال -أو بالأحرى- الرجوع إلى صيغة التعايش التاريخية المعروفة عن شعب العراق حتى يهدي الله من يشاء إلى صراط مستقيم.
لست هنا أقصد أن أضع هذه الاستراتيجية وإنما القصد الدعوة لوضعها من المختصين، وأن نركز على العمل الشعبي ونفعل دور المؤسسات العلمية والجماعات والجمعيات الإسلامية، لأن الحكومات "السنيّة" يبدو أنها للأسف في حالة يرثى لها من الارتباك، نسأل الله أن يردها إلى الدين الحق والتمسك به.


يتبع

ابو محمد الدعجاني
16-Aug-2009, 01:42 PM
مستقبل أهل (السنة) في إيران


أجمع عدد من المفكرين والباحثين المتخصصين في الشأن الإيراني أن المستقبل الاستراتيجي لأهل السنة في إيران يشوبه الكثير من المخاطر، خاصة وأن الدستور الإيراني ذاته يفرق بين السنة والشيعة ، مؤكدين أن السنة في إيران هم الأكثر فقراً والأقل تعليماً والأبعد سكناً عن العاصمة طهران. فبينما يوجد معبد للزرادشتية في طهران يمنع أهل السنة في إيران من إقامة مسجد لهم في العاصمة ! !. مطالبين الحكومة برفع جميع أشكال التمييز المذهبي والقومي التي تمارس ضد أهل السنة هناك.
فعلى الرغم من أن (السنة) هناك في إيران، ليست أقلية دينية تعيش في مجتمع مغاير لها في عقيدتها، كالأقليات المسلمة التي تعيش في المجتمعات الأوروبية، ولكنها أقلية مذهبية، تعتنق مذهباً إسلامياً مخالفاً للمذهب الفقهي (الإثنى عشري) الذي تتبناه الدولة. وبالرغم من كونهم يمثلون أكبر أقلية مذهبية في البلاد، إلا إن مستوى تمثيلهم في البرلمان والتشكيل الوزاري لا يتناسب مع نسبتهم العددية.
في محاولة للوصول إلى الحقيقة، ووضع النقاط على الحروف، استطلع موقع (المسلم) آراء عدد من الخبراء والمفكرين والمحللين السياسيين، على رأسهم الكاتب الصحفي والمفكر الإسلامي فهمي هويدي ، والباحث الإسلامي محمد صادق المهتم بشئون أهل السنة في إيران، والكاتب الصحفي أحمد السيوفي المتخصص في الشئون الإيرانية، والباحث أحمد منيسي مدير تحرير مجلة (مختارات إيرانية) الصادرة عن مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام، والمحلل السياسي فتحي هاشم باحث وأكاديمي مصري متخصص في الشئون الإيرانية. فكان هذا الملف.
معلومات أساسية:
في البداية قد يكون من المفيد أن نوضح أن إيران تحتل موقعاً مهماً في الخريطة السياسية والإستراتيجية إقليمياً وعالمياً، فهو بلد متسع مترامي الأطراف وغني بموارده، يقع في قلب القارة الآسيوية. يحدها من الشمال دول الاتحاد السوفيتي (سابقاً)، ومن الشرق أفغانستان وباكستان، ومن الغرب العراق وتركيا، ومن الجنوب خليج عمان والخليج العربي.
وتبلغ مساحة إيران 1,648 مليون كم، منها 1.636 مليون كم يابسة، و12000 كم مياه. ويبلغ طول حدودها البرية 5440 كم. كما يبلغ طول شريطها الساحلي قرابة 2440كم على طول الخليج العربي وخليج عمان، وقرابة 740 كم بحر الخزر. وقد بلغ عدد سكان إيران 70.3 مليون نسمة في تموز 2000، ويتوزع السكان بين عدة جماعات عرقية أهما (وفقاً لبيان رسمي صادر عن وكالة الأنباء الإيرانية): الفارسي 51%، والأذري 24%، والجيلكي والمازندراني 8% العربي 3%، والكردي 7%، واللور2%، والبلوش 2%، والترك2%، وعناصر أخرى1%، كما تتنوع الأديان والمذاهب وتتوزع بين: الشيعة 55%، السنة 35%، والطوائف اليهودية والنصرانية والبهائية والزرادشتية10%.
والمسلمون السنة حسب الإحصاءات الرسمية، تتراوح أعدادهم بين 14 إلى 19 مليون مسلم يشكلون نسبة تتراوح بين 20 - 28% من الشعب الإيراني، بينما تقول إحصائيات أهل السنة هناك: إن نسبتهم تصل إلى 35% مما يرفع تعدادهم إلى ما يزيد على (25) مليوناً. وهم مقسمون إلى 3 عرقيات رئيسية هي الأكراد والبلوش والتركمان، وقليل من العرب في إقليم عربستان (الأحواز) المحتل، ويسكنون بالقرب من خطوط الحدود التي تفصل إيران عن الدول المجاورة ذات الأغلبية السنية مثل باكستان وأفغانستان، والعراق وتركمنستان، أما المسلمون السنة من العرق الفارسي فوجودهم نادر. وقد كانت إيران دولة سنية حتى القرن العاشر الهجري.
ونظراً لأن أهل السنة في إيران من الشعوب غير فارسية، فقد عاشوا في ظل النظام الملكي السابق أوضاعاً سيئة، فكانوا مواطنين من الدرجة الثانية، أولاً بسبب بعدهم عن المدن الكبرى والعاصمة، ثم بسبب اعتقادهم المخالف للفرس الشيعة .
النظام ينكر اضطهاد السنة:
ويوضح المفكر الإسلامي فهمي هويدي أن المشاكل التي يتعرض لها أهل السنة في إيران مرجعها ليس المذهبية وحدها وإن كانت أكبر العوامل، فجزء منها يعود لأسباب عرقية في دولة متعددة العرقيات مثل إيران، أو لأسباب جغرافية: فمعظم أهل السنة يقيمون على أطراف الدول التي تصل بينهما وبين دول سنية هي على خلاف مع إيران مثل العراق أو أفغانستان أو باكستان.
ويضيف هويدي أن هذه الأسباب وغيرها كانت مبرراً لإثارة الشك تجاههم، فهم في نظر النظام الإيراني ليسوا مجرد فصيل يختلف مذهبياً معه، ولكنهم عرق مشكوك في انتمائه إلى جسد الدولة الإيرانية، وكثيراً ما يتهمون بالقيام بعمليات التهريب أو الاتصال بالجهات المعادية، وهي مبررات كافية للنظام الإيراني للتنكيل بهم، من وجهة نظرهم.
ويشير هويدي إلى أن النظام الإيراني كان ينكر دوماً أنه يقوم باضطهاد أهل السنة في إيران أو يعذبهم، إلا أنه اضطر أخيراً تحت ضغط الصحافة ووسائل الإعلام، إلى الاعتراف بأن عدداً من رجال النظام قاموا بأعمال عنف ضد المسلمين السنة وغيرهم من المعارضين، غير أن السلطات زعمت أن ذلك لم يحدث بأوامر من القيادة أو من الولي الفقيه.
صور من التحديات:
ويتفق الباحث الإسلامي محمد صادق مع المفكر فهمي هويدي فيما ذهب إليه، ويضيف قائلاً: إن هذا الاعتراف كشف العديد من الحقائق، حول مظاهر التحديات التي يعاني منها أهل السنة في إيران، ومنها:
1- تقييد حرية بناء مساجد الخاصة بهم: حيث لا يوجد مسجد سني واحد في المدن الكبرى التي يمثل الشيعة فيها الأغلبية، مثل أصفهان وشيراز ويزد، وكذلك في العاصمة طهران التي يوجد فيها أكثر من مليون سني، وتبرر الحكومة رفضها بأن المساجد الشيعية مفتوحة أمام أهل السنة ليصلوا فيها، وأنه لا داع لبناء مساجد خاصة بهم ضماناً للوحدة!
2- هدم المساجد والمدارس: حيث تعتبر الحكومة الإيرانية مساجد السنة إما أنها مساجد ضرار(بنيت لغير أهداف العبادة الخاصة)، أو أنها بنيت بغير إذن من الحكومة، أو أن أئمة تلك المساجد لهم ولاءات مع جهات معادية.
3- الاعتقالات والاغتيالات: حيث تقول العديد من الروايات والتقارير إن المسلمين السنة تعرضوا للعديد من مظاهر الاضطهاد. فمنذ الأيام الأولى للثورة الإسلامية في إيران، حيث انقلب الخميني على من ساعده من علماء السنة في الثورة وهو الشيخ أحمد مفتي زاده ، فكان مصيره الاعتقال الذي استمر طيلة عقدين من الزمان.
4- التحدي السياسي: ويأخذ هذا التحدي العديد من الأبعاد من بينهما:
أ- البعد التمثيلي: والذي تمثل في عدم منح أهل السنة تمثيلاً في البرلمان يتناسب مع حجمهم الحقيقي، إذ لا يمثلهم في البرلمان سوى 12 نائباً فقط، من 14 إلى 19 مليون نسمة، في حين يمثل الشيعة في البرلمان نائب عن 200 ألف نسمة تقريباً، كما يتهم السنة في إيران الحكومة بإنجاح العناصر السنية الموالية لها وليست المعبرة عن مطالبهم.
ب- التناقض بين النصوص الدستورية والواقع المعاش فعليا، والممارسات التي تقوم بها السلطات الحكومية ضد أهل السنة ، فقد نص الدستور على العديد من الحقوق والحريات لمختلف الأقليات، ومن ذلك:
1- الاحترام وحرية أداء المراسم والشعائر الخاصة، حيث نصت المادة (12) على أن الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الإثني عشري، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير، وأما المذاهب الإسلامية الأخرى والتي تضم المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي والزيدي فإنها تتمتع باحترام كامل(حسب ما ينص عليه الدستور)، وأتباع هذه المذاهب أحرار في أداء مراسمهم المذهبية حسب فقههم (بينما في التطبيق العملي فتجد العكس تماماً)، ولهذه المذاهب الاعتبار الرسمي في مسائل التعليم والتربية الدينية والأحوال الشخصية، وما يتعلق بها من دعاوى من المحاكم، وفي كل منطقة يتمتع أتباع أحد هذه المذاهب بالأكثرية، فإن الأحكام المحلية لتلك المنطقة- في حدود صلاحيات مجالس الشورى المحلية- تكون وفق ذلك المذهب، هذا مع الحفاظ على حقوق أتباع المذاهب الأخرى.
2- حرية استخدام اللغات الخاصة: حيث نصت المادة (15) على أن (لغة الكتابة الرسمية والمشتركة؛ هي الفارسية لشعب إيران، فيجب أن تكون الوثائق والمراسلات والنصوص الرسمية والكتب الدراسية بهذه اللغة والكتابة، ولكن يجوز استعمال اللغات المحلية والقومية الأخرى في مجال الصحافة ووسائل الإعلام العامة، وتدريس آدابها في المدارس إلى جانب اللغة الفارسية)، كما نصت المادة (16) على أن (بما أن لغة القرآن والعلوم والمعارف الإسلامية العربية، وأن الأدب الفارسي ممتزج معها بشكل كامل، لذا يجب تدريس هذه اللغة بعد المرحلة الابتدائية حتى نهاية المرحلة الثانوية في جميع الصفوف والاختصاصات الدراسية).
3- حرية تشكيل التنظيمات والهيئات المختلفة: حيث المادة (26) على أن (الأحزاب والجمعيات، والهيئات السياسية، والاتحادات المهنية، والهيئات الإسلامية، والأقليات الدينية المعترف بها، تتمتع بالحرية بشرط ألا تناقض أسس الاستقلال، والحرية، والوحدة الوطنية، والقيم الإسلامية، كما أنه لا يمكن منع شخص من الاشتراك فيها، أو إجباره على الاشتراك في أحدها).
4-التحدي الديني: نظراً لأن أهل السنة يعتبرون أنفسهم مخالفين في بعض المسائل الفقهية للشيعة الإيرانيين الذين يغلب عليهم المذهب الإثنى عشري. كما أن الإيرانيين من السنة والشيعة يحملون فوق كاهلهم ميراثاً من الخلافات والعداء التاريخي والمذهبي، ويزيد حالة المذهبية أن النظام الإيراني لم يفعل إلا ما يؤدي إلى تدعيمها، فأحد المزارات الرئيسية في إيران هو قبر أبي لؤلؤة المجوسي ، ورغم أنه من عبدة النار إلا أنهم يحتفون به لمجرد أنه قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما أن من عقائدهم سب الصحابة وتجريح كبرائهم، وشتم عرض الرسول صلى الله عليه وسلم.
5- الإهمال والتجاهل: فمناطق أهل السنة هي أقل المناطق بإيران استفادة من الخدمات التي تقدمها الدولة، ومساجدهم القليلة تتعرض للرقابة الصارمة، وملاحقات مستمرة، ولا يسمح لهم بإقامة مدارس، وفي الوقت الذي يوجد معبد للزرادشتية في قلب طهران، فضلاً عن أنه يوجد في العاصمة طهران (151) معبداً لكل الديانات، فإن المسلمين السنة ممنوعون من إقامة مسجد يؤدون فيه شعائرهم رغم أنه مطلب يلحون عليه منذ سنوات.
البيان الأول والمطالب العشرة:
وللحق فإنه رغم هذه التحديات التي يعاني منها أهل السنة في إيران، فإن السنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق محمد خاتمي ، شهدت بعض التغييرات في أوضاع أهل السنة ، حيث يمثل المسلمين السنة في البرلمان 14 نائباً، كما شكل الرئيس خاتمي لجنة لمتابعة شئونهم مشكلة من رئيس (شيعي) وهو ابن شقيقة الرئيس خاتمي ، والذي كان مديراً للمخابرات قبل ذلك في أحد الأقاليم ذات الأغلبية السنية، واثنين من المسلمين السنة، وهؤلاء النواب يطالبون بتحسين أحوال أهل السنة وهذا المؤشر يتبنى تغيير أوضاع أهل السنة في إيران للأحسن.
وقد أصدرت جماعة (الدعوة والإصلاح) السنية في إيران بيانها السياسي الأول، في 30 آذار 2005م، طالبت فيه الحكومة الإيرانية بتطبيق العدالة، ورفع جميع أشكال التمييز المذهبي والقومي، التي تمارس ضد أهل السنة . وحمل البيان، الذي جاء عشية بدء الحملة الانتخابية لمرشحي الدورة التاسعة لرئاسة الجمهورية، التي فاز بها أحمدي نجاد ، عشر نقاط طالبت فيها بتطبيق البنود المعطلة من الدستور الإيراني، ورفع جميع الممارسات والسياسات التمييزية.
وأضافت الجماعة أنه وعلى الرغم من دخول البلاد في مرحلة الإعمار والتنمية فمازال الوضع على ما هو عليه، وها هي النخب من أهل السنة تعيش إما في السجون أو المنافي، فيما بعضهم الآخر يموت بطرق وحوادث مشكوك فيها !، وأن الغرض من هذه السياسة إنما هو تحجيم دور أهل السنة ودفعهم إلى الانزواء.
وشددت الجماعة على ضرورة أن تراعى جميع الحقوق الإنسانية والدينية والقومية لأهل السنة وفق البنود الثالث والخامس عشر وما نص عليه في الفصل الثالث من الدستور الإيراني وما نصت عليه المادة الثانية والعشرين والمادة الثالثة والعشرين من المنشور الإسلامي لحقوق الإنسان الصادر عن إعلان القاهرة في عام 1990م والتي تؤكد جميعها على ضرورة أن يتمتع جميع المواطنين بحقوقهم الأساسية.
وطالبت الجماعة في بيانها بـ:
1- تحقيق مطالب عامة الشعب الإيراني، ووحدة التضامن الوطني لا تتحقق إلا بمشاركة الجميع.
2- إجراء حوار متساوٍ وعادل بين الأقوام والمذاهب في البلاد، وذلك بعد رفع الإجراءات التمييزية وتطبيق البنود المعطلة من الدستور.
3- تنفيذ المادة 12 من الدستور، والتي تنص على أنه في كل منطقة يتمتع أتباع أحد المذاهب بالأكثرية، فإن الأحكام المحلية لتلك المنطقة تكون وفق ذلك المذهب مع الحفاظ على حقوق أتباع المذاهب الأخرى وعدم التدخل في شئونهم المذهبية.
4- حماية الهوية القومية واحترام ومراعاة الأقليات، وتنفيذ المادة (15) من الدستور التي تنص على وجوب تدريس لغات تلك القومية في مختلف المراحل التعليمية.
5- عدم حرمان أهل السنة من استلام الحقائب الوزارية، طالما منع الدستور المسلم السني من الوصول لمنصب رئيس الجمهورية.
6- إعمال التنمية والتوسعة الثقافية في مناطق أهل السنة ، ومنح التراخيص لإصدار النشرات، ورفع الرقابة عن الكتب الخاصة بهم.
7- تفويض شئون الأوقاف السنية وإدارة سائر الأمور الدينية ومنها على الأعم انتخاب أئمة الجمعة والجماعة وإدارة المدارس الدينية وإقامة الأعياد لأهل السنة أنفسهم.
8- التنمية الاقتصادية لمناطق أهل السنة ، بإقامة البنى التحتية وبناء المؤسسات الصناعية، واستخراج الثروات الطبيعية، وإيجاد فرص عمل من أجل القضاء على معضلة البطالة وتعيين ميزانية خاصة لتلك المناطق.
9. الاستفادة من طاقات أهل السنة في المناصب الإدارية في الوزارات والسفارات وحكام الأقاليم والمحافظات والمراكز العلمية والثقافية والجامعات، وذلك بهدف تطبيق العدالة في توزيع المناصب الإدارية.
10- إعادة النظر في محتوى الكتب والتعاليم الدينية والاهتمام بأصول عقيدة أهل السنة والجماعة وفقه الإمام الأعظم والإمام الشافعي .
الدستور يميز بين السنة والشيعة !!
المحلل السياسي فتحي هاشم المتخصص في الشئون الداخلية الإيرانية يقول: نعم هناك تمييز، لكنه ليس متعلقاً بالمذهبية وإنما بالعرقية، فالعنصر الفارسي يمثل حوالي (51%) داخل إيران من تعداد السكان أما أهل السنة في إيران فهم:
1- إما عرب وهؤلاء في منطقة خوزستان (الأحواز).
2- وإما بلوش في منطقة بلوستان المجاورة للباكستان، وهي تعتبر مركزاً للمخدرات وتجارة الرقيق الأبيض، فحوالي 70 % من مخدرات العالم تمر عن طريقها.
3- وإما تركمان في منطقة شمال خراسان (تركمانستان).
ويضيف هاشم في تصريحات خاصة في القاهرة: هذه العرقيات الثلاث لها امتدادات، وهي أقليات عرقية ولغوية ومذهبية في الوقت نفسه. وعندما تولى الرئيس الإيراني الجديد أحمدي نجاد وقعت تمردات في منطقة خوزستان وتم إخمادها على الفور. وعندما دخلت قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية العراق تولت القوات البريطانية منطقة البصرة الممتدة إلى خوزستان.
ويقول هاشم : لكن السؤال الأهم الآن هو: هل يفرق الدستور الإيراني بين السنة والشيعة ؟
الجواب: نعم يفرق، فهناك نصوص صريحة في ذلك منها المادة التي تنص على أن (المذهب الرسمي للدولة هو المذهب الشيعي الإثني عشري)، وهناك أيضاً: (شرط تولي منصب رئيس الجمهورية أن يكون شيعي المذهب)، وهو نص يفهم منه امتناع تولي السني في إيران منصب رئيس الدولة.
ورداً على الذين يقولون: إن المرشد العام للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي ليس فارسيا بل آذاريا، يقول هاشم : العنصر الآذاري هو العنصر الوحيد الذي لا ينظر إليه في إيران على أنه غريب عن الفارسي.
ويخلص هاشم إلى القول بأن: السنة هم الأكثر فقراً والأقل تعليماً والأبعد سكناً عن العاصمة طهران!! وهو أمر يرجع إلى عام (1500م) إبان الدولة الصفوية، وتحديداً في عهد الشاه إسماعيل الصفوي الذي أصدر فرماناً بطرد أهل السنة من العاصمة على أن يعيشوا في الأطراف. أعتقد أن هناك تمييزاً اضطهاداً منظماً. مشيرا إلى أن (هناك نظرة احتقارية من الشيعي الإيراني للسني الإيراني على وجه الخصوص).


يتبع

ابو محمد الدعجاني
16-Aug-2009, 01:45 PM
كيف نواجه المشروع الإيراني...بـ13 خطوة

-ورقة عمل لمواجهة المشروع الإيراني-

بقلم: علي حسين باكير

هذه محاولة فردية متواضعة لتأطير جهود كل من يرى في التصرفات و السياسات الإيرانية المتّبعة حاليا في المنطقة العربية خطراً يكتنف ساحتنا, و مشروعاً للهيمنة علينا و تقسيمنا و تفتيتنا شأنه في ذلك شأن المشاريع الأمريكية والصهيونية, يتّفق معهم في جوهره و يكون مكمّلا لهم و لا يختلف عنهم إلاّ في حدود الأدوات و الوسائل المستخدمة.

ولكن وقبل الخوض في البنود الأساسية الموجهة بطبيعة الحال لكل من يرى انّه يستطيع الاستفادة منها ( من إعلاميين ومواقع إعلامية, جمهور وجمعيات أهلية, و جماعات ضغط شعبية, كتّاب وغيرهم) في مواجهة المشروع الإيراني للمنطقة, يجب علينا التأكيد على عدد من النقاط الأساسية التي تكون محورا ثابتا راسخا في ذهنا خلال إتّباع الخطوط العامة للسياسة التي تحدّدها هذه الورقة في مواجهة المشروع الإيراني في الوطن العربي و الذي يطال الشعوب بالدرجة الأولى ومنها:

1- الحفاظ على وحدة و تماسك النسيج الداخلي للدولة و الشعب في الوطن العربي و عدم السماح بتفتيت المجتمع أو اختراقه و العمل على جمع مكوناته و تثبيتها على قاعدة قابلية الاندماج في الدولة العربية و ليس على قاعدة التفريق والولاءات المتعددة, و عدم الخضوع لمبدأ تصدير الفتن الذي تقوم به إيران و غيرها من الدول الغربية. فالاستقرار الداخلي و الاجتماعي ضمن الإطار الطاغي لهوية المنطقة العربية الإسلامية شرط أساسي في نجاح تطبيق سياسة مواجهة المشروع الإيراني التفتيتي, و لذلك يجب أن نشير هنا أيضا إلى أنّ تطبيق كل ما سيأتي من بنود في هذه الورقة يساعد في لجم المشروع الإيراني و لكنه لا يلغيه, فعملية الإلغاء سواء للمشروع الإيراني أو الإسرائيلي يستلزمها وجود مشروع عربي لديه الحد الأدنى من مقومات الصمود و هو ما يجب التحضير له جدّيا.

2-ضرورة مواجهة الدعاية التي تقوم إيران بترويجها حالياً من أنّ كل من يريد صدّ مشروعها فهو مع المشروع الأمريكي أو الصهيوني!! فهذا فخ تريد إيران أن توقعنا فيه من خلال الإيحاء بانّ كل من يناهض مشروعها يقف في مركب واحد. لكنّ الحقيقة هي أنّ المشروع الإيراني هو نفس المشروع الأمريكي و الإسرائيلي للمنطقة بل إنّ هذه المشاريع متكاملة فيما بينها و أي خلاف يظهر فيما بينها يكون على حجم الحصّة فقط.

3-يجب أن نعلم أنّ إيران ستعمد إلى تنفيس الاحتقان ضدّها كلما اضطرت إلى ذلك, لكن هذا لا يعني أنّها تراجعت عن مشروعها فهناك فرق كبير جدا بين تغيير الهدف و تغيير الأسلوب, و ما تقوم به إيران دائما هو تغيير الأسلوب و التكتيك و بقاء الهدف و الاستراتيجية. لذلك سنجد أنّها ستطلق شعارات عن أنّ من يريد مواجهة مشروعها يريد الفتنة و التقسيم و سنسمع من وقت لآخر عن دندنة حول الوحدة الإسلامية و الحوار و التعايش والتسامح و مصطلحات من هذا القبيل. يجب أن نوقن أنها مجرّد مناورة إيرانية كما أثبتت الوقائع, ذلك أنّ التشيع "الصفوي" الذي يطعن في كل السنّة -و في الشيعة المخالفين له أيضا- لا يمكنه أن يكون عامل توحيد أو تفاهم, ولا يمكن تقبّل التشيع "الصفوي" القائم على القومية الفارسية و على تحريف صحيح الدين و على الخرافات و احتقار العرب و سبّ و اهانة و طعن جيل كامل من الصحابة و تاريخ كامل للدولة الإسلامية. و لا يمكن أيضا تقبّل الحجّة المكروره من أنّ إسرائيل دائما و حصرياً -و ليس إيران- هي من يقف وراء و خلف كل ذلك, -اللهم إلاّ إذا كانت إسرائيل تخترق الأجهزة الدينية و المؤساسات الإيرانية الرسمية و تقوم بنشر هذه الفتن و هذا التشيع الصفوي-. يجب أن نعلم أن هكذا مناورات إيرانية باتت قديمة و يجب التنبه لها دائما, فهناك حقائق لا يمكن لإيران إنكارها في هذا المجال.



أمّا فيما يتعلّق بالبنود العملية فهي:

البند الأول: التركيز على أنّ مواجهة المشروع الإيراني لا تعني تناسي أو تجاهل مواجهة المشاريع الأخرى الموازية أو المكمّلة للمشروع الإيراني-الصفوي وأهمها المشروع الصهيوني.

إذ سنجد أنّ الصهاينة قد يتدخلون في أجندة محاربة المشروع الإيراني- الصفوي, و ذلك لخلق صورة وهمية عن أنّ الجميع في خندق واحد ضدّ إيران, و بالتالي يستفيدون من جهودنا في مواجهة المشروع الإيراني, و هو نفس الأسلوب الذي اتّبعته إيران سابقاً. إذ استطاعت أنّ تخلق صورة وهمية عن عدائها لإسرائيل و أمريكا للاستفادة من جهودنا, فبينما كنّا نحارب هذا المشروع الأمريكي و الإسرائيلي في أفغانستان و العراق و لبنان, كانت هي تقطف ثمار المواجهة وتترجمها مطالب من أمريكا و إسرائيل. لذلك فالوضع هنا يقتضي مقاربة ثنائية وحرب ثنائية على جبهيتن, ولا مانع من تخصيص فئات معيّنة لمواجهة كل جهة, أو اعتماد أسلوب آخر يقوم على توضيح تعقيدات هذه النقطة للعامة لاسيما فيما بتعلق بأنّ مواجهة أحد هذه المشاريع على انفراد لا يعني إهمال المشروع الآخر أو مساندته أو التحالف معه, و هذا ما يتطلب جهدا إعلامياً و عملياً كبيراً.

البند الثاني: الحرص على عدم جمع الشيعة في سلّة واحدة. إذ ظهرت في الآونة الأخيرة حالة تململ من المشروع الإيراني في بعض أوساط الشيعة العرب الغير مواليين "للولي الفقيه" بالتحديد –هناك شيعة عرب موالين للولي الفقيه - وذلك لأسباب عديدة مختلفة منها:

1- الاستعلاء القومي: إذ يرى بعض الشيعة العرب أنّ "ولاية الفقيه" تمثّل البعد القومي الفارسي الاستعلائي, وأنّ المشروع الإيراني في هذا الإطار سيجعل من المراجع الشيعية العربية الكبرى مجرّد "خدم" للمنظومة الدينية الإيرانية المتمثّلة بالتشيّع "الصفوي" –راجع في هذا المجال كتاب "علي شريعتي" التشيع العلوي والتشيع الصفوي-.

و حتى إنّ إيران لم تكتف بالتشيع "الصفوي", فاخترقت المرجعية العربية من خلال تنصيب إيرانيين عليها يدّعون عدم موافقتهم على مبدأ الولي الفقيه لكنهم ينفذون أجندة إيران السياسية و الطائفية و المصلحية بامتياز, و آية الله الإيراني السيستاني مثال صريح و واضح على ذلك.

2- تضارب المصالح: إذ لا بدّ لنا أن نأخذ بعين الاعتبار وجود حد معين من تضارب المصالح فيما يتعلّق بمدرسة المرجعيّة, إذ أنّ إيران تسعى إلى نقل الثقل الأساسي من مدرسة النجف التاريخية إلى مدرسة "قم" ما يكرّس إيران كمرجع أساسي لشيعة العالم من الناحية الفقهيّة و المذهبيّة و السياسية, مع ما يترافق من تضارب في المصالح السياسية و الاقتصادية و المالية المتعلّقة في الخمس و غيره.

في هذا الإطار, يجب علينا أن لا نهمل كل هذه التناقضات بغض النظر عن أسبابها و طبيعتها و بغض النظر أيضا عن موقفنا من المخالفين و المنشقّين عن المشروع الإيراني. صحيح أننا كنّا نتكلم عن جميع الشيعة "المتدينين" في المرحلة السابقة على أنهم واحد لا اختلاف فيه, و قد كان ذلك صائبا في حينه , ذلك أنّهم لم يكونوا قد اختلفوا فيما بينهم, ولم يكن المشروع "الصفوي" واضحا بمثل هذه القوّة بالنسبة إليهم و ما كان الآخرون يروون فيه إلا تمثيلا و حماية للتشيّع, أمّا و قد حصلت انشقاقات الآن و بات البعض يرى فيه خطرا –عليهم قبل أي احد-, فقد بات من الأهمية بمكان عدم دفع هؤلاء للالتحاق قسرا بالمشروع الإيراني عبر النظر إليهم بعين واحدة أو إهمالهم, فهم يعلمون أنّ إيران لا تبالي بهم و إنما تريدهم مجرّد أداة لتنفيذ مآربها و لا تأبه لهم و لا لمقدساتهم و لنا عبرة في دك الأمريكيين للنجف و مقابرهم المقدسة دون أن يبدي الإيرانيون أي ردّة فعل على ذلك. و عليه ينبغي أن نحرص على هذه الفئة و أن نتيح لها قدرا من الدعم و التبني في مواجهة الآخرين على أن تتمحور علاقتهم معنا على ثلاث عناصر أساسية:

1- ضرورة أن يكونوا معارضين للمشروع الإيراني بشكل صريح و واضح لا لبس فيه.

2- ضرورة أن لا يكونوا مع المشروع الأمريكي كبديل.

3- ضرورة أن يكونوا ممن يؤمن بالاندماج بالعمق العربي كنواة للوحدة الإسلامية المنشودة.

ويتواجد عدد لا بأس به ممن تنطبق عليهم هذه العناصر على الساحة الآن و في خضم الأحداث خاصّة في كل من لبنان والعراق. و يتعرض هؤلاء لضغط كبير مادي و نفسي و إعلامي و مالي و لحملات تشويه وتأليب الرأي العام "الشيعي" عليهم و لفتاوى إهدار دم وتخوين وعمالة, و كل ذنبهم أنّهم لا يوافقون على المشروع الإيراني الاختراقي وأهمهم:

1- في لبنان:

أ. التيار الشيعي الحر الذي بدأ يتبلور في لبنان و هو عبارة عن تجمع للشيعة من مختلف الانتماءات, الدينية والاقتصادية و الإعلامية و السياسية يهدف إلى رفض الوصاية الإيرانية من خلال مقاومة توجهات –حزب الله- السياسية و الدينية بالأساس و معارضة كل أدوات إيران في الداخل اللبناني من الذين يتلقون أوامرهم من طهران. و من أبرز أعضائه:

- "منسق التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن", الذي سرّب حزب الله بشأنه فتاوى إهدار دم مؤخراً لمجاهرته برفض الوصاية الإيرانية و إتباعها, و هدّد عائلته بضرورة التبرؤ منه و تمّ تشويه سمعته باتّهامه بأنّه "لص", "تاجر حشيشة" و تمّ نشر وثائق عن هذا الموضوع تعود إلى فترة الوجود السوري في لبنان, و هذا بحد ذاته ذو مغزى.

- الشيخ صبحي الطفيلي, و على الرغم من انّه لم ينضم بعد إلى التيار, لكنه يبقى الأمين العام الأول لحزب الله وله مكانة خاصة عند أتباع منطقته, و قد تمّ فصله من الحزب لرفضه الأوامر الإيرانية و لأنه أراد الحزب لبنانياً خالصاً بعيداً عن أوامر طهران, فتعرض لحملة عنيفة واستخدمت المخابرات السورية أجهزة الدولة اللبنانية و الجيش في ملاحقته و تدمير كل ما يمتلكه من وسائل اتصال بالجمهور من إذاعة و منشورات و تمّ اختلاق ملفّات أمنيّة بحقّه وجرت محاولة شهيرة لاغتياله بإيعاز من إيران أثناء تواجده في "الحسينية", و هو يعد من أبرز المنادين بخطورة المشروع الإيراني على العرب و على الشيعة أنفسهم, و قد حذّر دائما من مشاريع إيران و من الفتن التي تريدها بين السنة والشيعة حيث يقول أن لا مصلحة للشيعة في معاداة السنّة, وعلى الشيعة أن يحرصوا على التوحّد مع "البحر الواسع" وأنّ مصلحتهم تكمن في هذا وليس في الاقتتال أو التخاصم معهم, مؤكداً في مرات عديدة أنّ إيران عميلة للمشروع الأمريكي-الإسرائيلي و مشاركة معه في العراق و أفغانستان و سياسياً في لبنان.

2- في العراق:

أ. الشيخ حسين المؤيد, و من أجرأ ما أدلى به هو أنّ إيران أخطر من إسرائيل على العرب لأنّ مشروع إسرائيل مكشوف و لا يمكن لأحد أن يكون معه, فالسياسة الإيرانية ليست إيجابية في أهدافها وليست إيجابية في أساليبها، ولا يوجد للنظام الإيراني مشروع إسلامي عام وليس له مشروع شيعي كامن وإنما له مشروع قومي يتخذ من الدين والمذهب وسائل لتحقيق أهداف ذلك المشروع القومي، والسياسة الإيرانية ترسم من زاوية المصلحة القومية الإيرانية "على حد قوله". كما يعد أول من طالب بهدم مزار "أبو لؤلؤة المجوسي" -قاتل الخليفة عمر رضي الله عنه- الموجود في إيران و الذي يحظى بقدسية كبيرة لدى "التشيع الصفوي".



البند الثالث: إظهار صورة العربي في المناهج الإيرانية وكيف ينظر الإيراني إلى العربي, و هي نظرة احتقار واستعلاء و ازدراء, كي يصبح الجميع على بيّنة و لا يتم أخذنا على حين غرّة. فالفكر الإيراني في هذا المجال يتشابه إلى حد بعيد مع الفكر الصهيوني الذي يتحدّث عن الآخرين عبر مصطلح "الأمميين" و "شعب الله المختار". المشكلة في هذا الباب أنّ العرب ليس لديهم أيّة فكرة عن تراث إيران في هذا المجال و ليس لديهم أية فكرة عن صورة العربي في الداخل الإيراني, لعل ذلك يعود إلى انشغالهم في الصراع مع أمريكا و إسرائيل, لكنّ ذلك لا يبرر الجهل التام الذي نحن فيه عن طبيعة مشروع إيران و مقوماته القوميّة و الفكرية و الشعوبية و المذهبيّة.

لا ننكر على أي شعب سعيه إلى بلوغ القمة و اعتزازه بعلمائه و عظمائه و مفكريه, بل الواجب التنافس في هذا المجال, لكن المنكر هو أن يقوم من يدّعي بأنّه "إسلامي" و أنّ "جمهوريته إسلامية" و انّه من "سلالة الرسول الأكرم" بتحقير العرب و دعم سياسات شعوبية و حقائد فارسية و صفوية متظاهراً بعكس ذلك.

الطامة الكبرى في هذا الإطار, أنّ السياسات السلبية لا تأتي من القوميين الفرس فقط و إنما من الحوزة الدينية الإيرانية. تلك الحوزة التي تدّعي الإسلام و تقوم بالسر و العلن على تخريبه, تلك الحوزة التي احتفلت بخسارة العرب في حرب 67 باعتراف الإمام جواد الخالصي نقلاً عن السيد هاني فحص. كتاب "الشهنامة" مثال حيّ و واقعي على احتقار العرب, و مع ذلك تفتخر الحوزة الدينية الإيرانية بأنّ من أكبر انجازاتها الحديثة, العمل على إعادة إحياء و دعم "الشهنامة" الذي يمثّل قمّة السياسة "الشعوبية" الفارسية.

ولمن لا يعرف, "فالشهنامة" ملحمة شعرية وضعها الشاعر الفارسي الشعوبي "أبو القاسم الفردوسي"(411-329هـ) بتكليف ملكي بقصد تحقير العرب و تمجيد الفرس وملوكهم و رفع مكانة اللغة والتراث الفارسي و الحط من منزلة العرب والمسلمين الذين دحروا الإمبراطورية الفارسية وحرروا أبنائها من الجاهلية وعبادة النار وأدخلوا عليهم نور الإسلام, و تقع في حوالي 60 ألف بيت شعري, و قد اجتهد الفردوسي على جمعها طيلة فترة تتراوح بين 30 و40 سنة على أن لا يرد فيها أي كلمة عربية. حيث صب جل غضبه على العرب واصفاً إياهم بأبشع الأوصاف التي من اقلها " الحفاة الرعاة , أكلت الجراد , الغزاة " وغيرها من النعوت و الأوصاف الشائنة الأخرى .

ومن نماذج الأشعار العدائية ضد العرب التي دونها الفردوسي في ملحمته الأبيات التالية:

زشير شتر خور دن وسو سمار

عرب را بجايي ر سيده است كار

كه تاج كيانرا كند آرزو

تفو باد بر جرخ كردون تفو

وتعني ترجمتها :

من شرب لبن الإبل وأكل الضب بلغ الأمر بالعرب مبلغا

أن يطمحوا فـي تـاج الملك فتبا لك أيها الزمان وسحقا

كما جاء فيها المثل الشهير الذي يردده الايرانيون:

"سكع اسفهان آبا يخ ميخرد, عرب در بي يابان ملخ مي خوراد"

و ترجمتها:

"الكلب الاصفهاني يشرب الماء البارد, و العربي يأكل الجراد في الصحراء"

و نتساءل كما تساءل صباح الموسوي, أي حوزة دينية إسلامية هذه التي تقوم بالترويج لهذا العمل و تفتخر به وتعتبر أنّ إعادة إحيائه من أعظم انجازاتها!! و ذلك عبر طبع كاتب الشاهنامه على قرص ليزري ( سي دي ) مدته ساعتين يتضمن ترجمة باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية للشاهنامه، مع نبذة تاريخية عن حياة الفردوسي وصور عن قبره المشيد كما ذكرت مؤسسة نور التابعة لحوزة قم المقدّسة التي قامت بهذا الإنجاز الإعلامي الكبير!! هل ديوان الشاهنامه كتاب عقائدي أو فقهي مثلا , لكي تقوم الحوزة العلمية الدينية بصرف الملايين أو على إنتاجه وتوزيعه بالمجان من قبل المراكز الثقافية والسفارات الإيرانية المنتشرة في أكثر من مئة وعشرين بلدا؟!



البند الرابع: إظهار التعاون الحثيث والعلاقات السريّة الإيرانية-الإسرائيلية و الإيرانية- الأمريكية و هي حالات كثيرة و خطيرة و فضائحية لمن هو متابع للموضوع.

البعض يقول في مثل هذا الموقف, هناك دول عربية كثيرة تقيم علاقات مع إسرائيل. نعم هذا الكلام صحيح, و هذه الدول تخفف علينا عبء تناولها, فكل شيء مكشوف و بالتالي لا تستطيع ادعّاء عكس ما هو ظاهر, أضف إلى هذا أنّ هذه الدول لم تدّع يوما أنها ضد أمريكا, فلذلك فالفضيحة تكون لمن يدّعي ذلك بالعلن و يقوم بالسر بعكسه.

العلاقة بين إسرائيل و إيران هي علاقة تفاعلية و تكاملية و ليست صدامية أو متناقضة, و نتحدى من يدّعي عكس ذلك أن يأتي بدليل واحد على قوله, لن يجد سوى الكلام الفارغ و الشعارات.

و التركيز في هذا الجانب يجب أن يكون على عنصرين أساسيين هما:

- أولاً: التعاون السري الحثيث. و هو تعاون كبير و خطير جداً لا يقتصر على التعاون العسكري و التكنولوجي و الصناعي و لا ينحصر على بداية الثورة الإيرانية حيث باعت إسرائيل أطناناً من الأسلحة و المعدات لإيران ( هل يمكن أن تتصور أن تبيع إسرائيل النظام المصري أسلحة!!, و لا نعرف من العميل هنا) بل يمتد على طول الفترة منذ ذلك الوقت و حتى اليوم.

- ثانياً: تماثل الأهداف. إذ يجب عرض الأهداف الإيرانية التي تريد تحقيقها في المنطقة و مقاربتها بشكل دائم بأهداف المشروع الصهيوني, كي يستطيع القارئ أو المتلقي الربط بشكل آلي و فوري, و سيكون هذا سهلاً جداً عليه خاّصة أنّ أهداف المشروعين واحدة تقريبا, و بما أنّ الأحداث تتمحور حالياً حول العراق فلا بد من التركيز على تلاقي دور الصهاينة و الصفويين في تدمير العراق.

ولا بدّ أن نشير هنا ودائما إلى أنّ التهديدات والأبواق والطبول التي تقرع دائما وتروّج أنّ هناك حرب أمريكية على إيران هي أبواق موسمية, فعندما كانت إيران و أمريكا تنجحان في الإطاحة في أفغانستان والعراق لم نكن نسمع أي تهديدات, أمّا الآن فقد اختلفا على الحصّة والنسبة فإننا نسمع اليوم ما نسمع و الذي يبقى في إطار الكلام.



البند الخامس: التركيز على التناقضات الإيرانية في المواقف من مختلف الملفات الإقليمية و عرضها في إطار مشروعها.

إيران ذات وجهين, فالمتابع لها ليعتقد أنّ هناك إيرانين وليس إيران واحدة, وذلك بطبيعة الحال لأنها تمتلك عدّة مستويات من الخطاب و لأنها تعتمد مشروعاً سرياً, لذلك فالمنافق لا بد و أن ترى تناقضاً في خطاباته وأدائه بين الحين والآخر. ولا يقتصر التناقض الذي كان موزعاً بشكل متعمد بين ما يسمى إصلاحيين و بين المحافظين بل تعداه ليصبح تناقضاًً في داخل كل واحد منهم. نعطي مثالين على هذا:

1- اشتهر نجاد بتصريحه الشهير عن ضرورة إزالة إسرائيل عن الخارطة و تدميرها, ثمّ بعد ذلك أطلق تصريحه الشهير الآخر في 26-8-2006 بمناسبة افتتاح مصنع إنتاج الماء الثقيل في "آراك" قائلا بالحرف الواحد "إيران لا تشكّل خطرا على الغرب و لا حتى على إسرائيل".!! ثمّ أعاد الإيرانيون تطمين الغرب في 11 شباط 2007, فقال لاريجاني ما نصّه: "أن برنامج إيران النووي لا يمثل تهديداً لإسرائيل, وأن بلاده مستعدة لتسوية جميع الأمور العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال ثلاثة أسابيع.... و أن كل ما يرد بشأن رغبة إيران في تهديد إسرائيل هو كلام خاطىء".!!

2- يطالبون بانسحاب الولايات المتّحدة من العراق وفي الوقت نفسه ساعدوها على احتلاله و احتلال أفغانستان!! و من المعروف أنّ إيران هي أول دولة في العالم اعترفت بمجلس الحكم المعين من قبل المحافظين الجدد, ثمّ كانت أول دولة في العالم تؤيد الانتخابات التي يديرها المحتل ثم أول دولة تعترف بالحكومة العراقية التي نشأت عن الانتخابات المزيّفة تحت ظل الاحتلال.

هذه التناقضات إن دلّت على شيء فهي تدل على أنّ تصريحات العداء لأمريكا وإسرائيل هي قنابل دخانية للمغفّلين من أبناء أمتنا, و أنّ إيران تتبع المصالح و ليس المبادئ. إيران حرّة بطبيعة الحال في سياساتها و لكن ما نعترض عليه هو أن لا تتم المتاجرة بنا و نكون أوراقا في خدمة إيران.



البند السادس: تعريف و تبيان و كشف أدوات إيران و وسائل اختراقها للمنطقة من الناحية البشرية و المادية و المذهبية و الاجتماعية, و تحديد حلفاءها في البلدان العربية و تحديد طرق و أساليب التعامل معهم, من خلال إثارة نقاشات فكرية, علمية لنقل الصورة الحقيقية عن إيران و عن سلبية التبعية لها.

فهناك تيارات و جماعات معينة في البلدان العربية تابعة دينياً للولي الفقيه الإيراني. والخطر لا يكمن بمجرد أنهم تابعين للولي الفقيه الإيراني و لكن الخطر يكمن في أجندة الولي الفقيه و بالتالي فإن اصطدمت مصلحته بمصلحة البلدان العربية والشعوب العربية فان الجماعات الموالية له مضطرة لتنفيذ أوامره بغض النظر عن النتائج. هذا و تقوم إيران بعمليات اختراق واسعة للشعوب العربية عبر وسائل منها إعلامية و منها دعائية و منها اقتصادية و منها مذهبية عبر التبشير المذهبي و الذي يؤدي إلى تغيير في الموازين و إثارة الحساسيات الطائفية و الاقتتال الداخلي في الدول العربية وهذا واضح جلي, في كل من لبنان, سوريا, الأردن, فلسطين, السودان, ...و غيرهم.



البند السابع: استخدام الوسائل و الأساليب و الأدوات المناسبة في مخاطبة الجمهور من العامة و الخاصة فيما يتعلق بالخطر الإيراني. فلكل فئة مستهدفة طريقة خاصة بالتفكير أو الاستجابة للخطاب الموجّه إليهم.

فمنهم من يستجيب للمحاجّات العقلية و المنطقية, و منهم من يستجيب للمحاجّات الشرعية الدينية, و منهم للمحاجّات التاريخية, و منهم للوقائع و الأحداث و الصور البصرية, و عليه فلا يجوز استخدام أسلوب واحد جامد وخشبي في مخاطبة كل هؤلاء و كل هذه الفئات و كأنّها واحد موّحد.

فمن الأخطاء المتّبعة في هذا المجال على سبيل المثال, الحديث بشكل آلي عن الخطر الإيراني بأسلوب ديني وتاريخي, فترى البعض يمهّد للحديث عن الخطر الإيراني بمقدّمة تاريخية شرعيّة طويلة جدا, غير ذات فائدة كبيرة تدفع العديد من المتلقّين إلى النفور أو الملل أو عدم استيعاب الأحداث و ربطها.



البند الثامن: توظيف الأوضاع و التطورات و التعامل معها بشكل "ذكي" لكشف المشروع الإيراني و محاصرته والضغط عليه.

هناك نقص كبير في اعتماد هذا الإطار في مخاطبة الجمهور و مسألة "إعدام صدام" نموذج لهذا النقص. فبدلا من أن يتم الاستفادة من هذه الواقعة -التي حصّلت بالطريقة الطائفية الصفوية التي شاهدها العالم بأسره- بطريقة تؤدي إلى إلحاق أكبر ضرر ممكن بالمتعاطفين و المؤيدين للمشروع الإيراني-الصفوي من خلال التركيز على طريقة الإعدام و يوم الإعدام و الدول التي احتفلت بالإعدام و أولها إيران-إسرائيل و أمريكا, انشغل البعض في مناقشة ما إذا كان صدّام شهيدا أم لا, ظالما أم لا!! و بدلا من أن يتم توجيه زخم الواقعة المصوّرة باتّجاه موقف توحيدي من المشروع الإيراني وعملائه و المبايعين له, تحوّلت الواقعة في بعض الزوايا إلى عامل جدلي تفتيتي. ماذا يهمنا إذا كان شهيداً أم لا في هذه اللحظة الآنية بالذات!! ما يهمنا هو ضرب المشروع الإيراني. لذلك لا بدّ من "قبر" السذاجة التي يتّسم البعض بها في تناولهم و معالجتهم للأمور و خاصة و بصراحة كاملة "بعض الإسلاميين", و العمل على الاستفادة من الأحداث بأكبر قدر ممكن, لاسيما أنّ جزءا كبيرا من الفضائح و الضغوط التي يتعرّض لها المشروع الإيراني حاليا ليس مردّه محاججات هؤلاء الدينية أو الشرعية بقدر ما هي أخطاء المشروع الإيراني و تطورات الأحداث, و هذا ما يؤكد وجهة نظرنا في ضرورة استغلال مثل هذه الأحداث بدلا من تحويلها إلى جدل أفلاطوني غير ذي جدوى.



البند التاسع: اعتماد مبدأ المعاملة بالمثل و عدم الاكتفاء بموقف الدفاع.

إذ أنّ السكوت عن التصرفات والسياسات الإيرانية يعطي انطباعا بالضعف المفرط, ولذلك فأنّ خطوات مماثلة لتلك التي تتّخذها إيران تجاه العرب يساعد على إعطاء رسالة واضحة و سريعة. فعلى سبيل المثال منعت إيران مرّتين في العام 2005 و 2006 دخول بضائع عربية إليها و أعادتها وذلك لأنها تحمل ختم " الخليج العربي", و من المعلوم كيف قامت الدنيا ولم تقعد في إيران حينما نشرت مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" أطلسًا أخيرًا يرد فيه ذكر «الخليج العربي»، ما دفع طهران إلى حظر المطبوعة في إيران و مصادرة جميع النسخ التابعة لها، ومنع صحافييها وكوادرها من دخول إيران وتبني حملة إعلامية مكثّفة ضدّ المجلة لحملها على التراجع ترافق مع حملة أخرى لتأكيد فارسية الخليج معلنة أنّ تسميته بـ"الخليج العربي" إنما جاء بناءاً على مؤامرة صهيونية!!. مثل هذه التدابير المضادة يمكن اتّخاذها من قبل الجماهير أو المؤسسات المدنية و الإعلامية حتى إذا لم توافق السلطات في البلدان العربية بذلك.

أمّا فيما يتعلّق بعدم الاكتفاء باتّخاذ موقف دفاعي, فيمكننا في هذه الحال تبني مطالب أهلنا في عربستان قوميا ودعم السنّة في إيران دينيا, و ذلك لإفهام إيران أنّها ليست محصّنة و أنّ ألاعيبها في اختراق شعوبنا و بلداننا ليست مسألة مجانية.

و في هذا الإطار, لا أفهم لماذا لا يتم إثارة مسألة عربستان على الأقل في الإعلام العربي؟ إذا أعتبرت الأنظمة أنّ هذه المسألة تمثّل إحراجًا لها مثلاً, إلاّ أنّ هذا لا يجب أن يمنع الشعوب من إبقاء المسألة حيّة من خلال فتح قنوات اتصال مع الأهوازيين و نقل معاناتهم و مآسيهم و التعريف بقضيتهم ولو من باب إعلامي شأنها شأن أي مسألة أو قضية في العالم. و في سياق متّصل يجب تبني استراتيجية إعلامية تذكّر بانّ جزرنا في الإمارات مازالت تحت الاحتلال الإيراني, لا نقول تصعيد الوضع ليصل إلى حرب بسبب الجزر, و لكن نقول إبقاء هذه المسألة في ذهن الناس من خلال التركيز إعلامياً عليها كلما كان ذلك مناسباً مع نقل حقيقة ما يتم فيها من سياسة "تفريس" و تغيير معالم و فرض لسياسة الأمر الواقع.



البند العاشر: التركيز دائما على المسؤولين المتفرسيين الموجودين عندنا وخاصة في العراق, والكشف عن أصولهم و أسمائهم الحقيقية التي يعمدون دائما إلى إخفائها و استبدالها بأسماء عربية أصيلة وشهيرة كي يستطيعوا تحقيق أكبر اختراق ممكن, و الحرص على إحصاء عدد الزوّار الإيرانيين إلى البلدان العربية لنستطيع عبر ذلك معرفة نسبة الاستطيان التي تحصل تحت شعار زيارة المراقد والسياحة الدينية و الأماكن المقدّسة. إذ استطاع القوم عبر هذه الحجّة إدخال عدد كبير من المستوطنين الذين استقروا مع الوقت و عملوا على إنشاء بيئة شيعية مماثلة لتلك الموجودة في إيران في الدول العربية و أكبر مثال على ذلك موجود في سوريا, و الأردن و العراق.



البند الحادي عشر: إنشاء مركز أبحاث جامع هدفه دراسة ورصد السياسات السلبية الإيرانية تجاه المنطقة وتقديم الاقتراحات بشان سبل معالجتها أو مواجهتها, و الاهتمام برعاية باحثين و إعلاميين عرب و دفعهم لإتقان اللغة الفارسية و ذلك لما في هذه النقطة من أهمية لجهة تناول ونقل وتحليل ونقد وكشف الأخبار والوثائق الإيرانية التي تكون باللغة الفارسية و التي يستعصي على عدد كبير من العرب فهمها أو ترجمتها.

و يكون لهذا المركز لجان دينية و أخرى سياسية, تقوم الأولى بدراسة كل ما يرد من إيران من كتب و مطبوعات تعود "للتشيع الصفوي" و مراجعتها و التدقيق بها للتأكد من خلوها مما يطعن بالدين الإسلامي والصحابة تحت أي مسمى من المسميات و تسجيل لوائح بأسماء تلك المنشورات و الموجودة بكثرة في البلدان العربية والتي تدخل تحت عنوان "معرض للكتاب" , أو من خلال الحملات التبشيرية و المراكز الثقافية و السفارات الإيرانية في البلدان العربية, بالإضافة إلى رصد تحركات إيران في مجال التبشير المذهبي. فيما تقوم اللجان السياسية بمتابعة التطورات السياسية السلبية الإيرانية و رصد التدخلات في الشؤون الداخلية من الناحية السياسية والاجتماعية و فيما يتعلق بأدوات الاختراق و أساليبه و تقديم تقرير شامل بشأنها برسم الرأي العام العربي و للمهتمين.



البند الثاني عشر: إنشاء لجان شعبية مشتركة من جميع الدول العربية للعمل بشكل جماعي, وإرسال رسائل إلى السفارات الإيرانية والمفوضيات الثقافية بشان ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية سواء الدينية أو السياسية وذلك لكي لا يكون الأمر وكأنه رد فعل طائفي أو مصلحي معيّن, ولإظهار الثقل الجماعي في مواجهة المبادرات الفردية التي لا تؤدي الغرض المطلوب منها.



البند الثالث عشر: إنشاء لجان مهمتها متابعة هذه السياسة بشكل دائم و تقديم تقارير بشأنها و العمل على تطويرها تعديلها أو تغييرها متى ما اقتضت الحاجة إلى ذلك, أو إذا حصلت تغييرات أو تطورات على صعيد السياسة الإيرانية و أدواتها..



منقووووووووووووووووول للامانه

ابو محمد الدعجاني
17-Aug-2009, 12:23 PM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

روق والسماء فوق
18-Aug-2009, 12:37 PM
سلمت يداك على النقل الرائع

لعن الله الشيعه ابناء المتعه

الهم انصر الا سلام والمسلمين وعزهم

لاهنت يالغالي

محبك

ابو محمد الدعجاني
18-Aug-2009, 01:01 PM
سلمت يداك على النقل الرائع

لعن الله الشيعه ابناء المتعه

الهم انصر الا سلام والمسلمين وعزهم

لاهنت يالغالي

محبك


شاكر مرورك اخوي روق ووالله اني كلما اقرا هذا الموضوع تكتشف عندي حقائق كثيره عنهم اخزاهم الله

الحمياني سلطان
19-Aug-2009, 04:09 AM
بيض الله وجهك ابن غزاي الخظري وسلمت يداك يالغالي وهذا لايدل إلا على معدنك الطيب وغيرتك على ديننا دين الإسلام وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام

والله يعز السنه ويذل الشيعه الخونه

أبو عمر الأسعدي
19-Aug-2009, 11:14 AM
بحث كبير وووافيييي من وافي يحتاج من الإدارة التثبيت
بس ماتلاحظ ابو غزاي في موضوعك كيفية قيام الدوله الشيعية
لو لاحظت عبر التأريخ ما قامت دولة رافضية إلا على أعقاب دولة وثنية اجتاحت بلد الإسلام
عن د دخول المغول ظهرت الدولة البويهية
قامت الدولة الفاطمية أيام الحروبب الصليبيه
ظهرت الدولة الصفوية بعد الإستعمار الانكلييزي
هم إمتداد للحروب الوثنية ضد الإسلام
وأي حرب بينهم وبين الوثنيين هي حرب مصالح وليست حروب عقيدة وديانة
لاهنت على الموضوع

ابو محمد الدعجاني
20-Aug-2009, 11:58 AM
بيض الله وجهك ابن غزاي الخظري وسلمت يداك يالغالي وهذا لايدل إلا على معدنك الطيب وغيرتك على ديننا دين الإسلام وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام

والله يعز السنه ويذل الشيعه الخونه



الحمياني سلطان شاكر مرورك يالغالي

ابو محمد الدعجاني
20-Aug-2009, 12:02 PM
بحث كبير وووافيييي من وافي يحتاج من الإدارة التثبيت
بس ماتلاحظ ابو غزاي في موضوعك كيفية قيام الدوله الشيعية
لو لاحظت عبر التأريخ ما قامت دولة رافضية إلا على أعقاب دولة وثنية اجتاحت بلد الإسلام
عن د دخول المغول ظهرت الدولة البويهية
قامت الدولة الفاطمية أيام الحروبب الصليبيه
ظهرت الدولة الصفوية بعد الإستعمار الانكلييزي
هم إمتداد للحروب الوثنية ضد الإسلام
وأي حرب بينهم وبين الوثنيين هي حرب مصالح وليست حروب عقيدة وديانة
لاهنت على الموضوع


كلام سليم 100%

وكما قال شيخ الاسلام رحمه الله هم حمير لليهود يركبون عليهم في كل فتنه


غيهم والخلل الذي بعقيدتهم المبنيه على التقيه اي الكذب هو من يجعلهم في طغيانهم يعمهون

شاكر مرورك اخوي ابو عمر

ابو محمد الدعجاني
29-Aug-2009, 11:57 PM
يرفع للفائده لما فيه من معلومات قيمه

ابو محمد الدعجاني
20-Dec-2009, 12:24 PM
يرفع للفائده لما فيه من معلومات قيمه


للتذكير فقط

العــــــــابر
20-Dec-2009, 04:51 PM
هالموضوع لابد ان يثبت ويوضع له بنر

ارجوا من الاداره الاهتمام بهالموضوع.

لاهنت يابن غزاي وكتبها الله بميزان حسناتك

ويعلم الله انك رجل واع ومدرك للاحداث وتدفعك غيرتك وحبك لدينك وللامه

احبك فالله ياغالي.

ابو محمد الدعجاني
20-Dec-2009, 06:45 PM
هالموضوع لابد ان يثبت ويوضع له بنر

ارجوا من الاداره الاهتمام بهالموضوع.

لاهنت يابن غزاي وكتبها الله بميزان حسناتك

ويعلم الله انك رجل واع ومدرك للاحداث وتدفعك غيرتك وحبك لدينك وللامه

احبك فالله ياغالي.


جزاك الله خير اخوي العابر بصراحه هذا الموضوع فيه معلومات خطيره ويجعل القارئ يعرف ما يدور حوله من خبث الروافض .

جزا الله صاحب هذا البحث خير الجزاء


احبك الله الذي احببتني به

خلف الروقي
20-Dec-2009, 11:17 PM
بحث كامل وموضوع شيق...لى عودة لاستكمال المتصفح


شاكر لك مجهودك الرايع......

ابو محمد الدعجاني
21-Dec-2009, 10:54 AM
شاكر تواصلك

المحذر
21-Dec-2009, 12:57 PM
يعطيك العافيه أخوي وهاهم اليوم يشترون الاراضي في أنحاء المملكة عشان يسيطرون على المناصب

وأخذوا في سدير والمزاحمية والحوطة لهم توجهات كبيرة أنا متابع لهم على هذا الصعيد

وياليت هذي المسألة تطرح في قناة المحد أو قناة السعودية الاولي يعم الحذر منهم


موضوعك شيق في الحقيقة وماقصرت وأشكرك على غيرتك

ودمتم

راعي الديرة
21-Dec-2009, 08:01 PM
جزاك الله كل خير يا ابن غزاي

وش أقول عاد

تعال وشف أهل السنة من بلاد الشام وللأسف يحببون الرافضة إلى أهل الشام

وللأسف

أنا هنا وأراهم كيف لا تتمعر وجوههم لذكر الشيعة بل ويطيبوا بها نفسا

وعوام الناس ممن يثقون فيهم ويتبعونهم يصدقونهم في هذا

وإذا جيت تقوله ياخي إحذر هذا شيعي قالك : إجابتهم التي أملوها على العوام

أنت جاي تثير فتنة

:)

وش رايك

حرفوا الدين وميعوه وأخذوه كما يحلوا لمصالحهم وعلموه كما يحبون للعوام في بلاد الشام

وأصموا آذان الناس عن سماع العلماء ... بل ونبزوهم بعلماء السلطان حتى ينفر الناس منهم

ما أعنيهم هنا هم الإخوان المسلمين على وجه الخصوص

عدا عن غيرهم من الأحزاب ممن يوافق هواه هوا الرافضة والإخوان والصوفية وبقية الأحزاب

بل إن من يكره أمريكا وإسرائيل ذهب ليوافق الشيعة هذا ما يحصل هنا

والله المستعان

يهربون من أمريكا وإسرائيل إلى إيران وحزب الله

هذه سياستهم وهم أحرار فيها وكل يفهم بعقله

لا يريدون أن تتكلم معهم ولا يريدون أن يناقشوك أو يناظروك

فقط الجدال ثم الجدال ثم الجدال

وهذا ما لا نريده

ولكن الحمد لله ما يشرح الصدور هو كثرة الواعين على خطر الشيعة في بلاد الشام

وهذا بفضل العلماء وطلبتهم

رغم تزيين صورتهم ممن ذكرت

وأنا هنا أقوم بدوري وبما أستطيعه وأسد ثغرة ولله الحمد

وأرى كثيرا من الناس في منطقتي قد رجعوا بل ونصبوا العداء للشيعة ولمن حسن صورتهم

عندنا هنا الكثير الكثير من أهالي المخيمات الفلسطينية

ممن يصدق الشيعة ويحبهم لأجل إيران

يا للأسف

فلسطينيين ويحبون صدام أكثر من أولادهم وشاهدوا كيف قتل الشيعة صدام ومع هذا نسوه وأحبوا الشيعة

يا هل ترى هل هذا يعقل كيف ؟؟؟

من جعلهم ينسوا خطر الشيعة ويحبونهم من جعلهم ينسون صدام الذي يحبونه رغم ماعليه ويذهبون للشيعة

هل عرفت دور الإخوان الآن

ليس على الفضائيات ولا في المهراجانات

إنهم يعملون في بيوتهم وبيوت من يؤازرونهم

أما في العلن فهم أصدقاء الجميع ويعملون بقانون الدولة

الفلسطينييون

للأسف

من أكثر أهل الأرض غباءا

إلا من رحم الله

لم يعودوا يثقوا بأحد إلا الإخوان وحماس

هؤلاء عندهم أفضل من أي كان

فقط لأنهم يدافعون عن فلسطين

حتى ولو لم يمتلكوا من العلم الشرعي إلا القليل

حتى وإن حاربوا ونصبوا العداء لعلماء السنة في السعودية وغيرها

فهؤلاء ليس عليهم شيء من العيوب أو النقص

لأنهم معذورون

أما غيرهم فلا

خائن وعميل كما علموهم

أما هم إن تعاونوا مع أعدائهم في مصلحتهم فليسوا خون وليسوا عملاء

لأنهم أدرى بمصلحة الفلسطينيين

ما رأيك يا ابن غزاي

يعني بالعربي كما يقولولن حطلهم ابن باز ولا العثيمين ولا الألباني عليهم رحمة الله

وحطلهم حماس


بيقلولون لأ

حماس

وعلى طول العلماء ينبزونهم بعلماء السلطان

ليش لأن حماس ما يعجبها يفتيلهم ابن باز ولا العثيمين ولا الألباني ومن على شاكلتهم رحمهم الله جميعا

وإذا صار درس ولا محاضرة دينية يجونك يسمعون لأن قلوبهم متلهفة لسماع الدين

لأن ربعهم ما يقصون عليهم إلا الأحداث السياسية

فنسوا الدين

وكثير منهم ما يجي للمشايخ هذولي

ياخذ من شيوخهم اللي تعرفهم

لكن الآن ومع الوقت في وعي عند الناس ولو إنه قليل

ويدركون خطر الإخوان والشيعة وغيرهم

الآن عاد جات مشكلة جديدة عند الناس

ألا وهي حماس

:)

حماس وبس

والكل يسكت حتى لو كان عالم


اسكت ودع حماس تتكلم

شفت العواطف وش صلحت بالناس

ويقولون إنهم متربين تربية شرعية

وليس تربية حزبية

الله المستعان يا صديقي

والله فعلا الإلتفاف حول العلماء في الفتن وغيرها أفضل من الإلتفاف حول من جعلوا عواطفهم أهم من عقولهم

ولا حول ولا قوة إلا بالله

مشكور على الموضوع وسامحنا على المداخلة المملة

ابو محمد الدعجاني
21-Dec-2009, 08:14 PM
يعطيك العافيه أخوي وهاهم اليوم يشترون الاراضي في أنحاء المملكة عشان يسيطرون على المناصب

وأخذوا في سدير والمزاحمية والحوطة لهم توجهات كبيرة أنا متابع لهم على هذا الصعيد

وياليت هذي المسألة تطرح في قناة المحد أو قناة السعودية الاولي يعم الحذر منهم


موضوعك شيق في الحقيقة وماقصرت وأشكرك على غيرتك

ودمتم

الله يحفظ بلاد الحرمين من خبثهم المشؤوم

شاكر مرورك الكريم

ابو محمد الدعجاني
21-Dec-2009, 08:36 PM
جزاك الله كل خير يا ابن غزاي

وش أقول عاد

تعال وشف أهل السنة من بلاد الشام وللأسف يحببون الرافضة إلى أهل الشام

وللأسف

أنا هنا وأراهم كيف لا تتمعر وجوههم لذكر الشيعة بل ويطيبوا بها نفسا

وعوام الناس ممن يثقون فيهم ويتبعونهم يصدقونهم في هذا

وإذا جيت تقوله ياخي إحذر هذا شيعي قالك : إجابتهم التي أملوها على العوام

أنت جاي تثير فتنة

:)

وش رايك

حرفوا الدين وميعوه وأخذوه كما يحلوا لمصالحهم وعلموه كما يحبون للعوام في بلاد الشام

وأصموا آذان الناس عن سماع العلماء ... بل ونبزوهم بعلماء السلطان حتى ينفر الناس منهم

ما أعنيهم هنا هم الإخوان المسلمين على وجه الخصوص

عدا عن غيرهم من الأحزاب ممن يوافق هواه هوا الرافضة والإخوان والصوفية وبقية الأحزاب

بل إن من يكره أمريكا وإسرائيل ذهب ليوافق الشيعة هذا ما يحصل هنا

والله المستعان

يهربون من أمريكا وإسرائيل إلى إيران وحزب الله

هذه سياستهم وهم أحرار فيها وكل يفهم بعقله

لا يريدون أن تتكلم معهم ولا يريدون أن يناقشوك أو يناظروك

فقط الجدال ثم الجدال ثم الجدال

وهذا ما لا نريده

ولكن الحمد لله ما يشرح الصدور هو كثرة الواعين على خطر الشيعة في بلاد الشام

وهذا بفضل العلماء وطلبتهم

رغم تزيين صورتهم ممن ذكرت

وأنا هنا أقوم بدوري وبما أستطيعه وأسد ثغرة ولله الحمد

وأرى كثيرا من الناس في منطقتي قد رجعوا بل ونصبوا العداء للشيعة ولمن حسن صورتهم

عندنا هنا الكثير الكثير من أهالي المخيمات الفلسطينية

ممن يصدق الشيعة ويحبهم لأجل إيران

يا للأسف

فلسطينيين ويحبون صدام أكثر من أولادهم وشاهدوا كيف قتل الشيعة صدام ومع هذا نسوه وأحبوا الشيعة

يا هل ترى هل هذا يعقل كيف ؟؟؟

من جعلهم ينسوا خطر الشيعة ويحبونهم من جعلهم ينسون صدام الذي يحبونه رغم ماعليه ويذهبون للشيعة

هل عرفت دور الإخوان الآن

ليس على الفضائيات ولا في المهراجانات

إنهم يعملون في بيوتهم وبيوت من يؤازرونهم

أما في العلن فهم أصدقاء الجميع ويعملون بقانون الدولة

الفلسطينييون

للأسف

من أكثر أهل الأرض غباءا

إلا من رحم الله

لم يعودوا يثقوا بأحد إلا الإخوان وحماس

هؤلاء عندهم أفضل من أي كان

فقط لأنهم يدافعون عن فلسطين

حتى ولو لم يمتلكوا من العلم الشرعي إلا القليل

حتى وإن حاربوا ونصبوا العداء لعلماء السنة في السعودية وغيرها

فهؤلاء ليس عليهم شيء من العيوب أو النقص

لأنهم معذورون

أما غيرهم فلا

خائن وعميل كما علموهم

أما هم إن تعاونوا مع أعدائهم في مصلحتهم فليسوا خون وليسوا عملاء

لأنهم أدرى بمصلحة الفلسطينيين

ما رأيك يا ابن غزاي

يعني بالعربي كما يقولولن حطلهم ابن باز ولا العثيمين ولا الألباني عليهم رحمة الله

وحطلهم حماس


بيقلولون لأ

حماس

وعلى طول العلماء ينبزونهم بعلماء السلطان

ليش لأن حماس ما يعجبها يفتيلهم ابن باز ولا العثيمين ولا الألباني ومن على شاكلتهم رحمهم الله جميعا

وإذا صار درس ولا محاضرة دينية يجونك يسمعون لأن قلوبهم متلهفة لسماع الدين

لأن ربعهم ما يقصون عليهم إلا الأحداث السياسية

فنسوا الدين

وكثير منهم ما يجي للمشايخ هذولي

ياخذ من شيوخهم اللي تعرفهم

لكن الآن ومع الوقت في وعي عند الناس ولو إنه قليل

ويدركون خطر الإخوان والشيعة وغيرهم

الآن عاد جات مشكلة جديدة عند الناس

ألا وهي حماس

:)

حماس وبس

والكل يسكت حتى لو كان عالم


اسكت ودع حماس تتكلم

شفت العواطف وش صلحت بالناس

ويقولون إنهم متربين تربية شرعية

وليس تربية حزبية

الله المستعان يا صديقي

والله فعلا الإلتفاف حول العلماء في الفتن وغيرها أفضل من الإلتفاف حول من جعلوا عواطفهم أهم من عقولهم

ولا حول ولا قوة إلا بالله

مشكور على الموضوع وسامحنا على المداخلة المملة


والله يا اخي الكريم هذا ما يحزن القلب وكان الله في عون هؤلاء الناس

خطر الروافض وتهور واستهتار حماس الحزبيه

واحب ان اقول لك ان في هذا المنتدى اناس متعصبون لحماس كثيرا ولا يقبلون عليهم بكلمه ولو كلمة حق (مدري احس حركة حماس تابعه للهيلا او مع ظف بن هندي وخيل بن محيا على ماقالوا )


ولكن نحن نسير على نهج وخطى شيخنا اسد السنه ابا محمد عثمان الخميس حفظه الله

نحن لا نحارب الشيعه كاشخاص او اناس لا بل نعطف على عوام الشيعه وننصحهم وندعوا لهم ان يردهم الله للحق .


نحن نحارب الشيعه كمذهب اي كشريعه عندهم وكيف نحارب التشيع بفضح معتقداتهم وخزعبلاتهم وتحريفهم للدين والمله الصحيحه ونقول لكل شيعي منصف دعك من اهل العمائم السوداء وكلامهم الكاذب .


اقرا كتب الشيعه وتمعن بها وانظر التناقض بها والكذب والافتراء على اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين تدعون المحبه والولاء لهم


انظر كيف ينعتون علي رضي الله عنه وارضاه ببعوضه والعياذ بالله وتارة ينعتونه بالجبن تضرب زوجته فاطمه الزهراء رضي الله عنها وارضاها امام عينيه ويقاد لبيعة ابي بكر رضي الله عنه وارضاه وفي عنقه حبل ويسير كالجمل المخشوش والعياذ بالله اهذا حب علي رضي الله عنه يارافظه ؟؟؟

ناهيك عن اتهامهم بام المؤمنين رضي الله عنها عائشه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزنا وهي مبراه من فوق سبع سماوات بقران يتلى الى يوم الدين .

غير اتهامهم لصحابة رسول الله رضوان ربي عليهم بالرده

وقولهم بتحريف القران .

وووووووووو سلسلة لا تنتهي من فضائحهم .


ونحن لا نثير الفتن ولكن نحارب مذهب يطعن بديننا ويجب ان نفظحه الى الشيعه قبل اهل السنه والجماعه .

ولنا في هذا الحديث اسوه حسنه :

وعن معاوية -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس أخرجه أحمد والشيخان.


--------------------------------------------------------------------------------

شاكرلك اخي الكريم على هذا المرور الطيب وسعدت بمعرفتك

علاي الحافي
21-Dec-2009, 08:43 PM
الله ينصرك ويحميك اين ماذهبت واين ماوجهت


والله يجعل امثالك كثر لنصرت الاسلام والمسلمين

للله درك

ابو محمد الدعجاني
21-Dec-2009, 08:50 PM
شاكر مرورك يالغالي

خلف الروقي
21-Dec-2009, 08:53 PM
الله يعطيك العافية موضوع قيم صراحة



لاهنت ياغالي .....

ابو محمد الدعجاني
21-Dec-2009, 08:57 PM
شاكر مرورك يالغالي

ضيف على عتيبة
21-Dec-2009, 09:45 PM
يعطيك العافية وبيض الله وجهك
صراحه اهم موضوع قرأته يتكلم عن الشيعه والفرس.
ياأخي استغرب من اللي يقولون ايران ضد اسرائيل وأمريكا
مايدرون ان اللي أنشا التشيع هو عبدالله بن سبأ يهودي ادعى الأسلام
ألم يقرأوا حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم -عن المسيح الدجال
يتبعه 70000الف يهودي من أصفهان
الشيعه هم الحليف الاول لليهود وأرجو ان نحذر منهم لانهم اخطر من اليهود.

اسف على الاطاله واشكرك مرة اخرى وجزاك الله الف خير.

ابو محمد الدعجاني
21-Dec-2009, 10:42 PM
يعطيك العافية وبيض الله وجهك
صراحه اهم موضوع قرأته يتكلم عن الشيعه والفرس.
ياأخي استغرب من اللي يقولون ايران ضد اسرائيل وأمريكا
مايدرون ان اللي أنشا التشيع هو عبدالله بن سبأ يهودي ادعى الأسلام
ألم يقرأوا حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم -عن المسيح الدجال
يتبعه 70000الف يهودي من أصفهان
الشيعه هم الحليف الاول لليهود وأرجو ان نحذر منهم لانهم اخطر من اليهود.

اسف على الاطاله واشكرك مرة اخرى وجزاك الله الف خير.


والمهدي المنتظر عند الشيعه من كتبهم المعتبره كل صفاته تدل على انه المسيح الدجال


شاكر مرورك الكريم

ابو محمد الدعجاني
16-Jan-2010, 05:51 PM
يرفع للفائده لما فيه من معلومات قيمه

ابو محمد الدعجاني
28-Mar-2010, 09:39 PM
للتذكير والاستفاده