فهد حمود
16-Aug-2009, 07:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
بدر وعلى اسمك بدر والبدر محبوب ... يضوي نفوسٍ منهكه من تعبها
حرفه يساوي الف عنوان مكتوب ... وأبيات سحره ينتشي لا جذبها
بين الحروف الحس واضح ومحسوب ... وبين البيوت الآم فكره حسبها
صورة خياله خلت الشعر مرغوب... من لا يعرف الشعر حن ورغبها
يصور الدنيا على ساعة غروب ... وتحلى بعينه لين ينسى كربها
وإن صور الدنيا على غيم ونصـوب ... تمطر ويبـرد مـن حروفـه لهبهـا
مهندس الكلمة على لحـن وطـروب ... وأبياتـه الجزلـه يهـزك طربـهـا
يبحر شمال ويبحـر العالـم غـروب ... له ميـزة ٍ فـاق الجميـع وكسبهـا
دون الكرامه يشعل العالـم حـروب ... وكرامتـه فـوق ورفيـع ٍ نسبـهـا
من حاول يجاريـه مغلـوب مغلـوب ... يعجـز ويبطـي خافقـه مـا كتبهـا
*القصيده لـ الشاعر سعيد الغامدي في مهندس الكلمة
نبــذه عن البــــدر
بدر بن عبدالمحسن
من مواليد حي الفوطة في مدينة الرياض عام 1949 م.
التقى بالكثير من المبدعين الشعراء والكتاب والفنانين العرب وكان والده طيب الله ثراه شاعراً.
تولى رئاسة الجمعية السعودية للثقافة والفنون في مطلع السبعينيات .
غنى له العديد من المطربين ، وشكل انعطافه جديدة في مسار الأغنية من خلال تعاونه مع الفنان محمد عبده ، والفنان طلال مداح رحمه الله ، وذلك في الستينات من القرن الماضي .
أقيمت أول أمسية شعرية له في جامعة الكويت عام 1987 م.
بالإضافة إلى الشعر .. فإنه نفذ العديد من اللوحات رسماً ولقيت إعجاباً كبيراً .. خاصة وأنها تميل –كشعره غالباً 0 إلى الجانب الرمزي .
صدر له من الدواوين ...
ما ينقش العصفور في تمرة العذق
رسالة بدوي
لوحة ربما قصيدة
فوضى من ذكريات الطفولة ...
ليست بداية لسيرة ولا نواح على ماضي ، وإنما هي رغبة دفينة في أن أبوح برجعيتي .. وبأنني " إنسان قديم " .
(الفوطة ) .. أبنية طينية .. مشبع طينها من الخارج بالتبن .. وداخلها مطلي (بالجص) الأبيض .. أتذكرها جيداً إننا كنا نقضم هذا الكلاء بأسناننا ونحن أطفال .
ولدت هناك .. في الفوطة... وفي الدور العلوي
تقول أمي رحمها الله ... أن العديد من الأمهات فارقن الحياة أثناء الوضع في السنة التي ولدت فيها ... وأنها كانت قلقة .. لكن ولادتي كانت يسيرة
وعيت على أشياء كنت اعتقد انني وعيت عليها .. ولكن التواريخ تثبت استحالة ذلك .
اعتقدت أنني أذكر جيداً الملك عبدالعزيز ّ وقد توفي رحمه الله وعمري أربع سنوات .. ولكن يبدو أنني كنت اتخيل هذا الرجل الكبير بسبب وجوده بيننا بعد وفاته .
ووعيت على نفسي .. وأنا طفل يتعثر في كلامه .. وعلى ملامحه شيء من البلادة والخجل .
كان " أبو سعد" يشتري ما يلزم البيت من مواد غذائية .. وصويلحة " تطهو طعامنا ، وبجانب القرب الضخمة التي يوضع فيها الماء ليبرد ، كانت "سلامة" تغسل شعري بالسدر وتدهن وجهي بالفازلين لتخفف من الشقوق الصغيرة التي يتركها البرد والجفاف على جلدي .
ومازلت أتحسس أثر كي عتيق في عنقي من الخلف ، لا أذكر حادثة الكي ولا سببها ، كان عمري سنة أو أقل .. ويبدو أنني كنت مريضاً ليضعو ذلك المعدن الملتهب على لحمي .
في ربيع معشب ها جمتنا آلاف الأسراب من الحشرات ، لم يكن الأمر عادياً .. بل كان سريعاً ، وما زلت اتخيل الساحة الواسعة داخل منزلنا وقد تحولت إلى بساط أسود من الحشرات .
كانوا يحشون فتحات الأبواب السفلية بالخيش كي لا تلج أمواج الحشرات داخل الغرف ..
كنا في سلام
مع الظلام والشمس الحارقة والجن والغبار
وكنا قد بدأنا
نكتشف " البنسلين " كمضاد حيوي وحيد يشفى كل شيء
وكنا نموت
من أمراض تعد على الأصابع
كانت القصائد قد أخذت تغفل الغزل والجمل وتتحدث عن العربة وستائرها المخملية التي خلفها " النواعس السود "
وكانت كل قصيدة تعرف في من قيلت دون أن يغصب أحد
وكم تمنيت أن أكبر وأحب وأكتب قصيدة جميلة في الحبيبة .
كبرت وكتبت قصائد كثيرة
ومازلت اصر أن قصائدي لم تكتب لأحد !
كنت أسمع " الكبار " يناقشون أشياء كثيرة ، ويتطرقون للسياسة ، ولا يخفون حماسهم لكل حركة تحررية تحدث في العالم العربي وفرحهم بها .
كنا نحس أن كل من قال : أنا عربي ، هو منا ، إلى أن صدمنا أن هناك عرب .. وعرب !
مازلت اتذكر حماسي منقطع النظير عندما حدث العدوان الثلاثي على مصر بعد تأميم قناة السويس ، وكيف كنت أسمع الأخبار والأناشيد الحماسية من المذياع الذي في غرفة "صالح العنبر" .. ثم أذهب لأقص كل ما سمعته على " العجائز " أو أمهاتي اللواتي يرافقن والدتي رحمها الله " وهن يجلسن في ظلال البيت في الصباح ، وكان ولدي عادة غير جيدة حين ينشغلن عن حديثي في أمر آخر ، وهي إنني اضع إصبعي على ذقن من تواليني منهن وأجذب وجهها ناحيتي كي أكمل موضوعي الذي لا ينتهي ، " هذه مرحلة ما بعد البلادة والتعثر في الكلام " .
وأنا في "الفوطه " وعيت على كوني (ابن سعود )
ولاحظت أن الأطفال في الشارع لم يضعوا ذلك في حسبانهم كان أسلوبهم الفظ يشملني ونحن نلعب ربما تكون أول مره اعرف فيها معنى أن تكون ( ابن سعود).. ذهبت في العيد للسلام على الشيوخ وأعطيت جنيهين من الذهب وضعتهما في جيب ثوبي العلوي ... وحين خرجت استقبلني مرافقنا ( ناصر) وقال ( الحذيه ) وهي تعني انه يطلب مني أن أعطيه الجنيهين ، أو أحدهما على الأقل واشرت إلى جيبي العلوي فاخذ ( ناصر ) عيديتي ... وقد أدركت بعد تلك الحادثة أن من حقي أن احصل على أشياء مادية اكثر بكثير من أي طفل عادي ... ولكن لم يكن لي الحق في أن احتفظ بها ...
الشيخة ( بكسر الشين ) سيف ومنسف ... لا ادري إن كان هذا متل عند أهل نجد أو شرط ... ولكن الأكيد آن المشهورين من الرجال في الجزيرة العربية كانوا إما كرماء أو شجعان ...
كان من حقي وأنا طفل أن أتخيل أنني الإمام تركي بن عبدالله ... أو عبيد العلي الرشيد ... وحين أضع رأسي على الوسادة احمل سيفي ( الأجرب ) وافتح المدن ... واحرر القرى ... أو أن امتطي صهوة ( كروش ) واخوض المعارك وأنا أشدو بأجمل ( حداء ) في الدنيا ... كان بالإمكان أن يستمر ذلك الحلم لولا تدخل ... هتلر ... ومونت جمري ... وماك أرثر ... ومعرفتي المفاجئة ( بالايس كريم ) واكسفورد ستريت ...
رومانسيتي بدأت بعد أن تخطيت الثانية عشرة من عمري ... أما قبلها فلم يكن لي أي علاقة بالرومانسية ... كنت طفلا قاسيا ودمويا في بعض الأحيان اذكر إننا كنا نربي ( الحمام ) أو بالأصح أخواتي يربون الحمام وأنا أحاول أن اشوي بعضها حيا وفي العاشرة من عمري امتلكت بندقية وكان هذا أمر مؤسف لكل أنواع الطيور و الحيوانات إنما بعد الثانية عشرة تغيرت الأشياء وتحولت إلى فتى حالم وعاشق يمتلك شفافية كبيرة ...
يخيل لي أنني ولدت في مرحلة انتقالية وتغيرت الدنيا بعد ولادتي بسرعة رهيبة ( ليس لولادتي بالطبع دخل في هذا ) وان كنت ولدت في بيت من الطين ففي التاسعة من عمري كنت ادرس في مدينة الإسكندرية في مصر .. وفي الثامنة عشرة من عمري كنت في فرانسيسكو في أمريكا ..
في السابعة عشرة من عمري كتبت هذا الشعر :
لا والذي سواك ما ريد سواك
ما خبر نفس قد تمنت قدرها
اغلى حياتي من ثواني بها القاك
لولاك ما تسوى حياتي كدرها
ودنيا خلت من صافي الود وياك
يا عل يكسف شمسها مع قمرها
...
غربه وليل
غربه وليل .. وعمر ضايع ..
وحب ضايع .. في مركب أماني ..
ماله دليل
وانت يا اغلي الحياة ..
في الحب ناسي .. ليتك تقاسي ..
لو قليل ..
يا خطوة دمع فوق الخد..
يا جرح .. يا عمري ماله حد ..
يا حب كبير .. يا حزن كثير ..
يا ليل البعد والتفكير ..
حبيبي .. وكل سنا عمري .. وثواني بسمتك كله
عذابي وقلت انا صبري .. اداري لوعتي فـ ظله
وفات العمر تغريبه ..
وضمت بسمتك .. غيبه
وعشت الحب في ليلي..
وذاب الصبر من ويلي
غربه وليل وعمر ضايع ..
وحب ضايع ..
في مركب أماني ماله دليل
وانت يا .. اغلي الحياة ..
في الحب ناسي .. ليتك تقاسي ..
لو قليل
...
جمرة غضى
جمرة غضى .. أضمها بكفي
أضمها حيل . .
أبي الدفا .. لو تحترق كفي
وأبي سفر لليل
بردان أنا تكفى .. أبي احترق بدفا
لعيونك التحنان .. فعيونك المنفى
جيتك من الإعصار .. جفني المطر .. والنار
جمرة غضى
والله الجفا برد .. وقل الوفا برد
والموعد المهجور ما ينبت الورد
ياحبي المغرور .. ياللي دفاك اشعور
رد القمر للنور .. واحلى العمر .. في وعد
بردان .. بردان أنا تكفى.. أبي احترق بدفا
يا أول الحب .. شفتك أنا مره
واهديت لك قلب
ورديت لي جمرة
ومن يومها كان الرحيل
وليل الشتا .. القاسي الطويل
وآه يا الحنين
لليل باب له حارسين
برد وسحاب
...
تحت المظله
مطـر.. معـلق .. بنـصف السـما .. لا ينـهمـر.. ولا يرتـفع ..
وكل ما بغـينا نجـتمع.. تحـت المصابيح الزرقـا.. يطيح منه رذاذ ..
اما انـهمـر فرقا .. و الا تـقـطع وصـل .. يا مـاطـر الليـل ..
لا تاقـف بوسـط الـسـما ..
لك هـالـشـوارع .. انما تـكـفيـك.. سـاعـه .. سـاعـتيـن ..
بنـشـيب وحـنـّا واقـفين.. تحت المظله .. ماهو خـوف من البـلل ..
لكن حـنيـن .. للمصابيـح الزرقـا.. ولليلةٍسـمراء.. سـماهـا صافيه..
ومـوعـد لعـيونهـا..
والله غـرفنـا دافـيه..
ولهـا شـبابيـك وسـتايـر..على البـروق .. لكن .. زهـقـنـا بيـوتنـا ..
واللي يخـليـك .. اما انهـمـر.. والا ارتـفـع ..
تـمـرّ.. سـاعـه الا ربع .. وتـو الـسـحـاب.. مـا يـدري وش يبـي ..
أخاف أسـأل صـاحبـي .. ويقـول .. خـلـّـنا نـسـري..
ويـن نـسـري.. بـدري..
بـدري على المـسـرى ورا الـسـحاب قمـرا .. وقمرا ورا الأبواب..
تبـي المطـر يـرقـا .. وتهـطـل نجـوم .. وتظهر علي ..أنا لـو علي..
تحـت المصابيـح الزرقـا .. قـلبـي بيحـوم .. مثل الفـراش ..
تحـت الرشـاش .. والا الصحو .. لين أشـوفـك .. مـقـبـله ..
والله .. ضـلـوعـي مـبللـه.. بالـشـوق ..
ومـا ودي احاكـي صاحبـي .. ولا أسـاله .. بيقـول .. خـلنا نـسـري..
ويـن نـسـري بـدري .. سـاعـه وربع.. وحـنا واقـفيـن تحت المظله..
اما أنهمـر فرقـا .. والا تـقـطع وصـل .. يا ماطر الليـل ..
لا تاقـف .. بوسـط الـسـماء ..
...
السكوت الكلام
ياحروفنا الملح.. في شفاهنا الحنضل ...
كان السكوت أفضل .. ولا الكلام ؟
قلت اللي في قلبي ..
وخرج الحكي..من الحكي وما عاد..
اخيامنا طويت ..كافي ندق اوتاد
الكلمه .. ماهي انتصار
ولا انكسار ..
كانت حقيقه ..
يوم انقطع حبل الحوار
يا حروفنا الحنضل.. في شفاهنا الملح
زعلوا حبايبنا..كان السكوت أفضل
...
منقولة
.
.
بدر وعلى اسمك بدر والبدر محبوب ... يضوي نفوسٍ منهكه من تعبها
حرفه يساوي الف عنوان مكتوب ... وأبيات سحره ينتشي لا جذبها
بين الحروف الحس واضح ومحسوب ... وبين البيوت الآم فكره حسبها
صورة خياله خلت الشعر مرغوب... من لا يعرف الشعر حن ورغبها
يصور الدنيا على ساعة غروب ... وتحلى بعينه لين ينسى كربها
وإن صور الدنيا على غيم ونصـوب ... تمطر ويبـرد مـن حروفـه لهبهـا
مهندس الكلمة على لحـن وطـروب ... وأبياتـه الجزلـه يهـزك طربـهـا
يبحر شمال ويبحـر العالـم غـروب ... له ميـزة ٍ فـاق الجميـع وكسبهـا
دون الكرامه يشعل العالـم حـروب ... وكرامتـه فـوق ورفيـع ٍ نسبـهـا
من حاول يجاريـه مغلـوب مغلـوب ... يعجـز ويبطـي خافقـه مـا كتبهـا
*القصيده لـ الشاعر سعيد الغامدي في مهندس الكلمة
نبــذه عن البــــدر
بدر بن عبدالمحسن
من مواليد حي الفوطة في مدينة الرياض عام 1949 م.
التقى بالكثير من المبدعين الشعراء والكتاب والفنانين العرب وكان والده طيب الله ثراه شاعراً.
تولى رئاسة الجمعية السعودية للثقافة والفنون في مطلع السبعينيات .
غنى له العديد من المطربين ، وشكل انعطافه جديدة في مسار الأغنية من خلال تعاونه مع الفنان محمد عبده ، والفنان طلال مداح رحمه الله ، وذلك في الستينات من القرن الماضي .
أقيمت أول أمسية شعرية له في جامعة الكويت عام 1987 م.
بالإضافة إلى الشعر .. فإنه نفذ العديد من اللوحات رسماً ولقيت إعجاباً كبيراً .. خاصة وأنها تميل –كشعره غالباً 0 إلى الجانب الرمزي .
صدر له من الدواوين ...
ما ينقش العصفور في تمرة العذق
رسالة بدوي
لوحة ربما قصيدة
فوضى من ذكريات الطفولة ...
ليست بداية لسيرة ولا نواح على ماضي ، وإنما هي رغبة دفينة في أن أبوح برجعيتي .. وبأنني " إنسان قديم " .
(الفوطة ) .. أبنية طينية .. مشبع طينها من الخارج بالتبن .. وداخلها مطلي (بالجص) الأبيض .. أتذكرها جيداً إننا كنا نقضم هذا الكلاء بأسناننا ونحن أطفال .
ولدت هناك .. في الفوطة... وفي الدور العلوي
تقول أمي رحمها الله ... أن العديد من الأمهات فارقن الحياة أثناء الوضع في السنة التي ولدت فيها ... وأنها كانت قلقة .. لكن ولادتي كانت يسيرة
وعيت على أشياء كنت اعتقد انني وعيت عليها .. ولكن التواريخ تثبت استحالة ذلك .
اعتقدت أنني أذكر جيداً الملك عبدالعزيز ّ وقد توفي رحمه الله وعمري أربع سنوات .. ولكن يبدو أنني كنت اتخيل هذا الرجل الكبير بسبب وجوده بيننا بعد وفاته .
ووعيت على نفسي .. وأنا طفل يتعثر في كلامه .. وعلى ملامحه شيء من البلادة والخجل .
كان " أبو سعد" يشتري ما يلزم البيت من مواد غذائية .. وصويلحة " تطهو طعامنا ، وبجانب القرب الضخمة التي يوضع فيها الماء ليبرد ، كانت "سلامة" تغسل شعري بالسدر وتدهن وجهي بالفازلين لتخفف من الشقوق الصغيرة التي يتركها البرد والجفاف على جلدي .
ومازلت أتحسس أثر كي عتيق في عنقي من الخلف ، لا أذكر حادثة الكي ولا سببها ، كان عمري سنة أو أقل .. ويبدو أنني كنت مريضاً ليضعو ذلك المعدن الملتهب على لحمي .
في ربيع معشب ها جمتنا آلاف الأسراب من الحشرات ، لم يكن الأمر عادياً .. بل كان سريعاً ، وما زلت اتخيل الساحة الواسعة داخل منزلنا وقد تحولت إلى بساط أسود من الحشرات .
كانوا يحشون فتحات الأبواب السفلية بالخيش كي لا تلج أمواج الحشرات داخل الغرف ..
كنا في سلام
مع الظلام والشمس الحارقة والجن والغبار
وكنا قد بدأنا
نكتشف " البنسلين " كمضاد حيوي وحيد يشفى كل شيء
وكنا نموت
من أمراض تعد على الأصابع
كانت القصائد قد أخذت تغفل الغزل والجمل وتتحدث عن العربة وستائرها المخملية التي خلفها " النواعس السود "
وكانت كل قصيدة تعرف في من قيلت دون أن يغصب أحد
وكم تمنيت أن أكبر وأحب وأكتب قصيدة جميلة في الحبيبة .
كبرت وكتبت قصائد كثيرة
ومازلت اصر أن قصائدي لم تكتب لأحد !
كنت أسمع " الكبار " يناقشون أشياء كثيرة ، ويتطرقون للسياسة ، ولا يخفون حماسهم لكل حركة تحررية تحدث في العالم العربي وفرحهم بها .
كنا نحس أن كل من قال : أنا عربي ، هو منا ، إلى أن صدمنا أن هناك عرب .. وعرب !
مازلت اتذكر حماسي منقطع النظير عندما حدث العدوان الثلاثي على مصر بعد تأميم قناة السويس ، وكيف كنت أسمع الأخبار والأناشيد الحماسية من المذياع الذي في غرفة "صالح العنبر" .. ثم أذهب لأقص كل ما سمعته على " العجائز " أو أمهاتي اللواتي يرافقن والدتي رحمها الله " وهن يجلسن في ظلال البيت في الصباح ، وكان ولدي عادة غير جيدة حين ينشغلن عن حديثي في أمر آخر ، وهي إنني اضع إصبعي على ذقن من تواليني منهن وأجذب وجهها ناحيتي كي أكمل موضوعي الذي لا ينتهي ، " هذه مرحلة ما بعد البلادة والتعثر في الكلام " .
وأنا في "الفوطه " وعيت على كوني (ابن سعود )
ولاحظت أن الأطفال في الشارع لم يضعوا ذلك في حسبانهم كان أسلوبهم الفظ يشملني ونحن نلعب ربما تكون أول مره اعرف فيها معنى أن تكون ( ابن سعود).. ذهبت في العيد للسلام على الشيوخ وأعطيت جنيهين من الذهب وضعتهما في جيب ثوبي العلوي ... وحين خرجت استقبلني مرافقنا ( ناصر) وقال ( الحذيه ) وهي تعني انه يطلب مني أن أعطيه الجنيهين ، أو أحدهما على الأقل واشرت إلى جيبي العلوي فاخذ ( ناصر ) عيديتي ... وقد أدركت بعد تلك الحادثة أن من حقي أن احصل على أشياء مادية اكثر بكثير من أي طفل عادي ... ولكن لم يكن لي الحق في أن احتفظ بها ...
الشيخة ( بكسر الشين ) سيف ومنسف ... لا ادري إن كان هذا متل عند أهل نجد أو شرط ... ولكن الأكيد آن المشهورين من الرجال في الجزيرة العربية كانوا إما كرماء أو شجعان ...
كان من حقي وأنا طفل أن أتخيل أنني الإمام تركي بن عبدالله ... أو عبيد العلي الرشيد ... وحين أضع رأسي على الوسادة احمل سيفي ( الأجرب ) وافتح المدن ... واحرر القرى ... أو أن امتطي صهوة ( كروش ) واخوض المعارك وأنا أشدو بأجمل ( حداء ) في الدنيا ... كان بالإمكان أن يستمر ذلك الحلم لولا تدخل ... هتلر ... ومونت جمري ... وماك أرثر ... ومعرفتي المفاجئة ( بالايس كريم ) واكسفورد ستريت ...
رومانسيتي بدأت بعد أن تخطيت الثانية عشرة من عمري ... أما قبلها فلم يكن لي أي علاقة بالرومانسية ... كنت طفلا قاسيا ودمويا في بعض الأحيان اذكر إننا كنا نربي ( الحمام ) أو بالأصح أخواتي يربون الحمام وأنا أحاول أن اشوي بعضها حيا وفي العاشرة من عمري امتلكت بندقية وكان هذا أمر مؤسف لكل أنواع الطيور و الحيوانات إنما بعد الثانية عشرة تغيرت الأشياء وتحولت إلى فتى حالم وعاشق يمتلك شفافية كبيرة ...
يخيل لي أنني ولدت في مرحلة انتقالية وتغيرت الدنيا بعد ولادتي بسرعة رهيبة ( ليس لولادتي بالطبع دخل في هذا ) وان كنت ولدت في بيت من الطين ففي التاسعة من عمري كنت ادرس في مدينة الإسكندرية في مصر .. وفي الثامنة عشرة من عمري كنت في فرانسيسكو في أمريكا ..
في السابعة عشرة من عمري كتبت هذا الشعر :
لا والذي سواك ما ريد سواك
ما خبر نفس قد تمنت قدرها
اغلى حياتي من ثواني بها القاك
لولاك ما تسوى حياتي كدرها
ودنيا خلت من صافي الود وياك
يا عل يكسف شمسها مع قمرها
...
غربه وليل
غربه وليل .. وعمر ضايع ..
وحب ضايع .. في مركب أماني ..
ماله دليل
وانت يا اغلي الحياة ..
في الحب ناسي .. ليتك تقاسي ..
لو قليل ..
يا خطوة دمع فوق الخد..
يا جرح .. يا عمري ماله حد ..
يا حب كبير .. يا حزن كثير ..
يا ليل البعد والتفكير ..
حبيبي .. وكل سنا عمري .. وثواني بسمتك كله
عذابي وقلت انا صبري .. اداري لوعتي فـ ظله
وفات العمر تغريبه ..
وضمت بسمتك .. غيبه
وعشت الحب في ليلي..
وذاب الصبر من ويلي
غربه وليل وعمر ضايع ..
وحب ضايع ..
في مركب أماني ماله دليل
وانت يا .. اغلي الحياة ..
في الحب ناسي .. ليتك تقاسي ..
لو قليل
...
جمرة غضى
جمرة غضى .. أضمها بكفي
أضمها حيل . .
أبي الدفا .. لو تحترق كفي
وأبي سفر لليل
بردان أنا تكفى .. أبي احترق بدفا
لعيونك التحنان .. فعيونك المنفى
جيتك من الإعصار .. جفني المطر .. والنار
جمرة غضى
والله الجفا برد .. وقل الوفا برد
والموعد المهجور ما ينبت الورد
ياحبي المغرور .. ياللي دفاك اشعور
رد القمر للنور .. واحلى العمر .. في وعد
بردان .. بردان أنا تكفى.. أبي احترق بدفا
يا أول الحب .. شفتك أنا مره
واهديت لك قلب
ورديت لي جمرة
ومن يومها كان الرحيل
وليل الشتا .. القاسي الطويل
وآه يا الحنين
لليل باب له حارسين
برد وسحاب
...
تحت المظله
مطـر.. معـلق .. بنـصف السـما .. لا ينـهمـر.. ولا يرتـفع ..
وكل ما بغـينا نجـتمع.. تحـت المصابيح الزرقـا.. يطيح منه رذاذ ..
اما انـهمـر فرقا .. و الا تـقـطع وصـل .. يا مـاطـر الليـل ..
لا تاقـف بوسـط الـسـما ..
لك هـالـشـوارع .. انما تـكـفيـك.. سـاعـه .. سـاعـتيـن ..
بنـشـيب وحـنـّا واقـفين.. تحت المظله .. ماهو خـوف من البـلل ..
لكن حـنيـن .. للمصابيـح الزرقـا.. ولليلةٍسـمراء.. سـماهـا صافيه..
ومـوعـد لعـيونهـا..
والله غـرفنـا دافـيه..
ولهـا شـبابيـك وسـتايـر..على البـروق .. لكن .. زهـقـنـا بيـوتنـا ..
واللي يخـليـك .. اما انهـمـر.. والا ارتـفـع ..
تـمـرّ.. سـاعـه الا ربع .. وتـو الـسـحـاب.. مـا يـدري وش يبـي ..
أخاف أسـأل صـاحبـي .. ويقـول .. خـلـّـنا نـسـري..
ويـن نـسـري.. بـدري..
بـدري على المـسـرى ورا الـسـحاب قمـرا .. وقمرا ورا الأبواب..
تبـي المطـر يـرقـا .. وتهـطـل نجـوم .. وتظهر علي ..أنا لـو علي..
تحـت المصابيـح الزرقـا .. قـلبـي بيحـوم .. مثل الفـراش ..
تحـت الرشـاش .. والا الصحو .. لين أشـوفـك .. مـقـبـله ..
والله .. ضـلـوعـي مـبللـه.. بالـشـوق ..
ومـا ودي احاكـي صاحبـي .. ولا أسـاله .. بيقـول .. خـلنا نـسـري..
ويـن نـسـري بـدري .. سـاعـه وربع.. وحـنا واقـفيـن تحت المظله..
اما أنهمـر فرقـا .. والا تـقـطع وصـل .. يا ماطر الليـل ..
لا تاقـف .. بوسـط الـسـماء ..
...
السكوت الكلام
ياحروفنا الملح.. في شفاهنا الحنضل ...
كان السكوت أفضل .. ولا الكلام ؟
قلت اللي في قلبي ..
وخرج الحكي..من الحكي وما عاد..
اخيامنا طويت ..كافي ندق اوتاد
الكلمه .. ماهي انتصار
ولا انكسار ..
كانت حقيقه ..
يوم انقطع حبل الحوار
يا حروفنا الحنضل.. في شفاهنا الملح
زعلوا حبايبنا..كان السكوت أفضل
...
منقولة